بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فقد أثنى الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه فقال : ( وإنِّكَ لَعلَى خُلُقٍ عظيم ) وأمره سبحانه بمحاسن الأخلاق فقال: ( ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوةٌ كأنَّه ولىٌّ حميم ).
وجعل جل وعلا الأخلاق الفاضلة سبباً تُنال به الجنة فقال : ( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها السموات والأرض أُعدَّت للمتقين الذين ينفقون فى السَّراء والضَّراء والكاظمين الغيظَ والعافينَ عنِ النَّاس واللهُ يُحبُ المحسنين ) وبعث رسوله صلى الله عليه وسلم بإتمامها فقال عليه الصلاة والسلام :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" . رواه البخارى وبين صلى الله عليه وسلم فضل محاسن الأخلاق فقال : "ما من شىءٍ فى الميزان أثقل من حسن الخلق". رواه البخارى وقال:" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقا"ً. رواه احمد وابو داود. وسئل صلى الله عليه وسلم عن أى الأعمال أفضل فقال : "حسن الخلق ولما سُئِل عن أكثر ما يُدخل الجنة قال : تقوى الله وحسن الخلق" . رواه الترمذى وصححه فإذا كان الدين هو حسن الخلق فالواجب على كل من آمن بالله واليوم الآخر وآثرنجاة نفسه أن يتعرف على هذا المعنى الجليل وأن يلتزم به.
**مفهوم الأخلاق***
الأخلاق فى اللغة جمع خُلُق والخُلُق اسم لسجية الإنسان وطبيغته التى خُلق عليها قال تعالى : ( وإنَّكَ لعلى خُلقٍ عظيم ) القلم (4) والخلق العظيم كما يقول الطبرى : الأدب العظيم وذلك أدب القرآن الذى أدبه الله به وهو الأسلام وشرائعه وعن ابن عباس رضى الله عنهما : على دين عظيم وهو الإسلام وعن مجاهد فى قوله خلق عظيم قال : الدين . وعن عائشة رضى الله عنها عندما سُئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت " كان خلقه القرآن "قال قتادة : تقول: كما هو فى القرآن.
وذكر القرطبى أن المراد بالخلق العظيم أدب القرآن وقيل : هو رفقه بأمته وإكرامه إيَّاهم وقيل المراد : إنك على طبعٍ كريم وقال أيضاً : حقيقة الخلق فى اللغة هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب لأنه يصير كالخِلقة فيه وأمَّا ما طبع عليه الإنسان من الأدب فهو الخيم أى السجية والطبع وعلى ذلك يكون الخلق : الطبع المتكلف والخيم الطبع الغريزى وقد رجح القرطبى تفسير عائشة رضى الله عنها للخلق العظيم بأنَّه القرآن وسمى خلقه عظيما لأنه لم تكن له صلى الله عليه وسلم همة سوى الله تعالى وقيل : لإجتماع مكارم الاخلاق فيه وقيل : لأنه امتثل تأديب الله إيِّاه . وقال الماوردى فى الخلق العظيم ثلاثة أوجه :أحدها أدب القرآن ,الثانى : دين الإسلام , الثالث : الطبع الكريم وهو الظاهر . قال وحقيقة الخلق ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب , وسمى بذلك لأنه يعتبر كالخلقة فيه.
والخلاق:ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه , قال تعالى ( ماله فى الآخرة من خلاق ) البقرة 102 وقيل الخلاق هو النصيب والدين , ولا يكاد يستعمل إلا للنصيب من الخير , والخليقة الطبيعة وجمعها خلائق , والخِلقة :الفطرة. فالخٌلق بمقتضى اللغة والإصطلاح هو السجية والطبيعة سواء كانت حسنة أو قبيحة , أو العادة والطبيعة والدين والمروءة أو صفة مستقرة فى النفس ذات آثار فى سلوك الفرد والمجتمع قد تكون محمودة أو مذمومة.
**بين الأخلاق والآداب والقيم***
أحيانا يتم التعبير عن الأخلاق بالآداب فيقال فلان مؤدب عنده أخلاق أو فلان عديم الأدب لا أخلاق غنده , وأحياناً يعبر عن الأخلاق بالقيم فيقال فلان عنده قيم , وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة كلمة القيم الروحية , فيتطلب الأمر التعريف بكل كلمة على حدة , وقد تكلمنا على معنى الأخلاق وبقى أن نتعرف على معنى الآداب والقيم.
