إن ظاهرة الفشل الدراسي ظاهرة قديمة جداً وقد بقيت محط اهتمام الكثير من الباحثين ، فالعديد من الباحثين اعتبر أن الفشل الدراسي والضعف العقلي أمراً واحداً ، ومنهم من جعل عامل الذكاء هو سبب رئيسي في الفشل الدراسي ، و من المعلوم أن الفشل أو التعثر الدراسي يرتبط في أذهان الكثير بمفاهيم أخرى مثلاً كالتسرب الدراسي و الهدر المدرسي .
ومن المعروف مسبقاً مدى أثر هذه الظاهرة على مردودية التعليم و على مسيرة التنمية البشرية حيث أن التعليم الناجح هو أساس كل تنمية بشرية مستدامة ، وكما نعلم أن الأثر الإقتصادي لهذه الظاهرة كبير جداً حيث أن الدولة تنفق أموالاً طائلة على التلميذ المتخلف دراسياً .
لدراسة ظاهرة الفشل الدراسي، سنتبع الخطة التالية:
1 – تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
2 – دراسة ظــاهــرة الفشل الدراســي.
1 – تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
لتعريف ظاهرة الفشل الدراسي لابد من تعريف بعض الظواهر المرتبطة بها:
يحدد هذا الاتجاه الضعف العقلي في نسبة الذكاء التي تتراوح بين 0 و 90 درجة و تعتبر الاختبارات العـقـلية أهم وسيلة – حسب الاتجاه – في تحديد و تشخيص الضعف العقلي.
ضعيف العقل حسب هذا الاتجاه هو من توقف نموه العقلي في ســن الرشد ما بين ثمان سنوات و عشر سنوات كحد أقصى.
يذهب هذا الاتجاه إلى أن ضعيف العقل هو الفرد غير القادر على التكيف مع البيئة التي يتفاعل معها باستمرار.
حسب هذا الاتجاه فإن ضعاف العقول هم أولئك التلاميذ الذين لا يستجيبون بشكل أو بآخر استجابات صحيحة و إيجابية للمنهج الدراسي القائم.
و يختلف التسرب عن الفشل الدراسي في كون التلميذ المتسرب قد انقطع نهائيا عن الدراسة في حين أن المتعثر دراسيا مازال يتابع دراسته. و تكمن العلاقة بين التسرب و الفشل الدراسيين في كون الأول يأتي نتيجة للثاني.
يمكن تعريف الفشل الدراسي بأولئك التلاميذ الذين يكون تحصيلهم الدراسي أقل من مستوى أقرانهم أو يكون مستواهم الدراسي أقل من نسبة ذكائهم.
ينطلق هذا التعريف من كون الفشل الدراسي متعدد الأسباب، و أن المؤشر الذي يمكن أن يحدد لنا الفشل الدراسي هو التكرار و الرسوب (5) و يعتبر هذا التعريف من أبسط التعاريف الفشل الدراسي.
ينطلق هذا التعريف من كون المنهاج مكون من مجموعة من الأهداف و الكفايات و أن وظيفة المدرسة تكمن في مساعدة المتعلمين على بلوغ تلك الأهداف مع مراعاة استعداداتهم و قدراتهم. أما التلاميذ الذين يعجزون عن تحقيق تلك الأهداف المسطرة فإنهم يعتبرون متخلفين دراسيا.
2- دراسة ظاهرة الفشل الدراسي
و هي التي لها علاقة بالتلميذ نفسه، كضعف الذكاء أو ضعف الصحة الجسمية، بما في ذلك قصر في الحواس أو التعرض لبعض الأمراض المؤقتة أو المزمنة إضافة إلى علاقة الفشل الدراسي بالصحة النفسية للتلميذ، و قد سبق أن تحدثنا عن الأسباب الذاتية في معرض حديثنا عن صعوبات التعلم.
يتفق جل الفاعلين في الحقل التربوي من أساتذة و مؤطرين تربويين و مربين على أن المناهج الدراسية بشكلها الحالي لا تمت للواقع بصلة و لا تحترم الفروق الفردية بين المتعلمين و كذلك الفروق الاجتماعية و السوسيوثقافية كالاختلاف بين تلاميذ الوسط القروي و تلاميذ الوسط الحضري ، مما يكرس ظاهرة الفشل الدراسي و يزيد من حدتها. كما أن كثرة المواد الدراسية و عدم ملاءمة المدة الزمنية المخصصة لها مع حيز الإنجاز الواقعي يرغم المدرس على المرور على هذه المواد مرور الكرام حرصا على التنظيم الزمني، مما يضيع على المتعلمين فرصة التعلم، خصوصا منهم الذين يشكون من ضعف في التحصيل. وعند دراسة تقييم الأساتذة للمواد التي تعرف صعوبة في التعلم نجد إجماعا حول اللغات الأجنبية، حيث أن جل المستجوبين أجمعوا على النقاط التالية :
و يتضح جليا من هذه الدراسة و استطلاع الرأي أن المناهج الحالية قد كرست الظاهرة بدل معالجتها، حيث أصبح المدرسون تائهين بين مختلف البيداغوجيات، في غياب تكوين مستمر يواكب المستجدات، و يؤهل المدرس للاضطلاع بالدور المرسوم له.
