قرأت لكم رضي الله
تعالى عنكم:
تعالى عنكم:
" 1- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَنْصُورٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -وَهُوَ: ابْنُ زَيْدٍ- عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى
الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ
اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ قُتَيْبَةَ: "وَهُمْ
كَذَلِكَ".
-----------------------------------------
3- وَحَدَّثَنِيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْس قَالَ:
سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَرْوَانَ،
سَوَاءً.
5- حَدَّثَنِي هَرُون بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَحَجَّاجُ
بْنُ الشَّاعِرِ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ
ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ
مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ إلَىَ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ".
-----------------------------------------
7- وَحَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا
كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ -وَهُوَ: ابْنُ بُرْقَانَ-
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي
سُفْيَانَ ذَكَرَ حَدِيثاً رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ أَسْمَعْهُ رَوىَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَىَ مِنْبَرِهِ حَدِيثاً غَيْرَهُ. قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي
الدِّينِ، وَلاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ عَلَى
الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَىَ مَنْ نَاوَأَهُمْ، إِلَىَ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ".
8- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ قَالَ:
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى
الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ
اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ). (ج/ص: 13/66)
2- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح، وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
وَعَبْدَةُ، كِلاَهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، ح،
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ -وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ
-يَعْنِي: الْفَزَارِيُّ- عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ
أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، حَتَّىَ يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ،
وَهُمْ ظَاهِرُونَ".
الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ
اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ). (ج/ص: 13/66)
2- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح، وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
وَعَبْدَةُ، كِلاَهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، ح،
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ -وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ
-يَعْنِي: الْفَزَارِيُّ- عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ
أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، حَتَّىَ يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ،
وَهُمْ ظَاهِرُونَ".
3- وَحَدَّثَنِيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْس قَالَ:
سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَرْوَانَ،
سَوَاءً.
4- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى،
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ
قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِماً،
يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّىَ تَقُومَ
السَّاعَةُ".
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ
قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِماً،
يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّىَ تَقُومَ
السَّاعَةُ".
5- حَدَّثَنِي هَرُون بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَحَجَّاجُ
بْنُ الشَّاعِرِ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ
ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ
مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ إلَىَ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ".
-----------------------------------------
هذا الحديث سبق شرحه مع ما يشبهه في أواخر كتاب
الإيمان وذكرنا هناك الجمع بين الأحاديث الواردة في هذا المعنى، وأنَّ
المراد بقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حتَّى يأتي أمر اللهِ"
من الرِّيح الَّتي تأتي، فتأخذ روح كلَّ مؤمن ومؤمنة.
وأنَّ المراد برواية من روى: (حَتَّى تَقُوْمُ
السَّاعَةُ) أي: تقرب السَّاعة، وهو خروج الرِّيح، وأمَّا هذه الطَّائفة
فقال البخاري: هم أهل العلم. (ج/ص: 13/67)
6- حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ جَابِرٍ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ
مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لاَ تَزَالُ
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ
ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ".
الإيمان وذكرنا هناك الجمع بين الأحاديث الواردة في هذا المعنى، وأنَّ
المراد بقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حتَّى يأتي أمر اللهِ"
من الرِّيح الَّتي تأتي، فتأخذ روح كلَّ مؤمن ومؤمنة.
وأنَّ المراد برواية من روى: (حَتَّى تَقُوْمُ
السَّاعَةُ) أي: تقرب السَّاعة، وهو خروج الرِّيح، وأمَّا هذه الطَّائفة
فقال البخاري: هم أهل العلم. (ج/ص: 13/67)
6- حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ جَابِرٍ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ
مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لاَ تَزَالُ
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ
ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ".
7- وَحَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا
كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ -وَهُوَ: ابْنُ بُرْقَانَ-
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي
سُفْيَانَ ذَكَرَ حَدِيثاً رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ أَسْمَعْهُ رَوىَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَىَ مِنْبَرِهِ حَدِيثاً غَيْرَهُ. قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي
الدِّينِ، وَلاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ عَلَى
الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَىَ مَنْ نَاوَأَهُمْ، إِلَىَ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ".
8- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ قَالَ:
-----------------------------------------
وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري
من هم.
قال القاضي عياض: إنَّما أراد أحمد أهل السُّنَّة
والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
قلت: ويحتمل أنَّ هذه الطَّائفة مفرَّقة بين أنواع
المؤمنين: منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زهَّاد
وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا
يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرِّقين في أقطار الأرض.
وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة، فإنَّ هذا الوصف ما زال
بحمد اللهِ من زمن النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى الآن،
ولا يزال حتَّى يأتي أمر اللهِ المذكور في الحديث.
وفيه: دليل لكون الإجماع حجَّة، وهو أصحُّ ما استدلَّ
به له من الحديث، وأمَّا حديث: "لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلِى ضَلاَلَةٍ)
فضعيف، واللهُ أعلم.
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ظَاهِرِينَ
عَلَىَ مَنْ نَاوَأَهُمْ) هو بهمزة بعد الواو، أي: عاداهم وهو مأخوذ من نأى
إليهم، ونأوا إليه، أي: نهضوا للقتال.
