وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ... : لا تغضب فردد مرارا قال : لا تغضب رواه البخاري .
الشرح
ذكر المؤلف - رحمه الله - حديثا فيه الأمر بالرفق والحث عليه حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : من يحرم الرفق يحرم الخير كله يعنى أن الإنسان إذا حرم الرفق في الأمور فيما يتصرف فيه لنفسه وفيما يتصرف فيه مع غيره فإنه يحرم الخير كله أي فيما يتصرف فيه فإذا تصرف الإنسان بالعنف والشدة فإنه يحرم الخير فيما فعل . وهذا شيء مجرب ومشاهد أن الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشدة فإنه يحرم الخير ولا ينال الخير وإذا كان يتعامل بالرفق والحلم والأناة وسعة الصدر حصل على خير كثير وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائما رفيقا حتى ينال الخير . أما حديث أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله أوصني قال : لا تغضب فردد مرارا وهو يقول أوصني فقال : لا تغضب والمعني لا تكن سريع الغضب يستثيرك كل شيء بل كن مطمئنا متأنيا لأن الغصب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى يغلي القلب ولهذا تنتفخ الأوداج - عروق الدم - وتحمر العين ثم ينفعل الإنسان حتى يفعل شيئا يندم عليه . وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل ألا يغضب دون أو يوصيه بتقوى الله أو بالصلاة أو بالصيام أو ما أشبه ذلك لأن حال هذا الرجل تقتضي ذلك ، ولهذا أوصى غيره بغير هذا الشيء أوصى أبا هريرة أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وأن يوتر قبل أن ينام وأوصى أبا الدرداء بمثل ذلك أما هذا فأوصاه ألا يغضب وأوصاه ألا يغضب لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله أنه غضوب كثير الغضب فذلك قال : لا تغضب . والغضب يحمل الإنسان على أن يقول كلمة الكفر ، أو أن يطلق زوجته ، أو أن يضرب أمه ، أو أن يعق أباه كما هو مشاهد ومعلوم ، ثم تجد الإنسان من حين أن يتصرف يبرد ثم يندم ندما عظيما وما أكثر الذين يسألون : غضبت على زوجتي فطلقتها ثلاثا وما أشبه ذلك فأنت لا تغضب . لا تغضب فإن الغضب لا شك أنه يوثر على الإنسان حتى يتصرف تصرف المجانين . ولهذا قال بعض العلماء إن الإنسان إذا غضب غضبا شديدا حتى لا يدري ما يقول ، فإنه لا عبرة بقوله لا أثر لقوله إن كان طلاقا فإن امرأته لا تطلق ، وإن كان دعاء فإنه لا يستجاب لأنه يتكلم بدون عقل وبدون تصور نسأل الله لنا وللمسلمين العافية والسلامة .
الشرح
ذكر المؤلف - رحمه الله - حديثا فيه الأمر بالرفق والحث عليه حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : من يحرم الرفق يحرم الخير كله يعنى أن الإنسان إذا حرم الرفق في الأمور فيما يتصرف فيه لنفسه وفيما يتصرف فيه مع غيره فإنه يحرم الخير كله أي فيما يتصرف فيه فإذا تصرف الإنسان بالعنف والشدة فإنه يحرم الخير فيما فعل . وهذا شيء مجرب ومشاهد أن الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشدة فإنه يحرم الخير ولا ينال الخير وإذا كان يتعامل بالرفق والحلم والأناة وسعة الصدر حصل على خير كثير وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائما رفيقا حتى ينال الخير . أما حديث أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله أوصني قال : لا تغضب فردد مرارا وهو يقول أوصني فقال : لا تغضب والمعني لا تكن سريع الغضب يستثيرك كل شيء بل كن مطمئنا متأنيا لأن الغصب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى يغلي القلب ولهذا تنتفخ الأوداج - عروق الدم - وتحمر العين ثم ينفعل الإنسان حتى يفعل شيئا يندم عليه . وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل ألا يغضب دون أو يوصيه بتقوى الله أو بالصلاة أو بالصيام أو ما أشبه ذلك لأن حال هذا الرجل تقتضي ذلك ، ولهذا أوصى غيره بغير هذا الشيء أوصى أبا هريرة أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وأن يوتر قبل أن ينام وأوصى أبا الدرداء بمثل ذلك أما هذا فأوصاه ألا يغضب وأوصاه ألا يغضب لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله أنه غضوب كثير الغضب فذلك قال : لا تغضب . والغضب يحمل الإنسان على أن يقول كلمة الكفر ، أو أن يطلق زوجته ، أو أن يضرب أمه ، أو أن يعق أباه كما هو مشاهد ومعلوم ، ثم تجد الإنسان من حين أن يتصرف يبرد ثم يندم ندما عظيما وما أكثر الذين يسألون : غضبت على زوجتي فطلقتها ثلاثا وما أشبه ذلك فأنت لا تغضب . لا تغضب فإن الغضب لا شك أنه يوثر على الإنسان حتى يتصرف تصرف المجانين . ولهذا قال بعض العلماء إن الإنسان إذا غضب غضبا شديدا حتى لا يدري ما يقول ، فإنه لا عبرة بقوله لا أثر لقوله إن كان طلاقا فإن امرأته لا تطلق ، وإن كان دعاء فإنه لا يستجاب لأنه يتكلم بدون عقل وبدون تصور نسأل الله لنا وللمسلمين العافية والسلامة .