تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
هي الجمهورية الجزائرية
الديموقراطية الشعبية، إحدى الدول الأفريقية، استطاع الاستعمار الفرنسي فرض
سطوته على الجزائر لعدد كبير من السنوات تقدر بحوالي 130 سنة عاني فيهم
الشعب الجزائري من الاستبداد والظلم والقهر من القوات المحتلة، ولكنه تمكن
في النهاية من الإفلات من بين براثن الاستعمار في الخامس من يوليو عام
1962م، بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح وقصص عديدة من البطولات وكان
أبطالها هم أفراد الشعب الجزائري، فضحت هذه الدولة في سبيل الحرية بحوالي
مليون ونصف شهيد في خلال سنوات الاستعمار القاسية.
يوجد بالجزائر العديد من
الثروات الطبيعية مثل النفط، الغاز الطبيعي، الحديد، الفوسفات اليورانيوم،
والرصاص وغيرها، وتعرف العاصمة الجزائرية " الجزائر" كعاصمة اقتصادية
وثقافية وصناعية ويتركز بها العديد من المعالم الأثرية والسياحية وتعرف
العاصمة الجزائرية بعدد من الأسماء منها البهجة ، والجزائر البيضاء ، جزائر بني
مزغنة.
تقع الجزائر بشمال القارة الأفريقية، ويمتد الساحل
الشرقي لها على البحر الأبيض المتوسط، وتشترك في حدودها مع العديد من الدول
الأفريقية الأخرى فيحده من الشمال الشرقي تونس، ومن الشرق ليبيا، ومن
الجنوب كل من النيجر، مالي، موريتانيا، بينما تشترك مع حدودها الغربية مع
المغرب.
المساحة: تبلغ مساحة الجزائر 2.381.740 كم2.
عدد السكان: ويبلغ عدد السكان 33.333.216
نسمة.
العاصمة: الجزائر
اللغة: اللغة الرسمية هي اللغة العربية بالإضافة للغة الفرنسية
وبعض اللهجات البربرية.
العملة: الدينار الجزائري
الديانة: الديانة الرسمية للبلاد هي الإسلام كما يوجد مسيحين ويهود.
تنقسم الجزائر إلى أربعة أقاليم طبيعية رئيسة تمتد من
الشرق إلي الغرب بشكل متوازي الإقليم الأول هو إقليم الساحل والذي يمتد على
شكل شريط ضيق بمحاذاة الساحل وتتكون أراضي هذا الإقليم من سلاسل صخرية
عالية والشواطئ الرملية وعدد من الخلجان.
الإقليم الثاني هو إقليم التل
ويتكون من عدد من السهول الساحلية المنخفضة، والسهول الداخلية المرتفعة،
وتنحصر هذه السهول بين المرتفعات الجبلية وتوجد معظم الأراضي الصالحة
للزراعة في منطقة الوديان الوفيرة الموجودة في هذه المنطقة، الإقليم الثالث
هو إقليم الهضاب العليا وينحصر بين سلسلتين جبليتين متوازيتين هما أطلس
التل شمالاً وأطلس الصحراوي جنوباً ويتخلل هذا الإقليم منخفضات تتجمع فيها
مياه الأمطار على شكل بحيرات ضحلة تتحول بمجرد جفافها إلى مسطحات ملحية.
يأتي بعد ذلك إقليم المرتفعات
الأطلسية والذي يشكل حدا بين شمالي الجزائر وجنوبيها وتتخللها ممرات ودروب
طبيعية، وتعد جبال الأوراوس من أعلى الارتفاعات في هذا الإقليم، يأتي بعد
ذلك إقليم الصحراء والذي يشكل أكبر مساحة في الأراضي الجزائرية حيث يحتل
حوالي 90% من الأراضي الجزائرية وتقع في الشمال الشرقي منه منطقة منخفضة
تتجمع فيها أهم الواحات ثم منطقة الكثبان الرملية والتي تتمثل في العرق
الشرقي الكبير والعرق الغربي الكبير، ثم منطقة الهضاب، ويوجد في الجنوب
مرتفعات الأحجار، وتعد قمة جبل تاهات من أعلى القمم الجبلية الموجودة
بالجزائر، ويعد نهر " الشليف " هو النهر الرئيسي في البلاد والذي ينبع من
أطلس التل متدفقاً نحو البحر المتوسط .