بينت الإحصائيات أن نسبة الفشلالدراسي في الوسط القروي أكبر منها في الوسط الحضري، كما تختلف هذه النسبة في الوسط الحضري نفسه، باعتبار المستوى السوسيوثقافي و السوسيواقتصادي حيث أن نسبة التكرار في الطبقات الميسورة و ذات المستوى الثقافي المرتفع نسبيا، أقل مما هي عليه في أوساط الطبقات الدنيا. وتبين هذه الدراسات العلاقة الوطيدة بين نسبة التكرار و المستوى الاقتصادي و الثقافي للأسرة.
و انطلاقا من نتائج استقصاء آراء المدرسين العاملين بالوسط القروي فقد لاحظنا أن ظاهرة الفشل الدراسي تكاد تكون لصيقة به، حيث نسب الأمية في صفوف الآباء و الأمهات مرتفعة، و يسجل غياب كبير للتتبع الأسري. ومن ناحية أخرى، سجلنا حين استجوابنا للتلاميذ حول أسباب عدم الاهتمام بالدراسة و بالواجبات المنزلية على الخصوص، ذكر بعضهم ممن يمتلكون الجرأة أسبابا عديدة أهمها ما يلي :
أغلب أولياء الأمور الذين شملتهم الدراسة أميون ولم يسبق لهم أن تلقوا تعليما من قبل، باستثناء دروس محو الأمية التي لم ترق بعد للمستوى الذي يؤهلهم لتتبع أبنائهم؛ وكما يقول المثل ففاقد الشيء لا يعطيه. كما أن 70% من أفراد هذه الأسر الأكبر سنا من العينة المدروسة لا يلتحقون بالمستوى الثانوي الإعدادي حيث تنقطع الفتيات عن الدراسة لبعد الإعدادية (المرحلة المتوسطة) أو لانعدام الجدوى من متابعة الدراسة في نظر بعض الآباء، حيث أن تعلم القراءة و الكتابة كاف في نظرهم . أما بالنسبة للذكور فإن عدم القدرة على مواكبة المستوى الدراسي بالإعدادي و ضعف الحالة المادية للأسرة و الرغبة في ولوج سوق الشغل مبكرا تجاوبا مع المتغيرات السيكولوجية الأولى في شخصية المراهق، تبقى من أهم الأسباب التي تعرقل إتمامهم للدراسة الإعدادية. ينضاف إلى هذه الأسباب التي ذكرناها: انعدام التتبع الأسري حيث أن علاقته بالدراسة تنقطع بمجرد انتهاء الحصة الدراسية لتستأنف عند ولوجه للفصل الدراسي في الحصة الموالية؛ وترجع أسباب هذه الظاهرة المرضية إلى أمية الآباء و تساهل الأمهات مع الأبناء في ظل الغياب الطويل للآباء و الذي يدوم شهورا متعددة بحكم طبيعة عملهم .
إن النظام الحالي للتقويم يظلم التلميذ أكثر مما ينصفه و الحقيقة أن الامتحانات في أغلب أنظمة التعليم العربية تتخذ صيغة مباراة وليس صيغة التقويم الحقيقي حيث يفرض عدد المقاعد المتوفرة بالمستوى المقبل تطبيق نظام الكوطا في تحديد عدد الناجحين وكذا في تحديد معدل النجاح الذي يكون في بعض الأحيان أقل من المتوسط. و أمام هذا الواقع الذي لا يخدم مصلحة المجتمع، يبقى التساؤل مشروعا حول مستقبل هذا المتعلم الذي التحق بالمستوى الأعلى في ظل هذه الشروط التي تغذي الفشل الدراسي.
أثبتت استطلاعات الرأي أن جل المدرسين لم يختاروا مهنة التدريس عن اقتناع و حب ممارسة، و إنما لكونها أقصر الطرق إلى التوظيف، و لعدم وجود خيارات أخرى. إن هذه الدراسة تجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول مستقبل مجتمع وضع أمانة تعليم و تربية أبنائه على عاتق أناس تقلدوا هذه المسؤولية هربا من شبح البطالة. و إذا أضفنا لهذا الخلل البنيوي في التوجيه حقيقة الظروف الصعبة للممارسة وانعدام الحوافز المادية و المعنوية و المكانة الاجتماعية للمدرسين التي ما فتئت تنحط يوما بعد يوم… تتضح لدينا الرؤية حول أسباب ظاهرة الفشل الدراسي و الهدر المدرسي التي وصلت لنسب مخيفة في الوطن العربي.
إضافة إلى المعيقات السابقة التي تعاني منها مدارسنا، نذكر العوامل التالية :
إن تعميم التعليم حل كمي لا يحد من الظاهرة بل يساهم في استفحالها حيث أن تسريع وتيرة التعميم يؤدي إلى بناء مدارس لا تتوفر فيها أدنى شروط العمل و التحصيل. كما أن هذه المقاربة هي في الجوهر تهدف إلى محو الأمية وليس إلى بناء مجتمع المعرفة و التقدم.
