يا خَدن ناضرة الأَزاهر في الضُحى
التجاني يوسف بشير
يا خَدن ناضرة الأَزاهر في الضُحى
وَرَبيب زَنبَقة الأَريض الناضر
لَكَ في قَرارة كُل عَين عبرة
حري تَرَقرق ثرة بِمَحاجِري
وَعَلى جَوانب كُل عَين لَوعة
ما تَستَفيق وَجَذوة بِمَشاعِري
وَجَوي كَتحنان الرُؤوم تَمده
ذكري محمدها بِشَجو ثائر
يَمشي الزهى بِأَديم وَجه مُشرق
مِنهُ وَيُسفر عَن مَليك قاصر
وَتحس في عَينيه عز مُتَوَج
في الأَرض ناه في البِقاع وَآمر
فَلعله لَو عاشَ يَمتَلك الثَرى
وَيَرد غائلة الزَمان الجائر
أَما الحَدائق إِذ نَعيت فَحسبها
مِن كُل ذات نَدى وَذات أَزاهر
قَلب كَقَلب ذَويك يَخفق بِالأَسى
خَفق اللِواء فَما لَهُ مِن زاجر
وَجداً عَلَيكَ طَغى حَنانك إِنَّما
وَجد القُلوب هُناكَ لَيسَ بِضائر
قَرَأَ الزَمان عَلَيكَ مَعَنى ساميا
وَرَأى سَرائر مِنكَ مِثل سَرائِري
فَرَماكَ في العَهد البَريء بِما رَمى
حَظي بِهِ وَدَهى جَسيم خَواطِري
لَوددت أَني في الطُفولة مائت
لَو كُنت أسمَع بِالشَباب العاثر
يا وَيح مِن ضربا عَلَيك حماهما
مِن والدين وَذات طَرف ساهر
يَتفقدانك في الدُجى مِن لَوعة
لَدن اِعتَللت وَخار عَزم الصابر
عقد الرَجاء عَلَيكَ مِن قَلبيهما
عقد الذَوائب بَعضَها بِالآخر
وَتَوقعا لَكَ في الوَرى مُستَقبَلاً
وَتَكَهُناً لَكَ مِن زَمانٍ غابر
فَتَقصدتك يَد المَنون وَأَنتَ في
حَجر الأَمومة كَالمَلاك الطاهر
نَزَعتك فَاِنتَزَعَت أَماني أُسرة
ظَمأي إِلَيكَ وَريها بِالناظر
طَبعت عَلى فَمك الجَميل وَداعها
في قبلة حَرى وَدَمع فاتر
تَتَعثر العَبَرات مِن هَلع بِها
وَتَظَل قائِمَة مَقام الحائر
هَذا لِذاكَ يَمد كَف ضراعة
ما كانَ يُفصحها بَيان الشاعر
كَالخاطر الوَهمي جالَ مُحَمَد
في البَيت ثُمَ مَضى مضي الخاطر
يا وداع النَظَرات أَن تَكُ فَتَقت
عَنكَ الكَمائم في الرَبيع العاطر
فَلَقَد مَضى بِكَ في جَمادي عاصف
حَتّى رَمى بِكَ في قَليب غائر
فَأَمرح مَع الأَطفال قَبلَك غادروا
أَحضانَهُم وَاِنشُر جَناحي طائر
يَشتار مِن ثَمَرات كُل خَميلة
ما شاءَ مِما لَم تَكُن بِالشائر
وَاِسَأل عَن الزَهراء إِن تَكُ واجِداً
خَبَراً لَها بَينَ النَديّ الزاخر
أُختي وَأَوَل زَهرة زانَت بِها
أَم العَلاء جَبين أَصيَد زاهر
قُل يا اِبنَة القَوم الأَلى ما شَأنَهَم
نَقص الأباء وَلا اِفتِقاد الباتر
فَإِذا هَفت بِكَ أَن نعم مِن جانب
الفَردوس أَسمعها تَحية شاعر
غُفرانك اللَهُم أَن مُحَمَداً
قَصد الورود فَضل بَينَ الصادر
