كنت جالس أتابع نشرة الأخبار..
وعلى يميني يرقد ألياس حسن الجمحي ذو الـــ58يوما..
وفجأة أصدر صوتاً غير مألوف ، وأستوى جالساً وعيناه تذرف بالدموع ..
أخذته في حظني ...
ولكن بدأالموقف غريب بعض الشئ فقد صرت أنا أشد خوفاً من ابني ، وكاد قلبي أن ينفطر من هول الموقف.
وبحكمة منه خاطبني بصوتاً رقيق وقال:
لا عليك يا أبي أنه حلم ....
وسألته :
بماذا كنت تحلم ،،،
فقال:
اني أحلم بما ليس لي.. أريد نجم الثريا وخاتم سليمان ..
أبي .. اني لا أخفي عليك الأمر..
لان الذي أخفيته في صحوي صحت به في منامي..
و ما دفنته بقلبي أظهرتهُ دموعي..
نعم يا أبي ...
انها (قطر الندى) وهي أكبر مني بسنوات ..
لها عينان بابلية..
وخدود شامية..
وروح سلمية..
وفي الكرم طائية..
وأما القلب فهو قلب يمنية حضرمية..
وان نطقت تخاوي صوت الربابة..
وان صمتت تشق قلب الزاهد العابد..
وأن وصف جمال دعد ..
فجمال قطر الندى لا يوصفُ .
وبالكفتين يستوي بينناالحب..
فقد أعتدل وثبتَ مثل الأصابع في الراحتين استوت وتمكنت..
فقلت له :
رويدك..رويدك ..
يا ابني (بدري عليك الهوى) ..
قال :
أن عشقي لها أزلي
ولدتُ فابصرت صورتها قبل أن أرى النور..
وشممتُ عطرها قبل قطع حبل الخلاص..
بس عندي مشكلة يا أبي وأريدك أن تساعدني،، فحبيبتي تنتمي لعائلة ثرية وأنا فقير..
ولهذا السبب أتردد في طلب يدها للزواج..
فقلت له:
أنّ الرسول أوصى أن تنكح المرأة لأربع..
(( لمالها, ولجمالها, ولحسبها،ولدينها))
فقال حبيبي رسول الله ..فقد صدقتُّ بما يقول , فهو ما ينطق عن الهوى .
لكني أخاف يا أبي أن يقول الناس أني تزوجتها تقرباً لمالها ..
وأخاف أن عاشت معي بعد الزواج أن تختلف عليها الأمور ..
وتنقلب الموازين..
وأخاف بعد الديباج أن تفترش الحسير..
وبعد التين والزيتون قد تأكل قمحاًأو يحلُ بها قحط السنيين!!
وإن عشت معها كيف أتلذذ بنوم ..
وقد صرتُ عالة عليهم وآكل مما يأكلون..
أنظرُ في نفسي وأفكر في أمري وماذا عني يقولون؟؟
أني حرت في أمري !!
هل أدوس على قلبي وأنسى ذاك الحب الجميل؟؟
أم أعيش معها وأرضى بالذل وأصير عبداً مطيع؟؟
كيف يكون زواج رجلاً فقير من إمرأة غنية؟
هل تؤيد هذا الزواج حتى وإن وجد الحب؟