تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ادري كيف أبدأ هذه المرة وعن ماذا اتحدث من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم
اتحدث عنه كأب او كزوج او كرسول أو كمعلم للبشرية كلها
لقد تميز صلى الله عليه وسلم بصفات وأخلاق جميلة ورائعة أثنى عليها العدو قبل الصديق
وبالطبع تذكرون اشهر صفاته منذ طفولته وهما الصدق واﻷمانة..
فرغم انه بعد ان بدأ يدعو قومه جهرا للإسلام إختلف معه الكثيرين من أهل مكة ..
إلا انهم لم يستطيعوا انكار هذه الصفات عندما سئلوا عنها..
فهذا ابو سفيان بن حرب وهو من أشد اعداء الرسول وكرها له بعد الجهر بالدعوة ..
في هذه الأثناء كان أبو سفيان في ركب من قريش تجاراً في الشام فعلم بهم هرقل قيصر الروم
فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعا بترجمانه –وكان أبو سفيان متكلم القوم- فقال:
-أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أن نبي؟
-أنا أقربهم نسباً.
-ادنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، وإني سائل هذا الرجل، فإن كذَبني فكذّبوه.
وأبو سفيان يقول في نفسه: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنه.
ويبدأ الحوار:
-كيف نسبه فيكم؟
-هو فينا ذو نسب.
-فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟
-لا!
-فهل كان من آبائه من ملك؟
-لا!
-فأشراف الناس يتبعونه أو ضعفاؤهم؟
-بل ضعفاؤهم.
-أيزيدون أم ينقصون؟
-بل يزيدون.
-فهل يرتد أحد منهم سخطاً لدينه بعد أن يدخل فيه؟
-لا!
-فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
-لا!
-فهل يغدر؟
-لا، ونحن في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها.( يقول ابو سفيان : ولم تُمْكِنِّي كلمةٌ أُدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة.
أي حاولتُ قدر ما أستطيع أن أطعن في الرسول r بأي شيء، فلم أستطع إلا بهذه الكلمة،
وهرقل لم يعلِّق على هذه الكلمة، وكأنه لم يسمعها.
-وهل قاتلتموه؟
-نعم.
-فكيف كان قتالكم إياه؟
-الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه.
-ماذا يأمركم؟
-يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا الصلاة والصدق والعفاف والصلة.
-سألتك عن نسبه فذكرتَ أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعَث في نسب قومها.
وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول، فذكرت أن لا، فقلتُ لو كان أحد قال هذا القول لقلتُ رجل يأتسي بقول قبل قبله.
وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرتَ أن لا، قلتُ: فلو كان من آبائه من ملك قلتُ: رجل يطلب مُلك أبيه.
وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرتَ أنْ لا،
فقد أعرف أن لم يكن لِيَذرَ الكذب على الناس ويكذب على الله.
وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فذكرتَ: أن ضعفاءهم اتّبعوه، وهم أتباع الرسل.
وسألتك: أيزيدون أن ينقصون؟ فذكرتَ: أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حين تخالط بشاشتُه القلوب.
وسألتك: هل يغدر؟ فذكرتَ: أنْ لا، وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك: بما يأمركم؟ فذكرتَ: أن يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان،
ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدميّ هاتين.
وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشّمتُ لقاءه،
ولو كنتُ عنده لغسلتُ عن قدمه.
ثم دعا هرقل بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه. فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب،
كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات، وأخرج أبو سفيان ومن معه. (البخاري)
قال تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون )
﴿الأنعام: ٢٠﴾
ماذا عن أبوته وحنانه على اولاده؟
من شدة حنوه عليهم وتعلقهم به كان اقرب بناته اليه والى قلبه السيدة فاطمة الزهراء
فقد كانت تحبه حبا جما وتتأذى عندما ترى المشركين يلقون عليه سلا الجزور فتبكي وهي تبعد
ما القوه عن ظهر ابيها
وظهر حبه لها وإبعاده عنها اي شيء يضايقها او يكسر خاطرها.. ظهر هذا في موقفه عندما
اراد اﻹمام علي ان يتخذ زوجة أخرى ووقع إختياره على بنت ابي جهل
إن عليا خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فسمعته حين تشهد يقول : ( أما بعد ، أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني ،
وإن فاطمة بضعة مني ، وإني اكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبنت عدو الله عند رجل واحد ) . فترك علي الخطبة . وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة ،
عن ابن شهاب ، عن علي بن الحسين ، عن مسور : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له
من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن ، قال : ( حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي ) .