لَو لَم أَكُن أَخشى أثاماً دونَهُ
لَهَرقت مِن أَسَف عَلَيهِ محابِري
وَمَريت مِن عَيني آخر عبرة
حَمراء حَتّى ما أَكون بِقادر
وَأَنا الَّذي أَما رَثيت تَهافَتَت
مقل وَغَصَت بِالشَهيق محاضري
وَتَلهبت ثؤر الأَسى وَمَتى أَشا
أَوقفت مِن فلك الزَمان الدائر
لَكن بِحَسب مُحَمَد مِن ذلكم
دَمع القَريض وَدَمع ذات مَحاجِري
عذر لِعُمري لَو مُصاب عاذِري
وَمَسوغ هُوَ لَو تَراضَ ضَمائِري
يا أَرض فَاِقتَصدي وَيا سُحب اِقصدي
جَدث الطُفولة بِالعَريض الماطر
تِلكُم وَديعة ماجِدين أَكارم
زين القَديم هُم وَزين الحاضر
شَمبات مدرج عِزِهم مِن بيئة
زَخرت قَديماً لِشَباب الطافر
حَتّى لِتَحسب تِلكَ غَيل أَساور
شوس وَمربض كُل لَيث خادر
تَلقى عَلَيها خَير أَرض خَصبة
وَتَرى شَباباً كَالأتي المائر
دلت عَلى مَجد الثَرى آثارهم
في لانكشير وَبَينَ سوق الهافر
صَديق يا بن أَبي المَكارم وَالنَدى
وَأَخي وَمن وَشجت لَدَيهِ أَواصِري
لَئن اِكتَويت بِنار طفلك مرة
فَغَداً تَسر بِهِ سُرور الظافر
فَاِستَبق أَجرك فيهِ عِندَ مُهيمن
حَسبي وَحَسبك مِنهُ أَجر الصابر
وَذد الأَسى وَدَع التَخاذُل وَاِطرَح
خَور النُفوس وَما أَراكَ بِخائر
وَاِستَودع الذِكرى حَياة مُحَمَد
وَتَعز عَن فُقدانه بِالآخر
التجاني يوسف بشير
يا خَدن ناضرة الأَزاهر في الضُحى
وَرَبيب زَنبَقة الأَريض الناضر
لَكَ في قَرارة كُل عَين عبرة
حري تَرَقرق ثرة بِمَحاجِري
وَعَلى جَوانب كُل عَين لَوعة
ما تَستَفيق وَجَذوة بِمَشاعِري
وَجَوي كَتحنان الرُؤوم تَمده
ذكري محمدها بِشَجو ثائر
يَمشي الزهى بِأَديم وَجه مُشرق
مِنهُ وَيُسفر عَن مَليك قاصر
وَتحس في عَينيه عز مُتَوَج
في الأَرض ناه في البِقاع وَآمر
فَلعله لَو عاشَ يَمتَلك الثَرى
وَيَرد غائلة الزَمان الجائر
أَما الحَدائق إِذ نَعيت فَحسبها
مِن كُل ذات نَدى وَذات أَزاهر
قَلب كَقَلب ذَويك يَخفق بِالأَسى
خَفق اللِواء فَما لَهُ مِن زاجر
وَجداً عَلَيكَ طَغى حَنانك إِنَّما
وَجد القُلوب هُناكَ لَيسَ بِضائر
قَرَأَ الزَمان عَلَيكَ مَعَنى ساميا
وَرَأى سَرائر مِنكَ مِثل سَرائِري
فَرَماكَ في العَهد البَريء بِما رَمى
حَظي بِهِ وَدَهى جَسيم خَواطِري
لَوددت أَني في الطُفولة مائت
لَو كُنت أسمَع بِالشَباب العاثر
يا وَيح مِن ضربا عَلَيك حماهما
مِن والدين وَذات طَرف ساهر
يَتفقدانك في الدُجى مِن لَوعة
لَدن اِعتَللت وَخار عَزم الصابر
عقد الرَجاء عَلَيكَ مِن قَلبيهما
عقد الذَوائب بَعضَها بِالآخر
