قصة حروب قبائل الضياغم مع سلطان مأرب
قبيلتا الضياغمة والرواشدة هما قبيلة واحدة من احد قبائل قحطان وكان الشيخ شهوان بن ضيغم هو شيخ الشمل وكانت قبيلة الضياغمة مشهورة بكرمها وشجاعة فرسانها وكانت مشهورة خيلهم التي يسمونها دهم إل ضيغم وأيضا مشهورين وكانت قبيلة الضياغم تسكن وادي سبا والمعروف حاليا بوادي عبيدة (أبراد)وكانوا يرعون الإبل والأغنام في قفار صحراء ذلك الوادي وكانوا يردون ويسقون من عدة عدود منها عد (الحريزي ) وعد (الرخيم) وعد (مشينيقه) ولكن تلك المعدود تصطاب بالجفاف إذ لم تهطل عليها الإمطار.
وقد كان العد الوحيد الذي لم يجف هو عد الشريف بن بشر سلطان مأرب وهي بئر وليس عد سطحي وتقع تلك البئر تحت قصر السلطان .. وكانت (ميثا ) بنت راشد شقيقة عمير بن راشد فتاه جميلة ومن أجمل فتيات الضياغمة وقد وصف لسلطان مأرب حسنها وجمالها وقد هام ذلك السلطان بتلك الفتاة وقبل إن يراها ولكنها كانت مخطوبة لابن عمها عرار بن شهوان بن ضيغم ..
وفي ذات يوم قام ذلك السلطان بمنع قبيلة الضياغمة من تلك البئر التي تقع تحت قصره وسيطرته الاان يسلموا له بنتهم (ميثا) بنت راشد شقيقة عمير ابن راشد وذلك قبل إن يحسب حساب فرسان الضياغمة وماذا سوف تقول عنهم عشائر قبائل قحطان إن سلموا له ميثا بنت راشد مقابل شربت الماء وكان لايوجد عد غير تلك البئر وكانت بقية العدود فيها جفاف لعدم هطول الإمطار .,
وبعد إن وصل طلب السلطان إلى قبيلة الضياغمة احتارت القبيلة في أمرها من طلب ذلك السلطان السخيف والخارج عن عاداتهم وتقاليدهم ثم خذت القبيلة استعداد ها للحرب والقتال ولكن كيف يمكن الحصول على قليل من الماء وذلك قبل خوض المعركة مع سلطان مأرب ...
ووافقت القبيلة على طلب السلطان وذلك بطريقتهم المثلى حتى يستقون ويسقون حلالهم ويتزودون بكميه أكثر من الماء ويستعدون لخوض المعركة مع سلطان مأرب..
ثم ارسلو بعد ذلك رسولا إلى السلطان يبلغه بأنهم موافقين على طلبه ولكن بشرط واحد إن يعطيهم العهد بعد تسليمهم له (ميثا) بنت راشد بأنه لاينظر إليها ولا يرفع عنها حجابها الأبعد إن يسقون حلالهم ويملون مزادهم أي أوعيتهم بالماء ثم يصدرون أي يذهبون من ذلك العد وحتى تغيب رواحلهم عن نظره .
ووافق سلطان مأرب على الشرط ثم وردو الضياغم على ذلك العد واسقوا وتزودوا بالماء ثم صدرو من ذلك العد وبعد إن غابت رواحلهم عن نظر ذلك السلطان نزل من قصره إلى تلك الفتاة التي سلموها له الضياغمة وقد كان الفرح بملأ قلبه ثم رفع عنها حجابها ونظر إليها فإذا بها جارية سوداء من جواري نساء الضياغمة وبعد إن عرف بخدعة الضياغمة صاح في رجاله وربو جميع فرسانه ولحق بهم في منطقة العرقة تبعد عن مأرب عشرة كيلو متر وقد دارت المعركة بين الضياغمة وفرسان سلطان مأرب وقد كان الفارس حميدان الضيغمي رجل أصم لايسمع وكان راكبا على راحلته في مقدمة القافلة و جوادة مجنوب إلى راحلته واشتد القتال وهو لايسمع ماذا يدور في أخر القافلة فإذا بالغبار من حوله فنظر إلى الخلف فإذا بالفرسان في ساحة الميدان ثم امتطى ظهر جواده ثم انقض عليهم ذلك الفارس المغوار الذي لايسمع فإذا بالسلطان إمام عينيه فمال عليه وكل منهم ظرب الأخر بسيفه فاردا السلطان قتيلا ثم انهزموا فرسان السلطان وولوا مدبرين يجررون أذيال الهزيمة
وقتل كثير من الفرسان في تلك المعركة وسمية ارض المعركة (بشقة حميدان ) قبلة من وادي عبيدة على مسافة خمسة كيلو متر ..
ومن الفرسان الذين قاتلو قتالا شديدا الفارس عرار بن شهوان خطيب ميثا بنت راشد ..
وقد قاموا فرسان الضياغمه يلومون على عمير بن راشد ويقولون انه لم يقاتل في المعركة التي دارت بينهم وبين سلطان مأرب ثم إن عمير انشد وقال..
إنا أخوك ياميثا عمير بن راشد
اناحــــــالف(ن) ماصك دونـك باب
يلومني وانأ على زغزغيه
ماعــــــــلــمت من قـــبلنا بـــــــاداب
يلوموني كني ركبت أم خامس
سليم ليدي من كـــــــــــوي واعــطاب
يوم التقى حميدان وسلطان مأرب
وغداء الدرع في جنب الشريف خراب
ويصدهم منا عرار وترعروا
ترعراع سيل(ن) في دماث رغـــــــاب
وبعد قتل سلطان مأرب لم يعد لسلطنته أي نفوذ على الضياغمة وقد تمكنوا من السيطرة على وادي سبا (وادي عبيدة حاليا)
وهذه من قصايد ميثا بنت راشد تقول فيها..
لأوهب ياولد الخفاجي عامر
تحب الهواء والخيل سرعي بطايح
يابرقعي يسواء ثلاثين بكرة
فــــيـــه الذهب والمصفى لوائـــــــح
وهذا الشي البسيط عن قصص الضياغمة وحروبها وقد نزلناها لتصحيح ماذكر من قبل بعض المؤرخون بان اسم السلطان (سلطان مارد) وهذا خطاء وهو سلطان مأرب وهو من اشراف مأرب الذين مؤجودين في وادي عبيدة إلى هذا العصر