فالأدب هو استعمال ما يُحمد قولاً وفعلاً أو هو الأخذ بمكارم الأخلاق والوقوف مع المستحسنات. وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : وحقيقة الأدب : استعمال الخلق الجميل , ولهذا كان الأدب استخراجا لما فى الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل , وقال المناوى : الأدب رياضة النفوس ومحاسن الأخلاق ويقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان فى فضيلة من الفضائل , وقيل: هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ . وورد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته , وتُقرأ مأدُبة بضم الدال وبفتحها , فإذا قُرأت بالفتح قصد بها الأدب فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة أمَّا بالنسبة للقيم فقد قال الزجاج: القيم مصدر بمعنى الإستقامة , ومعنى قوله تعالى ( ديناً قيماً ) الانعام 161 أى ديناً مستقيماً لا عوج فيه , وقال الراغب : أى ثابتاً مقوماً لأمور معاشهم ومعادهم , أمَّا قوله عزَّ وجلَّ :( وذلك دين القيمة ) البينة5 فقد قال ابن كثير فى تفسيرها : دين الملة القائمة العادلة أو الأمة المستقيمة المعتدلة , وقيل المراد دين الكتب القيمة .
والتقارب واضح بين مفهوم الأخلاق والقيم , ولعلنا لانكاد نلمح فارقاً بين الاثنين فالقيم والأخلاق كلاهما يتصل بكافة جوانب الحياة فهى لا تنفصل عن حياة الإنسان فى كافة جنباتها .فالفعل الخلقى هو فى صميمه فعل قيمى.
**معنى حسن الخلق***
لما كان البعض يتوهم أنه إذا أصلح فيما بينه وبين ربه فقد كفاه ذلك، بيَّن النبى صلى الله عليه وسلم أن التقوى لاتتم ولا تكتمل حتى تعطى كل ذى حقٍ حقَّه وتخالق الناس بخلقٍ حسن ، فقال صلى الله عليه وسلم :" اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن" . رواه الترمذىوقال حسنُ صحيح.
وجماع حسن الخلق أن تعطى من حرمك , وأن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك , وقالو فى معنى البر : البر شيءٌ هين , وجهٌ طليق وكلامٌ لين .
وقال الحسن فى بيان حسن الخلق: حسن الخلق بسط الوجه , وبذل الندى , وكف الأذى , وقال عبد الله بن المبارك حسن الخلق فى ثلاث :اجتناب المحارم , وطلب الحلال , والتوسعة على العيال. وقال آخر: حسن الخلق كف الأذى واحتمال المؤمن , وقال آخر : حسن الخلق ألاَّ يكون لك همٌ غير الله تعالى، وقالوا فى علامة ذى الخلق الحسن:أن يكون كثير الحياء , قليل الأذى , كثير الصلاح , صدوق اللسان , قليل الكلام, كثير العمل, قليل الزلل, قليل الفضول, براً وصولاً وقوراً صبوراً رضياً حليماً, وفياً عفيفاً, لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً, بشاشاً هشاشاً, يحب فى الله ويبغض فى الله ويرضى فى الله ويسخط لله.
**أخلاق مذمومة وسلوكيات مرذولة***
ذكرنا معنى حسن الخلق, ومنه يُفهم معنى سوء الخلق, ومن أمثلة الأخلاق المذمومة: الغدر والغرور والغش والغفلة والغل والغيبة والفجور والفحش واللغو واللؤم والمكر والمن بالعطية والقسوة والقنوط والكذب ...... مما سنتعرض له بالتفصيل بإذن الله حتى نتجنبه ونتخلى عنه - إذ التخلية أهم من التحلية, أى التخلص عن الرذائل أوجب وأهم من التحلى بالفضائل, لقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما صح وثبت عنه : "إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ". ولما كان الوقت الذى نعيشه, وقت غربة, وجهالة, وقد تابعت فيه الأمة اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل مصداق ما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد رأينا من يتخلق بأخلاق الأوروبيين !! إظهارا للتطور والتحضر بزعمه, فأصبح لا حرج من أن تراقص المرأة رجلاً أجنبياً عنها, وقد يسمح لها زوجها بذلك !! ولا مانع من أن يجد الرجل صديقه مع امرأته فى المنزل وهنا وهناك ولا اعتراض حتى لا يكون رجعياً متزمتاً !! وتسير المرأة أمام الرجال فى المواكب وتتقدم فى النزول من السيارة فهذا هو البروتوكول كما يزعمون !! ومن الإيتيكيت أن يأكل الإنسان بشماله عند هؤلاء !! وما أكثر الذوقيات والإنسانيات عند الماديين ومن تشبه بهم, المنحلة, والمنحرفة, والمخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز لنا أن نقبل الكلمة المنسوبة للشيخ محمد عبده فى وصفه الأوروبيين " أخلاقهم كديننا وأخلاقنا كدينهم " فلا يجوز التعميم ولا الانبهار بما هم عليه؛إذ لابد من إخضاع ما هم عليه من أخلاق ودين لما ورد فى كتاب الله وفى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ) والحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان .
