أمر طبيعي أن يثني التابعون على متبوعهم، ولكن
المثير للإنتباه ثناء الأعداء والمخالفين، إلا أنها الحقيقة التي لا مفر منها ولا
جدال عليها، فلم يستطيعوا إخفائها، أو طمسها، فنطقت بها ألسنتهم لتكون حجة على
أقوامهم ممن يكابر ويعاند، ويأبى إلا الكذب والتزوير، وقلب الحقائق، وها نحن
نستعرض بعض تلك الأقوال مساهمة في الذب عن هذا النبي العظيم والرسول الكريم:
1-
"إن محمدًا [صلى الله عليه وسلم] كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل
أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا
نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في
تاريخ البشرية". (العالم الأمريكي مايكل هارث).
2- كان
العرب يعيشون منذ قرون طويلة في بوادي وواحات شبه الجزيرة، يعيثون فيها فسادًا.
حتى أتى محمد [صلى الله عليه وسلم] ودعاهم إلى الإيمان بإله واحد، خالق بارئ،
وجمعهم في كيان واحد متجانس"( رودي بارتRudi,
Part ).
3-
"ما كان من محمد [صلى الله عليه وسلم] إلا أن تناول المجتمع العربي هدمًا من
أصوله وجذوره وشاد صرحًا اجتماعيًا جديدًا... كان محمد [صلى الله عليه وسلم] رسول
الله إلى الشعوب الأخرى، كما كان رسول الله إلى العرب (دافيد دي سانتيلانا).
4- "إن
أفكار الرسول [صلى الله عليه وسلم] التي تلقاها وحيًا أو التي أدى إليها اجتهاده
نشّطت دراسة التاريخ نشاطًا لا مزيد عليه (فرانز روزنثال ).
5- كان
لزامًا على محمد [صلى الله عليه وسلم] أن يبرز في أقصر وقت ممكن تفوّق الشعب
العربي عندما أنعم الله عليه بدين سام في بساطته ووضوحه، وكذلك بمذهبه الصارم في
التوحيد في مواجهة التردد الدائم للعقائد الدينية. وإذا ما عرفنا أن هذا العمل
العظيم أدرك وحقق في أقصر أجل أعظم أمل لحياة إنسانية فإنه يجب أن نعترف أن محمدًا
[صلى الله عليه وسلم] يظل في عداد أعظم الرجال الذين شرف بهم تاريخ الشعوب
والأديان (جاك ريسلر ).
6- كان
مثل إخوانه الأنبياء السابقين [عليهم السلام] ولكن كان أفضل منهم بما لا نسبة
فيه.. وكان زاهدًا وفقيهًا ومشرعًا ورجلاً عمليًا (جورج سارتون).
7- لم
يكن النبي [صلى الله عليه وسلم] رسولاً وحسب، يهدي الناس إلى الإيمان، إنما كان
زعيمًا وقائد شعب، فعزم على أن يجعل من ذلك الشعب خير أمة أخرجت للناس. وكان له ما
أراد... في مكة أبصر النور طفل لم يمرّ ببال أمة، ساعة ولادته، أنه سيكون أحمد
أعظم الرجال في العالم بل في التاريخ، ولربما أعظمهم إطلاقًا (نصري
سلهب ).
8- لقد
أخذت سيرة الرسول العربي [صلى الله عليه وسلم] بألباب أتباعه، وسمت شخصيته لديهم
إلى أعلى علّيين، فآمنوا برسالته إيمانًا جعلهم يتقبلون ما أوحي به إليه وأفعاله
كما سجّلتها السنة، مصدرًا للقانون، لا يقتصر على تنظيم حياة الجماعة الإسلامية
وحدها، بل يرتب كذلك علاقات المسلمين الفاتحين برعاياهم غير المسلمين الذين كانوا
في بداية الأمر يفوقونهم عددًا"( آرنولد توينبي Arnold
Toynbee ).
9- إذا
نحن نظرنا إلى محمد [صلى الله عليه وسلم] من خلال الأعمال التي حققها، فإن محمدًا
الرجل والمعلم والخطيب ورجل الدولة والمجاهد يبدو لنا بكل وضوح واحدًا من أقدر
الرجال في جميع أحقاب التاريخ (فيليب حتي)
10- كان
ينهى عن عدّه ملكًا.. ولقد نال السلطان والثراء والمجد، ولكنه لم يغتر بشيء من هذا
كله فكان يفضل إسلام رجل على أعظم الغنائم (أميل درمنغم).
11-
".. وأخيراً أخذت أدرس حياة النبي محمد [صلى الله عليه وسلم] فأيقنت أن من
أعظم الآثام أن نتنكر لذلك الرجل الرباني الذي أقام مملكة لله بين أقوام كانوا من
قبل متحاربين لا يحكمهم قانون، يعبدون الوثن، ويقترفون كل الأفعال المشينة، فغير
طرق تفكيرهم، لا بل بدل عاداتهم وأخلاقهم، وجمعهم تحت راية واحدة وقانون واحد ودين
واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة وحكومة واحدة، وأصبحت تلك الأمة، التي لم تنجب
رجلاً عظيمًا واحدًا يستحق الذكر منذ عدة قرون، أصبحت تحت تأثيره وهديه تنجب
ألوفًا من النفوس الكريمة التي انطلقت إلى أقصى أرجاء المعمورة تدعو إلى مبادئ
الإسلام وأخلاقه ونظام الحياة الإسلامية وتعلم الناس أمور الدين الجديد"( الدكتور
م. ج. دُرّانيDr. M. H. Durrani
).
12-
إن الشخصية التي حملها محمد [صلى الله عليه وسلم] بين برديه كانت خارقة
للعادة وكانت ذات أثر عظيم جدًا حتى إنها طبعت شريعته بطابع قوي جعل لها روح
الإبداع وأعطاها صفة الشيء الجديد.."( اينين دينيه).
13- إذا
ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا [صلى الله
عليه وسلم] كان من أعظم عظماء التاريخ (ول ديورانت).
هذه هي الحقيقة التي أبصرتها عقول منصفة،
فنطقت بالحق والعدل، بخلاف من أعمى الله بصره وبصيرته، فراح ينكر ضوء الشمس في
رابعة النهار ليس دونها سحاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.