في التنـزيل الكريم، نقرأ قوله تعالى: { ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} (آل عمران:54) وقوله سبحانه: { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } (الأنفال:30) وقوله جلَّ ثناؤه: { فلله المكر جميعًا } (الرعد:42) وغير ذلك من الآيات التي جاء فيها صفة المكر لله سبحانه وتعالى .
وقد
أثار جهلة النصارى شبهة حول هذه الصفة، التي وصف الله بها نفسه، وتساءلوا:
كيف يمكن أن تكون هذه الصفة المذمومة صفة من صفات الله سبحانه، وأنتم -
أيها المسلمون - تدَّعون أن الله منـزَّه عن كل صفة لا تليق بجلاله وعلو
شأنه ؟
وللرد
على هذه الشبهة وكشف تهافتها وتساقطها، نذكِّر بحقيقة، وهي أن القرآن
الكريم نزل بلغة العرب، ولا يُفهم حق الفهم إلا بفهم هذه اللغة، ومعرفة
أساليبها في البيان والتبيان .
وبالرجوع
إلى لغة العرب ولسانهم، نجد أن أصل المكر يعني: الاحتيال والخداع، ويعني
كذلك: صرف الغير عما يقصده بحيلة. ويَذكُر أهل العلم هنا، أن المكر نوعان:
نوع محمود، وذلك أن يتحرى بذلك فِعْلَ جميل؛ وعلى ذلك تحمل الآيات التي
وُصف بها سبحانه بصفة المكر، كقوله سبحانه: { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } (الأنفال:30) .
والنوع الثاني: مكر مذموم، وهو أن يتحرى به فعل قبيح، ومن هذا القبيل، قوله تعالى: { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } (فاطر:43) .
وعلى
هذا، فالمكر يكون في موضع مدحًا، ويكون في موضع آخر ذمًا؛ فإن كان في
مقابلة من يمكر، فهو مدح؛ لأنه يقتضي أنك أنت أقوى منه، وإن كان في غير
ذلك، فهو ذم .
إذا
تبيَّن هذا، عرفنا لماذا لم يصف سبحانه نفسه بصفة المكر على الإطلاق، بل
وصف سبحانه نفسه بهذه الصفة في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها، أي جاء
بهذا مقيدًا بحال معينة، وعلى هذا يفهم قوله تعالى: { ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون } (النمل:50) ونحو ذلك من الآيات، التي لا يستقيم معناها، ولا يُفهم فحواها إلا على وفق ما تقرر وتبين آنفًا .
ثم إن صفة المكر في حقه سبحانه، كصفة المخادعة في قوله: { وهو خادعهم } (النساء:142) وصفة الاستهزاء في قوله: { الله يستهزىء بهم }
(البقرة:16) فكلها صفات كمال في موضعها، وصفات نقص في غير موضعها؛ ولهذا
لم يصف الله سبحانه بها نفسه وصفًا مطلقًا، وإنما جعل ذلك مقيدًا بمن
يستهزيء به سبحانه وبعباده، على أنه من المهم أن نقول: إن كل صفة ، سواء
كانت مطلقة أم مقيدة، إذا أضيفت إلى الله تعالى فإنها لا تماثل صفات
المخلوقين، بل هي على ما يليق به جل جلاله .
على
أننا نقول لأصحاب هذه الشبهة: إن هذه الصفة التي استغربتم وجودها في
القرآن الكريم، وحاولتم الطعن بالقرآن اعتمادًا عليها، وعلى غيرها من
الشبهات، نقول: إن ثمة صفات مشابهة لهذه الصفة، قد وردت في كتبكم التي
تقدسونها، وتحاكمون القرآن على أساسها؛ بل ثمة صفات لا تليق به سبحانه، قد
وقعت في تلك الكتب، نتيجة للعبث والتحريف الذي أصابها !!
ونكتفي هنا بذكر بعضٍ مما ورد في كتبهم، مما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى؛ فمن ذلك:
- ما جاء في سِفر إرميا ( إصحاح 20: 7 ) ما نصه: " قد أقنعتني يا رب فا قتنعت، وألححت علي فغلبت " .
- وفي سِفر صموئيل الثاني: (إصحاح 22: 8 ) ما نصه: " فارتجت الأرض وارتعشت أسس السماوات ارتعدت وارتجت لأنه غضب " .
- وفي سِفر صموئيل الثاني أيضًا: ( إصحاح 22: 48 ) ما نصه: " الإله المنتقم لي والمخضع شعوبًا تحتي " .
