عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل متفق عليه .
الشرح
هذه الأحاديث ذكرها المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب الزهد في الدنيا ، منها حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والله إني لأحبك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : انظر ماذا تقول ؟ قال : والله إني لأحبك فرددها ثلاثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلي من يحبني من السبيل على منتهاه لأن السبيل إذا كان له منتهى وقد جاء من مرتفع يكون سريعا . ولكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم فكم من إنسان غني يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم . فعلامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الإنسان أشد اتباعا له ، وأشد تمسكا بسنته كما قال تعالى : قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فالميزان هو اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن كان للرسول أتبع فهو له أحب وأما الفقر والغنى فإنه بيد الله عز وجل وكذلك أيضا من الزهد في الدنيا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من شظف العيش وقلة ذات اليد ، حيث كان ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه فيقال له : ألا تجعل لك وطاء يعني فراشا تطؤه وتنام عليه ؟ فقال : ما لي وللدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة راح وتركها فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس له تطلع إلى الدنيا ، بل كان ينفق ماله كله في سبيل الله ويعيش عيشة الفقراء . ثم ذكر المؤلف أحاديث تدل على أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ، وأن الفقراء أكثر أهل الجنة وذلك لأن الفقراء ليس عندهم ما يطغيهم فهم متمسكون خاضعون . ولهذا إذا تأملت الآيات وجدت أن الذين يكذبون الرسل هم الملأ الأشراف والأغنياء وأن المستضعفين هم الذين يتبعون الرسل ، فلهذا كانوا أكثر أهل الجنة وكانوا يدخلون الجنة قبل الأغنياء بتقادير اختلفت فيها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجمعها أن السير يختلف فقد يكون السير في عشرة أيام لشخص مسرع يسيره الآخر في عشرين يوما مثلا . ثم ذكر حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يوما قال : أصدق كلمة قالها شاعر ، كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل كل شيء سوى الله فهو باطل ضائع لا ينفع وأما ما كان لله فإنه ينفع صاحبه ويبقى له . ومن ذلك الدنيا فإنها باطل كما قال تعالى : اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ إلا ما كان فيها من ذكر الله وطاعته فإنه حق وخير . وفي هذا الحديث : إشارة إلى أن الحق يقبل حتى ولو كان من الشعراء فالحق مقبول من كل أحد جاء به ، حتى لو كان كافرا وقال بالحق فإنه يقبل منه ، ولو كان شاعرا أو فاسقا وقال بالحق فإنه يقبل منه . وأما من قال بالباطل فقوله مردود ولو كان مسلما يعني العبرة بالمقالات لا بالقائلين ، ولهذا يجب على الإنسان أن ينظر إلى الإنسان من خلال فعله لا من شخصه .
الشرح
هذه الأحاديث ذكرها المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب الزهد في الدنيا ، منها حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والله إني لأحبك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : انظر ماذا تقول ؟ قال : والله إني لأحبك فرددها ثلاثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلي من يحبني من السبيل على منتهاه لأن السبيل إذا كان له منتهى وقد جاء من مرتفع يكون سريعا . ولكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم فكم من إنسان غني يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم . فعلامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الإنسان أشد اتباعا له ، وأشد تمسكا بسنته كما قال تعالى : قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فالميزان هو اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن كان للرسول أتبع فهو له أحب وأما الفقر والغنى فإنه بيد الله عز وجل وكذلك أيضا من الزهد في الدنيا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من شظف العيش وقلة ذات اليد ، حيث كان ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه فيقال له : ألا تجعل لك وطاء يعني فراشا تطؤه وتنام عليه ؟ فقال : ما لي وللدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة راح وتركها فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس له تطلع إلى الدنيا ، بل كان ينفق ماله كله في سبيل الله ويعيش عيشة الفقراء . ثم ذكر المؤلف أحاديث تدل على أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ، وأن الفقراء أكثر أهل الجنة وذلك لأن الفقراء ليس عندهم ما يطغيهم فهم متمسكون خاضعون . ولهذا إذا تأملت الآيات وجدت أن الذين يكذبون الرسل هم الملأ الأشراف والأغنياء وأن المستضعفين هم الذين يتبعون الرسل ، فلهذا كانوا أكثر أهل الجنة وكانوا يدخلون الجنة قبل الأغنياء بتقادير اختلفت فيها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجمعها أن السير يختلف فقد يكون السير في عشرة أيام لشخص مسرع يسيره الآخر في عشرين يوما مثلا . ثم ذكر حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يوما قال : أصدق كلمة قالها شاعر ، كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل كل شيء سوى الله فهو باطل ضائع لا ينفع وأما ما كان لله فإنه ينفع صاحبه ويبقى له . ومن ذلك الدنيا فإنها باطل كما قال تعالى : اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ إلا ما كان فيها من ذكر الله وطاعته فإنه حق وخير . وفي هذا الحديث : إشارة إلى أن الحق يقبل حتى ولو كان من الشعراء فالحق مقبول من كل أحد جاء به ، حتى لو كان كافرا وقال بالحق فإنه يقبل منه ، ولو كان شاعرا أو فاسقا وقال بالحق فإنه يقبل منه . وأما من قال بالباطل فقوله مردود ولو كان مسلما يعني العبرة بالمقالات لا بالقائلين ، ولهذا يجب على الإنسان أن ينظر إلى الإنسان من خلال فعله لا من شخصه .