هَذِهِ الذُرة كَم تَحمل
التجاني يوسف بشير
القصيدة
هَذِهِ الذُرة كَم تَحم
ل في العالم سَرا
قف لَدَيها وَاِمتَزج في
ذاتِها عُمقاً وَغورا
وَاِنطَلق في جَوِها
المَملوء إِيماناً وَبَرا
وَتَنقل بَينَ كُبرى
في الذَراري وَصُغرى
تَرَ كُل الكَون لا يَفت
ر تَسبيحاً وَذِكرا
وَاِنتش الزَهر وَالزَهرة
كَم تَحمل عُطرا
نَديت وَاِستَوثَقت في الأَر
ض إِعراقاً وَجَذرا
وَتَعرت عَن طَرير
خَضل يَفتأ نَضَرا
سَل هِزار الحَقل مِن أَنب
تهُ وَرداً وَزَهرا
وَسَل الوَردَة مَن أَو
دَعَها طيباً وَنَشرا
تَنظُر الرُوح وَتَسمَع
بَينَ أَعماقك أَمرا
الوُجود الحَق ما أَو
سَع في النَفس مَداه
وَالسُكون المَحض ما أَو
ثَق بِالرُوح عَراه
كُل ما في الكَون يَمشي
في حَناياه الإِله
هَذِهِ النملة في رَقَتِ
ها رَجع صَداه
هُوَ يَحيا في حَواشيها
وَتَحيا في ثَراه
وَهِيَ إِن أَسلَمَت الرُو
ح تَلَقَتها يَداه
لَم تَمُت فيها حَياة اللَه
إِن كُنت تَراه
أَنا وَحدي كُنتُ أَستَجلي
مِن العالم هَمسه
أَسمَع الخَطرة في الذَر
وَأَستَبطن حسه
وَأَضطَرب النُور في خَفقَتِهِ
أَسمَع جَرَسه
وَأَرى عِيد فَتى الوَر
د وَأَستَقبل عُرسَه
وَأَنعفال الكَرَم في فقعته
أَشهَد غَرسَه
رَب سُبحانَك إِن الكَون
لا يَقَدر نَفسه
صُغت مِن نارك جَنيه
وَمِن نُورك أُنسه
رَب في الإِشراقَة الأُو
لى عَلى طينة آدم
أَمَم تَزخَر في الغَي
ب وَفي الطِينة عالم
وَنُفوس تَزحم الماء
وَأَرواح تَحاوم
سَبح الخَلق وَسَبَحت
وَآمَنت وَآمن
وَتَسَللت مِن الغَي
ب وَآذنت وَآذن
وَمَشى الدَهر دراكا
رَبذ الخَطو إِلى مَن
في تَجلياتك الكُب
رى وَفي مَظهَر ذاتك
وَالجَلال الزاخر الفَيّاض
مِن بَعض صِفاتك
وَالحَنان المُشرق الوَضّ
اح مِن فَيض حَياتك
وَالكَمال الأَعظَم الأَعلى
وَأَسمى سبحاتك
قَد تَعبدتك زُلفى
ذائِداً عَن حُرماتك
فَنيت نَفسي وَأَفرَغت
بِها في صَلواتك
ثُمَ ماذا جَد مِن بَعد
خُلوصي وَصَفائي
أَظلَمت رُوحي ما عُد
ت أَرى ما أَنا راء
أَيَهذا العَثير الغا
ئم في صَحو سَمائي
لِلمَنايا السود آما
لي وَلِلمَوت رَجائي
آه يا مَوت جُنوني آه
يا يَوم قَضائي
قِف تَزود أَيُّها الجَب
بار مِن زادي وَمائي
وَاِقتَرب إِن فُؤا
دي مُثقل بِالبَرحاء
يا نَعيماً مشرف الصَف
حَة يُساقط دُوني
نَضَرت في قُربِهِ نَف
سي وَزايَلت غَضوني
فَمَشََت غائِلة الشَ
ك إِلى فَجر يَقيني
قَضَت اللَذة فِاَستَرج
عها لَمح ظُنوني
وَاِستَرد النعمة الكُبرى
مِن الدَهر حَنيني
مَن تَرى اِستَأثر بِاللَذ
ة وَاِستَبقى جُنوني
أَذني لا يَنفد اليَو
م بِها غَير العَويل
نَظَري يَقصر عَن كُل
دَقيق وَجَليل
غابَ عَن نَفسي إِشرا
قك وَالفَجر الجَميل
وَاِستَحالَ الماء فَاِستَح
جر في كُل مَسيل
رَجع اللَحن إِلى أَو
تاره بَعدَ قَليل
وَاِختَفى بَينَ ظَلام المُ