**منهج الأخلاق الإسلامية***
الأخلاق فى الإسلام موصولة بالإيمان وتقوى الله ،قال تعالى: ( فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ) فلا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له, وقال صلى الله عليه وسلم :" والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, فقيل له: من هو يا رسول الله ؟ فقال : الذى لا يأمن جاره بوائقه ". متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره " متفق عليه وقال " هى فى النار" للتي قيل له إنها تصوم النهار , وتقوم الليل, وتؤذى جيرانها " رواه أحمد والحاكم بإسناد صحيح , فالارتباط وثيق بين مفهوم الأخلاق ومفهوم الإيمان , وليس ثمة طريق يبلغ بالإنسان إلى كماله المنشود وصلاحه المرجو, وبالتالى سعادته المأمولة غير طريق الإيمان ولذلك نجد شيخ الإسلام ابن تيمية قد بنى مفهوم الأخلاق على الإيمان بالله وحده خالقاً ورازقاً بيده الملك , وعلى معرفة الله سبحانه وأنه المستحق للعبادة وعلى حبه جلَّ وعلا الحب الذي يستولى على مشاعر الإنسان ويدفعه إلى تحقيق رضا الله والالتزام بهذه الغاية فى كل صغيرة وكبيرة من شؤون الحياة , وحينئذ يسمو العبد عن الأنانية وعن الأهواء , وعن المآرب الدُّنيا بحيث يصبح السلوك والعمل خلقاً من الدرجة الأولى، وبذلك نكون ماضين حقًا وصدقاً فى طريق تحقيق أو بلوغ الكمال الإنساني الذي ننشده ونتمناه.
**مناهج أخلاقية قاصرة وخاطئة***
العلوم الإنسانية فى الغرب , والتربية فى مقدمتها، تقوم على أسسٍ خطيرة , وهذه الأسس هى:
1- النظريية المادية التى لاتعترف بوجود الخالق جلَّ وعلا , وتضع مكانه الطبيعة
2- النظرية التى تخضع الإنسان لمفهوم الحيوان سواء من ناحية النفس (فرويد) أو المعدة (ماركس ) أو مسئولية المجتمع ( دور كايم ) .
3- نسبية الأخلاق بإعتبارها ليست من الدين , ولكنها عادات وتقاليد وقد تطرق هذا الخلل المادي الذى يوصف باسم العلوم الإنسانية والتربية!! إلى بعض أبناء أمتنا وتشربته نفوسهم بعد أن تعلموه ودرسوه فى الجامعات هنا وهناك , فنظريات دارون وفرويد وماركس وسارتر ودور كايم التى زيفها الغرب وفرضها على جامعاتنا على أنها علوم ـ وهى ليست كذلك ـ وجدت نفوساً مهزومة وآذاناً صاغية وقلوبا لاهية عن دينها , فكانت هذه اللوثة الأخلاقية التى تعاني الأمة من مظاهرها .
إنَّ من الخطأ أن نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير , فقد أغنانا سبحانه وكفانا بالإسلام الذى رضيه لنا ديناً شاملاً لكل ناحية من نواحى الحياة ومحققاً لكل خير وكمال ( وما كان ربُكَ نسياً ) ( ألا يعلمُ منْ خلق وَهو الَّلطيفُ الخبير) , فالمناهج الفلسفية والعقلانية فيها من الثغرات وعليها من المآخذ ما يجعلها عاجزة عن تحقيق الكمال الإنساني , ولايصح التعويل فى معرفة الأخلاق على التحسين والتقبيح العقلي , فالعقل متولٍ , ولَّى الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عزل نفسه , وهو دابة توصلك لقصر السلطان ولاتدخل بها عليه ولا يتصور وجود تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح ,فإذا حدث قدمنا النقل على العقل ( فلا وربِك لايُؤمِنون حتى يُحكِمُوكَ فيما شجر بينهمْ ثم لا يَجِدُوا فى أنفُسِهم حرجاً مما قضيتَ ويُسلِموُا تسليماً ). ومن القصور أيضا أن ننظر إلى الفكر الصوفي على أنه الفكر الأخلاقى المعتمد للمسلمين ففى الأخلاق وغيرها لابد وأن نكون على مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , وأن ننهج منهج السلف الصالح فيما كانوا عليه من علمٍ نافع وعملٍ صالح.
