خروج دابة الأرض آخر
الزمان .. الأدلة الشرعيّة
إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره،
ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا،
من يهد الله تعالى، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اما بعد
عندما تبدأ شمسُ الدنيا بالأُفول، ويأذن الله لها بالرحيل،
تتسابقُ العلامات البيّنة الدالة على قُرب النهاية واقتراب الآخرة،
وتُسمّى عند علماء أهل الإسلام: "أشراط الساعه"، ومن بين تلك العلامات الكبيرة والمؤثّرة،
خروج مخلوقٍ غيبيٌّ لا نعلم الكثير من أوصافه، سوى ما جاءت تسميته
في النصوص الصحيحة"دابّةٌ من الأرض".
وكما هو شأنُ المعتقدات جميعاً، والمأخوذة من اسمها: "عقيدة"، كان لابد من تثبيت
الاعتقاد بصحّة خروج هذه الدابّة بنصوصٍ صحيحةٍ لا مجال لإنكارِها،
حتى يصحّ اعتبارُها حقيقةً شرعيّة يلزمُ الإيمان بها والتصديق، خصوصاً
وأن العقائد أخبارٌ، والأخبار لا تُثبت إلا بالدلائل الصحيحة الشرعيّة.
ولنا وقفة مع بعض النصوص التي ورد فيها ذكرُ دابّة الأرض،
ودلالات تلك النصوص الاعتباريّة المشيرةِ إليها
كشرطٍ من أشراط الساعة وعلاماتها.
دليل القرآن الكريم
جاءت الإشارة إلى هذه العلامة في آية واحدةٍ في القرآن أشارت بوضوح إليها
وبيّنت الوقت التقريبي لحدوثها، وذلك في سورة النمل،
حيث يقول الله جلّ جلالُه:
{وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.. [النمل : 82].
بيّن المفسّرون في سياق كلامهم عن الآية الكريمة علاقتها بشرط خروج الدابة،
وذكروا أن معنى الآية: وإذا أراد الله أن ينفذ في الكافرين سابق علمه
لهم من العذاب أخرج لهم دابة من الأرض، وذلك حين ينقطع الخير،
ولا يُؤمر بمعروف، ولا يُنهى عن منكر، ولا يبقى منيبٌ ولا تائب،
بعد بموت العلماء، وذهاب العلم، ورفع القرآن، كما قال تعالى لنوح عليه السلام
بعد طول الزمان، ومقاساة الشدائد والأحزان:
{وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون}.. [هود : 36].
يقول نجم الدين الطوفي في سياق شرحه لآية النمل: "هذه من غائبات
القرآن الواجب وقوعها، ومن معجزات النبي –صلى الله عليه وسلم- وإخباره بالغائبات،
التي لابد من وجودها".
وقال ابن جزّي: " إذا حان وقت عذابهم الذي تضمنه القول الأزلي من الله في ذلك وهو قضاؤه".
ثم إن خروج الدابّة ومغايرَتها لحال الحيوانات من خلال حديثِها مع الناس
حقيقٌ أن يجعلها من آيات الله الكبرى، ومن (البعض) الذي قال الله فيه:
{هل ينظرون إلا أن تاتيهم الملائكة أو ياتي ربك أو ياتي بعض آيات ربك يوم ياتي
بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا}.. [الأنعام : 158].
الأدلة من السنّة
ثمّة الكثير من الأحاديث الشريفة الثابتة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-،
والتي ورد فيها ذكر هذه الدابة:
منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة،
أو خاصة أحدكم أو أمر العامة).. [رواه مسلم].
والمعنى كما ذكر القاضي عياض: "أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات؛
فإنها إذا نزلت أدهشت، وأشغلت عن الأعمال، أو سد عليهم باب التوبة، وقبول العمل".
وعنه رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض) .. [رواه مسلم].
وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-
في غرفة ونحن أسفل منه، فاطّلع إلينا، فقال: (ما تذكرون؟) " قلنا:
الساعة، قال: (إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق،
وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال، ودابة الأرض،
ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن).. [رواه مسلم].
ومن الأدلّة على كونِها من علامات الساعة الكبرى، حديث عبد الله بن عمرو، قال:
حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لم أنسه بعد، سمعته يقول:
(إن أول الآيات خروجا، طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى،
وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبا).. [رواه مسلم].
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم -:
(تخرج الدابة فتَسِمُ الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم،
حتى يشتري الرجل البعير فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريته من أحد المخطّمين)
رواه أحمد، والخراطيم: الأنوف، والمخطّمين: الذين تمّ وسمُهم في أنوفهم.
فهذه الدلائل الواضحات على أن خروج دابة الأرض ليس مجازاً من القول،
ولا تهويلاً من الأخبار، فيجب الإيمان بها؛لأنا نعلم أنه حق وصدق،
وإن لم نطلع على حقيقة معناه.