الراوي: المسور بن مخرمة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 3729
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال صلى الله عليه وسلم : فاطمة بضعة مني ، يقبضني ما يقبضها ، و يبسطني ما يبسطها ،
و إن الأنساب تنقطع يوم القيامة ، غير نسبي و سببي و صهري
الراوي: المسور بن مخرمة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 4189
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة وا كرب أبتاه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه
أحدا الموافاة يوم القيامة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 1330
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها تسمى ام ابيها من شدة حنوها عليه وخوفها عليه خاصة بعد وفاة
السيدة خديجة رضي الله عنها.
اما عن حلمه وحكمته وعدله فحدث ولا حرج
فهذا احد اليهود جاء اليه وحاول استفزازه ليختبر حلمه وهو زيد بن سعنة رضي الله عنه ( قبل إسلامه)
ورد في الحديث : إن الله تعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة ما من علامات النبوة شيء
إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة
الجهل عليه إلا حلما فكنت ألطف له إلى أن أخالطه فأعرف حلمه من جهله قال زيد بن سعنة فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب فأتاه رجل على راحلته
كالبدوي فقال يا رسول الله إن بقربي قرية بني فلان قد أسلموا أو دخلوا في الإسلام وكنت حدثتهم إن
أسلموا أتاهم الرزق رغدا وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا
من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت فنظر إلى رجل
إلى جانبه أراه عليا فقال يا رسول الله ما بقي منه شيء قال زيد بن سعنة فدنوت إليه فقلت يا محمد
هل لك أن تبيعني تمرا معلوما في حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا فقال لا يا يهودي ولكن أبيعك تمرا
معلوما إلى أجل كذا وكذا ولا تسمي حائط بني فلان قلت نعم فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين
مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاه الرجل وقال اعدل عليهم وأعنهم بها قال
زيد بن سعنة فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة ودنا من جدار ليجلس أتيته فأخذت
بمجامع قميصه ورداءه ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له ألا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتكم بني
عبد المطلب لمطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم ونظرت إلى عمر وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك
المستدير ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول لرسول الله ما أسمع وتصنع به ما أرى فوالذي بعثه
بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في
سكون وتؤدة وتبسم ثم قال يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره
بحسن التباعة اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته قال زيد فذهب
بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر فقلت ما هذه الزيادة يا عمر قال أمرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك قال وتعرفني يا عمر قال لا فما دعاك أن فعلت
برسول الله ما فعلت وقلت له ما قلت قلت يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله
ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد نبيا وأشهدك أن شطر مالي فإني أكثرها مالا صدقة على أمة محمد قال عمر أو على بعضهم فإنك
لا تسعهم قلت أو على بعضهم فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وآمن به وصدقه وتابعه وشهد معه مشاهد كثيرة ثم توفي
في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر رحم الله زيدا
الراوي: زيد بن سعنة المحدث: المزي - المصدر: تهذيب الكمال - لصفحة أو الرقم: 5/230
خلاصة حكم المحدث: حسن مشهور
اما عن تعامله مع زوجاته : فقد كان يساعدهن رغم اﻷعباء الملقاة على عاتقه كرسول
وكان يقول : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه -
الصفحة أو الرقم: 1621
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و معروف انه كان قد خصص لكل زوجة من زوجاته ليلة يبيت عندها فيها
ومعروف ان السيدة عائشة رضي الله عنها كانت احب زوجاته اليه لهذا كان الصحابة يتحرون بهداياهم
ليلة عائشة ، فتكون عند عائشة هدايا كثيرة،