يسود منطقة التل في الشمال مناخ البحر المتوسط فهو
دافيء جاف صيفا معتدل ممطر شتاءً وتعتبر هذه المنطقة من أكثر مناطق الجزائر
رطوبة حيث يبلغ معدل سقوط الأمطار ما بين 400 إلى 1000مم، وتتراوح درجات
الحرارة ما بين 25 درجة مئوية في الصيف و11.1 درجة مئوية في الشتاء، وخلال
الصيف تهب الرياح الممتدة الحارة والجافة المسماه بـ (السيروكو) والتي تعرف
محليا باسم "الشهيلي" شمالاً من الصحراء، و كلما توغلنا جنوباً يزداد
المناخ جفافاً، ويبلغ معدل سقوط الأمطار في الهضبة العليا وصحراء أطلس نحو
200 إلى 400 مم، وتعتبر منطقة الصحراء من المناطق المتطرفة في درجات
الحرارة اليومية فضلاً عن الرياح والجفاف الشديد، و عموما لا يزيد معدل
سقوط الأمطار سنوياً عن 102 مم.
نظام الحكم جمهوري اشتراكي،
تتمثل السلطة التنفيذية في رئيس الدولة ورئيس الحكومة والحكومة ويتم انتخاب
رئيس الدولة بالاقتراع الشعبي المباشر لفترة رئاسية تمتد لخمس سنوات،
ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس الوزراء.
وتتكون السلطة التشريعية في
الجزائر من مجلسين المجلس الشعبي الوطني والذي ينتخب أعضاؤه بالاقتراع
الشعبي المباشر، ومدة خدمتهم خمس سنوات، ومجلس العشائر والذي يقوم رئيس
الجمهورية بتعيين ثلث أعضاؤه وينتخب الآخرون بالاقتراع غير المباشر ومدة
عضويتهم ست سنوات ويتجدد نصف أعضاء المجلس كل ثلاث سنوات.
وتتمثل السلطة القضائية في
المحكمة العليا والتي تعد أعلى سلطة قضائية في الجزائر، ويبلغ عدد المحاكم
في الجزائر 48 محكمة موزعين على الولايات الجزائرية.
كما يوجد في الجزائر عدد من
الأحزاب السياسية نذكر منها الجبهة الوطنية الجزائرية، حزب التجمع
الديموقراطي الوطني، الجبهة الإسلامية للإنقاذ، الحزب الجمهوري التقدمي
وغيرها من الأحزاب.
خضعت الجزائر لأشكال عديدة من
الاحتلال فوقعت تحت الحكم العثماني في الفترة ما بين 1518 – 1830م وبعد
فترة الحكم العثماني هذه خضعت الجزائر لنوع أخر من الاستعمار ولكن هذه
المرة اشد قسوة وأكثر عنفاً حيث قامت القوات الفرنسية بغزوها وهاجر العديد
من الأوربيين والفرنسيين إليها، عملت فرنسا خلال فترة احتلالها للجزائر على
فرض النظام الفرنسي في كل شيء ففرضت اللغة الفرنسية وحاربت اللغة العربية
وعملت على غلق الكتاتيب والمساجد وتحويلها إلي كنائس، وجعلت اللغة الفرنسية
هي اللغة الأساسية في التعليم، وأعطت للجزائريين الجنسية الفرنسية
وألزمتهم بواجبات المواطن الفرنسي ففرضت عليهم الواجبات ولم تعطهم الحقوق،
فقامت بتجنيدهم في الخدمة العسكرية ودفعت بهم في الحروب المختلفة التي
خاضتها سواء في الحرب العالمية الأولى والثانية أو في الحروب الأخرى التي
خاضتها من أجل قمع انتفاضات الشعوب في المستعمرات الفرنسية.