و عندما نطرح قضية المجتمع العربي و بنيته، فإننا ننظر إليها من خلال النظريات الاجتماعية الغربية و الأجنبية، إذ أن التجربة بينت أن فلسفة التربية الصالحة هي التي تنبثق من المجتمع نفسه وليس من النظريات المستوردة. ففلسفة التربية نتاج فكري موضوعي يعبر عن واقع موضوعي معين و ليست سلعة تتداول في الأسواق الدولية .
1- التعليم الأولي
إن جل الدراسات المتقدمة حول ظاهرة الفشل الدراسي أثبتت أهمية التعليم الأولي (رياض الأطفال) الذي يتسم بالجودة في حل هذه المعضلة، و إذا كانت المدن تتمتع برياض الأطفال و المدارس الخصوصية التي تهتم بالطفل منذ سنواته الأولى، فإن البوادي تفتقر إلى هذا النوع من العناية.
يلتحق بالتعليم الأولي, الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين أربع سنوات كاملة وست سنوات. وتهدف هذه الدراسة خلال عامين إلى تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية وذلك من خلال (7) :
2– تعميم المدارس الجماعاتية بالوسط القروي.
إن الباحث في واقع التعليم الابتدائي بالقرى ، يصطدم بمشاكل مركبة تعرقل إلى حد كبير عملية التحصيل الدراسي، ذلك أن واقع الأقسام المشتركة و عدم استقرار المدرسين، إضافة إلى ظروف العمل الصعبة و انعدام التتبع الأسري للتلميذ، كلها عوامل تدفعنا للتفكير الجدي في إقامة مدارس جماعاتية لإيواء التلاميذ وكذا المدرسين في جو يوفر الشروط الضرورية لإنجاح العملية التعليمية-التعلمية. و لقد أثبتت التجربة التاريخية نجاعة هذا الحل، حيث لا يخفى على أحد عدد الأطر ذوي الوزن على المستوى الوطني و الدولي و التي كانت و ما تزال تتخرج من المدارس الداخلية.
3- العناية بالعنصر البشري تكوينا و تحفيزا
لقد أثبتت التجربة الميدانية فشل نظام التدريس بمراكز تكوين المدرسين، حيث أن المناهج المعتمدة لا علاقة لها بالواقع، فنجد معظم المتخرجين يضطرون لترك ما تعلموه جانبا لفسح المجال أمام الارتجال الذي يفرضه واقع الحال في مدارسنا، خصوصا في الوسط القروي، حيث أن فلسفة التربية و طرائق التدريس و علم النفس التي تدرس بمراكز التكوين كلها نظريات مستوردة و غير مناسبة للواقع السوسيوثقافي العربي.
هذه الحقيقة تفرض علينا ضرورة إعادة النظر في نظام التكوين الأساسي، مناهجه، و مدته. كما ينبغي مأسسة التكوين المستمر ، لما له من دور فعال في تحسين الكفايات والرفع من مستواها, و كذا إعادة تأهيل المدرسين و تجديد معارفهم و طرق تدريسهم. و في هذا الصدد، ينبغي تنظيم دورات التكوين المستمر على أساس الأهداف الملائمة للمستجدات التعليمية والبيداغوجية، وفي ضوء الدراسة التحليلية لحاجات الفئات المستهدفة، وآراء الشركاء ومقترحاتهم بخصوص العملية التربوية من آباء وأولياء وذوي الخبرة في التربية والاقتصاد والاجتماع والثقافة.
4- مراجعة المناهج الدراسية.
لقد أثبتت الدراسات الميدانية نفور أغلب المتخلفين دراسيا من المناهج بشكلها الحالي، إضافة إلى الأخطاء التي تحتوي عليها بعضها وعدم احترامها للفروق الفردية بين المتعلمين، كما أن مستواها لا يتناسب مع مستواهم خصوصا بالوسط القروي؛ زد على ذلك أن المدة الزمنية المخصصة لتدريس بعض المواد لا تتناسب مع الزمن الحقيقي الذي يفرضه الواقع، مما لا يتيح للمدرس التحقق من مدى اكتساب المعارف لدى جميع المتعلمين.
هذه العوامل و أخرى تفرض علينا مراجعة المناهج مع استحضار اختلاف خصوصيات الوسط القروي عن الوسط الحضري، كما يجب تقليص المحتوى و تجميع المواد المتقاربة في كتاب واحد لتخفيف العبء المادي على الآباء وتخفيف ثقل المحافظ المدرسية على التلميذ، علما أنه قد تبث علميا الآثار الصحية لهذه الظاهرة.
الحديث عن المناهج يحيلنا إلى الحديث عن طرق التدريس حيث نذكر بضرورة التكوين المستمر في المستجدات التربوية، هذا دون أن ننسى ضرورة توفير الوسائل التعليمية و الإيضاحية المتناسبة و المناهج الدراسية الجديدة و استغلال التكنولوجيا الحديثة في تسهيل التحصيل الدراسي.
