قال تعالى أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين
الشرح
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الآيات التي فيها الحث على الرفق باليتامى ونحوهم من الضعفاء قال وقال تعالى أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين . أرأيت يقول العلماء إن معناها أخبرني يعني أخبرني عن حال هذا الرجل وماذا تكون والدين الجزاء يعني يكذب بالجزاء وباليوم الآخر ولا يصدق به وعلامة ذلك أنه يدع اليتيم يعني يدفعه بعنف وشدة ولا يرحمه ولا يحض على طعام المسكين أي لا يحث الناس على طعام المسكين وهو بنفسه لا يفعله أيضا ولا يطعم المساكين فحال هذا والعياذ بالله أسوأ حال لأنه لو كان يؤمن بيوم الدين حقيقة لرحم من أوصى الله برحمتهم وحض على طعام المساكين وفي سورة الفجر يقول الله تعالى كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وهذه أبلغ مما في سورة الماعون لأنه قال لا تكرمون اليتيم وإكرامه أكثر من الوقوف بدون إكرام ولا إهانة فاليتيم يجب أنه يكرم وتأمل قوله بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين فالمسكين حظه الإطعام ودفع حاجته أما اليتيم فالإكرام فإن كان غنيا فإنه يكرم ليتمه ولا يطعم لغناه وإن كان فقيرا أي اليتيم فإنه يكرم ليتمه ويطعم لفقره ولكن أكثر الناس لا يبالون بهذا الشيء واعلم أن الرفق بالضعفاء واليتامى والصغار يجعل في القلب رحمة ولينا وعطفا وإنابة إلى الله عز وجل لا يدركها إلا من جرب ذلك فالذي ينبغي لك أن ترحم الصغار وترحم الأيتام وترحم الفقراء حتى يكون في قلبك العطف والحنان والرحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء نسأل الله أن يعمنا والمسلمين برحمته وفضله إنه كريم جواد
الشرح
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الآيات التي فيها الحث على الرفق باليتامى ونحوهم من الضعفاء قال وقال تعالى أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين . أرأيت يقول العلماء إن معناها أخبرني يعني أخبرني عن حال هذا الرجل وماذا تكون والدين الجزاء يعني يكذب بالجزاء وباليوم الآخر ولا يصدق به وعلامة ذلك أنه يدع اليتيم يعني يدفعه بعنف وشدة ولا يرحمه ولا يحض على طعام المسكين أي لا يحث الناس على طعام المسكين وهو بنفسه لا يفعله أيضا ولا يطعم المساكين فحال هذا والعياذ بالله أسوأ حال لأنه لو كان يؤمن بيوم الدين حقيقة لرحم من أوصى الله برحمتهم وحض على طعام المساكين وفي سورة الفجر يقول الله تعالى كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وهذه أبلغ مما في سورة الماعون لأنه قال لا تكرمون اليتيم وإكرامه أكثر من الوقوف بدون إكرام ولا إهانة فاليتيم يجب أنه يكرم وتأمل قوله بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين فالمسكين حظه الإطعام ودفع حاجته أما اليتيم فالإكرام فإن كان غنيا فإنه يكرم ليتمه ولا يطعم لغناه وإن كان فقيرا أي اليتيم فإنه يكرم ليتمه ويطعم لفقره ولكن أكثر الناس لا يبالون بهذا الشيء واعلم أن الرفق بالضعفاء واليتامى والصغار يجعل في القلب رحمة ولينا وعطفا وإنابة إلى الله عز وجل لا يدركها إلا من جرب ذلك فالذي ينبغي لك أن ترحم الصغار وترحم الأيتام وترحم الفقراء حتى يكون في قلبك العطف والحنان والرحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء نسأل الله أن يعمنا والمسلمين برحمته وفضله إنه كريم جواد