تأثر الجزائريون كثيرا بالثقافة
الفرنسية نظراً لطول فترة الاحتلال والتي امتدت لأكثر من 130 عام، ولكن
على الرغم من هذا فلقد تمسك الجزائريون بهويتهم العربية ودينهم الإسلامي
وظلوا يعملوا جاهدين من أجل التخلص من الاستعمار الطاغي.
كان الفرنسيين يعملون على قهر
الشعب الجزائري وتشريده ومقابلة أي محاولة للثورة أو التمرد بأشكال قاسية
من العنف فعملت القوات الفرنسية على هدم المساجد ونهب الثروات ونزع ملكيات
الأراضي ومنحها للمهاجرين الأوربيين للاستفادة من خيراتها وغيرها العديد من
الوسائل القهرية التي تم ممارستها على الشعب الجزائري.
قدم الجزائريون في رحلة كفاحهم
ضد الاحتلال الفرنسي العديد من الأشكال البطولية وبدأت المقاومة مع بداية
الاحتلال نفسه أي منذ عام 1830م، وانقسمت المقاومة إلي مقاومة شعبية
ومقاومة رسمية، ثم جاءت بعد ذلك الحركة الوطنية الجزائرية والتي تزعمها المحامي أحمد بوضربة والصحفي الصادق
دندان ورجل المال الحاج عمار.
ظلت أوضاع الجزائريين تسير من
سيئ إلي أسوء فجند الآلاف من الشعب الجزائري في الجيش الفرنسي، وزادت أعداد
العاطلين عن العمل ولم يتبقى للشعب من الوظائف الإدارية سوى القليل، ولم
يتمكن معظم الشعب الجزائري من الحصول على حقهم في التعليم حيث كان لا يصل
سوى القليل منهم إلى المرحلة الثانوية، هذا بالإضافة لأشكال عديدة من القهر
والاعتقال والتعذيب وغيرها من الوسائل البشعة التي استخدمها المحتلون،
وكان يقابل كل هذا كافة أشكال المقاومة من الشعب الجزائري المناضل هذه
المقاومة التي شكلت في النهاية ثورة كبيرة بدأت في عام 1954م.
ففي أوائل عام 1954م تشكلت
اللجنة الثورية للاتحاد والعمل حيث تكونت من مجموعة من الشبان معظمهم كانوا
أعضاء في حركة الانتصار للحريات منهم أحمد بن بيلا، وحسين آيت، ومحمد
بوضياف وغيرهم، واتخذت اللجنة قرار الثورة على الاستعمار الفرنسي فكان
الأول من نوفمبر بداية للعديد من الهجمات التي شنها الوطنيون على العديد من
المراكز العسكرية في البلاد، ثم تكونت بعد ذلك جبهة التحرير الوطني
الجزائري وتعاظمت الثورة الجزائرية واشتدت حيث تمكنت من السيطرة على جزء
كبير من البلاد وذلك في عام 1956م، وفي عام 1958م تم تأسيس حكومة مؤقتة
للجمهورية الجزائرية برئاسة فرحات عباس ومن بعده يوسف بن خدة في عام 1961م.
وخلال كل هذا حاولت الحكومة
الفرنسية تحجيم الجزائر فقامت بعزلها عن جيرانها وضاعفت قواتها الموجودة في
البلاد، وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات إلا أن الثروة الجزائرية استمرت
وزادت في اشتعالها الأمر الذي أدي في النهاية إلي مناداة الرأي العام
الفرنسي نفسه بالجلاء عن الجزائر نتيجة للخسائر التي تكبدتها فرنسا من جراء
هذه الاحتلال، ومما دعم الثورة أيضاً والمنادة بالاستقلال إقرار الجمعية
العامة للأمم المتحدة توصية اللجنة السياسية القاضية بحق الجزائر في
الاستقلال وذلك في عام 1960م، كما أيد الاستقلال الرأي العالمي.