ولو
حاولنا تتبع ذلك وتقصيه لضاق بنا المقام، ولخرجنا عن مقصود هذا المقال،
وفيما ذكرنا كاف في الرد على هذه الشبهة، ومقنع لمن طلب الحق، وسعى إليه
.
وقد
أثار جهلة النصارى شبهة حول هذه الصفة، التي وصف الله بها نفسه، وتساءلوا:
كيف يمكن أن تكون هذه الصفة المذمومة صفة من صفات الله سبحانه، وأنتم -
أيها المسلمون - تدَّعون أن الله منـزَّه عن كل صفة لا تليق بجلاله وعلو
شأنه ؟
وللرد
على هذه الشبهة وكشف تهافتها وتساقطها، نذكِّر بحقيقة، وهي أن القرآن
الكريم نزل بلغة العرب، ولا يُفهم حق الفهم إلا بفهم هذه اللغة، ومعرفة
أساليبها في البيان والتبيان .
وبالرجوع
إلى لغة العرب ولسانهم، نجد أن أصل المكر يعني: الاحتيال والخداع، ويعني
كذلك: صرف الغير عما يقصده بحيلة. ويَذكُر أهل العلم هنا، أن المكر نوعان:
نوع محمود، وذلك أن يتحرى بذلك فِعْلَ جميل؛ وعلى ذلك تحمل الآيات التي
وُصف بها سبحانه بصفة المكر، كقوله سبحانه: { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } (الأنفال:30) .
والنوع الثاني: مكر مذموم، وهو أن يتحرى به فعل قبيح، ومن هذا القبيل، قوله تعالى: { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } (فاطر:43) .
وعلى
هذا، فالمكر يكون في موضع مدحًا، ويكون في موضع آخر ذمًا؛ فإن كان في
مقابلة من يمكر، فهو مدح؛ لأنه يقتضي أنك أنت أقوى منه، وإن كان في غير
ذلك، فهو ذم .
إذا
تبيَّن هذا، عرفنا لماذا لم يصف سبحانه نفسه بصفة المكر على الإطلاق، بل
وصف سبحانه نفسه بهذه الصفة في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها، أي جاء
بهذا مقيدًا بحال معينة، وعلى هذا يفهم قوله تعالى: { ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون } (النمل:50) ونحو ذلك من الآيات، التي لا يستقيم معناها، ولا يُفهم فحواها إلا على وفق ما تقرر وتبين آنفًا .
ثم إن صفة المكر في حقه سبحانه، كصفة المخادعة في قوله: { وهو خادعهم } (النساء:142) وصفة الاستهزاء في قوله: { الله يستهزىء بهم }
(البقرة:16) فكلها صفات كمال في موضعها، وصفات نقص في غير موضعها؛ ولهذا
لم يصف الله سبحانه بها نفسه وصفًا مطلقًا، وإنما جعل ذلك مقيدًا بمن
يستهزيء به سبحانه وبعباده، على أنه من المهم أن نقول: إن كل صفة ، سواء
كانت مطلقة أم مقيدة، إذا أضيفت إلى الله تعالى فإنها لا تماثل صفات
المخلوقين، بل هي على ما يليق به جل جلاله .
على
أننا نقول لأصحاب هذه الشبهة: إن هذه الصفة التي استغربتم وجودها في
القرآن الكريم، وحاولتم الطعن بالقرآن اعتمادًا عليها، وعلى غيرها من
الشبهات، نقول: إن ثمة صفات مشابهة لهذه الصفة، قد وردت في كتبكم التي
تقدسونها، وتحاكمون القرآن على أساسها؛ بل ثمة صفات لا تليق به سبحانه، قد
وقعت في تلك الكتب، نتيجة للعبث والتحريف الذي أصابها !!
ونكتفي هنا بذكر بعضٍ مما ورد في كتبهم، مما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى؛ فمن ذلك:
- ما جاء في سِفر إرميا ( إصحاح 20: 7 ) ما نصه: " قد أقنعتني يا رب فا قتنعت، وألححت علي فغلبت " .
- وفي سِفر صموئيل الثاني: (إصحاح 22: 8 ) ما نصه: " فارتجت الأرض وارتعشت أسس السماوات ارتعدت وارتجت لأنه غضب " .
- وفي سِفر صموئيل الثاني أيضًا: ( إصحاح 22: 48 ) ما نصه: " الإله المنتقم لي والمخضع شعوبًا تحتي " .
ولو
حاولنا تتبع ذلك وتقصيه لضاق بنا المقام، ولخرجنا عن مقصود هذا المقال،
وفيما ذكرنا كاف في الرد على هذه الشبهة، ومقنع لمن طلب الحق، وسعى إليه
.