أشغال تكشف عراقيل الإغلاقات المرورية واستلام المشروع
لغز تأخر افتتاح جسر العبيدلي المعدني
مواطنون: موعد تسليم المشروع كان منتصف أغسطس .. والتأخير ضاعف الزحام
"أشغال": الجسر مؤقت لتخفيف الزحام لحين تطوير الدائري الخامس
تنفيذ الجسر بمسار واحد يسبب أزمة في حالة الطوارئ
كتب - محمد حافظ:
أثار تأخر تنفيذ مشروع إنشاء الجسر المعدني فوق دوار العبيدلي العديد من ردود الأفعال الغاضبة بين عدد من المواطنين، نظرًا لما سببه هذا التأخير من تفاقم الأزمة المرورية في المنطقة التي تشهد اختناقًا مروريًا منذ فترة طويلة وجاء إنشاء الجسر كأحد الحلول السريعة لإنهاء تلك الأزمة.
وأكد مصدر في هيئة «أشغال » لـ الراية إن سبب التأخير في إنجاز الجسر يعود لمواجهة بعض العراقيل الخاصة بالموافقات على الإغلاق المروري في منطقة العمل، فضلاً عن تأخر استلام الشركة المنفذة للموقع، ووجود عراقيل أخرى ساهمت في تأخر المشروع.
وأشارت إلى إنجاز 80% من المشروع وتواصل العمل لإنجازه بالكامل خلال شهر.
وأكّد عدد من المواطنين لـ الراية أن التأخير ضاعف من مشكلة الزحام في كافة الاتجاهات من وإلى طريق الصناعية وحتى طريق مسيمير خاصة مع بدء العام الدراسي الجديد وكان من المفترض تسليم المشروع في منتصف أغسطس الماضي.
وأشاروا إلى أن الجسر المعدني يأتي كحل مؤقت لحين الانتهاء من أعمال تنفيذ مشروع تطوير وتوسعة الدائري الخامس وإلغاء الدوارات الموجودة حاليًا وبالتالي كان من المفترض تنفيذه والانتهاء منه في فترة أقل بكثير حتى من المدة الزمنية المقررة له نظرًا لأنه مجرد شدات معدنية يتم تركيبها بطريقة جاهزة ومعدة مسبقًا.
كما أبدى المواطنون استياءهم من كون الجسر يشمل مسارًا واحدًا للسيارات وهو ما يعني أن تعطل أي مركبة أو انحرافها أو حتى وقوع حادث سيبب أزمة كبيرة فوق الجسر وتعطل حركة السير أسفله وهو ما يتطلب أن يكون هناك مواقف للطوارئ أعلى الجسر حتى يمكن أن يكون هناك تسيير لحركة المرور في حالة الطوارئ.
يقول حسن العمادي: تأخر المشروعات أصبح أحد أهم سمات مشروعات أشغال ولكن أكثر المشروعات لا يشعر المواطن بها إن كانت تأخرت أم لا لأنها قد لا تتعلق مباشرة بحياته اليومية أما مشروعات الطرق فإن المواطنين يراقبونها عن كثب ويتحسسون أي معلومات عنها خاصة إذا كانت في طريق يستخدمه ويتأثر بهذا المشروع وهو ما ينطبق حرفيًا على مشروع الجسر المعدني فوق دار خميس العبيدلي الذي نعلم أنه كان من المفترض أن يتم تسليمه نهاية أغسطس الماضي على أقصى تقدير مع أن اللوحة الإعلامية للمشروع التي كانت موجودة في البداية ولم نعد نراها الآن تؤكد أن موعد التسليم 15 أغسطس 2014 ولكن مرّ أكثر من شهر وحتى الآن لم يكتمل المشروع ومن الأعمال التي نراها يوميًا ذهابًا وإيابًا نجد أن المشروع أمامه ما لايقل عن ثلاثة أشهر إذا بقي العمل به على نفس الوتيرة المعمول بها حاليًا
وأضاف: المنطقة أصلًا تعاني من اختناق مروري من قبل وزحام يبدأ من دوار الكهرباء بالثمامة حتى دوار العبيدلي وكذلك شارع روضة الخيل الواصل ما بين الدائري الثالث ودوار العبيدلي مرورًا بشارع مسيمير إلى المنطقة الصناعية ثم المتجه من دوار العبيدلي إلى نعيجة والعكس كل هذه الشوارع تشهد زحامًا شديدًا في الصباح ووقت الذروة وتقريبًا في معظم الأوقات نظرًا للأعمال التي تجري في الجسر الحديدي أعلى الدوار والذي يربط الثمامة بطريق مسيمير- الصناعية خاصة أن الشاحنات الثقيلة والسيارات وباصات العمال تسلك الدوار في طريقها إلى الصناعية صباحًا ومساءً ومع انطلاق الدراسة باتت الأزمة المرورية والزحام في المنطقة أكثر حدة واختناقًا ما قد يتسبب في تأخر الطلاب والموظفين عن دوامهم.
ومن جانبه أكد المهندس علي العمادي: من المعروف أن الجسور المعدنية هي جسور جاهزة للتركيب فهي تصنع في ورش الشدات المعدنية ثم تنقل على الشاحنات الى مكان تركيبها ويبقى لها فقط الأعمال الخرسانية والطبقة الإسفلتية فقط وغيرها من الأعمال التي لن تتجاوز على أقصى تقدير الشهرين في حالة مثل حالة جسر العبيدلي.