فكان التفاوض بين الطرفين الأمر
الذي أدي في النهاية إلي إعلان الاستقلال للجزائر في عام 1962م، وتم
اختيار أحمد بن بيلا أول رئيساً للجمهورية الجزائرية، وانضمت الجزائر بعد
ذلك إلي كل من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
حديقة الحامةتوجد
في الجزائر العديد من الأشكال السياحية والتي تتنوع ما بين السياحة
الصحراوية والساحلية والثقافية، وتعد الجزائر العاصمة هي المركز الثقافي
والاقتصادي في البلاد ومن أهم المدن الجزائرية والتي قام الفينيقيون
بتأسيسها في القرن الثالث ق.م، وقام الرومان بحكمها وأطلقوا عليها أسم
ايكوزيوم، وتعد مدينة الجزائر من اكبر المدن في البلاد ويتركز بها عدد كبير
من السكان وتعد واحدة من أجمل المدن الواقعة على ساحل البحر الأبيض
المتوسط فتتميز بجمالها الطبيعي بالإضافة لمعالمها الأثرية العديدة.
وتتعدد الأماكن السياحية بمدينة
الجزائر وتتنوع ما بين إسلامية وأوروبية، ومن المناطق القديمة منطقة
"القصبة" والتي تكتظ بالمساجد العديدة وتتميز بشوارعها الضيقة وقلعتها
الأثرية والتي تم بناؤها في القرن السادس عشر الميلادي، وتتميز منطقة
القصبة بتراثها المعماري التاريخي الهام والذي دفع منظمة اليونسكو لتسجيلها
ضمن التراث العالمي في عام 1992م ومن المعالم الشهيرة بمنطقة القصبة الحدائق، المرصد الفلكي، والمتحف
الوطني، ودار الكتب الوطنية وجامعة الجزائر والتي تم تأسيسها في عام 1909،
وفي القصبة كثير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الإسلامي
ومن أبرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة والذي يعد من المساجد
التاريخية الشهيرة، تم بناؤه في العصر التركي عام 1021م.
ومن المعالم الأخرى الموجودة
بمدينة الجزائر " نصب الشهيد" والذي يشرف على الميناء، كما توجد في مدينة
الجزائر مجمع " رياض الفتح" وهو مجمع تجاري وثقافي متكامل وشامل مبني تحت
الأرض ويضم العديد من المطاعم ودور السينما والأسواق بالإضافة لكونه يضم
متحف المجاهدين والذي يضم العديد من المحتويات الأثرية والتي تعكس المراحل
التاريخية المختلفة التي مرت على الجزائر, كما توجد به قرية تضم الحرف
والصناعات الشعبية التقليدية، وتمتد في هذا المجمع المساحات الخضراء لتربط
بين جميع ما سبق.
ومن الأماكن الجميلة أيضاً في
الجزائر نجد شاطئ سيدي فرج وهو مجمع سياحي تتركز فيه العديد من الأنشطة
السياحية فتكثر به المطاعم والمرافق الترفيهية والفنادق والألعاب المائية
ومسرح مفتوح وأماكن خاصة للسياحة العلاجية الطبيعية باستخدام مياه البحر.
ومن الأماكن التاريخية نجد
منطقة تيبازة والتي تضم العديد من الآثار الفينيقية والرومانية ويوجد بها
عدد من الفنادق والقرى السياحية والمطاعم، هذا بالإضافة لمدينة شرشال
السياحية.
هذا بالإضافة " لحديقة الحامة "
الموجودة بالعاصمة والتي تعد من أشهر وأجمل الحدائق على مستوى العالم،
والتي تضم أنواع عديدة من النباتات والأشجار النادرة والمعمرة ويختلف طقسها
عن الطقس في باقي أنحاء البلاد وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتزخر
هذه الحديقة التاريخية بالعديد من المناظر الطبيعية الساحرة.
