السؤال:
جزاكم الله خيراً على جهدكم ، وما لمسته منكم من الوقوف على الأمر والبحث
فيه قبل إصدار الفتوى هو ما شجعني على إرسال طلب الفتوى ، وإني أحبكم في
الله ، لاحظت مؤخراً بزوغ نجم ما يسمى بـ " العلاج بالطاقة الحيوية " ،
وأيضا ما يسمى بـ " جلسات السلام " التي يروج لها بعض الأشخاص كحل لكل
المشكلات والأزمات ، لأنها تتسبب في زيادة الطاقات الايجابية ، ومن ثم تحل
المشكلات كلها .
وقد لاحظت اهتمام كثير من الشباب والفتيات بكلام هذا الرجل واقتناعهم به
وتنفيذهم لما يقول ، وأنا أحس أن هناك خللاً شرعيّاً فيما يقول ، وأنه
يستغل الدين لترويج بضاعته ، فأرجو من فضيلتكم توضيح حكم الشرع في موضوع "
الطاقة الحيوية " وجلسات السلام هذه ، ونشر الفتوى لتعم الفائدة ، وجزاكم
الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
العلاج بالطاقة الحيوية من العلاجات الحديثة القائمة على الدجل والشعوذة لأكل أموال
الناس بالباطل ، وهو علاج له أصوله البوذية القائمة على الخرافة .
وقد تصدَّت الدكتور فوز كردي - حفظها الله - لكثير من هذه العلاجات بالنقد والنقض
في مقالاتها المنتشرة ، وفي موقعها الخاص ، ثم في رسالتها للدكتوراة والتي كانت
بعنوان " المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة " ، ومما جاء في
كلامها بياناً للعلاج بالطاقة الحيوية وذِكراً لحكم استعمالها ما جاء في قولها :
" العلاج بالطاقة الحيوية :
وفكرته قائمة على اعتقاد مشوَّه للغيب ، مبني على استنتاجات العقل فقط وتلاعب
الشياطين دون التلقي عن عالِم الغيب والشهادة عن طريق أنبيائه صلوات الله وسلامه
عليهم ، ويزعم متبنُّوه أنه علاج نفسي بدني روحي مبني على فهم المؤثرات الغيبية على
الإنسان التي اكتشفها الشرقيون القدماء وأهمها وجود قوة سارية في الكون اسمها "
الكي " ، أو " التشي " ، أو " البرانا " ، يمكن للإنسان استمدادها وتدفيقها في
أجساده غير المرئية للوصول إلى السلامة من الأمراض البدنية المستعصية ، والوقاية من
الاضطرابات النفسية والاكتئاب ، بل لاكتساب قدرات نفسية تأثيرية تمكنه من الوصول
للنجاح وتغيير الناس ومعالجة أبدانهم ونفسياتهم بصورة كبيرة !
وتحت العلاج بـ " الطاقة الحيوية " تندرج كثير من الممارسات منها :
" العلاج بالريكي " :
وهو فرع علاجي متخصص من فروع العلاج بالطاقة تشمل تمارين وتدريبات يزعم المدربون
فيها أنهم يفتحون منافذ الاتصال بالطاقة الكونية " كي " ويساعدون الناس على طريقة
تدفيقها في أجسامهم مما يزيد قوة الجسم وحيويته ، ويعطي الجسم قوة إبراء ومعالجة
ذاتية كما تعطي صاحبها بعد ذلك القدرة على اللمسة العلاجية – بزعمهم - التي تجعلهم
معالجين روحيين محترفين .
وهي ممارسات وثنية يختلط فيها الدجل بالشعوذة والسحر وإن ادَّعى أصحابها تنمية
القوى البشرية أو المعالجة النفسية .
" العلاج بالتشي كونغ " :
وهو فرع من فروع الطاقة الباطني ، تشمل تمارين وتدريبات لتدفيق طاقة " التشي " في
الجسم ، يزعمون أنها تحافظ عليه قويّاً ومتوازناً ، وتحافظ على سلاسة سريان الطاقة
في مساراتها ما يزيد مناعة الجسم ومقاومته للأمراض ، فيعتبرونه علاجاً وقائيّاً من
سائر الأمراض البدنية والنفسية والروحية ! .
وهي كذلك ممارسة وثنية يختلط فيها الدجل بالشعوذة والسحر وإن ادعى أصحابها تنمية
القوى البشرية أو المعالجة النفسية .