وكان بقية زوجات النبي يردن مثل هذا أيضاً، وأردن أن يقسمن هذه الهدايا بالتساوي،
فأرسلن أحب الناس إليه، وهي فاطمة رضي الله عنها،
قالت عائشة :
( فجاءت فاطمة لا تخطئ مشيتها مشية النبي ، وهو في لحافي، فدخلت، فلما رآها قال:
أهلاً بابنتي، فجلست فقالت
: يا رسول الله! إن أزواجك يسألنك العدل في ابنة ابن أبي قحافة ،
فقال النبي : أي بنيتي! أتحبينني؟
قالت: أجل، قال: فأحبي هذه )
، ففهمت الجواب، وهو أنها لا تراجعه،
وكان جميع زوجات النبي مجتمعات في بيت إحداهن ومنتظرات النتيجة،
فدخلت فاطمة رضي الله عنها وقالت:
(والله لا أراجعه فيها أبداً)،
تظهر أيضا حكمته مع الشاب الذي أتاه يطلب منه أن يأذن له بالزنا :
إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه
وقالوا : مه مه فقال : ادنه فدنا منه قريبا قال : فجلس قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال : أفتحبه لابنتك قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال :
ولا الناس يحبونه لبناتهم قال : أفتحبه لأختك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه
لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم قال :
أفتحبه لخالتك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال : فوضع يده عليه
وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - لصفحة أو الرقم: 1/712
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
ويتجلى عدله في موقفه من المرأة المخزومية التي سرقت :
أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد
يستشفعونه . قال عروة : فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
( أتكلمني في حد من حدود الله ) . قال أسامة : استغفر لي يا رسول الله ، فلما كان العشي قام رسول الله
خطيبا ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : ( أما بعد ، فإنما أهلك الناس قبلكم : أنهم كانوا إذا سرق
فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذي نفس محمد بيده ، لو أن فاطمة
بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها ،
فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت ، قالت عائشة : فكانت تأتي بعد ذلك ، فأرفع حاجتها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 4304
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وصور عدله صلى الله عليه وسلم كثيرة وارى أني قد أطلت عليكم فلندعها لموضوع آخر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ادري كيف أبدأ هذه المرة وعن ماذا اتحدث من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم
اتحدث عنه كأب او كزوج او كرسول أو كمعلم للبشرية كلها
لقد تميز صلى الله عليه وسلم بصفات وأخلاق جميلة ورائعة أثنى عليها العدو قبل الصديق
وبالطبع تذكرون اشهر صفاته منذ طفولته وهما الصدق واﻷمانة..
فرغم انه بعد ان بدأ يدعو قومه جهرا للإسلام إختلف معه الكثيرين من أهل مكة ..
إلا انهم لم يستطيعوا انكار هذه الصفات عندما سئلوا عنها..
فهذا ابو سفيان بن حرب وهو من أشد اعداء الرسول وكرها له بعد الجهر بالدعوة ..
في هذه الأثناء كان أبو سفيان في ركب من قريش تجاراً في الشام فعلم بهم هرقل قيصر الروم
فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعا بترجمانه –وكان أبو سفيان متكلم القوم- فقال:
-أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أن نبي؟
-أنا أقربهم نسباً.
-ادنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، وإني سائل هذا الرجل، فإن كذَبني فكذّبوه.
وأبو سفيان يقول في نفسه: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنه.
ويبدأ الحوار:
-كيف نسبه فيكم؟
-هو فينا ذو نسب.
-فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟
-لا!
-فهل كان من آبائه من ملك؟
-لا!
-فأشراف الناس يتبعونه أو ضعفاؤهم؟
-بل ضعفاؤهم.
-أيزيدون أم ينقصون؟
-بل يزيدون.
-فهل يرتد أحد منهم سخطاً لدينه بعد أن يدخل فيه؟
-لا!
-فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
-لا!
-فهل يغدر؟
-لا، ونحن في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها.( يقول ابو سفيان : ولم تُمْكِنِّي كلمةٌ أُدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة.
أي حاولتُ قدر ما أستطيع أن أطعن في الرسول r بأي شيء، فلم أستطع إلا بهذه الكلمة،
وهرقل لم يعلِّق على هذه الكلمة، وكأنه لم يسمعها.