الجزائر بلد مليون ونصف المليون شهيد
هي الجمهورية الجزائرية
الديموقراطية الشعبية، إحدى الدول الأفريقية، استطاع الاستعمار الفرنسي فرض
سطوته على الجزائر لعدد كبير من السنوات تقدر بحوالي 130 سنة عاني فيهم
الشعب الجزائري من الاستبداد والظلم والقهر من القوات المحتلة، ولكنه تمكن
في النهاية من الإفلات من بين براثن الاستعمار في الخامس من يوليو عام
1962م، بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح وقصص عديدة من البطولات وكان
أبطالها هم أفراد الشعب الجزائري، فضحت هذه الدولة في سبيل الحرية بحوالي
مليون ونصف شهيد في خلال سنوات الاستعمار القاسية.
يوجد بالجزائر العديد من
الثروات الطبيعية مثل النفط، الغاز الطبيعي، الحديد، الفوسفات اليورانيوم،
والرصاص وغيرها، وتعرف العاصمة الجزائرية " الجزائر" كعاصمة اقتصادية
وثقافية وصناعية ويتركز بها العديد من المعالم الأثرية والسياحية وتعرف
العاصمة الجزائرية بعدد من الأسماء منها البهجة ، والجزائر البيضاء ، جزائر بني
مزغنة.
الموقع
تقع الجزائر بشمال القارة الأفريقية، ويمتد الساحل
الشرقي لها على البحر الأبيض المتوسط، وتشترك في حدودها مع العديد من الدول
الأفريقية الأخرى فيحده من الشمال الشرقي تونس، ومن الشرق ليبيا، ومن
الجنوب كل من النيجر، مالي، موريتانيا، بينما تشترك مع حدودها الغربية مع
المغرب.
معلومات عامة عن الجزائر
المساحة: تبلغ مساحة الجزائر 2.381.740 كم2.
عدد السكان: ويبلغ عدد السكان 33.333.216
نسمة.
العاصمة: الجزائر
اللغة: اللغة الرسمية هي اللغة العربية بالإضافة للغة الفرنسية
وبعض اللهجات البربرية.
العملة: الدينار الجزائري
الديانة: الديانة الرسمية للبلاد هي الإسلام كما يوجد مسيحين ويهود.
مظاهر السطح
تنقسم الجزائر إلى أربعة أقاليم طبيعية رئيسة تمتد من
الشرق إلي الغرب بشكل متوازي الإقليم الأول هو إقليم الساحل والذي يمتد على
شكل شريط ضيق بمحاذاة الساحل وتتكون أراضي هذا الإقليم من سلاسل صخرية
عالية والشواطئ الرملية وعدد من الخلجان.
الإقليم الثاني هو إقليم التل
ويتكون من عدد من السهول الساحلية المنخفضة، والسهول الداخلية المرتفعة،
وتنحصر هذه السهول بين المرتفعات الجبلية وتوجد معظم الأراضي الصالحة
للزراعة في منطقة الوديان الوفيرة الموجودة في هذه المنطقة، الإقليم الثالث
هو إقليم الهضاب العليا وينحصر بين سلسلتين جبليتين متوازيتين هما أطلس
التل شمالاً وأطلس الصحراوي جنوباً ويتخلل هذا الإقليم منخفضات تتجمع فيها
مياه الأمطار على شكل بحيرات ضحلة تتحول بمجرد جفافها إلى مسطحات ملحية.
يأتي بعد ذلك إقليم المرتفعات
الأطلسية والذي يشكل حدا بين شمالي الجزائر وجنوبيها وتتخللها ممرات ودروب
طبيعية، وتعد جبال الأوراوس من أعلى الارتفاعات في هذا الإقليم، يأتي بعد
ذلك إقليم الصحراء والذي يشكل أكبر مساحة في الأراضي الجزائرية حيث يحتل
حوالي 90% من الأراضي الجزائرية وتقع في الشمال الشرقي منه منطقة منخفضة
تتجمع فيها أهم الواحات ثم منطقة الكثبان الرملية والتي تتمثل في العرق
الشرقي الكبير والعرق الغربي الكبير، ثم منطقة الهضاب، ويوجد في الجنوب
مرتفعات الأحجار، وتعد قمة جبل تاهات من أعلى القمم الجبلية الموجودة
بالجزائر، ويعد نهر " الشليف " هو النهر الرئيسي في البلاد والذي ينبع من
أطلس التل متدفقاً نحو البحر المتوسط .
