علينا أن لا ننساق وراء كل فكر وبدعة لا تنتمى للأسلام وما أمر به الله. وقد ظهر فى الأونة الأخيرة باحث على درجة علمية من خارج بلاد العرب والمسلمين يدعى بأن تكرار لفظ الله لفترة معينة يعالج حالات شديدة من الأكتئاب والقلق والتوتر وأعتمد فى تفسيره أن النطق بلفظ الله له مميزات معينة منها أن حرف الألف يخرج من منطقة بداية التنفس وهى التى ترتفع عن منطقة الصدر وهذا ينعكس على انتظام عملية التنفس . كما ان حرف اللام يؤدى الى سكون لحظى وارتياح نتيجة وضع اللسان وملامسته للفك العلوى أما حرف الهاء والذى يخرج بقوة نسبية عن باقى حروف لفظ الجلاله فأنه يؤدى الى الربط بين عصب ومركز الجهاز التنفسى والقلب ونتيجة لذلك يكون هناك انتظام لضربات القلب . عزيز القارئ قد يكون هذا صحيح لكن أن يصلك المفهوم مجردا و بشكل نظرى بعيدا عن الأيمان بالله فهنا الخطر لأن المسلم سوف يتحول الى ببغاء يردد لفظ الجلاله بدون الأحساس بعظمته وطمعا فى الشفاء من حالات معينة لا طمعا فى حب الله وأطمئنان قلبة بذكر الله كما قال سبحانة (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ولو لاحظنا ان الأية الكريمة تقول (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ ) والذكر يأتى بمعنى التدبر والتأمل والتفكير الذى يأخذ المؤمن الى الأستشعار بعظمة الله ذاته فيقوى لديه الوازع الأيمانى بالله وقدرةسبحانةالتى تقهر كل مرض وليس الأكتئاب والقلق والتوتر فقط . ويكفيك ان تذكر الله خالصا مرة واحده من قلبك لكى يستجيب الله لك وتنال رحمته ورضاه . أما تهميش لفظ الجلاله فى ترديده بدون وعى ولا تدبر فأن المؤمن يتشبه فى هذة الجزئية بالكافر الذى يردد أسم الله كالبغبغاء وكل غايته وهدفه هو الشفاء من حالات نفسية لا تصيب فى الأساس المؤمنين لأنهم يعلمون بأنه لن يصيبهم الا ما كتب الله لهم . كما قال سبحانه :« قُلْ لَن يُصيبَنَا الّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَولَانَا وَ عَلَى اللََّهِ فلْيَتَوَكَّلِ المُؤمنونْ» صدق الله العظيم . وللأسف تنتشر فى بعض الطرق الأسلامية من يعتقدون ان التقرب لله عبارة عن ترديد لفظ الجلاله بشكل هستيرى قد تصل الى الأغماء من الأجهاد وليس من التقوى وخشية الله سبحانه فهى بدعة تضر ولا تنفع . فعندما اخبرنا الله ببعض أسمائه الحسنى كى ندعوه بها ونستشعر معناها كما قال تعالى (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . كما ان لفظ الجلاله ابسط من ذلك بكثير فمن أعجازه انك أذا حذفت أى حرف منه فلا يتغير معناه نهائيا . فمثلا لو حذفنا حرف الألف فيصبح الفظ ( لله ) وهو يحمل المعنى نفسه كما جاء فى قوله تعالى ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ )) واذا حذفنا حرف اللام الأولى سيصبح اللفظ ( إله ) وهو يحمل نفس معنى الفظ الأصلى كما جاء فى قوله (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) واذا حذفت الألف واللام فسيصبح اللفظ ( له ) وهو يحمل المعنى نفسه كما فى قوله تعالى ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ) وأذا حذفنا كلا من حرف الألف وحرف اللام الأولى وحرف اللام الثانية ولم يتبقى غير حرف الهاء (هـُ ) فهى تحمل نفس المعنى للفظ الأصلى كما فى قوله تعالى ((اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)) وذلك لأن الله رحيم بالمؤمنين فمنهم شديد المرض و لا يستطيع ان ينطق بلفظ الله كامل ويكفى أن ينطق بحرف واحد منها وحتى أن لم يستطع ان يقول حرف واحد فيكفيه أن يذكر الله فى نفسه فأنه هو السميع العليم. أخى القارئ يجب عليك أن تعلم بأن لفظ الله لا ينفع ولا يضر وأنما النافع والضار والشافى والرازق هو الله ذاته جل شأنه كما قال تعالى (﴿إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون﴾) صدق الله العظيم
اشكـــــــــــركم
مع تحياتى / يحيى حسن حسانين