أَنتَ يا نَيل يا سَليل الفَراديس
التجاني يوسف بشير
القصيدة
أَنتَ يا نَيل يا سَليل الفَراديس
نَبيل مُوَفق في مَسابك
ملء أَوفاضك الجَلال فَمَرحى
بِالجَلال المَفيض مِن أَنسابك
حَضَنتك الأَملاك في جَنة الخُلد
وَرقت عَلى وَضيء عبابك
وَأَمدت عَلَيك أَجنِحَة خَضراء
وَأَضفَت ثِيابَها في رِحابك
فَتَحدرت في الزَمان وَأَفرَغَت
عَلى الشَرق جَنة مِن رِضابك
بَينَ أَحضانك العراض وَفي كَفيك
تاريخه وَتَحت ثِيابك
مخرتك القُرون تَشمر عَن سا ق
بَعيد الخطى قَوي السَنابك
يَتوثبن في الضِفاف خِفافاً
ثُمَ يَركضنَ في مَمَر شِعابك
عَجب أَنتَ صاعِداً في مَراقيك
لِعُمري أَو هابِطاً في اِنصِبابك
مجتلى قُوة وَمَسرَح أَفكا ر
وَمَجلى عَجيبة كُل ما بِكَ
كَم نَبيل بِمَجد ماضيكَ مَأخوذ
وَكَم ساجد عَلى اَعتابك
عَفَروا نَضرة الجِباه بِبرا ق
سَنى مِن لُؤلؤي تُرابك
سَجداً ذاهِلين لا رَوعة التاج
وَلا زَهو إِمرة خَلف بابك
وَاِستَفاقوا يا نَيل مِنكَ لِنغام
شَجى مِن آلهي ربابك
وَصَقيل في صَفحة الماء فَضفاض
نَدي ممصر مِن أَهابك
وَحُروف رَيّانة في اِسمك النيل
وَنَعمى مَوفورة في جَنابك
فَكَأن القُلوب مِما اِستَمَدَت
مِنكَ سَكرى مَسحورة مِن شَرابك
أَيُّها النيل في القُلوب سَلام الخُلد
وَقف عَلى نَضير شَبابك
أَنتَ في مَسلَك الدِماء وَفي الانفاس
تَجري مُدَوياً في اِنسيابك
إِن نَسينا إِلَيك في عزة الواثق
راضين وَفرة عَن نِصابك
أَو رَفَلنا في عَدوتيك مَدلين
عَلى أُمة بِما في كِتابك
أَو عَبدَنا فيكَ الجَلال فَلَما
نَقض حَق الزِياد عَن محرابك
أَو نعمنا بِكَ الزَمان فَلم نَبل
بَلاء الجُدود في صَون غابك
التجاني يوسف بشير
القصيدة
أَنتَ يا نَيل يا سَليل الفَراديس
نَبيل مُوَفق في مَسابك
ملء أَوفاضك الجَلال فَمَرحى
بِالجَلال المَفيض مِن أَنسابك
حَضَنتك الأَملاك في جَنة الخُلد
وَرقت عَلى وَضيء عبابك
وَأَمدت عَلَيك أَجنِحَة خَضراء
وَأَضفَت ثِيابَها في رِحابك
فَتَحدرت في الزَمان وَأَفرَغَت
عَلى الشَرق جَنة مِن رِضابك
بَينَ أَحضانك العراض وَفي كَفيك
تاريخه وَتَحت ثِيابك
مخرتك القُرون تَشمر عَن سا ق
بَعيد الخطى قَوي السَنابك
يَتوثبن في الضِفاف خِفافاً
ثُمَ يَركضنَ في مَمَر شِعابك
عَجب أَنتَ صاعِداً في مَراقيك
لِعُمري أَو هابِطاً في اِنصِبابك
مجتلى قُوة وَمَسرَح أَفكا ر
وَمَجلى عَجيبة كُل ما بِكَ
كَم نَبيل بِمَجد ماضيكَ مَأخوذ
وَكَم ساجد عَلى اَعتابك
عَفَروا نَضرة الجِباه بِبرا ق
سَنى مِن لُؤلؤي تُرابك
سَجداً ذاهِلين لا رَوعة التاج
وَلا زَهو إِمرة خَلف بابك
وَاِستَفاقوا يا نَيل مِنكَ لِنغام
شَجى مِن آلهي ربابك
وَصَقيل في صَفحة الماء فَضفاض
نَدي ممصر مِن أَهابك
وَحُروف رَيّانة في اِسمك النيل
وَنَعمى مَوفورة في جَنابك
فَكَأن القُلوب مِما اِستَمَدَت
مِنكَ سَكرى مَسحورة مِن شَرابك
أَيُّها النيل في القُلوب سَلام الخُلد
وَقف عَلى نَضير شَبابك
أَنتَ في مَسلَك الدِماء وَفي الانفاس
تَجري مُدَوياً في اِنسيابك
إِن نَسينا إِلَيك في عزة الواثق
راضين وَفرة عَن نِصابك
أَو رَفَلنا في عَدوتيك مَدلين
عَلى أُمة بِما في كِتابك
أَو عَبدَنا فيكَ الجَلال فَلَما
نَقض حَق الزِياد عَن محرابك
أَو نعمنا بِكَ الزَمان فَلم نَبل
بَلاء الجُدود في صَون غابك