المناخ
يسود منطقة التل في الشمال مناخ البحر المتوسط فهو
دافيء جاف صيفا معتدل ممطر شتاءً وتعتبر هذه المنطقة من أكثر مناطق الجزائر
رطوبة حيث يبلغ معدل سقوط الأمطار ما بين 400 إلى 1000مم، وتتراوح درجات
الحرارة ما بين 25 درجة مئوية في الصيف و11.1 درجة مئوية في الشتاء، وخلال
الصيف تهب الرياح الممتدة الحارة والجافة المسماه بـ (السيروكو) والتي تعرف
محليا باسم "الشهيلي" شمالاً من الصحراء، و كلما توغلنا جنوباً يزداد
المناخ جفافاً، ويبلغ معدل سقوط الأمطار في الهضبة العليا وصحراء أطلس نحو
200 إلى 400 مم، وتعتبر منطقة الصحراء من المناطق المتطرفة في درجات
الحرارة اليومية فضلاً عن الرياح والجفاف الشديد، و عموما لا يزيد معدل
سقوط الأمطار سنوياً عن 102 مم.
نظام الحكم
نظام الحكم جمهوري اشتراكي،
تتمثل السلطة التنفيذية في رئيس الدولة ورئيس الحكومة والحكومة ويتم انتخاب
رئيس الدولة بالاقتراع الشعبي المباشر لفترة رئاسية تمتد لخمس سنوات،
ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس الوزراء.
وتتكون السلطة التشريعية في
الجزائر من مجلسين المجلس الشعبي الوطني والذي ينتخب أعضاؤه بالاقتراع
الشعبي المباشر، ومدة خدمتهم خمس سنوات، ومجلس العشائر والذي يقوم رئيس
الجمهورية بتعيين ثلث أعضاؤه وينتخب الآخرون بالاقتراع غير المباشر ومدة
عضويتهم ست سنوات ويتجدد نصف أعضاء المجلس كل ثلاث سنوات.
وتتمثل السلطة القضائية في
المحكمة العليا والتي تعد أعلى سلطة قضائية في الجزائر، ويبلغ عدد المحاكم
في الجزائر 48 محكمة موزعين على الولايات الجزائرية.
كما يوجد في الجزائر عدد من
الأحزاب السياسية نذكر منها الجبهة الوطنية الجزائرية، حزب التجمع
الديموقراطي الوطني، الجبهة الإسلامية للإنقاذ، الحزب الجمهوري التقدمي
وغيرها من الأحزاب.
نبذة تاريخية
نصب الشهيد
نصب الشهيد
خضعت الجزائر لأشكال عديدة من
الاحتلال فوقعت تحت الحكم العثماني في الفترة ما بين 1518 – 1830م وبعد
فترة الحكم العثماني هذه خضعت الجزائر لنوع أخر من الاستعمار ولكن هذه
المرة اشد قسوة وأكثر عنفاً حيث قامت القوات الفرنسية بغزوها وهاجر العديد
من الأوربيين والفرنسيين إليها، عملت فرنسا خلال فترة احتلالها للجزائر على
فرض النظام الفرنسي في كل شيء ففرضت اللغة الفرنسية وحاربت اللغة العربية
وعملت على غلق الكتاتيب والمساجد وتحويلها إلي كنائس، وجعلت اللغة الفرنسية
هي اللغة الأساسية في التعليم، وأعطت للجزائريين الجنسية الفرنسية
وألزمتهم بواجبات المواطن الفرنسي ففرضت عليهم الواجبات ولم تعطهم الحقوق،
فقامت بتجنيدهم في الخدمة العسكرية ودفعت بهم في الحروب المختلفة التي
خاضتها سواء في الحرب العالمية الأولى والثانية أو في الحروب الأخرى التي
خاضتها من أجل قمع انتفاضات الشعوب في المستعمرات الفرنسية.