**علماء سلكوا المنهج الصحيح فى الكلام على الأخلاق***
بإزاء الفلاسفة والمتكلمين برز علماء أجلاء فقهاء ومحدثون وزهاد تكلموا فى الأخلاق والتربية والسلوك وكان منهجهم الكتاب والسنة وغيرهما من المصادر الإسلامية الخالصة مثل الإجماع والقياس ونحن لا نقول بعصمة هؤلاء فكل إنسان يؤخذ من قوله ويُترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما قال الأمام مالك رحمه الله ـ ما منِّا إلأ ورد و رُدَّ عليه ولكن يبقى الفارق الكبير بين صحة المنهج حتى وإن أخطأ صاحبه , وبين فساد المنهج حتى وإن أصاب صاحبه , فالأول مأجور والثانى مأزور كما بين الأمام أحمد وعلى بن المديني , ونحن نذكر باختصار أسماء بعض علماء الأمة ومؤلفاتهم فى الأخلاق:
ـ ابن المبارك "كتاب الزهد " ـ وكيع بن الجراح "كتاب الزهد " ـ أحمد بن حنبل "كتاب الزهد" ـ عناد بن السرى "كتاب الزهد" أبو عبد الله المحاسبي "الوصايا" و"آداب النفس" و "الرعاية لحقوق الله" و"التوبة" ـ البخاري "صحيح البخارى" و "كتاب الأدب المفرد" ـ ابن ابى الدنيا "الإخلاص" و "الأمر بالمعروف" و" الحذر والشفقة "و "ذكر الموت"و"ذم الغضب" و "الرضا عن الله والصبر على قضائه" و"الغيبة والنميمة" و "القناعة " و" الصمت وآداب اللسان" ـ النسائي " عمل اليوم والليلة ـ ابوبكر الخرائطى " مكارم الأخلاق ومعاليها" و"مساوىء الأخلاق ومذمومها وطرائق مكروهها" ـ ابوبكر الآجري "أخلاق حملة القرآن"و "اخلاق العلماء " و" أدب النفس " و "كتاب أهل البر والتقوى " و "كتاب التوبة" و " كتاب التهجد" ـ ابن السني "عمل اليوم والليلة " ـ البيهقي "شعب الإيمان " ـ ابن الجوزى "صفة الصفوة" ـ الحافظ المنذرى " الترغيب والترهيب" ـ العز بن عبد السلام "شجرة المعارف والأصول " ـ النووي "رياض الصالحين" ـ ابن تيمية"الفتاوى" ـ الذهبي "الكبائر " ـ ابن قيم الجوزية "الفوائد " و"مدارج السالكين" و " عدة الصابرين"و "أعلام الموقعين" و " الداء والدواء" و "إغاثة اللهفان" ـ ابن مفلح " الآداب الشرعية" ـ السفاريني " غذاء الألباب".
**أخيرا***..لابد وأن نعرف :
ماذا نقرأ ولمن نقرأ ؛ حتى لايكون الإنسان حاطب ليل، فقد يحمل حية تلدغه , ولذا فنحن نقبل ابن سينا الطبيب أمَّا فلسفته فمردودة عليه لمخالفتها للوحى المنزل ,وقد امتدح شيخ الإسلام ابن تيمية كتاب المهلكات والمنجيات من إحياء علوم الدين للغزالي ـ رحمه الله ـ ، ولما سُئِل أحد العلماء هل قرأت أدب النفس لأرسطو ؟ قال : بل قرأت أدب النفس لمحمدٍ بن عبد الله ( لقدْ كانَ لكُمْ فى رسوُلِ اللهِ أُسوةٌ حسنةٌ لمِنْ كانَ يَرجُو اللهَ واليومَ الآخِر وذكرَ الله كثيراً ) .
