الواعظة
(هجيمة بنت حيي)
كانت النساء تأتى لتتعبد عندها، ويقمن الليل معها كله، فإذا ضعفن عن القيام فى صلاتهن تعلقن بالحبال.
ولم
تَغْفَل عن ذِكْر الموت يومًا، قالت لشخص تعظه: هل تدرى ما يقول الميت حين
يوضع فى قبره؟ يقول: يا أهلي.. يا جيراني.. يا حملة نعشي.. لا تغرنكم
الدنيا كما غرتني.
وكانت سائرة ذات يوم، فمرت على مكان يسمى وادى جهنّم
فقالت لقائدها: اقرأ شيئًا من القرآن، فتلا قوله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا
تُرْجَعُونَ)[المؤمنون: 115].
فما إن سمعتها حتى بكت، وقالت له عندما
مرت على الجبال فى طريقها: أسمِع الجبال ما وعدها اللَّه، فقرأ قوله
تعالى:(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ)[الكهف: 47]. فأخذتْ تبكى بشدة.
وكانت تحثُّ الناس على العمل وعدم الركون والتواكل؛ فتقول لهم: ما بال
أحدكم يقول: اللهمَّ ارزقني، وقد علم أن اللَّه لا يمطر عليه من السماء
دنانير ولادراهم، إنما يرزق الله بعضكم من بعض، فمن أُعطى شيئًا فليقبله.
وإن كان غنيًا؛ فليضعه فى ذوى الحاجة من إخوانه، وإن كان فقيرًا؛ فليستعن
به على حاجته، ولا يرد على اللَّه رزقه الذي رزقه.
كانت معروفة بالتواضع وعدم الاغترار بالنفس؛ فسألها البعض أن تدعو لهم، فقالت: أبلغتُ أنا ذلك؟!
إنها هجيمة بنت حيى الوصابى من قبيلة حمير في دمشق ، حفظت القرآن وهى
صغيرة. ولقبت بأم الدرداء الصغري، تزوجت من الصحابى المشهور أبى الدرداء،
وقد سمعت الحديث عن زوجها، وعن أبى هريرة، وعائشة. وكانت زاهدة فقيهة
ومحدثة وتابعية، قال لها زوجها ذات مرة: إذا غضبتِ أرضيتُكِ، وإذا غضبتُ
فأرضيني؛ فإنك إن لم تفعلى ذلك فما أسرع أن نفترق. وقالت عند موته: اللهم
إنّ أبا الدرداء خطبنى إلى أبوى فتزوّجنى فى الدنيا، اللَّهم فأنا أخطبه
إليك، فأسألك أن تزوجنيه فى الجنة. فقال لها زوجها: فإن أردت ذلك فكنت
الأول، فلا تتزوجى بعدي. وكانت أم الدرداء ذات جمال وحسب، فخطبها معاوية
فأبت، وقالت له قصتها، فقال: عليك بالصيام. ومن أقوالها: "أفضل العلم
المعرفة". وقالت: "تعلموا الحكمة صغارًا تعملوا بها كبارًا". وقد طال عمرها
حتى سنة 81 من الهجرة
(هجيمة بنت حيي)
كانت النساء تأتى لتتعبد عندها، ويقمن الليل معها كله، فإذا ضعفن عن القيام فى صلاتهن تعلقن بالحبال.
ولم
تَغْفَل عن ذِكْر الموت يومًا، قالت لشخص تعظه: هل تدرى ما يقول الميت حين
يوضع فى قبره؟ يقول: يا أهلي.. يا جيراني.. يا حملة نعشي.. لا تغرنكم
الدنيا كما غرتني.
وكانت سائرة ذات يوم، فمرت على مكان يسمى وادى جهنّم
فقالت لقائدها: اقرأ شيئًا من القرآن، فتلا قوله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا
تُرْجَعُونَ)[المؤمنون: 115].
فما إن سمعتها حتى بكت، وقالت له عندما
مرت على الجبال فى طريقها: أسمِع الجبال ما وعدها اللَّه، فقرأ قوله
تعالى:(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ)[الكهف: 47]. فأخذتْ تبكى بشدة.
وكانت تحثُّ الناس على العمل وعدم الركون والتواكل؛ فتقول لهم: ما بال
أحدكم يقول: اللهمَّ ارزقني، وقد علم أن اللَّه لا يمطر عليه من السماء
دنانير ولادراهم، إنما يرزق الله بعضكم من بعض، فمن أُعطى شيئًا فليقبله.
وإن كان غنيًا؛ فليضعه فى ذوى الحاجة من إخوانه، وإن كان فقيرًا؛ فليستعن
به على حاجته، ولا يرد على اللَّه رزقه الذي رزقه.
كانت معروفة بالتواضع وعدم الاغترار بالنفس؛ فسألها البعض أن تدعو لهم، فقالت: أبلغتُ أنا ذلك؟!
إنها هجيمة بنت حيى الوصابى من قبيلة حمير في دمشق ، حفظت القرآن وهى
صغيرة. ولقبت بأم الدرداء الصغري، تزوجت من الصحابى المشهور أبى الدرداء،
وقد سمعت الحديث عن زوجها، وعن أبى هريرة، وعائشة. وكانت زاهدة فقيهة
ومحدثة وتابعية، قال لها زوجها ذات مرة: إذا غضبتِ أرضيتُكِ، وإذا غضبتُ
فأرضيني؛ فإنك إن لم تفعلى ذلك فما أسرع أن نفترق. وقالت عند موته: اللهم
إنّ أبا الدرداء خطبنى إلى أبوى فتزوّجنى فى الدنيا، اللَّهم فأنا أخطبه
إليك، فأسألك أن تزوجنيه فى الجنة. فقال لها زوجها: فإن أردت ذلك فكنت
الأول، فلا تتزوجى بعدي. وكانت أم الدرداء ذات جمال وحسب، فخطبها معاوية
فأبت، وقالت له قصتها، فقال: عليك بالصيام. ومن أقوالها: "أفضل العلم
المعرفة". وقالت: "تعلموا الحكمة صغارًا تعملوا بها كبارًا". وقد طال عمرها
حتى سنة 81 من الهجرة