اقترح الداعية عمرو خالد وسيلتين عمليتين لنصرة "رسالة" النبي صلى الله عليه وسلم في كلمة ألقاها في العاشرة من مساء السبت 11-2-2006 على قناة اقرأ؛ ردا على الرسوم الكاريكاتيرية الدانماركية المسيئة. وأكد أن المسلمين بكل ما فعلوه من احتجاجات -مقبولة أو غير مقبولة- لم يوفوا بعد حق النبي صلى الله عليه وسلم . وحدد واجبا عمليا على المسلمين؛ يرى فيه نصرة حقيقية لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ قائلا: "لأكون عمليا، أطرح طريقتين للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومد أيدينا بالتواصل معه العالم: أولا: أن يكتب كل شاب وفتاة رسالة للدانماركيين للتعريف بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم التي يجهلونها، والتأكيد على رغبتهم في التعرف على الشعب الدانماركي، وتحقيق مراد الله في الآية: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}. ويمكن للجميع أن يكتبوا تلك الرسائل على بريد موقع عمرو خالد.نت، أو إرسال فاكس لقناة اقرأ، وسنترك باب استقبال الرسائل لمدة أسبوع، ثم ننقحها ونترجمها، ونرسلها لشعب الدانمارك. وأنصح بعدم إرسال تلك الرسائل إلى السفارات حتى لا تختلط برسائل الاحتجاج. ثانيا: أقترح عليكم فكرة أرجو أن تبدوا رأيكم فيها على موقع عمرو خالد.نت، وهي إقامة مؤتمر للشباب المسلم في كوبنهاجن بالدانمارك؛ تنقله تليفزيونات العالم، لمناقشة ثلاثة محاور: التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، ووسائل مقترحة للحوار والتواصل بين المسلمين وشعب الدانمارك، وتعريف مفهوم حرية التعبير كما يراه الشباب المسلم. ونحتاج في ذلك لاختيار شباب مسلم ناجح، ومثقف، يجيد اللغات، فأرى أن رسالة هؤلاء في التعريف بدينهم أكبر من مسئولية العلماء الكبار". وتساءل عمرو في مقدمة كلمته: "هل وفَّينا بهذا حق رسول الله؟"؛ إذ ينبغي أن ينشغل كل إنسان بهذا السؤال لأننا سنلتقي بالرسول صلى الله عليه وسلم". وأجاب بدوره: "لا.. لم نوفِ حقه بعد!! فما قمنا به مجرد احتجاج لوصف حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم، وما زال على عاتقنا مهمة تعريف الآخر؛ فالطلبة في مدارس الدانمارك يسألون المدرسين عن "محمد" الذي ثارت حوله الضجة، ولكن المدرسين ليس لديهم أدنى خلفية يروون بها عطش التساؤلات". ويستدرك عمرو خالد قائلا: "تنبهوا إلى أن نبرة الاحتجاج لا تمت بصلة لمهمة التعريف بالرسول، وتساءلوا لو أن الرسول بيننا الآن، وقد أسيء إليه؛ هل كان يغضب لنفسه أم يستثمر القضية لخدمة رسالته؟ فالاحتجاج الذي رأيناه كان لـ"شخص النبي صلى الله عليه وسلم" وليس لصفته "رسول الله". وإن كنا نحب الرسول فعلا؛ فعلينا أن نهتم بأهم شيء كرس له النبي صلى الله عليه وسلم حياته؛ وهو: تعريف الأرض برسالة الإسلام، وهداية البشرية". ولنا –أمة محمد– توصيفان في طرح الداعية عمرو خالد؛ أشار إليهما: "لنا صفتان مع النبي صلى الله عليه وسلم: - اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وواجبنا تجاه تلك الصفة رد غيبته والنصرة له. - ورثة الرسالة: فالأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما حَمل رسالة هذا الدين". ويؤكد عمرو خالد: "لو كان التعارف بيننا وبين شعب الدانمارك، لما وقعت الإساءة؛ فالرسول سعى للحوار مع العالم كله حتى تصل رسالته لجميع الناس، وقد كلفنا الله بالتعريف بالإسلام لكل شعوب الأرض، والحوار من أجل الفهم المشترك؛ كما ذكر في كتابه الكريم: - {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13) - {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} (آل عمران: 110). وأضاف: "يجب أن نعترف بأسباب عدم معرفة الغرب للرسول صلى الله عليه وسلم: - قصور من المسلمين في التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم. - هناك أياد ماكرة تريد عزل المسلمين عن العالم؛ فلما ظهرت الفضائيات وزادت فرصة المسلمين في التعريف بدينهم، والتواصل مع الشعوب، أثارت هذه الأيادي الخافية ما هو قبيح في المسلمين، لعزلهم عن العام". وكان عمرو خالد قد ألقى كلمة الأسبوع الماضي من ذات المنبر الإعلامي -قناة اقرأ- عن أزمة الرسوم، ولكنه اكتفى فيها بمجرد تحليل الأزمة، وتوجيه كلمة للغرب عن أهمية الرسول في حياة المسلمين، وضرورة عدم المساس به حتى لا يذهب العالم في اتجاه صدام الحضارات. |
شاهد: كلمة الداعية عمرو خالد