ويتداخل العلاج بالتنفس العميق والتنفس التحولي والتأمل الارتقائي مع العلاج
بالطاقة من حيث تأكيد المعالجين أن ما يدخل الجسم أثناء التنفس العميق ليس هو
الأكسجين وإنما هو طاقة " البرانا " التي تمنحه القوة والسعادة والشعور بالنشوة
وتساعده على الدخول في مرحلة الاسترخاء الكامل والشعور بالتناغم مع الكون والوحدة
مع الطاقة الكونية .
كما تم قولبة فكرة العلاج بالطاقة المبني على هذه الفكرة المنحرفة للغيب في قوالب
إسلامية ! فزعم البعض أن الله هو الطاقة – تعالى الله عما يقولون – وفسروا على ذلك
اسمه " النور " – تعالى عما يصفون - ومن ثم استحدثوا : " العلاج بطاقة الأسماء
الحسنى " ، و" العلاج بأشعة لا إله إلا الله " ، و" العلاج بتفريغ الطاقة السلبية
المسببة للأمراض العضوية والنفسية " عن طريق تفريغ هذه الطاقة - المتكونة في الجسم
من الشهوات والضغوط الاجتماعية ومن الأشعة الكهرومغناطيسية للأجهزة الإلكترونية –
في السجود على الأرض عبر منافذ التفريغ في الأعضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها
!! سواء كان ذلك أثناء السجود في الصلاة المفروضة أو بممارسة السجود فقط للمعالجة !
" . انتهى
وقال الشيخ سفر الحوالي – حفظه الله - : " يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا
تعلق بجناب التوحيد وبقضية " لا إله إلا الله " وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى
: فإننا لابدَّ أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام ، وهذه " البرمجة
العصبية " وما يسمَّى بـ " علوم الطاقة " تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية
باطنية مثل " الطاقة الكونية " و " الشكرات " و " الطاقة الأنثوية والذكرية " و "
الإيمان بالأثير " وقضايا كثيرة جدّاً ، وقد روَّج لها - مع الأسف - كثير من الناس
، مع أنه لا ينبغي - بحال - عمل دعاية لها .
أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة ،
فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة ؟! " . انتهى
ولينظر جواب السؤال رقم (
171454 ) .
ثانياً:
أما ما جاء في الرابط الثالث : فإن ما احتواه من كلام للمعالج بالطاقة الحيوية
المدعو " أحمد عمارة " ففيه الكفر الصريح ! وهو يؤكد ما قلناه من أصل ذلك العلاج
وأنه وثني ! وخاصة أنه يعتقد أن " بوذا " نبي من الأنبياء ! ومن حاول جعله
إسلاميّاً فلن يخلو أمره من بدعة أو زندقة ، وقد عنون لمقاله بقوله " الديانات
السماوية نظرة نفسية متعمقة مدعمة بالأدلة " ! ومما قاله من الكفر الصريح والردة
البيِّنة – مع تجاوزنا عن الأخطاء النحوية الكثيرة - :
1. اعتقاده أن من ( يعلم ) ـ لم يشترط القول ـ أنه " لا إله إلا الله " يدخل الجنة
ولو لم يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة !
قال :
" تأكد أنه لن يكون في النار مخلوق واحد يعلم أن الله لا إله إلا هو .. مهما كانت
ديانته أو منهجه أو شريعته " .
إلى أن يقول :
" من هنا نستنبط أن شرط دخول الجنة هو أن تكون مسلما بأن هناك إله واحد يحكم هذا
الكون . هذا هو الشرط الوحيد لدخول الجنة " .
انتهى
2. عدم تكفيره لليهود والنصارى ! بل يرى أنهم قد يدخلون الجنة ويُحرم منها بعض
المسلمين .
قال :
" مِن أتباع التوراة والإنجيل أمة مقتصدة ، يعني : ليسوا كلهم كفار كما يقول من لا
يعلمون ! وهذا لا يمنع أن كثير منهم ساء ما يعملون ، ساء ما يعملون لكن ليسوا كفار
" .
انتهى
وقال :
" واليوم يكرر المسلمون أيضا نفس الخطأ النفسي الذي وقع فيه بعض أصحاب الكتب
السماوية الأخرى ، ولعب الشيطان معهم نفس اللعبة ، فبدأوا يقولون : لن يدخل الجنة
إلا من كان مسلما ، وهذا في حد ذاته يشعر المسلم بالتعالي والكبر على غيره ، ويدفعه
تلقائيا للتعامل معه بدونية وهنا المصيبة التي يريد الشيطان أن يوقع فيها الشخص ،
لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستنفر الناس كلها من الدين بالعند والمكابرة أيضا
.. " .
انتهى
3. اعتقادة بتحريف القرآن الكريم .
