ال تعالى: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل
فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة
الأنعام}. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذكر الله. فالمقصود
من تشريع الحج والعمرة أن يحضروا منافع لهم أي يحصلوها وإقامة ذكر الله عز
وجل في تلك البقاع التي عظمها سبحانه وشرفها وجعل زيارتها على الوجه الذي
شرعه من تعظيم حرماته وشعائر دينه، وذلك خير لصاحبه في العاجلة والآجلة،
وأمارة على تقوى القلوب، التي - جعل الله لأهلها البشرى في الحياة الدنيا
وفي الآخرة وذلك من أعظم المنافع. روى الإمام أحمد في مسنده وابن
ماجة حديث جابر- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة
في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. وفي الصحيحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في
سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور. متفق عليه. وروى البخاري
عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:قلت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل
أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل من الجهاد حج مبرور. وفي الصحيحين عن
أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. والمعنى: غفرت ذنوبه فلم يبق
عليه منها شيء. وفيهما عنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور
ليس له جزاء إلا الجنة. وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من
النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد
هؤلاء أخرجه مسلم بهذا اللفظ. وفي الصحيحين عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة. وعند
الترمذي وصححه عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب
كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة جزاء إلا
الجنة. ومن أحاديث الجامع الصغير للسيوطي وزياداته للنبهاني، والتي صححها الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله تعالى-: قوله
صلى الله عليه وسلم: من طاف بهذا البيت أسبوعا - يعني سبعا- فأحصاه كان
كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له
بها حسنة. قوله صلى الله عليه وسلم: ما أهل يعني لبى مهل ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة. وقوله
صلى الله عليه وسلم: ما ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له
بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع له درجة. وهذا يدل على فضل السفر إلى
الحج والعمرة. وقوله صلى الله عليه وسلم: الحجاج والعمار وفد الله،
دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم. وفي ذلك تنبيه على ما لهم عند الله من
الضيافة وإجابة الدعاء. وقوله صلى الله عليه وسلم: أما خروجك من
بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها
حسنة، ويمحو عنك بها سيئه. وأما وقوفك بعرفة، فإن الله عز وجل ينزل إلى
السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا
من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو
كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا
غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور، وأما حلقك شعرك فإن لك بكل
شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت ذنوبك كيوم ولدتك أمك. فكل هذه الفضائل من المنافع العظيمة التي يحصلها الحجاج بحجهم إلى بيت الله الحرام. ومن
المنافع العظيمة: أن الحج اجتماع عام للمسلمين يلتقون فيه من شتى أقطار
الأرض، يكون من أسباب جمع كلمتهم ووحدة صفهم، وإصلاح ذات بينهم، وتقوية
أواصر المودة والإخاء فيما بينهم، مع ما يحصل فيه من التفقه في الدين
والتعاون على مصالح الدنيا، وقيام كل شخص وطائفة بما يجب عليه نحو إخوانه
مع الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمغروف، والنهي عن المنكر، والتواصي
بالحق والصبر والمرحمة، والتفاهم في القضايا المهمة والحوادث المستجدة
وتحصيل ما رتب الله على القيام بهذه الطاعات من الأجور العظيمة. ومن
المنافع الدنيوية: ما يصيبونه من لحوم الهدي من البدن وغيرها- مع عبوديتهم
لله فيها بذكر اسمه عليها -، فيأكلون ويهدون ويتصدقون، قال تعالى: لكم
فيها منافع إلى أجل مسمى. ومن المنافع الدنيوية أيضا: ما يحصل لمن
اتجر في الحج من الأرباح- غالبا - وزيادة الفضل من الله تعالى، وقد اتفق
علماء التفسير على أن معنى قوله تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من
ربكم. أنه ليس على الحاج حرج ولا إثم إذا ابتغى فضل الله - خلال موسم
الحج- بالتجارة والكرى- أي الإجارة- ما دام ذلك لا يشغله عن شيء من نسكه،
ولا يعرضه ذلك إلى الوقوع في شيء مما يخل بالحج، من الرفث والفسوق والجدال
ونحو ذلك.
فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة
الأنعام}. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذكر الله. فالمقصود
من تشريع الحج والعمرة أن يحضروا منافع لهم أي يحصلوها وإقامة ذكر الله عز
وجل في تلك البقاع التي عظمها سبحانه وشرفها وجعل زيارتها على الوجه الذي
شرعه من تعظيم حرماته وشعائر دينه، وذلك خير لصاحبه في العاجلة والآجلة،
وأمارة على تقوى القلوب، التي - جعل الله لأهلها البشرى في الحياة الدنيا
وفي الآخرة وذلك من أعظم المنافع. روى الإمام أحمد في مسنده وابن
ماجة حديث جابر- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة
في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. وفي الصحيحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في
سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور. متفق عليه. وروى البخاري
عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:قلت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل
أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل من الجهاد حج مبرور. وفي الصحيحين عن
أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. والمعنى: غفرت ذنوبه فلم يبق
عليه منها شيء. وفيهما عنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور
ليس له جزاء إلا الجنة. وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من
النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد
هؤلاء أخرجه مسلم بهذا اللفظ. وفي الصحيحين عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة. وعند
الترمذي وصححه عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب
كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة جزاء إلا
الجنة. ومن أحاديث الجامع الصغير للسيوطي وزياداته للنبهاني، والتي صححها الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله تعالى-: قوله
صلى الله عليه وسلم: من طاف بهذا البيت أسبوعا - يعني سبعا- فأحصاه كان
كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له
بها حسنة. قوله صلى الله عليه وسلم: ما أهل يعني لبى مهل ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة. وقوله
صلى الله عليه وسلم: ما ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له
بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع له درجة. وهذا يدل على فضل السفر إلى
الحج والعمرة. وقوله صلى الله عليه وسلم: الحجاج والعمار وفد الله،
دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم. وفي ذلك تنبيه على ما لهم عند الله من
الضيافة وإجابة الدعاء. وقوله صلى الله عليه وسلم: أما خروجك من
بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها
حسنة، ويمحو عنك بها سيئه. وأما وقوفك بعرفة، فإن الله عز وجل ينزل إلى
السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا
من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو
كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا
غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور، وأما حلقك شعرك فإن لك بكل
شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت ذنوبك كيوم ولدتك أمك. فكل هذه الفضائل من المنافع العظيمة التي يحصلها الحجاج بحجهم إلى بيت الله الحرام. ومن
المنافع العظيمة: أن الحج اجتماع عام للمسلمين يلتقون فيه من شتى أقطار
الأرض، يكون من أسباب جمع كلمتهم ووحدة صفهم، وإصلاح ذات بينهم، وتقوية
أواصر المودة والإخاء فيما بينهم، مع ما يحصل فيه من التفقه في الدين
والتعاون على مصالح الدنيا، وقيام كل شخص وطائفة بما يجب عليه نحو إخوانه
مع الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمغروف، والنهي عن المنكر، والتواصي
بالحق والصبر والمرحمة، والتفاهم في القضايا المهمة والحوادث المستجدة
وتحصيل ما رتب الله على القيام بهذه الطاعات من الأجور العظيمة. ومن
المنافع الدنيوية: ما يصيبونه من لحوم الهدي من البدن وغيرها- مع عبوديتهم
لله فيها بذكر اسمه عليها -، فيأكلون ويهدون ويتصدقون، قال تعالى: لكم
فيها منافع إلى أجل مسمى. ومن المنافع الدنيوية أيضا: ما يحصل لمن
اتجر في الحج من الأرباح- غالبا - وزيادة الفضل من الله تعالى، وقد اتفق
علماء التفسير على أن معنى قوله تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من
ربكم. أنه ليس على الحاج حرج ولا إثم إذا ابتغى فضل الله - خلال موسم
الحج- بالتجارة والكرى- أي الإجارة- ما دام ذلك لا يشغله عن شيء من نسكه،
ولا يعرضه ذلك إلى الوقوع في شيء مما يخل بالحج، من الرفث والفسوق والجدال
ونحو ذلك.