-وهل قاتلتموه؟
-نعم.
-فكيف كان قتالكم إياه؟
-الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه.
-ماذا يأمركم؟
-يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا الصلاة والصدق والعفاف والصلة.
-سألتك عن نسبه فذكرتَ أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعَث في نسب قومها.
وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول، فذكرت أن لا، فقلتُ لو كان أحد قال هذا القول لقلتُ رجل يأتسي بقول قبل قبله.
وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرتَ أن لا، قلتُ: فلو كان من آبائه من ملك قلتُ: رجل يطلب مُلك أبيه.
وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرتَ أنْ لا،
فقد أعرف أن لم يكن لِيَذرَ الكذب على الناس ويكذب على الله.
وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فذكرتَ: أن ضعفاءهم اتّبعوه، وهم أتباع الرسل.
وسألتك: أيزيدون أن ينقصون؟ فذكرتَ: أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حين تخالط بشاشتُه القلوب.
وسألتك: هل يغدر؟ فذكرتَ: أنْ لا، وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك: بما يأمركم؟ فذكرتَ: أن يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان،
ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدميّ هاتين.
وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشّمتُ لقاءه،
ولو كنتُ عنده لغسلتُ عن قدمه.
ثم دعا هرقل بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه. فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب،
كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات، وأخرج أبو سفيان ومن معه. (البخاري)
قال تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون )
﴿الأنعام: ٢٠﴾
ماذا عن أبوته وحنانه على اولاده؟
من شدة حنوه عليهم وتعلقهم به كان اقرب بناته اليه والى قلبه السيدة فاطمة الزهراء
فقد كانت تحبه حبا جما وتتأذى عندما ترى المشركين يلقون عليه سلا الجزور فتبكي وهي تبعد
ما القوه عن ظهر ابيها
وظهر حبه لها وإبعاده عنها اي شيء يضايقها او يكسر خاطرها.. ظهر هذا في موقفه عندما
اراد اﻹمام علي ان يتخذ زوجة أخرى ووقع إختياره على بنت ابي جهل
إن عليا خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فسمعته حين تشهد يقول : ( أما بعد ، أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني ،
وإن فاطمة بضعة مني ، وإني اكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبنت عدو الله عند رجل واحد ) . فترك علي الخطبة . وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة ،
عن ابن شهاب ، عن علي بن الحسين ، عن مسور : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له
من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن ، قال : ( حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي ) .
الراوي: المسور بن مخرمة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 3729
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال صلى الله عليه وسلم : فاطمة بضعة مني ، يقبضني ما يقبضها ، و يبسطني ما يبسطها ،
و إن الأنساب تنقطع يوم القيامة ، غير نسبي و سببي و صهري
الراوي: المسور بن مخرمة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 4189
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة وا كرب أبتاه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه
أحدا الموافاة يوم القيامة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 1330
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها تسمى ام ابيها من شدة حنوها عليه وخوفها عليه خاصة بعد وفاة
السيدة خديجة رضي الله عنها.
