أكرهك يا أنت
أيها الفؤاد غرك الدهر بها، فهنت وهان الود في يد مغلولة، و قلب موهوس بالأراجيف ،
تخدعك بعسيلة الكلام ، و بالسم تسقيك خلسة وراء دموع الوهن ،مزعومة حالات الشجون ، ترتل في
محرابك ما طاب لها من الكذب ، بليونة وغرور الأمنيات ..قالت أهيم بك شوقا..قالت أحبك..قالت أنت
جنوني .. وفي الخفاء تمارس المجون ، وتشتري بهواها الغوايات..
كفرت بحبك و أنا الساذج المعول على السراب ..أيتها الحواء المعرفة ، المخزونة في
الذات ، تعددت فيك الصفات، ماهرة اللعب بالصدق ، طوعتني لك جهرة خبايا السحر الذي رسمك في دنيا
الأحلام ملاكا ، فهوى بي هواك الى الهلاك...ملهوف .. كم أنا غبي ، صدقت أغنية عزفت ألحانها على
عصب القلب اللين ، وأوتار الصدر الحنون..يا جنوني تعقل ، لم يبق للود في هذا المخلوق مكانا،
لم يبق لذاك الحنين في ملكوت دنياك مكانا...أيها الضال في متاهاتها ، أنت المغبون بها ،و هي في غيرك
تشتهي ما طاب لها .. وتغرك..وتخونك..و تقسم أنها أصدق حبيب يشتاق الوصال ..
أكرهك ، يا أنت ، وأكره ما في ذاتي منك،فأنا المتجرد من كل أمل فيك ، وأقتل ما
يدفعني لغيرك من التمنيات ...في نظرك ،مغفل أنا ، و في نظري ،أنت صانعة الغرور والخيانات ..
مجرمة حتى الثمالة لأني أضل بك الطريق ، وأسقط في الخطيئة ، وأخون من أحبوني و أقطع الرحم
و الوصال.. أنا بك المجرم و أنت الأمارة بالسوء..بك تضيع مني دائما ، في مقامات الجد،بديهيات
الجواب عن أتفه سؤال..فما أضعفك أمام الشهوات
والنزوات ، وما أهونني في حضنك الواهي
KiNg SaMeH