5- التركيز على أهمية الدعم التربوي
لقد ركزت أغلب الأنظمة التعليمية في السنوات الأخيرة على أهمية الدعم التربوي باعتباره آلية مهمة في التصدي لظاهرة التأخر الدراسي و ظاهرة الهدر المدرسي عموما، وثم وضع إستراتيجية متكاملة للدعم، ففي المغرب مثلا، تم في السنوات الأخيرة تجريب آلية الدعم المدرسي خارج أوقات الدراسة بإيقاعات زمنية مستقلة و تم إعطاء الأولوية لدعم الكفايات الأساسية كالقراءة و الكتابة باللغتين العربية و الفرنسية و الرياضيات. و لقد أتبث تقييم هذه التجربة مدى نجاعتها في تخطي العقبات و إبراز الفروق الفردية في التعلم.
المــــــراجــــــع
– التخلف الدراسي: دراسة نظرية و ميدانية في المدينة و البادية عبد الكريم غريب .
– علم الاضطرابات السلوكية ميخائيل إبراهيم أسعد .
– القدرات العقلية خليل ميخائيل معوض .
– الذكـــــاء فؤاد البهي السيد .
– نبذة عن المدرسة المغربية حتى أواخر القرن التاسع عشر وداد القاضي .
– أضواء على مشكل التعليم بالمغرب محمد علي الجابري .
– الميثاق الوطني للتربية و التكوين المملكة المغربية .
– تقرير المجلس الأعلى للتعليم المملكة المغربية .
– R Zazzo : Les débilités mentales .
– General.A.Huré La planification du maroc .
الفشل الدراسي أسبابه وعلاجه
ومن المعروف مسبقاً مدى أثر هذه الظاهرة على مردودية التعليم و على مسيرة التنمية البشرية حيث أن التعليم الناجح هو أساس كل تنمية بشرية مستدامة ، وكما نعلم أن الأثر الإقتصادي لهذه الظاهرة كبير جداً حيث أن الدولة تنفق أموالاً طائلة على التلميذ المتخلف دراسياً .
لدراسة ظاهرة الفشل الدراسي، سنتبع الخطة التالية:
1 – تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
- 1-1 تعريف الضعف العقلي.
- 2-1 تعريف التسرب الدراسي.
- 3-1 تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
2 – دراسة ظــاهــرة الفشل الدراســي.
- 1-2 أسباب الظاهرة.
- 2-2 عـــــــلاجــــها.
1 – تعريف ظاهرة الفشل الدراسي.
لتعريف ظاهرة الفشل الدراسي لابد من تعريف بعض الظواهر المرتبطة بها:
أ- مفهوم الضعف العقلي
يعتبر الضعف العقلي من بين أهم أسباب الفشل الدراسي و قد اختلف مفهوم الضعف العقلي باختلاف اتجاه الباحثين و باختلاف الزوايا التي صنفوا منها هذه الظاهرة ؛ و فيما يلي نتطرق لأهم الاتجاهات المعروفة:- اتجاه نسبة الذكاء (1)
يحدد هذا الاتجاه الضعف العقلي في نسبة الذكاء التي تتراوح بين 0 و 90 درجة و تعتبر الاختبارات العـقـلية أهم وسيلة – حسب الاتجاه – في تحديد و تشخيص الضعف العقلي.
- اتجــاه الــنــمــو (2)
ضعيف العقل حسب هذا الاتجاه هو من توقف نموه العقلي في ســن الرشد ما بين ثمان سنوات و عشر سنوات كحد أقصى.
- اتــجــاه الــتــكـيف (3)
يذهب هذا الاتجاه إلى أن ضعيف العقل هو الفرد غير القادر على التكيف مع البيئة التي يتفاعل معها باستمرار.
- اتجــاه الـتـربـيـة (4)
حسب هذا الاتجاه فإن ضعاف العقول هم أولئك التلاميذ الذين لا يستجيبون بشكل أو بآخر استجابات صحيحة و إيجابية للمنهج الدراسي القائم.
ب- مفهوم التسرب الدراسي
التسرب هو الانقطاع النهائي عن المدرسة لسبب من الأسباب قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها التلميذ، و إذا أخدنا بعين الاعتبار بنية التعليم في أغلب الدول العربية، فإن التسرب في المرحلة الابتدائية مثلا هو انقطاع التلميذ عن الدراسة قبل إتمام السنوات الست للتعليم الابتدائي.و يختلف التسرب عن الفشل الدراسي في كون التلميذ المتسرب قد انقطع نهائيا عن الدراسة في حين أن المتعثر دراسيا مازال يتابع دراسته. و تكمن العلاقة بين التسرب و الفشل الدراسيين في كون الأول يأتي نتيجة للثاني.
ج- تعريف ظاهرة الفشل الدراسي
- التعريف الأول
يمكن تعريف الفشل الدراسي بأولئك التلاميذ الذين يكون تحصيلهم الدراسي أقل من مستوى أقرانهم أو يكون مستواهم الدراسي أقل من نسبة ذكائهم.