قال :
" أريد أن أخبركم شيئاً صادماً ، كل الكتب السماوية بلا استثناء تم تحريفها ، وهذا
ينطبق على الجميع بما فيها القرآن " .
وكل ما سبق آنفاً هو مضاد لدين الله تعالى ، وفيه إنكار لما هو معلوم من الإسلام
على وجه القطع واليقين ، ومخالف للإجماع القطعي ، وفيه ارتكاب لنواقض الإسلام
الواضحة البيِّنة .
ومن تخريفاته وضلالاته :
1. إثباته لكتاب سماوي من غير دليل .
قال :
وعلى هذا فالأنبياء الأُوَل ( آدم وشيت ونوح وسام بن نوح وادريس ويحيى بن زكريا )
كان دينهم الإسلام ، وديانتهم أو شريعتهم هي التعاليم التي نزلت في أول كتاب سماوي
والذي يسميه العلماء ( الجنزاريا أو الكنز العظيم ) ، وهو أول وأقدم كتاب سماوي ،
وأشار إليه القرآن في سورة مريم ( يا يحيى خذ الكتابَ بقوّة وآتيناهُ الحُكمَ
صبيّاً ) .
انتهى
2. ادعاؤه أن " بوذا " من الأنبياء ! .
قال :
" وسيدنا بوذا ( وهو في أغلب الأحوال نبي قبل أن يعبده قومه ) كان دينه الإسلام ،
وديانته أو شريعته هي التعاليم الموجودة في الكتاب الذي أنزل عليه " .
انتهى
وعليه :
فلا يحل لأحد من المسلمين القراءة لهذا المدعو " أحمد عمارة " ، أو الاستماع منه في
دين أو علاج ، إلا أن يكون عالماً أو طالب علم يتتبع ضلالاته ليحذر المسلمين منها ،
وما جاء به من العلاج بالطاقة الحيوية فهو اتباع للدين البوذي الوثني ، وما جاء به
من كلام مما ذكرناه عنه آنفاً هو ردة صريحة عن الإسلام ، ويجب عليه النجاة بنفسه
قبل أن يأتيه الموت فيخسر آخرته وذلك هو الخسران المبين .
والله أعلم
عدل سابقا من قبل mArwaNe02 في السبت 15 ديسمبر 2012 - 12:07 عدل 1 مرات
جزاكم الله خيراً على جهدكم ، وما لمسته منكم من الوقوف على الأمر والبحث
فيه قبل إصدار الفتوى هو ما شجعني على إرسال طلب الفتوى ، وإني أحبكم في
الله ، لاحظت مؤخراً بزوغ نجم ما يسمى بـ " العلاج بالطاقة الحيوية " ،
وأيضا ما يسمى بـ " جلسات السلام " التي يروج لها بعض الأشخاص كحل لكل
المشكلات والأزمات ، لأنها تتسبب في زيادة الطاقات الايجابية ، ومن ثم تحل
المشكلات كلها .
وقد لاحظت اهتمام كثير من الشباب والفتيات بكلام هذا الرجل واقتناعهم به
وتنفيذهم لما يقول ، وأنا أحس أن هناك خللاً شرعيّاً فيما يقول ، وأنه
يستغل الدين لترويج بضاعته ، فأرجو من فضيلتكم توضيح حكم الشرع في موضوع "
الطاقة الحيوية " وجلسات السلام هذه ، ونشر الفتوى لتعم الفائدة ، وجزاكم
الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
العلاج بالطاقة الحيوية من العلاجات الحديثة القائمة على الدجل والشعوذة لأكل أموال
الناس بالباطل ، وهو علاج له أصوله البوذية القائمة على الخرافة .
وقد تصدَّت الدكتور فوز كردي - حفظها الله - لكثير من هذه العلاجات بالنقد والنقض
في مقالاتها المنتشرة ، وفي موقعها الخاص ، ثم في رسالتها للدكتوراة والتي كانت
بعنوان " المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة " ، ومما جاء في
كلامها بياناً للعلاج بالطاقة الحيوية وذِكراً لحكم استعمالها ما جاء في قولها :
" العلاج بالطاقة الحيوية :
وفكرته قائمة على اعتقاد مشوَّه للغيب ، مبني على استنتاجات العقل فقط وتلاعب
الشياطين دون التلقي عن عالِم الغيب والشهادة عن طريق أنبيائه صلوات الله وسلامه
عليهم ، ويزعم متبنُّوه أنه علاج نفسي بدني روحي مبني على فهم المؤثرات الغيبية على
الإنسان التي اكتشفها الشرقيون القدماء وأهمها وجود قوة سارية في الكون اسمها "
الكي " ، أو " التشي " ، أو " البرانا " ، يمكن للإنسان استمدادها وتدفيقها في
أجساده غير المرئية للوصول إلى السلامة من الأمراض البدنية المستعصية ، والوقاية من
الاضطرابات النفسية والاكتئاب ، بل لاكتساب قدرات نفسية تأثيرية تمكنه من الوصول
للنجاح وتغيير الناس ومعالجة أبدانهم ونفسياتهم بصورة كبيرة !
