[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام وبدر التمام ومصباح الظلام
وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد :
الشيخ الدكتور
أحمد عبيد الكبيسي
البشائر - الحلقة 12
[size=29]البشارة الثانية عشرة:
الغربة موجعة والغربة موحشة ولو كنت ملكاً
وأنت غريب فإن أُنسك بهذا الملك لا يكتمل إلا إذا كان معك أهلك فإذا بقيت
فرداً فإن اغتباطك يكون ناقصاً مهما كان معك من اسباب السرور وهكذا هو
الأمر يوم القيامة إن من عباد الله تعالى من يتم عليه نعمته ويجمع له أهله
مهما كانوا أقل منه في الدرجة إكراماً له.
فالسفير مثلاً الذي يمثل بلده في دولة
أخرى يكون له من الامتيازات ما يعطى أهله مثلها فقط لأنهم أهله ومعه لا
لأنهم في مستواه الوظيفي فمن أجله يكرمون زوجته وأولاده وعائلته التي
ترافقه.
هكذا يوم القيامة
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا
ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ
بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
(24) الرعد)
هذه حالة خاصة وبشارة عظيمة يستطيع كل مسلم ذو همّة أن يكون من هذا النوع.
أن تكون أنت صالحاً
والله تعالى يدخل أهلك المقصرين في مرتبتك من الصلاح إذا كانوا موحدين
فيمكن أن تكون أنت تستحق الفردوس الأعلى وأهلك في درجات أخرى في الجنة
وقلنا أن الجنان مئة كوكب وبين كل كوكبين ما بين السماء والأرض لكن الله
تعالى لصلاحك يجمع معك أهلك في نفس مرتبتك اكراماً لك.
هذه طبقة أو شريحة من المؤمنين يجمع الله
تعالى لهم كل أهلهم ما داموا صالحين لدخول الجنة أي أن يكونوا موحدين
ويضعهم في نفس الدرجة التي أنت فيها
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ).
شخص واحد في العائلة صالحاً قد يكون أباً
أو أماً أو ابناً أو بنتاً أو زوجاً أو زوجة إذا كان صالحاً يجمع الله
تعالى أهله معه في مكانه في الجنة.
ما هي الشروط التي تجعلك من هؤلاء الصالحين؟
أن تكون موحداً يصل الرحم ويوصل الأمانة
ويشكر النعمة باستخدامها في طاعة الله تعالى وأن تخشى الله تعالى هيبة
ويؤدي العبادات بهيبة عالية من خشية الله تعالى وأن يخاف سوء الحساب فالذي
يخشى الله تعالى يُحسّن عباداته والذي يخافه يبتعد عن المعاصي فالخوف
يمنعك عن المعاصي والخشية تحسّن العبادات.
وأن تصبر على الطاعات
(صيام في يوم حار قتال، انفاق،)
وتصبر على البلاء والمرض وتصبر على الشهوات فتصبر على النعمة إذا طغت وعلى البلاء إذا استشرى وعلى العبادات إذا صعبت.
وأن تقيم الصلاة وأن تنفق مما رزقك الله تعالى سراً
(صدقات) وعلانية (زكاة),
إن كانت فيك هذه الصفات تكون من الذين قال تعالى فيهم
(أولئك لهم عقبى الدار)
وهذه الصفات التسع تضمنتها آيات سورة الرعد التي ذكرناها
(أَفَمَنْ يَعْلَمُ
أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ
بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ
يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ
وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
(22)الرعد).
عليك أن تحاول أن تكون من هؤلاء فإن لم
تستطع فعليك أن تحرص على أن يكون أحد من أولادك أو أهلك يتصف بصفات أولو
الألباب الذين لهم عقبى الدار.
وقلنا في لقاء سابق
أن الملائكة تبقى مع
الذين تحبهم الى ساعة الاحتضار وفي القبر وعند المحشر وعند الصراط وعند
دخولهم الجنة ويدخلون معهم يخدمونهم في الجنة.
هذا فضل عظيم من الله تعالى أن تسعى لهذه
الآيات وتحاول تطبيقها وتطبيقها سهل لمن سهلها الله تعالى عليه ورحمته
وسعت كل شيء ودليل أن تسعك رحمة الله تعالى أن تكون من هؤلاء.
