مِن لِنواحة الدُجى بِأَخ
التجاني يوسف بشير
القصيدة
مِن لِنواحة الدُجى بِأَخ يَملي
عَلَيها الشجي مِن إِيحائه
يُخلص الآهة العَميقة مِن أَنبل
أَنفاسه وَأَزكى دِمائه
قُل لَها صوح الرَجاء وَغاضَت
بِسمات الوُجود بَعدَ اِنقِضائه
عَلَموها كَيفَ الدُموع لِتَستَنزف
ماء العُيون مِن جرائه
وَاِملأوا صَدرَها أَغاريد لِلمَوت
عَلى شَدوِها يَد مِن وَرائه
وَيَد المَوت تَنثر القَصد الحَر ى
جَراثيم في مَواضع دائه
فوقت سَهمَها فَلم تُخطئ الشَيخ
وَلَكن تَعجَلت في اِنتهائه
شَهدت مصرع الفَضيلة عَينا ي
وَمَهوى الصَريع مَن عَليائه
وَرَأى ناظِري شَهيداً يَكاد الدَ م
يَجري عَلى جزين رِدائه
وَتَبينت ما يَريع وَأَبصَرت
فَتى مُقبِلاً عَلى آبائه
فَاِنظُروا حَولَهُ مَلائكة الخُلد
يَطوفن في جَميل اِحتِفائه
ملك مِن جَناحه يَهب الوَرد
وَيَنشو النَعيم مِن أَعضائِهِ
وَرَحيم مِن المَلائكة الغُر
يَمد الظَليل مِن أَفيائه
كَليل بِالوَرود أَيَّتُها الأَملاك
أَو ظللي كَريم فَنائه
وَاِحفلي ما اِستَطَعت بِالواحد الفرد
وَصوني عَلَيهِ بَعض روائه
كَم تَحَرَقت في مَجامر إذكا ها
بِجَنبي طائف مِن رثائه
إِن في لَوعَتي بَياناً وَفي عَيني
مِن وَجدِهِ وَمِن بَرحائِهِ
مَدمَعاً يُلهب الأَسية أَو يُطفئ
في المَسيل وَقَد رَجائه
يا قَضاء رَمى فَأقصد قَلب الدَ هر
في قُدسِهِ وَفي كِبرِيائه
لِلمَسجي بِثَوبِهِ مِن بَقايا
رُسل الخَير أَو صَدى أَنبيائه
قُلت سَيروا بِنَعشِهِ في هَوادي ا
لريح وَاِمشوا بِهِ عَلى نَكبائِهِ
وَاستَفيضوا وَاِستَأذِنوا في سَماء
اللَه يَأذَن إِلَيكُم في سَمائه
وَأَدخُلوها فَمِنكُم خاشع الطَرف
وَمِنكَم مُستَرسل في بُكائه
وَاِنفُروا في السَماء فَالتَمِسوا الفجر
وَصُوغوا ضَريحه مِن ضِيائه
يا ذماء مِن الفَضيلة كُل النبل
في سره وَفي أَحشائه
غاض في نَبعِهِ الرَجاء وَجَف الأَ مل
الحُلو في قَرارة مائِهِ
وَاِنطَوى خافق أَغَر مِن الفكر
عَزيز عَلى بُعد اِنطِوائه
عوجِلَت أُمة عَلَيهِ وَفي أَنفُسِنا
حاجة إِلى اِستِبقائه
فَاجهَشي لِلبُكاء أَيَّتُها الأَنفُس
أَو أَجملي عَلي لِأَوائه
وَتَعالي نَستَلهم المَوت ما يَرفع
عَن لُغزِهِ سَميك غِطائه
أَهُوَ المَوت هَذِهِ الهدأة الكُبرى
عَلى وَهدة الثَرى أَو عَرائه
أَهُوَ المَوت هَذِهِ الخُطوة الأُو لى
إِلى مُنقذ الوَرى مِن عَنائه
أَهُوَ المَوت ذَلِكَ الأَبَد المَطوي
وي في نفسِهِ عَلى سَيمائه
هَذِ بَينَنا المَظاهر وَالسر
دَفين هُناكَ في موميائه
فَأَجله إِن أَرَدت لا مِن خَيوط الفَجر
إِن شئته وَلا مِن ذِكائه
أَفَتَستَلهم الوُجود مَعاني السَموات
أَم تَستَمدها مِن هَوائه
تِلكَ مَخبوءة القُرون فَلا مطمع
في كنهها إِلى اِستجلائه
يا أبا القاسم المطل عَلى العال
لم مِن لَحدِهِ وَمِن علوائه
لَكَ عِندي كُبرى يَد نَبهت ذِكرى
وَاِستَنفَرته مِن إِغفائه
لَكَ في عاتِقي مَواثيق ما أَجدرها
إِن تُزيد مِن أَعبائه
كُنت في رِفقة مِن الناس مَوتى
فَاِنتَهَجَت الرَدى إِلى نَزلائه
آملاً أَن تَرى هُنالك أَحيا ء
فَحي الرِغام في أَحيائه
بَعض مَن في القُبور مَوتى وَبَعض
كانَ في فُقدانه سَبيل بَقائه
رَب هِب مِن لَدُنكَ روح أَبي القاسم
ما لَم تَهب إِلى نَظرائه
هب لَهُ رَحمَة السَماء وَبارك
