السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هناك تغيير للأحسن , و هناك تضييع للوقت و الجهد , بالطبع من مصلحتك و مصلحة الجميع أن تكون أفضل ما يمكن أن تكون في بعض الأشياء , فحين يتعلق الأمر بالقيم الإيجابية بالطبع من الجيد أن تحاول قدر إستطاعتك أن تكون كريمًا , مراعيًا , جديرًا بالثقة , عادلًا , صادقًا , مساعدًا و غير أناني .
و لكن عندما يتعلق الأمر بالمهارات , فمن السخف أن تحاول التفوق في كل شيء ! فلا أحد يستطيع القيام بذلك , فليس هنالك عدد كاف من الساعات في اليوم ! أتذكر معلم الفنون و الرسم في المدرسة و هو دائمًا يخبرنا بأننا يجب أن نداوم على " تحسين أنفسنا " . و كذلك معلم التربية الرياضية و رئيس الفن المسرحي .
الحقيقة أنه من المفيد جدًا لثقتك بنفسك أن تعمل بجد لتحقيق شيء ما و تشعر بأنك تحقق تحسنًا طوال الوقت ! فعندما تدرك أنك تطورت كلاعب كرة قدم مقبول إلى لاعب محترف أو من ممثل مسرحي مبتدئ إلى مشهور على المستوى التمثيل أو من رسام مبتدئ إلى مبدع و خلاب فإنك تحس بشعور رائع و هو يستحق العرق و الجد و الإجتهاد للحصول عليه .
و لكننا في الواقع لم نخلق جميعًا لنكون لاعبي كرة قدم محترفين أو نجومًا لامعة في التمثيل أو فرشة رسم مبدعه على اللوحات ! فـ أنا بنفسي لم أستطع أن أرى وجهة النظر في مقولة ( السعي وراء التحسن الدائم ) في الغناء مثلًا ! أحد الأشخاص صوته جميل و لكن أذنه غير موسيقية و لم يستطع المواكبة على الإيقاع أو الغناء على وزن الموسيقى مهما كان صوته رائعًا لأنه لم يكن مهتمًا بالنغمة الموسيقية التي يسمعها ! أنا لا أقول أن لا تبذل جهدك في شيء تحبه أو تحاول تحقيق أحلامك من خلاله مهما كنت سيء فيه و لكن ما الفائدة من إجهاد نفسك في شيء لا يمكنك أن تتميز فيه أبدًا و لا تمتلك المقومات و لا تحبه أساسًا ؟! هل ستصبح رسامًا مشهورًا و أنت لا تحب الرسم فقط لأن معلمك أخبرك ( تحسن دائمًا ) ؟! هذا الأمر ربما حتى لا يحدث في أفلام الكرتون ! لماذا تستمر على ذلك بدون أي فائدة في حين أنك تستطيع أن تضع كل هذا الجهد و الوقت في شيء تعلم أن لديك فرصة للتفوق فيه ؟ بل أنه من المفيد بالنسبة لنا أن نكون ضعفاء في بعض الأمور و هذا ليس عيبًا فهذا قد يعلمنا بعض التواضع ! و يذكرنا أن نشعر بالإمتنان تجاه مواطن القوة التي نمتلكها ! .
إذن سواء كان الأمر يتعلق بالعمل أو اللعب , اختر الأشياء التي تهمك و التي لديك فرصة لتحقيقها و اعمل عليها بكل جد ! فأنا لم أقابل شخصًا كان بارعًا في كل شيء في هذا العالم الواسع ! و إن قابلت أحدهم فمن المرجح بأنني لن أعمل أي صداقة معه ! لذا دعنا لا نزعج أنفسنا بالسعي لذلك فقط دعنا نتعرف على النواحي التي لن ننجح فيها أبدًا و نتوقف عن المحاولة ليس لكي نجلس في أماكننا و نتحسر على حالنا ! بل لكي نحول الوقت و الجهد إلى المكان الذي يستحقان أن يبذلا فيه ! .