اما عن حلمه وحكمته وعدله فحدث ولا حرج
فهذا احد اليهود جاء اليه وحاول استفزازه ليختبر حلمه وهو زيد بن سعنة رضي الله عنه ( قبل إسلامه)
ورد في الحديث : إن الله تعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة ما من علامات النبوة شيء
إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة
الجهل عليه إلا حلما فكنت ألطف له إلى أن أخالطه فأعرف حلمه من جهله قال زيد بن سعنة فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب فأتاه رجل على راحلته
كالبدوي فقال يا رسول الله إن بقربي قرية بني فلان قد أسلموا أو دخلوا في الإسلام وكنت حدثتهم إن
أسلموا أتاهم الرزق رغدا وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا
من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت فنظر إلى رجل
إلى جانبه أراه عليا فقال يا رسول الله ما بقي منه شيء قال زيد بن سعنة فدنوت إليه فقلت يا محمد
هل لك أن تبيعني تمرا معلوما في حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا فقال لا يا يهودي ولكن أبيعك تمرا
معلوما إلى أجل كذا وكذا ولا تسمي حائط بني فلان قلت نعم فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين
مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاه الرجل وقال اعدل عليهم وأعنهم بها قال
زيد بن سعنة فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
أبو بكر وعمر وعثمان في نفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة ودنا من جدار ليجلس أتيته فأخذت
بمجامع قميصه ورداءه ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له ألا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتكم بني
عبد المطلب لمطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم ونظرت إلى عمر وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك
المستدير ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول لرسول الله ما أسمع وتصنع به ما أرى فوالذي بعثه
بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في
سكون وتؤدة وتبسم ثم قال يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره
بحسن التباعة اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته قال زيد فذهب
بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر فقلت ما هذه الزيادة يا عمر قال أمرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك قال وتعرفني يا عمر قال لا فما دعاك أن فعلت
برسول الله ما فعلت وقلت له ما قلت قلت يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله
ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد نبيا وأشهدك أن شطر مالي فإني أكثرها مالا صدقة على أمة محمد قال عمر أو على بعضهم فإنك
لا تسعهم قلت أو على بعضهم فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وآمن به وصدقه وتابعه وشهد معه مشاهد كثيرة ثم توفي
في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر رحم الله زيدا
الراوي: زيد بن سعنة المحدث: المزي - المصدر: تهذيب الكمال - لصفحة أو الرقم: 5/230
خلاصة حكم المحدث: حسن مشهور
اما عن تعامله مع زوجاته : فقد كان يساعدهن رغم اﻷعباء الملقاة على عاتقه كرسول
وكان يقول : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه -
الصفحة أو الرقم: 1621
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و معروف انه كان قد خصص لكل زوجة من زوجاته ليلة يبيت عندها فيها
ومعروف ان السيدة عائشة رضي الله عنها كانت احب زوجاته اليه لهذا كان الصحابة يتحرون بهداياهم
ليلة عائشة ، فتكون عند عائشة هدايا كثيرة،
وكان بقية زوجات النبي يردن مثل هذا أيضاً، وأردن أن يقسمن هذه الهدايا بالتساوي،
فأرسلن أحب الناس إليه، وهي فاطمة رضي الله عنها،
قالت عائشة :
( فجاءت فاطمة لا تخطئ مشيتها مشية النبي ، وهو في لحافي، فدخلت، فلما رآها قال:
أهلاً بابنتي، فجلست فقالت
: يا رسول الله! إن أزواجك يسألنك العدل في ابنة ابن أبي قحافة ،
فقال النبي : أي بنيتي! أتحبينني؟
قالت: أجل، قال: فأحبي هذه )
، ففهمت الجواب، وهو أنها لا تراجعه،
وكان جميع زوجات النبي مجتمعات في بيت إحداهن ومنتظرات النتيجة،
فدخلت فاطمة رضي الله عنها وقالت:
(والله لا أراجعه فيها أبداً)،
تظهر أيضا حكمته مع الشاب الذي أتاه يطلب منه أن يأذن له بالزنا :
إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه
وقالوا : مه مه فقال : ادنه فدنا منه قريبا قال : فجلس قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال : أفتحبه لابنتك قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال :
ولا الناس يحبونه لبناتهم قال : أفتحبه لأختك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه
لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم قال :
أفتحبه لخالتك قال : لا والله جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال : فوضع يده عليه
وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - لصفحة أو الرقم: 1/712
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
ويتجلى عدله في موقفه من المرأة المخزومية التي سرقت :
أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد
يستشفعونه . قال عروة : فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
( أتكلمني في حد من حدود الله ) . قال أسامة : استغفر لي يا رسول الله ، فلما كان العشي قام رسول الله
خطيبا ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : ( أما بعد ، فإنما أهلك الناس قبلكم : أنهم كانوا إذا سرق
فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذي نفس محمد بيده ، لو أن فاطمة
بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها ،
فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت ، قالت عائشة : فكانت تأتي بعد ذلك ، فأرفع حاجتها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 4304
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وصور عدله صلى الله عليه وسلم كثيرة وارى أني قد أطلت عليكم فلندعها لموضوع آخر