فقد أثنى الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه فقال : ( وإنِّكَ لَعلَى خُلُقٍ عظيم ) وأمره سبحانه بمحاسن الأخلاق فقال: ( ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوةٌ كأنَّه ولىٌّ حميم ).
وجعل جل وعلا الأخلاق الفاضلة سبباً تُنال به الجنة فقال : ( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها السموات والأرض أُعدَّت للمتقين الذين ينفقون فى السَّراء والضَّراء والكاظمين الغيظَ والعافينَ عنِ النَّاس واللهُ يُحبُ المحسنين ) وبعث رسوله صلى الله عليه وسلم بإتمامها فقال عليه الصلاة والسلام :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" . رواه البخارى وبين صلى الله عليه وسلم فضل محاسن الأخلاق فقال : "ما من شىءٍ فى الميزان أثقل من حسن الخلق". رواه البخارى وقال:" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقا"ً. رواه احمد وابو داود. وسئل صلى الله عليه وسلم عن أى الأعمال أفضل فقال : "حسن الخلق ولما سُئِل عن أكثر ما يُدخل الجنة قال : تقوى الله وحسن الخلق" . رواه الترمذى وصححه فإذا كان الدين هو حسن الخلق فالواجب على كل من آمن بالله واليوم الآخر وآثرنجاة نفسه أن يتعرف على هذا المعنى الجليل وأن يلتزم به.
**مفهوم الأخلاق***
الأخلاق فى اللغة جمع خُلُق والخُلُق اسم لسجية الإنسان وطبيغته التى خُلق عليها قال تعالى : ( وإنَّكَ لعلى خُلقٍ عظيم ) القلم (4) والخلق العظيم كما يقول الطبرى : الأدب العظيم وذلك أدب القرآن الذى أدبه الله به وهو الأسلام وشرائعه وعن ابن عباس رضى الله عنهما : على دين عظيم وهو الإسلام وعن مجاهد فى قوله خلق عظيم قال : الدين . وعن عائشة رضى الله عنها عندما سُئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت " كان خلقه القرآن "قال قتادة : تقول: كما هو فى القرآن.
وذكر القرطبى أن المراد بالخلق العظيم أدب القرآن وقيل : هو رفقه بأمته وإكرامه إيَّاهم وقيل المراد : إنك على طبعٍ كريم وقال أيضاً : حقيقة الخلق فى اللغة هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب لأنه يصير كالخِلقة فيه وأمَّا ما طبع عليه الإنسان من الأدب فهو الخيم أى السجية والطبع وعلى ذلك يكون الخلق : الطبع المتكلف والخيم الطبع الغريزى وقد رجح القرطبى تفسير عائشة رضى الله عنها للخلق العظيم بأنَّه القرآن وسمى خلقه عظيما لأنه لم تكن له صلى الله عليه وسلم همة سوى الله تعالى وقيل : لإجتماع مكارم الاخلاق فيه وقيل : لأنه امتثل تأديب الله إيِّاه . وقال الماوردى فى الخلق العظيم ثلاثة أوجه :أحدها أدب القرآن ,الثانى : دين الإسلام , الثالث : الطبع الكريم وهو الظاهر . قال وحقيقة الخلق ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب , وسمى بذلك لأنه يعتبر كالخلقة فيه.
والخلاق:ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه , قال تعالى ( ماله فى الآخرة من خلاق ) البقرة 102 وقيل الخلاق هو النصيب والدين , ولا يكاد يستعمل إلا للنصيب من الخير , والخليقة الطبيعة وجمعها خلائق , والخِلقة :الفطرة. فالخٌلق بمقتضى اللغة والإصطلاح هو السجية والطبيعة سواء كانت حسنة أو قبيحة , أو العادة والطبيعة والدين والمروءة أو صفة مستقرة فى النفس ذات آثار فى سلوك الفرد والمجتمع قد تكون محمودة أو مذمومة.
**بين الأخلاق والآداب والقيم***
أحيانا يتم التعبير عن الأخلاق بالآداب فيقال فلان مؤدب عنده أخلاق أو فلان عديم الأدب لا أخلاق غنده , وأحياناً يعبر عن الأخلاق بالقيم فيقال فلان عنده قيم , وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة كلمة القيم الروحية , فيتطلب الأمر التعريف بكل كلمة على حدة , وقد تكلمنا على معنى الأخلاق وبقى أن نتعرف على معنى الآداب والقيم.