وَتَوقعا لَكَ في الوَرى مُستَقبَلاً
وَتَكَهُناً لَكَ مِن زَمانٍ غابر
فَتَقصدتك يَد المَنون وَأَنتَ في
حَجر الأَمومة كَالمَلاك الطاهر
نَزَعتك فَاِنتَزَعَت أَماني أُسرة
ظَمأي إِلَيكَ وَريها بِالناظر
طَبعت عَلى فَمك الجَميل وَداعها
في قبلة حَرى وَدَمع فاتر
تَتَعثر العَبَرات مِن هَلع بِها
وَتَظَل قائِمَة مَقام الحائر
هَذا لِذاكَ يَمد كَف ضراعة
ما كانَ يُفصحها بَيان الشاعر
كَالخاطر الوَهمي جالَ مُحَمَد
في البَيت ثُمَ مَضى مضي الخاطر
يا وداع النَظَرات أَن تَكُ فَتَقت
عَنكَ الكَمائم في الرَبيع العاطر
فَلَقَد مَضى بِكَ في جَمادي عاصف
حَتّى رَمى بِكَ في قَليب غائر
فَأَمرح مَع الأَطفال قَبلَك غادروا
أَحضانَهُم وَاِنشُر جَناحي طائر
يَشتار مِن ثَمَرات كُل خَميلة
ما شاءَ مِما لَم تَكُن بِالشائر
وَاِسَأل عَن الزَهراء إِن تَكُ واجِداً
خَبَراً لَها بَينَ النَديّ الزاخر
أُختي وَأَوَل زَهرة زانَت بِها
أَم العَلاء جَبين أَصيَد زاهر
قُل يا اِبنَة القَوم الأَلى ما شَأنَهَم
نَقص الأباء وَلا اِفتِقاد الباتر
فَإِذا هَفت بِكَ أَن نعم مِن جانب
الفَردوس أَسمعها تَحية شاعر
غُفرانك اللَهُم أَن مُحَمَداً
قَصد الورود فَضل بَينَ الصادر
لَو لَم أَكُن أَخشى أثاماً دونَهُ
لَهَرقت مِن أَسَف عَلَيهِ محابِري
وَمَريت مِن عَيني آخر عبرة
حَمراء حَتّى ما أَكون بِقادر
وَأَنا الَّذي أَما رَثيت تَهافَتَت
مقل وَغَصَت بِالشَهيق محاضري
وَتَلهبت ثؤر الأَسى وَمَتى أَشا
أَوقفت مِن فلك الزَمان الدائر
لَكن بِحَسب مُحَمَد مِن ذلكم
دَمع القَريض وَدَمع ذات مَحاجِري
عذر لِعُمري لَو مُصاب عاذِري
وَمَسوغ هُوَ لَو تَراضَ ضَمائِري
يا أَرض فَاِقتَصدي وَيا سُحب اِقصدي
جَدث الطُفولة بِالعَريض الماطر
تِلكُم وَديعة ماجِدين أَكارم
زين القَديم هُم وَزين الحاضر
شَمبات مدرج عِزِهم مِن بيئة
زَخرت قَديماً لِشَباب الطافر
حَتّى لِتَحسب تِلكَ غَيل أَساور
شوس وَمربض كُل لَيث خادر
تَلقى عَلَيها خَير أَرض خَصبة
وَتَرى شَباباً كَالأتي المائر
دلت عَلى مَجد الثَرى آثارهم
في لانكشير وَبَينَ سوق الهافر
صَديق يا بن أَبي المَكارم وَالنَدى
وَأَخي وَمن وَشجت لَدَيهِ أَواصِري
لَئن اِكتَويت بِنار طفلك مرة
فَغَداً تَسر بِهِ سُرور الظافر
فَاِستَبق أَجرك فيهِ عِندَ مُهيمن
حَسبي وَحَسبك مِنهُ أَجر الصابر
وَذد الأَسى وَدَع التَخاذُل وَاِطرَح
خَور النُفوس وَما أَراكَ بِخائر
وَاِستَودع الذِكرى حَياة مُحَمَد
وَتَعز عَن فُقدانه بِالآخر