تأثر الجزائريون كثيرا بالثقافة
الفرنسية نظراً لطول فترة الاحتلال والتي امتدت لأكثر من 130 عام، ولكن
على الرغم من هذا فلقد تمسك الجزائريون بهويتهم العربية ودينهم الإسلامي
وظلوا يعملوا جاهدين من أجل التخلص من الاستعمار الطاغي.
كان الفرنسيين يعملون على قهر
الشعب الجزائري وتشريده ومقابلة أي محاولة للثورة أو التمرد بأشكال قاسية
من العنف فعملت القوات الفرنسية على هدم المساجد ونهب الثروات ونزع ملكيات
الأراضي ومنحها للمهاجرين الأوربيين للاستفادة من خيراتها وغيرها العديد من
الوسائل القهرية التي تم ممارستها على الشعب الجزائري.
قدم الجزائريون في رحلة كفاحهم
ضد الاحتلال الفرنسي العديد من الأشكال البطولية وبدأت المقاومة مع بداية
الاحتلال نفسه أي منذ عام 1830م، وانقسمت المقاومة إلي مقاومة شعبية
ومقاومة رسمية، ثم جاءت بعد ذلك الحركة الوطنية الجزائرية والتي تزعمها المحامي أحمد بوضربة والصحفي الصادق
دندان ورجل المال الحاج عمار.
ظلت أوضاع الجزائريين تسير من
سيئ إلي أسوء فجند الآلاف من الشعب الجزائري في الجيش الفرنسي، وزادت أعداد
العاطلين عن العمل ولم يتبقى للشعب من الوظائف الإدارية سوى القليل، ولم
يتمكن معظم الشعب الجزائري من الحصول على حقهم في التعليم حيث كان لا يصل
سوى القليل منهم إلى المرحلة الثانوية، هذا بالإضافة لأشكال عديدة من القهر
والاعتقال والتعذيب وغيرها من الوسائل البشعة التي استخدمها المحتلون،
وكان يقابل كل هذا كافة أشكال المقاومة من الشعب الجزائري المناضل هذه
المقاومة التي شكلت في النهاية ثورة كبيرة بدأت في عام 1954م.
ففي أوائل عام 1954م تشكلت
اللجنة الثورية للاتحاد والعمل حيث تكونت من مجموعة من الشبان معظمهم كانوا
أعضاء في حركة الانتصار للحريات منهم أحمد بن بيلا، وحسين آيت، ومحمد
بوضياف وغيرهم، واتخذت اللجنة قرار الثورة على الاستعمار الفرنسي فكان
الأول من نوفمبر بداية للعديد من الهجمات التي شنها الوطنيون على العديد من
المراكز العسكرية في البلاد، ثم تكونت بعد ذلك جبهة التحرير الوطني
الجزائري وتعاظمت الثورة الجزائرية واشتدت حيث تمكنت من السيطرة على جزء
كبير من البلاد وذلك في عام 1956م، وفي عام 1958م تم تأسيس حكومة مؤقتة
للجمهورية الجزائرية برئاسة فرحات عباس ومن بعده يوسف بن خدة في عام 1961م.
وخلال كل هذا حاولت الحكومة
الفرنسية تحجيم الجزائر فقامت بعزلها عن جيرانها وضاعفت قواتها الموجودة في
البلاد، وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات إلا أن الثروة الجزائرية استمرت
وزادت في اشتعالها الأمر الذي أدي في النهاية إلي مناداة الرأي العام
الفرنسي نفسه بالجلاء عن الجزائر نتيجة للخسائر التي تكبدتها فرنسا من جراء
هذه الاحتلال، ومما دعم الثورة أيضاً والمنادة بالاستقلال إقرار الجمعية
العامة للأمم المتحدة توصية اللجنة السياسية القاضية بحق الجزائر في
الاستقلال وذلك في عام 1960م، كما أيد الاستقلال الرأي العالمي.