زهر الكُل العَليل
التجاني يوسف بشير
القصيدة
هَذِهِ الذُرة كَم تَحم
ل في العالم سَرا
قف لَدَيها وَاِمتَزج في
ذاتِها عُمقاً وَغورا
وَاِنطَلق في جَوِها
المَملوء إِيماناً وَبَرا
وَتَنقل بَينَ كُبرى
في الذَراري وَصُغرى
تَرَ كُل الكَون لا يَفت
ر تَسبيحاً وَذِكرا
وَاِنتش الزَهر وَالزَهرة
كَم تَحمل عُطرا
نَديت وَاِستَوثَقت في الأَر
ض إِعراقاً وَجَذرا
وَتَعرت عَن طَرير
خَضل يَفتأ نَضَرا
سَل هِزار الحَقل مِن أَنب
تهُ وَرداً وَزَهرا
وَسَل الوَردَة مَن أَو
دَعَها طيباً وَنَشرا
تَنظُر الرُوح وَتَسمَع
بَينَ أَعماقك أَمرا
الوُجود الحَق ما أَو
سَع في النَفس مَداه
وَالسُكون المَحض ما أَو
ثَق بِالرُوح عَراه
كُل ما في الكَون يَمشي
في حَناياه الإِله
هَذِهِ النملة في رَقَتِ
ها رَجع صَداه
هُوَ يَحيا في حَواشيها
وَتَحيا في ثَراه
وَهِيَ إِن أَسلَمَت الرُو
ح تَلَقَتها يَداه
لَم تَمُت فيها حَياة اللَه
إِن كُنت تَراه
أَنا وَحدي كُنتُ أَستَجلي
مِن العالم هَمسه
أَسمَع الخَطرة في الذَر
وَأَستَبطن حسه
وَأَضطَرب النُور في خَفقَتِهِ
أَسمَع جَرَسه
وَأَرى عِيد فَتى الوَر
د وَأَستَقبل عُرسَه
وَأَنعفال الكَرَم في فقعته
أَشهَد غَرسَه
رَب سُبحانَك إِن الكَون
لا يَقَدر نَفسه
صُغت مِن نارك جَنيه
وَمِن نُورك أُنسه
رَب في الإِشراقَة الأُو
لى عَلى طينة آدم
أَمَم تَزخَر في الغَي
ب وَفي الطِينة عالم
وَنُفوس تَزحم الماء
وَأَرواح تَحاوم
سَبح الخَلق وَسَبَحت
وَآمَنت وَآمن
وَتَسَللت مِن الغَي
ب وَآذنت وَآذن
وَمَشى الدَهر دراكا
رَبذ الخَطو إِلى مَن
في تَجلياتك الكُب
رى وَفي مَظهَر ذاتك
وَالجَلال الزاخر الفَيّاض
مِن بَعض صِفاتك
وَالحَنان المُشرق الوَضّ
اح مِن فَيض حَياتك
وَالكَمال الأَعظَم الأَعلى
وَأَسمى سبحاتك
قَد تَعبدتك زُلفى
ذائِداً عَن حُرماتك
فَنيت نَفسي وَأَفرَغت
بِها في صَلواتك
ثُمَ ماذا جَد مِن بَعد
خُلوصي وَصَفائي
أَظلَمت رُوحي ما عُد
ت أَرى ما أَنا راء
أَيَهذا العَثير الغا
ئم في صَحو سَمائي
لِلمَنايا السود آما
لي وَلِلمَوت رَجائي
آه يا مَوت جُنوني آه
يا يَوم قَضائي
قِف تَزود أَيُّها الجَب
بار مِن زادي وَمائي
وَاِقتَرب إِن فُؤا
دي مُثقل بِالبَرحاء
يا نَعيماً مشرف الصَف
حَة يُساقط دُوني
نَضَرت في قُربِهِ نَف
سي وَزايَلت غَضوني
فَمَشََت غائِلة الشَ
ك إِلى فَجر يَقيني
قَضَت اللَذة فِاَستَرج
عها لَمح ظُنوني
وَاِستَرد النعمة الكُبرى
مِن الدَهر حَنيني
مَن تَرى اِستَأثر بِاللَذ
ة وَاِستَبقى جُنوني
أَذني لا يَنفد اليَو
م بِها غَير العَويل
نَظَري يَقصر عَن كُل
دَقيق وَجَليل
غابَ عَن نَفسي إِشرا
قك وَالفَجر الجَميل
وَاِستَحالَ الماء فَاِستَح
جر في كُل مَسيل
رَجع اللَحن إِلى أَو
تاره بَعدَ قَليل
وَاِختَفى بَينَ ظَلام المُ
زهر الكُل العَليل