في ذَراريه وَفي أَبنائه
التجاني يوسف بشير
القصيدة
مِن لِنواحة الدُجى بِأَخ يَملي
عَلَيها الشجي مِن إِيحائه
يُخلص الآهة العَميقة مِن أَنبل
أَنفاسه وَأَزكى دِمائه
قُل لَها صوح الرَجاء وَغاضَت
بِسمات الوُجود بَعدَ اِنقِضائه
عَلَموها كَيفَ الدُموع لِتَستَنزف
ماء العُيون مِن جرائه
وَاِملأوا صَدرَها أَغاريد لِلمَوت
عَلى شَدوِها يَد مِن وَرائه
وَيَد المَوت تَنثر القَصد الحَر ى
جَراثيم في مَواضع دائه
فوقت سَهمَها فَلم تُخطئ الشَيخ
وَلَكن تَعجَلت في اِنتهائه
شَهدت مصرع الفَضيلة عَينا ي
وَمَهوى الصَريع مَن عَليائه
وَرَأى ناظِري شَهيداً يَكاد الدَ م
يَجري عَلى جزين رِدائه
وَتَبينت ما يَريع وَأَبصَرت
فَتى مُقبِلاً عَلى آبائه
فَاِنظُروا حَولَهُ مَلائكة الخُلد
يَطوفن في جَميل اِحتِفائه
ملك مِن جَناحه يَهب الوَرد
وَيَنشو النَعيم مِن أَعضائِهِ
وَرَحيم مِن المَلائكة الغُر
يَمد الظَليل مِن أَفيائه
كَليل بِالوَرود أَيَّتُها الأَملاك
أَو ظللي كَريم فَنائه
وَاِحفلي ما اِستَطَعت بِالواحد الفرد
وَصوني عَلَيهِ بَعض روائه
كَم تَحَرَقت في مَجامر إذكا ها
بِجَنبي طائف مِن رثائه
إِن في لَوعَتي بَياناً وَفي عَيني
مِن وَجدِهِ وَمِن بَرحائِهِ
مَدمَعاً يُلهب الأَسية أَو يُطفئ
في المَسيل وَقَد رَجائه
يا قَضاء رَمى فَأقصد قَلب الدَ هر
في قُدسِهِ وَفي كِبرِيائه
لِلمَسجي بِثَوبِهِ مِن بَقايا
رُسل الخَير أَو صَدى أَنبيائه
قُلت سَيروا بِنَعشِهِ في هَوادي ا
لريح وَاِمشوا بِهِ عَلى نَكبائِهِ
وَاستَفيضوا وَاِستَأذِنوا في سَماء
اللَه يَأذَن إِلَيكُم في سَمائه
وَأَدخُلوها فَمِنكُم خاشع الطَرف
وَمِنكَم مُستَرسل في بُكائه
وَاِنفُروا في السَماء فَالتَمِسوا الفجر
وَصُوغوا ضَريحه مِن ضِيائه
يا ذماء مِن الفَضيلة كُل النبل
في سره وَفي أَحشائه
غاض في نَبعِهِ الرَجاء وَجَف الأَ مل
الحُلو في قَرارة مائِهِ
وَاِنطَوى خافق أَغَر مِن الفكر
عَزيز عَلى بُعد اِنطِوائه
عوجِلَت أُمة عَلَيهِ وَفي أَنفُسِنا
حاجة إِلى اِستِبقائه
فَاجهَشي لِلبُكاء أَيَّتُها الأَنفُس
أَو أَجملي عَلي لِأَوائه
وَتَعالي نَستَلهم المَوت ما يَرفع
عَن لُغزِهِ سَميك غِطائه
أَهُوَ المَوت هَذِهِ الهدأة الكُبرى
عَلى وَهدة الثَرى أَو عَرائه
أَهُوَ المَوت هَذِهِ الخُطوة الأُو لى
إِلى مُنقذ الوَرى مِن عَنائه
أَهُوَ المَوت ذَلِكَ الأَبَد المَطوي
وي في نفسِهِ عَلى سَيمائه
هَذِ بَينَنا المَظاهر وَالسر
دَفين هُناكَ في موميائه
فَأَجله إِن أَرَدت لا مِن خَيوط الفَجر
إِن شئته وَلا مِن ذِكائه
أَفَتَستَلهم الوُجود مَعاني السَموات
أَم تَستَمدها مِن هَوائه
تِلكَ مَخبوءة القُرون فَلا مطمع
في كنهها إِلى اِستجلائه
يا أبا القاسم المطل عَلى العال
لم مِن لَحدِهِ وَمِن علوائه
لَكَ عِندي كُبرى يَد نَبهت ذِكرى
وَاِستَنفَرته مِن إِغفائه
لَكَ في عاتِقي مَواثيق ما أَجدرها
إِن تُزيد مِن أَعبائه
كُنت في رِفقة مِن الناس مَوتى
فَاِنتَهَجَت الرَدى إِلى نَزلائه
آملاً أَن تَرى هُنالك أَحيا ء
فَحي الرِغام في أَحيائه
بَعض مَن في القُبور مَوتى وَبَعض
كانَ في فُقدانه سَبيل بَقائه
رَب هِب مِن لَدُنكَ روح أَبي القاسم
ما لَم تَهب إِلى نَظرائه
هب لَهُ رَحمَة السَماء وَبارك
في ذَراريه وَفي أَبنائه