فالأدب هو استعمال ما يُحمد قولاً وفعلاً أو هو الأخذ بمكارم الأخلاق والوقوف مع المستحسنات. وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : وحقيقة الأدب : استعمال الخلق الجميل , ولهذا كان الأدب استخراجا لما فى الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل , وقال المناوى : الأدب رياضة النفوس ومحاسن الأخلاق ويقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان فى فضيلة من الفضائل , وقيل: هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ . وورد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته , وتُقرأ مأدُبة بضم الدال وبفتحها , فإذا قُرأت بالفتح قصد بها الأدب فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة أمَّا بالنسبة للقيم فقد قال الزجاج: القيم مصدر بمعنى الإستقامة , ومعنى قوله تعالى ( ديناً قيماً ) الانعام 161 أى ديناً مستقيماً لا عوج فيه , وقال الراغب : أى ثابتاً مقوماً لأمور معاشهم ومعادهم , أمَّا قوله عزَّ وجلَّ :( وذلك دين القيمة ) البينة5 فقد قال ابن كثير فى تفسيرها : دين الملة القائمة العادلة أو الأمة المستقيمة المعتدلة , وقيل المراد دين الكتب القيمة .
والتقارب واضح بين مفهوم الأخلاق والقيم , ولعلنا لانكاد نلمح فارقاً بين الاثنين فالقيم والأخلاق كلاهما يتصل بكافة جوانب الحياة فهى لا تنفصل عن حياة الإنسان فى كافة جنباتها .فالفعل الخلقى هو فى صميمه فعل قيمى.
**معنى حسن الخلق***
لما كان البعض يتوهم أنه إذا أصلح فيما بينه وبين ربه فقد كفاه ذلك، بيَّن النبى صلى الله عليه وسلم أن التقوى لاتتم ولا تكتمل حتى تعطى كل ذى حقٍ حقَّه وتخالق الناس بخلقٍ حسن ، فقال صلى الله عليه وسلم :" اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن" . رواه الترمذىوقال حسنُ صحيح.
وجماع حسن الخلق أن تعطى من حرمك , وأن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك , وقالو فى معنى البر : البر شيءٌ هين , وجهٌ طليق وكلامٌ لين .
وقال الحسن فى بيان حسن الخلق: حسن الخلق بسط الوجه , وبذل الندى , وكف الأذى , وقال عبد الله بن المبارك حسن الخلق فى ثلاث :اجتناب المحارم , وطلب الحلال , والتوسعة على العيال. وقال آخر: حسن الخلق كف الأذى واحتمال المؤمن , وقال آخر : حسن الخلق ألاَّ يكون لك همٌ غير الله تعالى، وقالوا فى علامة ذى الخلق الحسن:أن يكون كثير الحياء , قليل الأذى , كثير الصلاح , صدوق اللسان , قليل الكلام, كثير العمل, قليل الزلل, قليل الفضول, براً وصولاً وقوراً صبوراً رضياً حليماً, وفياً عفيفاً, لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً, بشاشاً هشاشاً, يحب فى الله ويبغض فى الله ويرضى فى الله ويسخط لله.
**أخلاق مذمومة وسلوكيات مرذولة***
ذكرنا معنى حسن الخلق, ومنه يُفهم معنى سوء الخلق, ومن أمثلة الأخلاق المذمومة: الغدر والغرور والغش والغفلة والغل والغيبة والفجور والفحش واللغو واللؤم والمكر والمن بالعطية والقسوة والقنوط والكذب ...... مما سنتعرض له بالتفصيل بإذن الله حتى نتجنبه ونتخلى عنه - إذ التخلية أهم من التحلية, أى التخلص عن الرذائل أوجب وأهم من التحلى بالفضائل, لقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما صح وثبت عنه : "إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ". ولما كان الوقت الذى نعيشه, وقت غربة, وجهالة, وقد تابعت فيه الأمة اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل مصداق ما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد رأينا من يتخلق بأخلاق الأوروبيين !! إظهارا للتطور والتحضر بزعمه, فأصبح لا حرج من أن تراقص المرأة رجلاً أجنبياً عنها, وقد يسمح لها زوجها بذلك !! ولا مانع من أن يجد الرجل صديقه مع امرأته فى المنزل وهنا وهناك ولا اعتراض حتى لا يكون رجعياً متزمتاً !! وتسير المرأة أمام الرجال فى المواكب وتتقدم فى النزول من السيارة فهذا هو البروتوكول كما يزعمون !! ومن الإيتيكيت أن يأكل الإنسان بشماله عند هؤلاء !! وما أكثر الذوقيات والإنسانيات عند الماديين ومن تشبه بهم, المنحلة, والمنحرفة, والمخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز لنا أن نقبل الكلمة المنسوبة للشيخ محمد عبده فى وصفه الأوروبيين " أخلاقهم كديننا وأخلاقنا كدينهم " فلا يجوز التعميم ولا الانبهار بما هم عليه؛إذ لابد من إخضاع ما هم عليه من أخلاق ودين لما ورد فى كتاب الله وفى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ) والحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان .
**منهج الأخلاق الإسلامية***
الأخلاق فى الإسلام موصولة بالإيمان وتقوى الله ،قال تعالى: ( فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ) فلا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له, وقال صلى الله عليه وسلم :" والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, فقيل له: من هو يا رسول الله ؟ فقال : الذى لا يأمن جاره بوائقه ". متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره " متفق عليه وقال " هى فى النار" للتي قيل له إنها تصوم النهار , وتقوم الليل, وتؤذى جيرانها " رواه أحمد والحاكم بإسناد صحيح , فالارتباط وثيق بين مفهوم الأخلاق ومفهوم الإيمان , وليس ثمة طريق يبلغ بالإنسان إلى كماله المنشود وصلاحه المرجو, وبالتالى سعادته المأمولة غير طريق الإيمان ولذلك نجد شيخ الإسلام ابن تيمية قد بنى مفهوم الأخلاق على الإيمان بالله وحده خالقاً ورازقاً بيده الملك , وعلى معرفة الله سبحانه وأنه المستحق للعبادة وعلى حبه جلَّ وعلا الحب الذي يستولى على مشاعر الإنسان ويدفعه إلى تحقيق رضا الله والالتزام بهذه الغاية فى كل صغيرة وكبيرة من شؤون الحياة , وحينئذ يسمو العبد عن الأنانية وعن الأهواء , وعن المآرب الدُّنيا بحيث يصبح السلوك والعمل خلقاً من الدرجة الأولى، وبذلك نكون ماضين حقًا وصدقاً فى طريق تحقيق أو بلوغ الكمال الإنساني الذي ننشده ونتمناه.
**مناهج أخلاقية قاصرة وخاطئة***
العلوم الإنسانية فى الغرب , والتربية فى مقدمتها، تقوم على أسسٍ خطيرة , وهذه الأسس هى:
1- النظريية المادية التى لاتعترف بوجود الخالق جلَّ وعلا , وتضع مكانه الطبيعة
2- النظرية التى تخضع الإنسان لمفهوم الحيوان سواء من ناحية النفس (فرويد) أو المعدة (ماركس ) أو مسئولية المجتمع ( دور كايم ) .
3- نسبية الأخلاق بإعتبارها ليست من الدين , ولكنها عادات وتقاليد وقد تطرق هذا الخلل المادي الذى يوصف باسم العلوم الإنسانية والتربية!! إلى بعض أبناء أمتنا وتشربته نفوسهم بعد أن تعلموه ودرسوه فى الجامعات هنا وهناك , فنظريات دارون وفرويد وماركس وسارتر ودور كايم التى زيفها الغرب وفرضها على جامعاتنا على أنها علوم ـ وهى ليست كذلك ـ وجدت نفوساً مهزومة وآذاناً صاغية وقلوبا لاهية عن دينها , فكانت هذه اللوثة الأخلاقية التى تعاني الأمة من مظاهرها .
إنَّ من الخطأ أن نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير , فقد أغنانا سبحانه وكفانا بالإسلام الذى رضيه لنا ديناً شاملاً لكل ناحية من نواحى الحياة ومحققاً لكل خير وكمال ( وما كان ربُكَ نسياً ) ( ألا يعلمُ منْ خلق وَهو الَّلطيفُ الخبير) , فالمناهج الفلسفية والعقلانية فيها من الثغرات وعليها من المآخذ ما يجعلها عاجزة عن تحقيق الكمال الإنساني , ولايصح التعويل فى معرفة الأخلاق على التحسين والتقبيح العقلي , فالعقل متولٍ , ولَّى الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عزل نفسه , وهو دابة توصلك لقصر السلطان ولاتدخل بها عليه ولا يتصور وجود تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح ,فإذا حدث قدمنا النقل على العقل ( فلا وربِك لايُؤمِنون حتى يُحكِمُوكَ فيما شجر بينهمْ ثم لا يَجِدُوا فى أنفُسِهم حرجاً مما قضيتَ ويُسلِموُا تسليماً ). ومن القصور أيضا أن ننظر إلى الفكر الصوفي على أنه الفكر الأخلاقى المعتمد للمسلمين ففى الأخلاق وغيرها لابد وأن نكون على مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , وأن ننهج منهج السلف الصالح فيما كانوا عليه من علمٍ نافع وعملٍ صالح.