- التعريف الثاني
ينطلق هذا التعريف من كون الفشل الدراسي متعدد الأسباب، و أن المؤشر الذي يمكن أن يحدد لنا الفشل الدراسي هو التكرار و الرسوب (5) و يعتبر هذا التعريف من أبسط التعاريف الفشل الدراسي.
- التعريف الثالث
ينطلق هذا التعريف من كون المنهاج مكون من مجموعة من الأهداف و الكفايات و أن وظيفة المدرسة تكمن في مساعدة المتعلمين على بلوغ تلك الأهداف مع مراعاة استعداداتهم و قدراتهم. أما التلاميذ الذين يعجزون عن تحقيق تلك الأهداف المسطرة فإنهم يعتبرون متخلفين دراسيا.
2- دراسة ظاهرة الفشل الدراسي
1-2 أسباب الظاهرة
- أسـبـاب ذاتــيــة
و هي التي لها علاقة بالتلميذ نفسه، كضعف الذكاء أو ضعف الصحة الجسمية، بما في ذلك قصر في الحواس أو التعرض لبعض الأمراض المؤقتة أو المزمنة إضافة إلى علاقة الفشل الدراسي بالصحة النفسية للتلميذ، و قد سبق أن تحدثنا عن الأسباب الذاتية في معرض حديثنا عن صعوبات التعلم.
- عدم ملاءمة المناهج الدراسية
يتفق جل الفاعلين في الحقل التربوي من أساتذة و مؤطرين تربويين و مربين على أن المناهج الدراسية بشكلها الحالي لا تمت للواقع بصلة و لا تحترم الفروق الفردية بين المتعلمين و كذلك الفروق الاجتماعية و السوسيوثقافية كالاختلاف بين تلاميذ الوسط القروي و تلاميذ الوسط الحضري ، مما يكرس ظاهرة الفشل الدراسي و يزيد من حدتها. كما أن كثرة المواد الدراسية و عدم ملاءمة المدة الزمنية المخصصة لها مع حيز الإنجاز الواقعي يرغم المدرس على المرور على هذه المواد مرور الكرام حرصا على التنظيم الزمني، مما يضيع على المتعلمين فرصة التعلم، خصوصا منهم الذين يشكون من ضعف في التحصيل. وعند دراسة تقييم الأساتذة للمواد التي تعرف صعوبة في التعلم نجد إجماعا حول اللغات الأجنبية، حيث أن جل المستجوبين أجمعوا على النقاط التالية :
- صعوبة النطق باللغة الأجنبية لاختلافها عن اللغة الأم.
- ضعف الوقت المخصص للمادة و كثرة المواد الفرعية المكونة لها.
- اتسام المادة بالتجريد مما يتناقض مع خصائص المرحلة العمرية لتلاميذ الابتدائي.
- انعدام الوسائل الديداكتيكية الكفيلة بتدليل الصعوبات كالأشرطة السمعية البصرية و الصويرات المناسبة للمناهج الجديدة.
و يتضح جليا من هذه الدراسة و استطلاع الرأي أن المناهج الحالية قد كرست الظاهرة بدل معالجتها، حيث أصبح المدرسون تائهين بين مختلف البيداغوجيات، في غياب تكوين مستمر يواكب المستجدات، و يؤهل المدرس للاضطلاع بالدور المرسوم له.
- عــلاقة الفشل الدراسي بالوسط
بينت الإحصائيات أن نسبة الفشلالدراسي في الوسط القروي أكبر منها في الوسط الحضري، كما تختلف هذه النسبة في الوسط الحضري نفسه، باعتبار المستوى السوسيوثقافي و السوسيواقتصادي حيث أن نسبة التكرار في الطبقات الميسورة و ذات المستوى الثقافي المرتفع نسبيا، أقل مما هي عليه في أوساط الطبقات الدنيا. وتبين هذه الدراسات العلاقة الوطيدة بين نسبة التكرار و المستوى الاقتصادي و الثقافي للأسرة.
و انطلاقا من نتائج استقصاء آراء المدرسين العاملين بالوسط القروي فقد لاحظنا أن ظاهرة الفشل الدراسي تكاد تكون لصيقة به، حيث نسب الأمية في صفوف الآباء و الأمهات مرتفعة، و يسجل غياب كبير للتتبع الأسري. ومن ناحية أخرى، سجلنا حين استجوابنا للتلاميذ حول أسباب عدم الاهتمام بالدراسة و بالواجبات المنزلية على الخصوص، ذكر بعضهم ممن يمتلكون الجرأة أسبابا عديدة أهمها ما يلي :
- التساؤل حول جدوى الدراسة خصوصا لغياب أي مجال لاستحضار المكتسب، وتطبيق الكفايات المكتسبة في الفصل في الواقع المعيش للمتعلم .
- استحضار تجربة أفراد العائلة و الأقارب الذين غادروا الدراسة مبكرا نظرا لفشلهم في مواصلة الدراسة لضعف المستوى، أو للالتحاق بسوق الشغل.