ويبقى الأمل والأمنية والطموح أن تأنس
بأهلك جميعاً وهم في جوارك وكما دعوت لهم في الدنيا تجدهم أمامك فليكن
واحد من العائلة على هذا النسق لعله يكون هو السبب في أن يجمع الله تعالى
كل عائلته في منزلته اكراماً له هذا إذا كانوا صالحين للجنة أي موحدين
وهذه منة من منن الله تعالى على عباده الصالحين
وأسأل الله تعالى أن يجعل في كل عائلة من المسلمين سبباً في دخول الفردوس الأعلى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام وبدر التمام ومصباح الظلام
وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد :
الشيخ الدكتور
أحمد عبيد الكبيسي
البشائر - الحلقة 12
[size=29]البشارة الثانية عشرة:
الغربة موجعة والغربة موحشة ولو كنت ملكاً
وأنت غريب فإن أُنسك بهذا الملك لا يكتمل إلا إذا كان معك أهلك فإذا بقيت
فرداً فإن اغتباطك يكون ناقصاً مهما كان معك من اسباب السرور وهكذا هو
الأمر يوم القيامة إن من عباد الله تعالى من يتم عليه نعمته ويجمع له أهله
مهما كانوا أقل منه في الدرجة إكراماً له.
فالسفير مثلاً الذي يمثل بلده في دولة
أخرى يكون له من الامتيازات ما يعطى أهله مثلها فقط لأنهم أهله ومعه لا
لأنهم في مستواه الوظيفي فمن أجله يكرمون زوجته وأولاده وعائلته التي
ترافقه.
هكذا يوم القيامة
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا
ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ
بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
(24) الرعد)
هذه حالة خاصة وبشارة عظيمة يستطيع كل مسلم ذو همّة أن يكون من هذا النوع.
أن تكون أنت صالحاً
والله تعالى يدخل أهلك المقصرين في مرتبتك من الصلاح إذا كانوا موحدين
فيمكن أن تكون أنت تستحق الفردوس الأعلى وأهلك في درجات أخرى في الجنة
وقلنا أن الجنان مئة كوكب وبين كل كوكبين ما بين السماء والأرض لكن الله
تعالى لصلاحك يجمع معك أهلك في نفس مرتبتك اكراماً لك.
هذه طبقة أو شريحة من المؤمنين يجمع الله
تعالى لهم كل أهلهم ما داموا صالحين لدخول الجنة أي أن يكونوا موحدين
ويضعهم في نفس الدرجة التي أنت فيها
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ).
شخص واحد في العائلة صالحاً قد يكون أباً
أو أماً أو ابناً أو بنتاً أو زوجاً أو زوجة إذا كان صالحاً يجمع الله
تعالى أهله معه في مكانه في الجنة.
ما هي الشروط التي تجعلك من هؤلاء الصالحين؟
أن تكون موحداً يصل الرحم ويوصل الأمانة
ويشكر النعمة باستخدامها في طاعة الله تعالى وأن تخشى الله تعالى هيبة
ويؤدي العبادات بهيبة عالية من خشية الله تعالى وأن يخاف سوء الحساب فالذي
يخشى الله تعالى يُحسّن عباداته والذي يخافه يبتعد عن المعاصي فالخوف
يمنعك عن المعاصي والخشية تحسّن العبادات.
وأن تصبر على الطاعات
(صيام في يوم حار قتال، انفاق،)
وتصبر على البلاء والمرض وتصبر على الشهوات فتصبر على النعمة إذا طغت وعلى البلاء إذا استشرى وعلى العبادات إذا صعبت.
وأن تقيم الصلاة وأن تنفق مما رزقك الله تعالى سراً
(صدقات) وعلانية (زكاة),
إن كانت فيك هذه الصفات تكون من الذين قال تعالى فيهم
(أولئك لهم عقبى الدار)
وهذه الصفات التسع تضمنتها آيات سورة الرعد التي ذكرناها
(أَفَمَنْ يَعْلَمُ
أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ
بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ
يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ
وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
(22)الرعد).
عليك أن تحاول أن تكون من هؤلاء فإن لم
تستطع فعليك أن تحرص على أن يكون أحد من أولادك أو أهلك يتصف بصفات أولو
الألباب الذين لهم عقبى الدار.
وقلنا في لقاء سابق
أن الملائكة تبقى مع
الذين تحبهم الى ساعة الاحتضار وفي القبر وعند المحشر وعند الصراط وعند
دخولهم الجنة ويدخلون معهم يخدمونهم في الجنة.
هذا فضل عظيم من الله تعالى أن تسعى لهذه
الآيات وتحاول تطبيقها وتطبيقها سهل لمن سهلها الله تعالى عليه ورحمته
وسعت كل شيء ودليل أن تسعك رحمة الله تعالى أن تكون من هؤلاء.
ويبقى الأمل والأمنية والطموح أن تأنس
بأهلك جميعاً وهم في جوارك وكما دعوت لهم في الدنيا تجدهم أمامك فليكن
واحد من العائلة على هذا النسق لعله يكون هو السبب في أن يجمع الله تعالى
كل عائلته في منزلته اكراماً له هذا إذا كانوا صالحين للجنة أي موحدين
وهذه منة من منن الله تعالى على عباده الصالحين
وأسأل الله تعالى أن يجعل في كل عائلة من المسلمين سبباً في دخول الفردوس الأعلى.
[/size]