وأكد أنه كان من المفترض أن يكون هذا الجسر مسارين لاستيعاب حركة سير السيارات وزيادتها المطردة يومًا بعد يوم وأن يكون دائمًا وليس مؤقتًا لأن تكلفة إنشائه ليست قليلة وبالتالي كان يجب تحقيق أقصى استفادة منه.
لافتًا إلى أن وجود مسار واحد قد يسبب أزمات كثيرة في المستقبل نتيجة الحوادث أو تعطل السيارات في قمة الجسر أو أي حالات طارئة لاقدر الله ومهما كان هناك موقف طوارئ فإنه لن يحل الأزمة سريعًا وسيترتب عليها مزيد من الاختناقات المرورية.
وأضاف: تمتد طوابيرالسيارات حاليًا لمسافات طويلة تبدأ من دوار الكهرباء بالثمامة وحتى دوار العبيدلي لأن جميع السيارات التي تقصد الصناعية تمر من هذا الدوار في اتجاه اليسار مرورًا بطريق مسيمير وصولًا للمنطقة الصناعية وأغلب هذه السيارات من الشاحنات والمعدات الثقيلة والباصات الكبيرة لذلك نتمنى سرعة الانتهاء من الجسر للقضاء على الزحام الموجود بالمنطقة في أسرع وقت وكفى هيئة الأشغال العامة تراخيًا في محاسبة ومساءلة الشركات المنفذة لتلك المشروعات وإن كانت تفعل فلم لا تعلن على الرأي العام الإجراءات التي اتخذتها حيال المقاولين المخالفين ليعلم المواطنون أن هناك جهات تنفعل للمصلحة العامة وتحاسب المقصرين.
من ناحيته أكد مصدر مسؤول في هيئة الأشغال العامة" أشغال"أن نسبة الإنجاز بمشروع الجسر الحديدي المؤقت بالدائري الخامس بلغت حتى الآن80 % وجارٍ العمل على قدم وساق للانتهاء من كافة أعمال المشروع ليكون جاهزًا للعمل في خلال شهر من الآن، مشيرًا إلى أن الشركة واجهت بعض العراقيل فيما يتعلق بتسليم الموقع في بداية عملها تتعلق معظمها بالموافقات على الإغلاق المروري في منطقة العمل وغيرها من الأمور التي ساهمت في تأخر تنفيذ المشروع بعض الشيء.
وأكد أن إنشاء الجسر يمثل حلًا مؤقتًا سيسهم في تقليص الازدحام المروري في هذه المنطقة لحين اكتمال مشروع طريق الدائري الخامس بمنطقة جنوب الدوحة على مستوى دوار خميس العبيدلي الذي يربط بين الطريق الدائري الخامس وشارع المنتزه والذي بدأت أشغال العمل به بداية العام الحالي.
وقال المصدر: إن مشروع تطوير الدائري الخامس هو عبارة عن إنشاء طريق بطول 12 كم يضم جسرًا حديديًا مؤقتًا يمتد على طول 240 مترًا وتبلغ التكلفة الإجمالية للجسر حوالي 35 مليون ريال قطري ويربط الجسر الحديدي المؤقت بين حركة المرور المتجهة غربًا على مستوى الطريق الدائري الخامس وحركة المرور المتجهة جنوبًا على مستوى شارع المنتزه وسيتيح حركة الدوران باتجاه اليسار من الطريق الدائري الخامس - غرب طريق المطار - نحو المنتزه - غرب طريق شرق الصناعية، مشيرًا إلى أنه سيتم إزاله الجسر بالكامل بمجرد الانتهاء من إنشاء تقاطع رئيسي متعدد المستويات ضمن مشروع تطوير الطريق الدائري الخامس.
ويتضمن مشروع طريق الدائري الخامس أيضًا تطوير الطريق ابتداء من التقاطع مع شارع المنتزه ووصولًا إلى التقاطع مع شارع المطار (تقاطع أحمد آل أحمد).
ويحتوي تصميم المشروع على عدد من الطرق الجديدة وسيتم خلاله تطوير الطرق الموجودة بطول إجمالي يصل إلى حوالي 12 كيلومترًا من الطرق المزدوجة.
ويتألف مشروع طريق الدائري الخامس الذي سيبدأ العمل فيه خلال العام القادم وإنجازه خلال النصف الأول من عام 2019 من 3 إلى 4 مسارات بحسب احتياجات الحركة المرورية مع كتف للطريق على جانبي الجزيرة الوسطى إضافة إلى مختلف التقاطعات والمعابر والتفرعات والطرق الجانبية ومسارات المشاة والدراجات المرتبطة به.
يذكر أن المشروع يندرج في إطار برنامج الطرق السريعة الذي تنفذه هيئة الأشغال العامة بهدف توفير شبكة طرق عالية الكفاءة يقدر طولها بأكثر من 980 كيلومترًا وتتضمن أكثر من 10 آلاف كيلومتر من المسارات وأكثر من 240 تقاطعًا جديدًا وبنية تحتية متكاملة لخدمة مدينة الدوحة والمدن الرئيسية والمناطق الخارجية في جميع أنحاء الدولة.
ويهدف البرنامج بالإضافة لذلك إلى تحسين وتطوير الطرق القائمة في القرى والمناطق الداخلية للدولة على غرار طريق الزبارة وطريق الخور الموازي وطرق الجميلية، العطورية والشيحانية وغيرها من الطرق الأخرى.
