عندما
انتقل أخي الصغير إلى الصف الرابع من المرحلة الابتدائية وبدأ بدراسة مقرر
الاجتماعيات وهي المادة التي تحوي معلومات عن جغرافية وحدود واقتصاديات
العالم العربي وعدد دوله وجامعته الموقرة وأهدافها ونشأتها .
كان يحمل لي سؤالاً جديداً كل يوم . إما عن نهر أو عن شكل خريطة أو عن
تفاصيل أسماء بعض المناطق ، ولم يكن ليطرأ شيء جديد على هذه العادة
الطفولية الأزلية ، لولا أن باغتني بهذا السؤال في أحد الأيام – ماهي جنسية
الرسول ( صلى الله عليه وسلم )؟
صدمت ثم تمالكت نفسي ووجهت له سؤال دون أن أنظر إلى وجهه مباشرة وتصنعت
اللامبالاة قليلاً ريثما أجمع أفكاري وأحضر الإجابة وأنمق الكلمات ، ثم قلت
: ماذا تعتقد ؟
إن صديقي يقول أن جنسيته سعودي ! لإنه ولد هناك !!! ولكن أنا أعتقد أنه
فلسطيني لإنه كان فقير وتخلى عنه أهله وحاربه الجميع وقد ذهب إلى المسجد
الأقصى في رحلة الاسراء والمعراج كما قالت المعلمة .
بصراحة لقد تفاجئت بالسؤال وفاجئني أكثر أن الموضوع تمت مناقشته بين
الأولاد ! وقرروا في قمتهم المصغرة جنسية الرسول – صلى الله عليه وسلم – !
ولم ينتبهوا أن الدنيا كلها لها الشرف بالانتساب إلى الصادق الأمين وليس
العكس .
لا أعتب عليهم ولا على قرارتهم فمازال دماغهم الصغير قيد التحديث وفضولهم
المعتاد علامة صحة ودليل ذكاء ، احترت بالبداية كيف أبدأ شرحي لهذا الموضوع
وكيف أقول له أن النبي عربي هاشمي قرشي ، كيف أستطيع أن أبسط الموضوع لأخي
الصغير وانتقل له عبر حقب التاريخ عندما كانت الصحراء أرض العرب من شمالها
إلى جنوبها ، ومن شرقها لغربها لاحدود ولامعابر لاوثائق ولاجوازات إلا حرف
الضاد الذي كان تأشيرة العبور لأي بقعة عربية .
كيف أفسر له بلفور فالاحتلا ل والانتداب ثم التقسيم فالاقتسام فالاستقلال ،
ماذا أقول له وهو يعرف بأنه فلسطيني لا يستطيع دخول فلسطين لإن دولة عربية
يحمل جوازها ذو الدرجة العاشرة تهدده بسحب المواطنة وأمه تحمل ثلاث وثائق
سفر أخرى !! لقد نجح التقسيم في تقسيم عقولنا وتغيير انتمائنا وزرع الحدود
في مشاعرنا . استحضرني قول البارودي :
انتقل أخي الصغير إلى الصف الرابع من المرحلة الابتدائية وبدأ بدراسة مقرر
الاجتماعيات وهي المادة التي تحوي معلومات عن جغرافية وحدود واقتصاديات
العالم العربي وعدد دوله وجامعته الموقرة وأهدافها ونشأتها .
كان يحمل لي سؤالاً جديداً كل يوم . إما عن نهر أو عن شكل خريطة أو عن
تفاصيل أسماء بعض المناطق ، ولم يكن ليطرأ شيء جديد على هذه العادة
الطفولية الأزلية ، لولا أن باغتني بهذا السؤال في أحد الأيام – ماهي جنسية
الرسول ( صلى الله عليه وسلم )؟
صدمت ثم تمالكت نفسي ووجهت له سؤال دون أن أنظر إلى وجهه مباشرة وتصنعت
اللامبالاة قليلاً ريثما أجمع أفكاري وأحضر الإجابة وأنمق الكلمات ، ثم قلت
: ماذا تعتقد ؟
إن صديقي يقول أن جنسيته سعودي ! لإنه ولد هناك !!! ولكن أنا أعتقد أنه
فلسطيني لإنه كان فقير وتخلى عنه أهله وحاربه الجميع وقد ذهب إلى المسجد
الأقصى في رحلة الاسراء والمعراج كما قالت المعلمة .
بصراحة لقد تفاجئت بالسؤال وفاجئني أكثر أن الموضوع تمت مناقشته بين
الأولاد ! وقرروا في قمتهم المصغرة جنسية الرسول – صلى الله عليه وسلم – !
ولم ينتبهوا أن الدنيا كلها لها الشرف بالانتساب إلى الصادق الأمين وليس
العكس .
لا أعتب عليهم ولا على قرارتهم فمازال دماغهم الصغير قيد التحديث وفضولهم
المعتاد علامة صحة ودليل ذكاء ، احترت بالبداية كيف أبدأ شرحي لهذا الموضوع
وكيف أقول له أن النبي عربي هاشمي قرشي ، كيف أستطيع أن أبسط الموضوع لأخي
الصغير وانتقل له عبر حقب التاريخ عندما كانت الصحراء أرض العرب من شمالها
إلى جنوبها ، ومن شرقها لغربها لاحدود ولامعابر لاوثائق ولاجوازات إلا حرف
الضاد الذي كان تأشيرة العبور لأي بقعة عربية .
كيف أفسر له بلفور فالاحتلا ل والانتداب ثم التقسيم فالاقتسام فالاستقلال ،
ماذا أقول له وهو يعرف بأنه فلسطيني لا يستطيع دخول فلسطين لإن دولة عربية
يحمل جوازها ذو الدرجة العاشرة تهدده بسحب المواطنة وأمه تحمل ثلاث وثائق
سفر أخرى !! لقد نجح التقسيم في تقسيم عقولنا وتغيير انتمائنا وزرع الحدود
في مشاعرنا . استحضرني قول البارودي :
بلادُ العُربِ أوطاني **** منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ **** إلى مِصـرَ فتطوانِ
لسان الضَّادِ يجمعُنا **** بغـسَّانٍ وعـدنانِ
أجبت أخي الصغير وقلت له منذ زمن طويل كنا ننتسب إلى
جنسية واحدة حدودها من الأندلس إلى اليمن إلى أفريقيا إلى حدود الصين هي
الإسلام وهي الجنسية التي أتى بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
وعندما تخلينا عنها أصبحنا بلا جنسية.
جنسية واحدة حدودها من الأندلس إلى اليمن إلى أفريقيا إلى حدود الصين هي
الإسلام وهي الجنسية التي أتى بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
وعندما تخلينا عنها أصبحنا بلا جنسية.