وتحت العلاج بـ " الطاقة الحيوية " تندرج كثير من الممارسات منها :
" العلاج بالريكي " :
وهو فرع علاجي متخصص من فروع العلاج بالطاقة تشمل تمارين وتدريبات يزعم المدربون
فيها أنهم يفتحون منافذ الاتصال بالطاقة الكونية " كي " ويساعدون الناس على طريقة
تدفيقها في أجسامهم مما يزيد قوة الجسم وحيويته ، ويعطي الجسم قوة إبراء ومعالجة
ذاتية كما تعطي صاحبها بعد ذلك القدرة على اللمسة العلاجية – بزعمهم - التي تجعلهم
معالجين روحيين محترفين .
وهي ممارسات وثنية يختلط فيها الدجل بالشعوذة والسحر وإن ادَّعى أصحابها تنمية
القوى البشرية أو المعالجة النفسية .
" العلاج بالتشي كونغ " :
وهو فرع من فروع الطاقة الباطني ، تشمل تمارين وتدريبات لتدفيق طاقة " التشي " في
الجسم ، يزعمون أنها تحافظ عليه قويّاً ومتوازناً ، وتحافظ على سلاسة سريان الطاقة
في مساراتها ما يزيد مناعة الجسم ومقاومته للأمراض ، فيعتبرونه علاجاً وقائيّاً من
سائر الأمراض البدنية والنفسية والروحية ! .
وهي كذلك ممارسة وثنية يختلط فيها الدجل بالشعوذة والسحر وإن ادعى أصحابها تنمية
القوى البشرية أو المعالجة النفسية .
ويتداخل العلاج بالتنفس العميق والتنفس التحولي والتأمل الارتقائي مع العلاج
بالطاقة من حيث تأكيد المعالجين أن ما يدخل الجسم أثناء التنفس العميق ليس هو
الأكسجين وإنما هو طاقة " البرانا " التي تمنحه القوة والسعادة والشعور بالنشوة
وتساعده على الدخول في مرحلة الاسترخاء الكامل والشعور بالتناغم مع الكون والوحدة
مع الطاقة الكونية .
كما تم قولبة فكرة العلاج بالطاقة المبني على هذه الفكرة المنحرفة للغيب في قوالب
إسلامية ! فزعم البعض أن الله هو الطاقة – تعالى الله عما يقولون – وفسروا على ذلك
اسمه " النور " – تعالى عما يصفون - ومن ثم استحدثوا : " العلاج بطاقة الأسماء
الحسنى " ، و" العلاج بأشعة لا إله إلا الله " ، و" العلاج بتفريغ الطاقة السلبية
المسببة للأمراض العضوية والنفسية " عن طريق تفريغ هذه الطاقة - المتكونة في الجسم
من الشهوات والضغوط الاجتماعية ومن الأشعة الكهرومغناطيسية للأجهزة الإلكترونية –
في السجود على الأرض عبر منافذ التفريغ في الأعضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها
!! سواء كان ذلك أثناء السجود في الصلاة المفروضة أو بممارسة السجود فقط للمعالجة !
" . انتهى
وقال الشيخ سفر الحوالي – حفظه الله - : " يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا
تعلق بجناب التوحيد وبقضية " لا إله إلا الله " وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى
: فإننا لابدَّ أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام ، وهذه " البرمجة
العصبية " وما يسمَّى بـ " علوم الطاقة " تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية
باطنية مثل " الطاقة الكونية " و " الشكرات " و " الطاقة الأنثوية والذكرية " و "
الإيمان بالأثير " وقضايا كثيرة جدّاً ، وقد روَّج لها - مع الأسف - كثير من الناس
، مع أنه لا ينبغي - بحال - عمل دعاية لها .
أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة ،
فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة ؟! " . انتهى
ولينظر جواب السؤال رقم (
171454 ) .
