السؤال:
هل صحيح أن سورة " الإسراء " يطلق عليها أيضًا سورة " بني إسرائيل "، ولماذا ؟
الجواب :
الحمد لله
وردت تسمية سورة " الإسراء " بسورة " بني إسرائيل " في حديثين صحيحين موقوفين من
كلام الصحابة رضوان الله عليهم :
الحديث الأول : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال في بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطه وَالْأَنْبِيَاءُ : ( هُنَّ مِنْ
الْعِتَاقِ الْأُوَلِ ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي )
رواه البخاري (4994)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ( مِنَ العِتَاقِ ) جمع عتيق وهو القديم ، أو هو كل ما بلغ الغاية في الجودة ،
وبالثاني جزم جماعة في هذا الحديث .
وقوله : ( هُنَّ مِن تِلَادِي ) أي : مما حفظ قديما ، والتلاد قديم الملك ، وهو
بخلاف الطارف ، ومراد ابن مسعود أنهن من أول ما تعلم من القرآن ، وأن لهن فضلا لما
فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم " انتهى من " فتح الباري " (8/388)
الحديث الثاني : عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ
عَلَيهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقرَأَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَالزُّمَر ) رواه
الترمذي (3402) وقال : حديث حسن . وحسّنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"
(3/65)، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
بل قال أهل العلم إن تسمية السورة بسورة " بني إسرائيل " كانت هي الأشهر في عهد
الصحابة والتابعين ، وذلك لأن سورة الإسراء افتتحت في أول آية منها بالحديث عن
الإسراء إلى المسجد الأقصى ، ثم في الآية الثانية مباشرة شرعت في ذكر مرحلة مهمة من
مراحل قصة بني إسرائيل والإخبار عن إفسادهم في الأرض مما لم يذكر في سواها من قصص
بني إسرائيل في القرآن الكريم ، وذلك في قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ . وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا . ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا
مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا . وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا
كَبِيرًا ) الإسراء/1-3.
قال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" سميت في كثير من المصاحف سورة الإسراء ، وصرح الألوسي بأنها سميت بذلك ، إذ قد
ذكر في أولها الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واختصت بذكره ، وتسمى في عهد
الصحابة سورة بني إسرائيل...ووجه ذلك أنها ذكر فيها من أحوال بني إسرائيل ما لم
يذكر في غيرها ، وهو استيلاء قوم أولي بأس - الآشوريين - عليهم ، ثم استيلاء قوم
آخرين وهم الروم عليهم ، وتسمى أيضا سورة سبحان ؛ لأنها افتتحت بهذه الكلمة " انتهى
من " التحرير والتنوير " (15/5)
وانظر جواب السؤال رقم : (131664)
والله أعلم .
هل صحيح أن سورة " الإسراء " يطلق عليها أيضًا سورة " بني إسرائيل "، ولماذا ؟
الجواب :
الحمد لله
وردت تسمية سورة " الإسراء " بسورة " بني إسرائيل " في حديثين صحيحين موقوفين من
كلام الصحابة رضوان الله عليهم :
الحديث الأول : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال في بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطه وَالْأَنْبِيَاءُ : ( هُنَّ مِنْ
الْعِتَاقِ الْأُوَلِ ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي )
رواه البخاري (4994)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ( مِنَ العِتَاقِ ) جمع عتيق وهو القديم ، أو هو كل ما بلغ الغاية في الجودة ،
وبالثاني جزم جماعة في هذا الحديث .
وقوله : ( هُنَّ مِن تِلَادِي ) أي : مما حفظ قديما ، والتلاد قديم الملك ، وهو
بخلاف الطارف ، ومراد ابن مسعود أنهن من أول ما تعلم من القرآن ، وأن لهن فضلا لما
فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم " انتهى من " فتح الباري " (8/388)
الحديث الثاني : عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ
عَلَيهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقرَأَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَالزُّمَر ) رواه
الترمذي (3402) وقال : حديث حسن . وحسّنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"
(3/65)، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
بل قال أهل العلم إن تسمية السورة بسورة " بني إسرائيل " كانت هي الأشهر في عهد
الصحابة والتابعين ، وذلك لأن سورة الإسراء افتتحت في أول آية منها بالحديث عن
الإسراء إلى المسجد الأقصى ، ثم في الآية الثانية مباشرة شرعت في ذكر مرحلة مهمة من
مراحل قصة بني إسرائيل والإخبار عن إفسادهم في الأرض مما لم يذكر في سواها من قصص
بني إسرائيل في القرآن الكريم ، وذلك في قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ . وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا . ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا
مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا . وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا
كَبِيرًا ) الإسراء/1-3.
قال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" سميت في كثير من المصاحف سورة الإسراء ، وصرح الألوسي بأنها سميت بذلك ، إذ قد
ذكر في أولها الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واختصت بذكره ، وتسمى في عهد
الصحابة سورة بني إسرائيل...ووجه ذلك أنها ذكر فيها من أحوال بني إسرائيل ما لم
يذكر في غيرها ، وهو استيلاء قوم أولي بأس - الآشوريين - عليهم ، ثم استيلاء قوم
آخرين وهم الروم عليهم ، وتسمى أيضا سورة سبحان ؛ لأنها افتتحت بهذه الكلمة " انتهى
من " التحرير والتنوير " (15/5)
وانظر جواب السؤال رقم : (131664)
والله أعلم .