أحد الأسباب كوننا لا نستطيع أن نكون بارعين في كل شيء هو أن بعض المهارات لا تنسجم مع الأخرى ! أحيانا تكون تلك المهارات شديدة الفائدة في بعض المجالات و لكن من الصعب أن تنسجم ! على سبيل المثال لنفترض بأنك معلم فنون رسم و لديك طالبان , الأول متميز في رسم الخلفيات و الآخر متميز في رسم الوجوه , و هذا أمر جيد لك كـ معلم فنون رسم لأنك تمتلك العديد من المواهب و الخيارات و المهارات عند طلابك ! و لكن ماذا سيحدث لو عرف الآخرين بأن الطالب الأول ممتاز في رسم الخلفيات و لكن سيء في رسم الوجوه بينما الطالب الثاني ممتاز في رسم الوجوه و لكن سيء في رسم الخلفيات ؟! هنا الطالبان سيسعيان للتحسن في نواقصهما و هذا أمر جيد و لكن المشكلة تكمن في التحسن الدائم ! كلاهما سيركزان على نقاط ضعفهمها و محاولة تحسينها طوال الوقت و سينسيان مواطن قوتهما و ما يبدعان فيه ! المقصد أنه لا بأس بأن تحسن من نواقصك و تحاول تطوريها و لكن إن عملت على تحسين نواقصك بشكل دائم فسوف تنسى و تضطر أن تفقد مهاراتك الأساسية و مواطن قوتك التي تبدع فيها ! .
إذن فتقبل مواطن ضعفنا ليس عذراً لكي نخبر أنفسنا بأننا فاشلون و أنه لا جدوى من المحاولة ! لكل منا نقاط قوته و نحن ندين لأنفسنا باكتشاف تلك النقاط و المواهب و المهارات لتقويتها . إن الأمر فقط يتعلق بكونك واقعيًا ! .
لا بأس بأن تتوسع في مجالك و مهاراتك و تحاول تطوير نفسك و إكتشاف مهارات جديدة فهذا أمر ممتع و لكن لا بأس إن لم تستطع التفوق في كل شيء لأنك هكذا ستنسى مواهبك و مهاراتك الأساسية فقط لأنك تسعى للتحسن الدائم في نواقصك !
تقبل نقائصك !
هناك تغيير للأحسن , و هناك تضييع للوقت و الجهد , بالطبع من مصلحتك و مصلحة الجميع أن تكون أفضل ما يمكن أن تكون في بعض الأشياء , فحين يتعلق الأمر بالقيم الإيجابية بالطبع من الجيد أن تحاول قدر إستطاعتك أن تكون كريمًا , مراعيًا , جديرًا بالثقة , عادلًا , صادقًا , مساعدًا و غير أناني .
و لكن عندما يتعلق الأمر بالمهارات , فمن السخف أن تحاول التفوق في كل شيء ! فلا أحد يستطيع القيام بذلك , فليس هنالك عدد كاف من الساعات في اليوم ! أتذكر معلم الفنون و الرسم في المدرسة و هو دائمًا يخبرنا بأننا يجب أن نداوم على " تحسين أنفسنا " . و كذلك معلم التربية الرياضية و رئيس الفن المسرحي .
الحقيقة أنه من المفيد جدًا لثقتك بنفسك أن تعمل بجد لتحقيق شيء ما و تشعر بأنك تحقق تحسنًا طوال الوقت ! فعندما تدرك أنك تطورت كلاعب كرة قدم مقبول إلى لاعب محترف أو من ممثل مسرحي مبتدئ إلى مشهور على المستوى التمثيل أو من رسام مبتدئ إلى مبدع و خلاب فإنك تحس بشعور رائع و هو يستحق العرق و الجد و الإجتهاد للحصول عليه .
