ربي اشتدى بي البلاء وعظمت مصيبتي .. لااقوى حملها ..ربي اعني ربي يسر لي امرئ ربي افرج كربتي ..
ربي اني راضى بقضاءك .. ومؤمن بقدرك
فكشف عني كربتي ..
غالبا ندعو هكذا .. وليس لدينا شئ نقوله لربنا يعيننا .. اي بمعنى لايوجد لدينا خبيئه صالحه كانت في الرخا لتسندني في الشده ..
كم ممن يقرء الآن قال انا لي خبيئه بيني وبين الله تسندني وتعينني .. اتركه لكم
الخبيئه
هي العبادة في السر والطاعة في الخفاء حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد
غير الله سبحانه فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده غير عابىء بنظر الناس
إليك وغير منتظر لأجر منهم مهما قل أو كثر ..
وهذا العمل لايقدر عليه المنافقون لانهم تعودوا ان تكون اعمالهم على نظر الناس..
فلا يقدره الاالصدقون المؤمنون الذين يرجون ماعند الله
النبي صلى الله عليه وسلم ينصح بخبيئة صالحة ..
* قال رسول الله :(من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل)(1)
واذاانتشرت
اعمال السر بين الناس عم الخير والبركه سواء الاعمال العلنيه او السريه
مانشهد اليوم للاسف من صراعات ناتج عن ذلك الشح في كل العملين..
للاسف لنا اعمال سيئه في السر نخشى من الناس الاطلاع عليها ولانخشى الله ولانستحى..
فلما لاتكون لنا اعمال صالحه ايضا في السر
فقدكان العلماء يربون على عمل السر ...
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".
والزبير
رضي الله عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه وهو المعادلة بين الأفعال رجاء
المغفرة؛ فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر.. فأولى له أن يكون له عمل صالح
يفعله في السر أيضًا لعله أن يغفر له الآخر.
فهي
طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السر عمليًا.. فبالإكثار من صدقة السر يُعَود
الإنسان نفسه على أعمال السر ويتشربها قلبه وتركن إليها نفسه, وقد ذكر أهل
العلم بعضًا من الفضائل في صدقة السر منها:أن صدقة السر أستر على الآخذ
وأبقى لمروءته وصونه عن الخروج عن التعفف , ومنها أنها أسلم لقلوب الناس
وألسنتهم؛ فإنهم ربما يحسدون أو ينكرون عليه أخذه ويظنون أنه أخذ مع
الاستغناء , ومنها أنها أقرب إلى الأدب في العطاء.
والاعمال كثيره لاتقصر على الصدقه ودفع المال فقد تكون بصيام نافله او صلاه ليل ...الخ
عوامل معينة على الخبيئة الصالحة :
أ
- تدبر معاني الإخلاص: فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتذكير النفس به
دائمًا هي الدافع الأول على عمل السر.. ذلك إن الباعث على عمل السر هو أن
يكون العمل لله وحده وأن يكون بعيدًا عن رؤية الناس..فعلى المربين تطبيق
معاني الإخلاص في أمثال ذلك السلوك الخفي أثناء تدريسه للناس.. وحثهم على
عمل السر من منطلق الإخلاص لله سبحانه...
ب
- استواء ذم الناس ومدحهم: وهو معنى لو تربى عليه المرء لأعانه على عمل
السر.. إذ إنه لا تمثل عنده رؤية الناس شيئًا, سواء مدحوه لفعله أو ذموه
له.. لأن مبتغاه رضا ربه سبحانه وليس رضا الناس.. وقد سبق أن بعض العلماء
كان يُعلم تلاميذه فيقول لهم: اجعلوا الناس من حولكم كأنهم موتى...
جـ
- تقوية مفهوم كمال العمل: وأقصد بذلك أن يتعلم المسلم أنه يجب أن يسعى
إلى أن يكتمل عمله وتكمل كل جوانبه ليحسن ويقبل.. وإن العمل الذي لا يراه
الناس يُرجى فيه الكمال أكثر مما يرجى في غيره.. فينبغي الاهتمام به
أكثر...
د - صدقة السر: قال تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} [البقرة: 271].
اخيرا ..
لنسعى جميعا الى القرب من الله وعمل كل مايرضيه
..
سبحان الله وبحمده لااله الا الله استغفره واتوب اليه