[center]
[center] اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ
الشورى 19
يخبر تعالى بلطفه بعباده:
ليعرفوه
ويحبوه،
ويتعرضوا للطفه
وكرمه،
واللطف من أوصافه تعالى معناه:
الذي يدرك
الضمائر
والسرائر،
"اللطيف"جل جلاله:الذي يوصل رحمته لخلقه بالطرق الخفيّه،فيلطف بهم من حيث لا يعلمون،ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون،ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم،وإذا أردت أن ترى شيئا من هذا الاسم العظيم،فتأمل خاتمة قصة يوسف"إن ربي لطيف لما يشاء"أي:يوصل برّه وإحسانه إلى العبد من حيث لا يشعر ويوصله إلىالمنال الرفيعة من أمور يكرهها.
· فمن لطفه بعبده المؤمن،
أن هداه إلى الخير هداية لا تخطر بباله، بما يسر له من الأسباب الداعية
إلى ذلك، من فطرته على محبة الحق والانقياد له وإيزاعه تعالى لملائكته
الكرام، أن يثبتوا عباده المؤمنين، ويحثوهم على الخير، ويلقوا في قلوبهم
من تزيين الحق ما يكون داعيا لاتباعه.
· ومن لطفه
أن أمر المؤمنين، بالعبادات الاجتماعية، التي بها تقوى عزائمهم وتنبعث
هممهم، ويحصل منهم التنافس على الخير والرغبة فيه، واقتداء بعضهم ببعض.
· ومن لطفه،
أن قيض لعبده كل سبب يعوقه ويحول بينه وبين المعاصي، حتى إنه تعالى إذا
علم أن الدنيا والمال والرياسة ونحوها مما يتنافس فيه أهل الدنيا، تقطع
عبده عن طاعته، أو تحمله على الغفلة عنه، أو على معصية صرفها عنه، وقدر
عليه رزقه، ولهذا قال هنا: ( يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ) بحسب اقتضاء
حكمته
ولطفه
( وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) الذي له القوةكلها فلا حول ولا قوة لأحد من المخلوقين إلا به، الذي دانت له جميع الأشياء.
تفسير الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله تعالى -