فكان التفاوض بين الطرفين الأمر
الذي أدي في النهاية إلي إعلان الاستقلال للجزائر في عام 1962م، وتم
اختيار أحمد بن بيلا أول رئيساً للجمهورية الجزائرية، وانضمت الجزائر بعد
ذلك إلي كل من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
المدن والسياحة
حديقة الحامةتوجد
في الجزائر العديد من الأشكال السياحية والتي تتنوع ما بين السياحة
الصحراوية والساحلية والثقافية، وتعد الجزائر العاصمة هي المركز الثقافي
والاقتصادي في البلاد ومن أهم المدن الجزائرية والتي قام الفينيقيون
بتأسيسها في القرن الثالث ق.م، وقام الرومان بحكمها وأطلقوا عليها أسم
ايكوزيوم، وتعد مدينة الجزائر من اكبر المدن في البلاد ويتركز بها عدد كبير
من السكان وتعد واحدة من أجمل المدن الواقعة على ساحل البحر الأبيض
المتوسط فتتميز بجمالها الطبيعي بالإضافة لمعالمها الأثرية العديدة.
وتتعدد الأماكن السياحية بمدينة
الجزائر وتتنوع ما بين إسلامية وأوروبية، ومن المناطق القديمة منطقة
"القصبة" والتي تكتظ بالمساجد العديدة وتتميز بشوارعها الضيقة وقلعتها
الأثرية والتي تم بناؤها في القرن السادس عشر الميلادي، وتتميز منطقة
القصبة بتراثها المعماري التاريخي الهام والذي دفع منظمة اليونسكو لتسجيلها
ضمن التراث العالمي في عام 1992م ومن المعالم الشهيرة بمنطقة القصبة الحدائق، المرصد الفلكي، والمتحف
الوطني، ودار الكتب الوطنية وجامعة الجزائر والتي تم تأسيسها في عام 1909،
وفي القصبة كثير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الإسلامي
ومن أبرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة والذي يعد من المساجد
التاريخية الشهيرة، تم بناؤه في العصر التركي عام 1021م.
ومن المعالم الأخرى الموجودة
بمدينة الجزائر " نصب الشهيد" والذي يشرف على الميناء، كما توجد في مدينة
الجزائر مجمع " رياض الفتح" وهو مجمع تجاري وثقافي متكامل وشامل مبني تحت
الأرض ويضم العديد من المطاعم ودور السينما والأسواق بالإضافة لكونه يضم
متحف المجاهدين والذي يضم العديد من المحتويات الأثرية والتي تعكس المراحل
التاريخية المختلفة التي مرت على الجزائر, كما توجد به قرية تضم الحرف
والصناعات الشعبية التقليدية، وتمتد في هذا المجمع المساحات الخضراء لتربط
بين جميع ما سبق.
ومن الأماكن الجميلة أيضاً في
الجزائر نجد شاطئ سيدي فرج وهو مجمع سياحي تتركز فيه العديد من الأنشطة
السياحية فتكثر به المطاعم والمرافق الترفيهية والفنادق والألعاب المائية
ومسرح مفتوح وأماكن خاصة للسياحة العلاجية الطبيعية باستخدام مياه البحر.
ومن الأماكن التاريخية نجد
منطقة تيبازة والتي تضم العديد من الآثار الفينيقية والرومانية ويوجد بها
عدد من الفنادق والقرى السياحية والمطاعم، هذا بالإضافة لمدينة شرشال
السياحية.
هذا بالإضافة " لحديقة الحامة "
الموجودة بالعاصمة والتي تعد من أشهر وأجمل الحدائق على مستوى العالم،
والتي تضم أنواع عديدة من النباتات والأشجار النادرة والمعمرة ويختلف طقسها
عن الطقس في باقي أنحاء البلاد وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتزخر
هذه الحديقة التاريخية بالعديد من المناظر الطبيعية الساحرة.