- فقدان المدرسة لجاذبيتها و لدورها في نشر المعرفة أمام المنافسة القوية لوسائل الإعلام الوطنية و الدولية و التي يذهب بعضها إلى حد التهكم من المدرس في الأفلام أو الوصلات الاشهارية مما يزعزع مكانته لدى المتعلمين و يؤثر بالتالي في التحصيل الدراسي.
- غياب أي مثال يقتدى به ممن أكملوا تعليمهم في الوسط ، علما أن الطفل يقتدي غالبا بأبيه في ما يخص المهنة التي يود مزاولتها.
- غياب اهتمام الأسرة بالتحصيل الدراسي لأبنائهم، حيث أن عدد الآباء الذين يأتون إلى المدرسة للاستعلام حول مستوى أبنائهم يبقى جد محدود بل منعدما في بعض الأحيان، مما يطرح تساؤلات عريضة حول مدى اهتمام المتعلم بالدراسة في ظل غياب اهتمام و مسائلة الأسرة.
- الأســبــاب الأســـريـــة ( دراسة ميدانية)
أغلب أولياء الأمور الذين شملتهم الدراسة أميون ولم يسبق لهم أن تلقوا تعليما من قبل، باستثناء دروس محو الأمية التي لم ترق بعد للمستوى الذي يؤهلهم لتتبع أبنائهم؛ وكما يقول المثل ففاقد الشيء لا يعطيه. كما أن 70% من أفراد هذه الأسر الأكبر سنا من العينة المدروسة لا يلتحقون بالمستوى الثانوي الإعدادي حيث تنقطع الفتيات عن الدراسة لبعد الإعدادية (المرحلة المتوسطة) أو لانعدام الجدوى من متابعة الدراسة في نظر بعض الآباء، حيث أن تعلم القراءة و الكتابة كاف في نظرهم . أما بالنسبة للذكور فإن عدم القدرة على مواكبة المستوى الدراسي بالإعدادي و ضعف الحالة المادية للأسرة و الرغبة في ولوج سوق الشغل مبكرا تجاوبا مع المتغيرات السيكولوجية الأولى في شخصية المراهق، تبقى من أهم الأسباب التي تعرقل إتمامهم للدراسة الإعدادية. ينضاف إلى هذه الأسباب التي ذكرناها: انعدام التتبع الأسري حيث أن علاقته بالدراسة تنقطع بمجرد انتهاء الحصة الدراسية لتستأنف عند ولوجه للفصل الدراسي في الحصة الموالية؛ وترجع أسباب هذه الظاهرة المرضية إلى أمية الآباء و تساهل الأمهات مع الأبناء في ظل الغياب الطويل للآباء و الذي يدوم شهورا متعددة بحكم طبيعة عملهم .
- علاقة الفشل الدراسي بنظام التقويم
إن النظام الحالي للتقويم يظلم التلميذ أكثر مما ينصفه و الحقيقة أن الامتحانات في أغلب أنظمة التعليم العربية تتخذ صيغة مباراة وليس صيغة التقويم الحقيقي حيث يفرض عدد المقاعد المتوفرة بالمستوى المقبل تطبيق نظام الكوطا في تحديد عدد الناجحين وكذا في تحديد معدل النجاح الذي يكون في بعض الأحيان أقل من المتوسط. و أمام هذا الواقع الذي لا يخدم مصلحة المجتمع، يبقى التساؤل مشروعا حول مستقبل هذا المتعلم الذي التحق بالمستوى الأعلى في ظل هذه الشروط التي تغذي الفشل الدراسي.
- علاقة الظاهرة بالمدرسين
أثبتت استطلاعات الرأي أن جل المدرسين لم يختاروا مهنة التدريس عن اقتناع و حب ممارسة، و إنما لكونها أقصر الطرق إلى التوظيف، و لعدم وجود خيارات أخرى. إن هذه الدراسة تجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول مستقبل مجتمع وضع أمانة تعليم و تربية أبنائه على عاتق أناس تقلدوا هذه المسؤولية هربا من شبح البطالة. و إذا أضفنا لهذا الخلل البنيوي في التوجيه حقيقة الظروف الصعبة للممارسة وانعدام الحوافز المادية و المعنوية و المكانة الاجتماعية للمدرسين التي ما فتئت تنحط يوما بعد يوم… تتضح لدينا الرؤية حول أسباب ظاهرة الفشل الدراسي و الهدر المدرسي التي وصلت لنسب مخيفة في الوطن العربي.
- أسباب أخرى
إضافة إلى المعيقات السابقة التي تعاني منها مدارسنا، نذكر العوامل التالية :
- ظاهرة الإكتضاض بالوسط الحضري، حيث يصل عدد التلاميذ ببعض الفصول إلى 50 تلميذا.
- انتشار الأقسام المشتركة في الوسط القروي (المغرب مثلا) وما لهذه الظاهرة من أثر سلبي على تحصيل المتعلمين.
- قلة الوسائل التعليمية وعدم ملاءمة المتوفر منها للمناهج الجديدة.
