أ- من القرآن الكريم :
1 - قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
{ آل عمران:31 }.
قال ابن كثير رحمه الله: -هذه الآية الكريمة حاكمة عل كل من ادعى محبة الله، وليس
على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي
والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله ... ثم قال: وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {آل عمران:31} أي: باتباعكم الرسول يحصل لكم
هذا كله من بركة سفارته)(1).
وقال ابن القيم في مدارج السالكين(2): (لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة
البينة على صحة الدعوى، فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخَلَي حُرقة الشجي فتنوع
المدعون في الشهود،فقيل: لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ {آل عمران:31} فتأخر الخلق
كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه).
2 - قال الله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرً
{الأحزاب:21} .
قال ابن كثير - رحمه
الله - في تفسيره(3): (هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله - صلى الله
عليه وسلم - في أقواله وأفعاله وأحواله).
وقال ابن سعدي - رحمه الله - (وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفق لها من كان
يرجو الله واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان وخوف الله ورجاء ثوابه وخوف عقابه
يحثه على التأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم-)(4).
ب- وأما من السنة: فذلك كثير وكثير ومنه:
ما رواه مسلم(5) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه ... إلى أن قال جابر:
ويقول: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور
محدثاتها. وكل بدعة ضلالة.
وحديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - المشهور - وقولـه - صلى الله عليه وسلم -
«فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ» الحديث(6).