ثانياً:
أما ما جاء في الرابط الثالث : فإن ما احتواه من كلام للمعالج بالطاقة الحيوية
المدعو " أحمد عمارة " ففيه الكفر الصريح ! وهو يؤكد ما قلناه من أصل ذلك العلاج
وأنه وثني ! وخاصة أنه يعتقد أن " بوذا " نبي من الأنبياء ! ومن حاول جعله
إسلاميّاً فلن يخلو أمره من بدعة أو زندقة ، وقد عنون لمقاله بقوله " الديانات
السماوية نظرة نفسية متعمقة مدعمة بالأدلة " ! ومما قاله من الكفر الصريح والردة
البيِّنة – مع تجاوزنا عن الأخطاء النحوية الكثيرة - :
1. اعتقاده أن من ( يعلم ) ـ لم يشترط القول ـ أنه " لا إله إلا الله " يدخل الجنة
ولو لم يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة !
قال :
" تأكد أنه لن يكون في النار مخلوق واحد يعلم أن الله لا إله إلا هو .. مهما كانت
ديانته أو منهجه أو شريعته " .
إلى أن يقول :
" من هنا نستنبط أن شرط دخول الجنة هو أن تكون مسلما بأن هناك إله واحد يحكم هذا
الكون . هذا هو الشرط الوحيد لدخول الجنة " .
انتهى
2. عدم تكفيره لليهود والنصارى ! بل يرى أنهم قد يدخلون الجنة ويُحرم منها بعض
المسلمين .
قال :
" مِن أتباع التوراة والإنجيل أمة مقتصدة ، يعني : ليسوا كلهم كفار كما يقول من لا
يعلمون ! وهذا لا يمنع أن كثير منهم ساء ما يعملون ، ساء ما يعملون لكن ليسوا كفار
" .
انتهى
وقال :
" واليوم يكرر المسلمون أيضا نفس الخطأ النفسي الذي وقع فيه بعض أصحاب الكتب
السماوية الأخرى ، ولعب الشيطان معهم نفس اللعبة ، فبدأوا يقولون : لن يدخل الجنة
إلا من كان مسلما ، وهذا في حد ذاته يشعر المسلم بالتعالي والكبر على غيره ، ويدفعه
تلقائيا للتعامل معه بدونية وهنا المصيبة التي يريد الشيطان أن يوقع فيها الشخص ،
لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستنفر الناس كلها من الدين بالعند والمكابرة أيضا
.. " .
انتهى
3. اعتقادة بتحريف القرآن الكريم .
قال :
" أريد أن أخبركم شيئاً صادماً ، كل الكتب السماوية بلا استثناء تم تحريفها ، وهذا
ينطبق على الجميع بما فيها القرآن " .
وكل ما سبق آنفاً هو مضاد لدين الله تعالى ، وفيه إنكار لما هو معلوم من الإسلام
على وجه القطع واليقين ، ومخالف للإجماع القطعي ، وفيه ارتكاب لنواقض الإسلام
الواضحة البيِّنة .
ومن تخريفاته وضلالاته :
1. إثباته لكتاب سماوي من غير دليل .
قال :
وعلى هذا فالأنبياء الأُوَل ( آدم وشيت ونوح وسام بن نوح وادريس ويحيى بن زكريا )
كان دينهم الإسلام ، وديانتهم أو شريعتهم هي التعاليم التي نزلت في أول كتاب سماوي
والذي يسميه العلماء ( الجنزاريا أو الكنز العظيم ) ، وهو أول وأقدم كتاب سماوي ،
وأشار إليه القرآن في سورة مريم ( يا يحيى خذ الكتابَ بقوّة وآتيناهُ الحُكمَ
صبيّاً ) .
انتهى
2. ادعاؤه أن " بوذا " من الأنبياء ! .
قال :
" وسيدنا بوذا ( وهو في أغلب الأحوال نبي قبل أن يعبده قومه ) كان دينه الإسلام ،
وديانته أو شريعته هي التعاليم الموجودة في الكتاب الذي أنزل عليه " .
انتهى
وعليه :
فلا يحل لأحد من المسلمين القراءة لهذا المدعو " أحمد عمارة " ، أو الاستماع منه في
دين أو علاج ، إلا أن يكون عالماً أو طالب علم يتتبع ضلالاته ليحذر المسلمين منها ،
وما جاء به من العلاج بالطاقة الحيوية فهو اتباع للدين البوذي الوثني ، وما جاء به
من كلام مما ذكرناه عنه آنفاً هو ردة صريحة عن الإسلام ، ويجب عليه النجاة بنفسه
قبل أن يأتيه الموت فيخسر آخرته وذلك هو الخسران المبين .
والله أعلم
عدل سابقا من قبل mArwaNe02 في السبت 15 ديسمبر 2012 - 12:07 عدل 1 مرات