- عدم مواكبة المدارس للتطور التكنولوجي المستمر للمحيط، وعدم استفادتها من التقنيات الحديثة في التدريس في غياب الربط بالكهرباء و الإنترنيت في الأوساط القروية، بل و حتى الحضرية أحيانا.
- انعدام التكوين المستمر للمدرسين وتدبدب المدرسين بين مختلف الطرائق و البيداغوجيات.
- عدم استقرار المدرسين بالعالم القروي و بعد عملهم عن مقر سكناهم و قلة المواصلات مما يؤثر سلبا على مردوديتهم.
- بعد المدرسة عن البيت بالنسبة للتلاميذ وعدم فعالية نظام الإطعام المدرسي.
2-2 عــــلاج الظـاهرة
إن الفشل الدراسي بالدول العربية ليس وليد الظروف الراهنة، بل هو في واقع الأمر نتاج لتراكمات تاريخية يكرسها الواقع الاجتماعي و التربوي الحاليان ، ذالك أن التطور التربوي في المجتمعات العربية رغم اعتماده على الجانب الكمي و شحن المتعلم بأكبر كم من المعارف فإنه كان يشق طريقه بخطى حثيثة و ثابتة حيث كان نظام المدرسة في القرن الثامن الهجري(6) من أولى هذه الخطوات الأصيلة.إن تعميم التعليم حل كمي لا يحد من الظاهرة بل يساهم في استفحالها حيث أن تسريع وتيرة التعميم يؤدي إلى بناء مدارس لا تتوفر فيها أدنى شروط العمل و التحصيل. كما أن هذه المقاربة هي في الجوهر تهدف إلى محو الأمية وليس إلى بناء مجتمع المعرفة و التقدم.
و عندما نطرح قضية المجتمع العربي و بنيته، فإننا ننظر إليها من خلال النظريات الاجتماعية الغربية و الأجنبية، إذ أن التجربة بينت أن فلسفة التربية الصالحة هي التي تنبثق من المجتمع نفسه وليس من النظريات المستوردة. ففلسفة التربية نتاج فكري موضوعي يعبر عن واقع موضوعي معين و ليست سلعة تتداول في الأسواق الدولية .
- الـــعــلاج الــبــيــداغـــوجــي
1- التعليم الأولي
إن جل الدراسات المتقدمة حول ظاهرة الفشل الدراسي أثبتت أهمية التعليم الأولي (رياض الأطفال) الذي يتسم بالجودة في حل هذه المعضلة، و إذا كانت المدن تتمتع برياض الأطفال و المدارس الخصوصية التي تهتم بالطفل منذ سنواته الأولى، فإن البوادي تفتقر إلى هذا النوع من العناية.
يلتحق بالتعليم الأولي, الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين أربع سنوات كاملة وست سنوات. وتهدف هذه الدراسة خلال عامين إلى تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية وذلك من خلال (7) :
- تيسير التفتح البدني و العقلي و الوجداني للطفل و تحقيق استقلاليته و تنشئته الاجتماعية و ذلك من خلال :
- تنمية مهاراته الحسية و الحركية و المكانية و الزمانية و الرمزية و التخيلية و التعبيرية.
- تعلم القيم الدينية و الخلقية و الوطنية الأساسية.
- التمرن على الأنشطة العملية و الفنية(الرسم،التلوين،الإنشاد…).
- الأنشطة التحضيرية للقراءة و الكتابة باللغة العربية.
2– تعميم المدارس الجماعاتية بالوسط القروي.
إن الباحث في واقع التعليم الابتدائي بالقرى ، يصطدم بمشاكل مركبة تعرقل إلى حد كبير عملية التحصيل الدراسي، ذلك أن واقع الأقسام المشتركة و عدم استقرار المدرسين، إضافة إلى ظروف العمل الصعبة و انعدام التتبع الأسري للتلميذ، كلها عوامل تدفعنا للتفكير الجدي في إقامة مدارس جماعاتية لإيواء التلاميذ وكذا المدرسين في جو يوفر الشروط الضرورية لإنجاح العملية التعليمية-التعلمية. و لقد أثبتت التجربة التاريخية نجاعة هذا الحل، حيث لا يخفى على أحد عدد الأطر ذوي الوزن على المستوى الوطني و الدولي و التي كانت و ما تزال تتخرج من المدارس الداخلية.
3- العناية بالعنصر البشري تكوينا و تحفيزا
لقد أثبتت التجربة الميدانية فشل نظام التدريس بمراكز تكوين المدرسين، حيث أن المناهج المعتمدة لا علاقة لها بالواقع، فنجد معظم المتخرجين يضطرون لترك ما تعلموه جانبا لفسح المجال أمام الارتجال الذي يفرضه واقع الحال في مدارسنا، خصوصا في الوسط القروي، حيث أن فلسفة التربية و طرائق التدريس و علم النفس التي تدرس بمراكز التكوين كلها نظريات مستوردة و غير مناسبة للواقع السوسيوثقافي العربي.