قوله: (مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ) بضمِّ الميم، وفتح
الخاء، وتشديد اللاَّم. ( ج/ص: 13/68 ) كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ
مُخَلَّدٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَقَالَ
عَبْدُ اللهِ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَىَ شِرَارِ الْخَلْقِ،
هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، لاَ يَدْعُونَ اللهَ بِشَيْءٍ
إِلاَّ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ. فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَىَ ذَلِكَ أَقْبَلَ
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ اسْمَعْ مَا
يَقُولُ عَبْدُ اللهِ. فَقَالَ عُقْبَةُ: هُوَ أَعْلَمُ، وَأَمَّا أَنَا
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لاَ
تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَىَ أَمْرِ اللهِ،
قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّىَ
تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ، وَهُمْ عَلَىَ ذَلِكَ". فَقَالَ عَبْدُ اللهِ:
أَجَلْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحاً كَرِيحِ الْمِسْكِ، مَسُّهَا مَسُّ
الْحَرِيرِ، فَلاَ تَتْرُكُ نَفْساً فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةَ مِنَ
الإِيمَانِ إِلاَّ قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَىَ شِرَارُ النَّاسِ،
عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
9- حَدَّثَنَا يَحْيَىَ بْنُ يَحْيَىَ، أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى
الْحَقِّ حَتَّىَ تَقُومَ السَّاعَةُ".
-----------------------------------------
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَ يَزَالُ
أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّىَ تَقُومَ السَّاعَةُ)
قال عليُّ بن المدينيِّ: المراد بأهل الغرب العرب، والمراد بالغرب الدَّلو
الكبير لاختصاصهم بها غالباً.
وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض.
وقال معاذ: هم بالشَّام، وجاء في حديث آخرهم ببيت
المقدس.
وقيل: هم أهل الشَّام وما وراء ذلك.
قال القاضي: وقيل: المراد بأهل الغرب أهل الشِّدة،
والجلد، وغرب كلِّ شيءٍ حدَّه. (ج/ص: 13/69) ." اهـ
وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري
من هم.
قال القاضي عياض: إنَّما أراد أحمد أهل السُّنَّة
والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
قلت: ويحتمل أنَّ هذه الطَّائفة مفرَّقة بين أنواع
المؤمنين: منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زهَّاد
وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا
يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرِّقين في أقطار الأرض.
وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة، فإنَّ هذا الوصف ما زال
بحمد اللهِ من زمن النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى الآن،
ولا يزال حتَّى يأتي أمر اللهِ المذكور في الحديث.
وفيه: دليل لكون الإجماع حجَّة، وهو أصحُّ ما استدلَّ
به له من الحديث، وأمَّا حديث: "لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلِى ضَلاَلَةٍ)
فضعيف، واللهُ أعلم.
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ظَاهِرِينَ
عَلَىَ مَنْ نَاوَأَهُمْ) هو بهمزة بعد الواو، أي: عاداهم وهو مأخوذ من نأى
إليهم، ونأوا إليه، أي: نهضوا للقتال.
قوله: (مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ) بضمِّ الميم، وفتح
الخاء، وتشديد اللاَّم. ( ج/ص: 13/68 ) كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ
مُخَلَّدٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَقَالَ
عَبْدُ اللهِ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَىَ شِرَارِ الْخَلْقِ،
هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، لاَ يَدْعُونَ اللهَ بِشَيْءٍ
إِلاَّ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ. فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَىَ ذَلِكَ أَقْبَلَ
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ اسْمَعْ مَا
يَقُولُ عَبْدُ اللهِ. فَقَالَ عُقْبَةُ: هُوَ أَعْلَمُ، وَأَمَّا أَنَا
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لاَ
تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَىَ أَمْرِ اللهِ،
قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّىَ
تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ، وَهُمْ عَلَىَ ذَلِكَ". فَقَالَ عَبْدُ اللهِ:
أَجَلْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحاً كَرِيحِ الْمِسْكِ، مَسُّهَا مَسُّ
الْحَرِيرِ، فَلاَ تَتْرُكُ نَفْساً فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةَ مِنَ
الإِيمَانِ إِلاَّ قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَىَ شِرَارُ النَّاسِ،
عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
9- حَدَّثَنَا يَحْيَىَ بْنُ يَحْيَىَ، أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى
الْحَقِّ حَتَّىَ تَقُومَ السَّاعَةُ".
-----------------------------------------
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَ يَزَالُ
أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّىَ تَقُومَ السَّاعَةُ)
قال عليُّ بن المدينيِّ: المراد بأهل الغرب العرب، والمراد بالغرب الدَّلو
الكبير لاختصاصهم بها غالباً.
وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض.
وقال معاذ: هم بالشَّام، وجاء في حديث آخرهم ببيت
المقدس.
وقيل: هم أهل الشَّام وما وراء ذلك.
قال القاضي: وقيل: المراد بأهل الغرب أهل الشِّدة،
والجلد، وغرب كلِّ شيءٍ حدَّه. (ج/ص: 13/69) ." اهـ
( المصدر: موقع المُحدّث: صحيح مسلم [ رضي الله عنه ] بشرح
النووي [ رضي الله عنه ] ، الإصدار 2.01 - للإمام محي الدين بن شرف النووي.
- الجزء الثالث عشر >> تتمَّة كتاب الإمارة >> -36- باب قوله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ" )
النووي [ رضي الله عنه ] ، الإصدار 2.01 - للإمام محي الدين بن شرف النووي.
- الجزء الثالث عشر >> تتمَّة كتاب الإمارة >> -36- باب قوله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ" )
سُبحانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ
أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ
والحمدُ لله وَسَلامٌ على عِبَاده الذينَ اصْطَفَى
أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ
والحمدُ لله وَسَلامٌ على عِبَاده الذينَ اصْطَفَى