و لكننا في الواقع لم نخلق جميعًا لنكون لاعبي كرة قدم محترفين أو نجومًا لامعة في التمثيل أو فرشة رسم مبدعه على اللوحات ! فـ أنا بنفسي لم أستطع أن أرى وجهة النظر في مقولة ( السعي وراء التحسن الدائم ) في الغناء مثلًا ! أحد الأشخاص صوته جميل و لكن أذنه غير موسيقية و لم يستطع المواكبة على الإيقاع أو الغناء على وزن الموسيقى مهما كان صوته رائعًا لأنه لم يكن مهتمًا بالنغمة الموسيقية التي يسمعها ! أنا لا أقول أن لا تبذل جهدك في شيء تحبه أو تحاول تحقيق أحلامك من خلاله مهما كنت سيء فيه و لكن ما الفائدة من إجهاد نفسك في شيء لا يمكنك أن تتميز فيه أبدًا و لا تمتلك المقومات و لا تحبه أساسًا ؟! هل ستصبح رسامًا مشهورًا و أنت لا تحب الرسم فقط لأن معلمك أخبرك ( تحسن دائمًا ) ؟! هذا الأمر ربما حتى لا يحدث في أفلام الكرتون ! لماذا تستمر على ذلك بدون أي فائدة في حين أنك تستطيع أن تضع كل هذا الجهد و الوقت في شيء تعلم أن لديك فرصة للتفوق فيه ؟ بل أنه من المفيد بالنسبة لنا أن نكون ضعفاء في بعض الأمور و هذا ليس عيبًا فهذا قد يعلمنا بعض التواضع ! و يذكرنا أن نشعر بالإمتنان تجاه مواطن القوة التي نمتلكها ! .
إذن سواء كان الأمر يتعلق بالعمل أو اللعب , اختر الأشياء التي تهمك و التي لديك فرصة لتحقيقها و اعمل عليها بكل جد ! فأنا لم أقابل شخصًا كان بارعًا في كل شيء في هذا العالم الواسع ! و إن قابلت أحدهم فمن المرجح بأنني لن أعمل أي صداقة معه ! لذا دعنا لا نزعج أنفسنا بالسعي لذلك فقط دعنا نتعرف على النواحي التي لن ننجح فيها أبدًا و نتوقف عن المحاولة ليس لكي نجلس في أماكننا و نتحسر على حالنا ! بل لكي نحول الوقت و الجهد إلى المكان الذي يستحقان أن يبذلا فيه ! .
أحد الأسباب كوننا لا نستطيع أن نكون بارعين في كل شيء هو أن بعض المهارات لا تنسجم مع الأخرى ! أحيانا تكون تلك المهارات شديدة الفائدة في بعض المجالات و لكن من الصعب أن تنسجم ! على سبيل المثال لنفترض بأنك معلم فنون رسم و لديك طالبان , الأول متميز في رسم الخلفيات و الآخر متميز في رسم الوجوه , و هذا أمر جيد لك كـ معلم فنون رسم لأنك تمتلك العديد من المواهب و الخيارات و المهارات عند طلابك ! و لكن ماذا سيحدث لو عرف الآخرين بأن الطالب الأول ممتاز في رسم الخلفيات و لكن سيء في رسم الوجوه بينما الطالب الثاني ممتاز في رسم الوجوه و لكن سيء في رسم الخلفيات ؟! هنا الطالبان سيسعيان للتحسن في نواقصهما و هذا أمر جيد و لكن المشكلة تكمن في التحسن الدائم ! كلاهما سيركزان على نقاط ضعفهمها و محاولة تحسينها طوال الوقت و سينسيان مواطن قوتهما و ما يبدعان فيه ! المقصد أنه لا بأس بأن تحسن من نواقصك و تحاول تطوريها و لكن إن عملت على تحسين نواقصك بشكل دائم فسوف تنسى و تضطر أن تفقد مهاراتك الأساسية و مواطن قوتك التي تبدع فيها ! .
إذن فتقبل مواطن ضعفنا ليس عذراً لكي نخبر أنفسنا بأننا فاشلون و أنه لا جدوى من المحاولة ! لكل منا نقاط قوته و نحن ندين لأنفسنا باكتشاف تلك النقاط و المواهب و المهارات لتقويتها . إن الأمر فقط يتعلق بكونك واقعيًا ! .
لا بأس بأن تتوسع في مجالك و مهاراتك و تحاول تطوير نفسك و إكتشاف مهارات جديدة فهذا أمر ممتع و لكن لا بأس إن لم تستطع التفوق في كل شيء لأنك هكذا ستنسى مواهبك و مهاراتك الأساسية فقط لأنك تسعى للتحسن الدائم في نواقصك !
تقبل نقائصك !
منــقول