**علماء سلكوا المنهج الصحيح فى الكلام على الأخلاق***
بإزاء الفلاسفة والمتكلمين برز علماء أجلاء فقهاء ومحدثون وزهاد تكلموا فى الأخلاق والتربية والسلوك وكان منهجهم الكتاب والسنة وغيرهما من المصادر الإسلامية الخالصة مثل الإجماع والقياس ونحن لا نقول بعصمة هؤلاء فكل إنسان يؤخذ من قوله ويُترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما قال الأمام مالك رحمه الله ـ ما منِّا إلأ ورد و رُدَّ عليه ولكن يبقى الفارق الكبير بين صحة المنهج حتى وإن أخطأ صاحبه , وبين فساد المنهج حتى وإن أصاب صاحبه , فالأول مأجور والثانى مأزور كما بين الأمام أحمد وعلى بن المديني , ونحن نذكر باختصار أسماء بعض علماء الأمة ومؤلفاتهم فى الأخلاق:
ـ ابن المبارك "كتاب الزهد " ـ وكيع بن الجراح "كتاب الزهد " ـ أحمد بن حنبل "كتاب الزهد" ـ عناد بن السرى "كتاب الزهد" أبو عبد الله المحاسبي "الوصايا" و"آداب النفس" و "الرعاية لحقوق الله" و"التوبة" ـ البخاري "صحيح البخارى" و "كتاب الأدب المفرد" ـ ابن ابى الدنيا "الإخلاص" و "الأمر بالمعروف" و" الحذر والشفقة "و "ذكر الموت"و"ذم الغضب" و "الرضا عن الله والصبر على قضائه" و"الغيبة والنميمة" و "القناعة " و" الصمت وآداب اللسان" ـ النسائي " عمل اليوم والليلة ـ ابوبكر الخرائطى " مكارم الأخلاق ومعاليها" و"مساوىء الأخلاق ومذمومها وطرائق مكروهها" ـ ابوبكر الآجري "أخلاق حملة القرآن"و "اخلاق العلماء " و" أدب النفس " و "كتاب أهل البر والتقوى " و "كتاب التوبة" و " كتاب التهجد" ـ ابن السني "عمل اليوم والليلة " ـ البيهقي "شعب الإيمان " ـ ابن الجوزى "صفة الصفوة" ـ الحافظ المنذرى " الترغيب والترهيب" ـ العز بن عبد السلام "شجرة المعارف والأصول " ـ النووي "رياض الصالحين" ـ ابن تيمية"الفتاوى" ـ الذهبي "الكبائر " ـ ابن قيم الجوزية "الفوائد " و"مدارج السالكين" و " عدة الصابرين"و "أعلام الموقعين" و " الداء والدواء" و "إغاثة اللهفان" ـ ابن مفلح " الآداب الشرعية" ـ السفاريني " غذاء الألباب".
**أخيرا***..لابد وأن نعرف :
ماذا نقرأ ولمن نقرأ ؛ حتى لايكون الإنسان حاطب ليل، فقد يحمل حية تلدغه , ولذا فنحن نقبل ابن سينا الطبيب أمَّا فلسفته فمردودة عليه لمخالفتها للوحى المنزل ,وقد امتدح شيخ الإسلام ابن تيمية كتاب المهلكات والمنجيات من إحياء علوم الدين للغزالي ـ رحمه الله ـ ، ولما سُئِل أحد العلماء هل قرأت أدب النفس لأرسطو ؟ قال : بل قرأت أدب النفس لمحمدٍ بن عبد الله ( لقدْ كانَ لكُمْ فى رسوُلِ اللهِ أُسوةٌ حسنةٌ لمِنْ كانَ يَرجُو اللهَ واليومَ الآخِر وذكرَ الله كثيراً ) .