عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء متفق عليه .
الشرح
هذه الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب العفو والإعراض عن الجاهلين منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب أحدا لا خادما ولا غيره بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وهذا من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه لا يضرب أحدا على شيء من حقوقه هو الخاصة به ، لأنه له أن يعفو عن حقه وله أن يأخذ بحقه . ولكن إذا انتهكت محارم الله فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرضى بذلك ويكون أشد ما يكون أخذا بها ، لأنه صلى الله عليه وسلم لا يقر أحدا على ما يغضب الله سبحانه وتعالى ، وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على أخذ العفو وما عفى من أحوال الناس وأخلاقهم ويعرض عنهم ، إلا إذا انتهكت محارم الله ، فإنه لا يقر أحدا على ذلك . ومن الأحاديث التي ساقها قصة هذا الأعرابي الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم وعليه جبة نجرانية غليظة الحاشية فجبذه يعني جذبه جذبا شديدا حتى أثرت حاشية الجبة في عنق الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة الجذب فالتفت فإذا هو أعرابي يطلب منه عطاء فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأمر له بعطاء . فانظر إلى هذا الخلق الرفيع لم يوبخه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يضربه ولم يكهر في وجهه ولم يعبس بل ضحك صلى الله عليه وسلم ومع هذا أمر له بعطاء ونحن لو أن أحدا فعل بنا هذا الفعل ما أقررناه عليه بل لضاربناه وأما الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه وإنك لعلى خلق عظيم فإنه التفت إليه وضحك إليه وأعطاه العطاء . وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سعة وإذا اشتد الناس أن يسترخي هو وسئل معاوية رضي الله عنه بم سست الناس ؟ وذلك لأن معاوية معروف بالسياسة والحكمة ، فقال أجعل بيني وبين الناس شعرة إن جذبوها تبعتهم وإن جذبتها تبعوني لكن لا تنقطع . ومعنى كلامه أنه سهل الانقياد لأن الشعرة إذا جعلتها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذب انقطعت لكن من حسن سياسته رضي الله عنه كان يسوس الناس بهذه السياسة إذا رآهم مقبلين استقبلهم وإذا رآهم مدبرين تبعهم حتى يتمكن منهم . فكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائما في سياسته رفيقا حليما كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الآداب والأخلاق
الشرح
هذه الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب العفو والإعراض عن الجاهلين منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب أحدا لا خادما ولا غيره بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وهذا من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه لا يضرب أحدا على شيء من حقوقه هو الخاصة به ، لأنه له أن يعفو عن حقه وله أن يأخذ بحقه . ولكن إذا انتهكت محارم الله فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرضى بذلك ويكون أشد ما يكون أخذا بها ، لأنه صلى الله عليه وسلم لا يقر أحدا على ما يغضب الله سبحانه وتعالى ، وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على أخذ العفو وما عفى من أحوال الناس وأخلاقهم ويعرض عنهم ، إلا إذا انتهكت محارم الله ، فإنه لا يقر أحدا على ذلك . ومن الأحاديث التي ساقها قصة هذا الأعرابي الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم وعليه جبة نجرانية غليظة الحاشية فجبذه يعني جذبه جذبا شديدا حتى أثرت حاشية الجبة في عنق الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة الجذب فالتفت فإذا هو أعرابي يطلب منه عطاء فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأمر له بعطاء . فانظر إلى هذا الخلق الرفيع لم يوبخه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يضربه ولم يكهر في وجهه ولم يعبس بل ضحك صلى الله عليه وسلم ومع هذا أمر له بعطاء ونحن لو أن أحدا فعل بنا هذا الفعل ما أقررناه عليه بل لضاربناه وأما الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه وإنك لعلى خلق عظيم فإنه التفت إليه وضحك إليه وأعطاه العطاء . وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سعة وإذا اشتد الناس أن يسترخي هو وسئل معاوية رضي الله عنه بم سست الناس ؟ وذلك لأن معاوية معروف بالسياسة والحكمة ، فقال أجعل بيني وبين الناس شعرة إن جذبوها تبعتهم وإن جذبتها تبعوني لكن لا تنقطع . ومعنى كلامه أنه سهل الانقياد لأن الشعرة إذا جعلتها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذب انقطعت لكن من حسن سياسته رضي الله عنه كان يسوس الناس بهذه السياسة إذا رآهم مقبلين استقبلهم وإذا رآهم مدبرين تبعهم حتى يتمكن منهم . فكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائما في سياسته رفيقا حليما كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الآداب والأخلاق