الزمان .. الأدلة الشرعيّة
إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره،
ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا،
من يهد الله تعالى، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اما بعد
عندما تبدأ شمسُ الدنيا بالأُفول، ويأذن الله لها بالرحيل،
تتسابقُ العلامات البيّنة الدالة على قُرب النهاية واقتراب الآخرة،
وتُسمّى عند علماء أهل الإسلام: "أشراط الساعه"، ومن بين تلك العلامات الكبيرة والمؤثّرة،
خروج مخلوقٍ غيبيٌّ لا نعلم الكثير من أوصافه، سوى ما جاءت تسميته
في النصوص الصحيحة"دابّةٌ من الأرض".
وكما هو شأنُ المعتقدات جميعاً، والمأخوذة من اسمها: "عقيدة"، كان لابد من تثبيت
الاعتقاد بصحّة خروج هذه الدابّة بنصوصٍ صحيحةٍ لا مجال لإنكارِها،
حتى يصحّ اعتبارُها حقيقةً شرعيّة يلزمُ الإيمان بها والتصديق، خصوصاً
وأن العقائد أخبارٌ، والأخبار لا تُثبت إلا بالدلائل الصحيحة الشرعيّة.
ولنا وقفة مع بعض النصوص التي ورد فيها ذكرُ دابّة الأرض،
ودلالات تلك النصوص الاعتباريّة المشيرةِ إليها
كشرطٍ من أشراط الساعة وعلاماتها.
دليل القرآن الكريم
جاءت الإشارة إلى هذه العلامة في آية واحدةٍ في القرآن أشارت بوضوح إليها
وبيّنت الوقت التقريبي لحدوثها، وذلك في سورة النمل،
حيث يقول الله جلّ جلالُه:
{وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.. [النمل : 82].
بيّن المفسّرون في سياق كلامهم عن الآية الكريمة علاقتها بشرط خروج الدابة،
وذكروا أن معنى الآية: وإذا أراد الله أن ينفذ في الكافرين سابق علمه
لهم من العذاب أخرج لهم دابة من الأرض، وذلك حين ينقطع الخير،
ولا يُؤمر بمعروف، ولا يُنهى عن منكر، ولا يبقى منيبٌ ولا تائب،
بعد بموت العلماء، وذهاب العلم، ورفع القرآن، كما قال تعالى لنوح عليه السلام
بعد طول الزمان، ومقاساة الشدائد والأحزان:
{وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون}.. [هود : 36].
يقول نجم الدين الطوفي في سياق شرحه لآية النمل: "هذه من غائبات
القرآن الواجب وقوعها، ومن معجزات النبي –صلى الله عليه وسلم- وإخباره بالغائبات،
التي لابد من وجودها".
وقال ابن جزّي: " إذا حان وقت عذابهم الذي تضمنه القول الأزلي من الله في ذلك وهو قضاؤه".
ثم إن خروج الدابّة ومغايرَتها لحال الحيوانات من خلال حديثِها مع الناس
حقيقٌ أن يجعلها من آيات الله الكبرى، ومن (البعض) الذي قال الله فيه:
{هل ينظرون إلا أن تاتيهم الملائكة أو ياتي ربك أو ياتي بعض آيات ربك يوم ياتي
بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا}.. [الأنعام : 158].
الأدلة من السنّة
ثمّة الكثير من الأحاديث الشريفة الثابتة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-،
والتي ورد فيها ذكر هذه الدابة:
منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة،
أو خاصة أحدكم أو أمر العامة).. [رواه مسلم].
والمعنى كما ذكر القاضي عياض: "أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات؛
فإنها إذا نزلت أدهشت، وأشغلت عن الأعمال، أو سد عليهم باب التوبة، وقبول العمل".
وعنه رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض) .. [رواه مسلم].
وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-
في غرفة ونحن أسفل منه، فاطّلع إلينا، فقال: (ما تذكرون؟) " قلنا:
الساعة، قال: (إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق،
وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال، ودابة الأرض،
ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن).. [رواه مسلم].
ومن الأدلّة على كونِها من علامات الساعة الكبرى، حديث عبد الله بن عمرو، قال:
حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لم أنسه بعد، سمعته يقول:
(إن أول الآيات خروجا، طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى،
وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبا).. [رواه مسلم].
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم -:
(تخرج الدابة فتَسِمُ الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم،
حتى يشتري الرجل البعير فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريته من أحد المخطّمين)
رواه أحمد، والخراطيم: الأنوف، والمخطّمين: الذين تمّ وسمُهم في أنوفهم.
فهذه الدلائل الواضحات على أن خروج دابة الأرض ليس مجازاً من القول،
ولا تهويلاً من الأخبار، فيجب الإيمان بها؛لأنا نعلم أنه حق وصدق،
وإن لم نطلع على حقيقة معناه.