هذه الحقيقة تفرض علينا ضرورة إعادة النظر في نظام التكوين الأساسي، مناهجه، و مدته. كما ينبغي مأسسة التكوين المستمر ، لما له من دور فعال في تحسين الكفايات والرفع من مستواها, و كذا إعادة تأهيل المدرسين و تجديد معارفهم و طرق تدريسهم. و في هذا الصدد، ينبغي تنظيم دورات التكوين المستمر على أساس الأهداف الملائمة للمستجدات التعليمية والبيداغوجية، وفي ضوء الدراسة التحليلية لحاجات الفئات المستهدفة، وآراء الشركاء ومقترحاتهم بخصوص العملية التربوية من آباء وأولياء وذوي الخبرة في التربية والاقتصاد والاجتماع والثقافة.
4- مراجعة المناهج الدراسية.
لقد أثبتت الدراسات الميدانية نفور أغلب المتخلفين دراسيا من المناهج بشكلها الحالي، إضافة إلى الأخطاء التي تحتوي عليها بعضها وعدم احترامها للفروق الفردية بين المتعلمين، كما أن مستواها لا يتناسب مع مستواهم خصوصا بالوسط القروي؛ زد على ذلك أن المدة الزمنية المخصصة لتدريس بعض المواد لا تتناسب مع الزمن الحقيقي الذي يفرضه الواقع، مما لا يتيح للمدرس التحقق من مدى اكتساب المعارف لدى جميع المتعلمين.
هذه العوامل و أخرى تفرض علينا مراجعة المناهج مع استحضار اختلاف خصوصيات الوسط القروي عن الوسط الحضري، كما يجب تقليص المحتوى و تجميع المواد المتقاربة في كتاب واحد لتخفيف العبء المادي على الآباء وتخفيف ثقل المحافظ المدرسية على التلميذ، علما أنه قد تبث علميا الآثار الصحية لهذه الظاهرة.
الحديث عن المناهج يحيلنا إلى الحديث عن طرق التدريس حيث نذكر بضرورة التكوين المستمر في المستجدات التربوية، هذا دون أن ننسى ضرورة توفير الوسائل التعليمية و الإيضاحية المتناسبة و المناهج الدراسية الجديدة و استغلال التكنولوجيا الحديثة في تسهيل التحصيل الدراسي.
5- التركيز على أهمية الدعم التربوي
لقد ركزت أغلب الأنظمة التعليمية في السنوات الأخيرة على أهمية الدعم التربوي باعتباره آلية مهمة في التصدي لظاهرة التأخر الدراسي و ظاهرة الهدر المدرسي عموما، وثم وضع إستراتيجية متكاملة للدعم، ففي المغرب مثلا، تم في السنوات الأخيرة تجريب آلية الدعم المدرسي خارج أوقات الدراسة بإيقاعات زمنية مستقلة و تم إعطاء الأولوية لدعم الكفايات الأساسية كالقراءة و الكتابة باللغتين العربية و الفرنسية و الرياضيات. و لقد أتبث تقييم هذه التجربة مدى نجاعتها في تخطي العقبات و إبراز الفروق الفردية في التعلم.
خـــــاتــــمــــة
إن المشاكل التي يتخبط فيها التعليم بالوطن العربي هي نتيجة حتمية للواقع السوسيو إقتصادي و للتوزيع الجغرافي للسكان، حيث أن انعدام التوازن بين النمو الاقتصادي و النمو الديموغرافي و انعدام مشروع مجتمعي متكامل تنخرط فيه جميع الأطراف المعنية من أسرة و مجتمع و سلطات وصية…. للخروج بمخطط واضح المعالم بغية إصلاح المنظومة التعليمية بالإضافة إلى ضعف الإرادة السياسية، كلها عوامل أدت بشكل أو بآخر إلى إفراز الواقع الحالي للتعليم بكل سلبياته.- (1) إبراهيم أسعد: علم الإضطرابات السلوكية.
- (2) R Zazzo : Les débilités mentales P 286
- (3)خليل ميخائيل معوض: القدرات العقلية ص 274.
- (4) فؤاد البهي السيد: الذكاء ص 419.
- (5) خليل ميخائيل معوض : القدرات العقلية ص 269
- (6) وداد القاضي نبذة عن المدرسة المغربية حتى أواخر القرن التاسع عشر ص 66
- (7) المملكة المغربية الميثاق الوطني للتربية و التكوين.
المــــــراجــــــع
– التخلف الدراسي: دراسة نظرية و ميدانية في المدينة و البادية عبد الكريم غريب .
– علم الاضطرابات السلوكية ميخائيل إبراهيم أسعد .
– القدرات العقلية خليل ميخائيل معوض .
– الذكـــــاء فؤاد البهي السيد .
– نبذة عن المدرسة المغربية حتى أواخر القرن التاسع عشر وداد القاضي .
– أضواء على مشكل التعليم بالمغرب محمد علي الجابري .
– الميثاق الوطني للتربية و التكوين المملكة المغربية .
– تقرير المجلس الأعلى للتعليم المملكة المغربية .
– R Zazzo : Les débilités mentales .
– General.A.Huré La planification du maroc .