هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionقصة قصيرة : ظل السدرة Emptyقصة قصيرة : ظل السدرة

more_horiz

ظل السدرة 

قصة قصيرة : ظل السدرة V9nlea10



في قرية صغيرة تقع على أطراف الصحراء، عاش رجل عجوز يُدعى *الشيخ سالم*، اشتهر بحكمته وأخلاقه الرفيعة. كان الناس يأتون إليه طلبًا للنصيحة في شتى أمور الحياة. لكنه كان يعتبر تعليم حفيده *حاتم* أهم رسائله.  


في صباح يومٍ هادئ، جلس الشيخ سالم تحت شجرة سدرة قديمة في باحة منزله. بجانبه جلس حاتم، فتىً في العاشرة من عمره، يراقب جده بعينين مليئتين بالفضول.  


قال حاتم: "جدي، لماذا يأتي الناس إليك ويسألونك عن كل شيء؟"  


ابتسم الشيخ سالم وربت على كتف حفيده وقال: "لأن الحياة يا بني ليست سهلة، والجميع يحتاج إلى من يرشدهم."  


ثم أشار إلى السدرة وقال: "تعال يا حاتم، سأعلمك شيئًا مهمًا اليوم."  


**الكرم**  
قاد الشيخ حفيده إلى أسفل السدرة، حيث كانت أغصانها محملة بالثمار. قال: "أنظر إلى هذه الشجرة، يا حاتم. تعطي ثمارها لكل من يمر بها، لا تسأل عن اسمه ولا تنتظر شكرًا. هذا هو الكرم. عندما تعطي، لا تنتظر شيئًا في المقابل."  


قال حاتم: "هل يعني هذا أن علينا أن نكون كالسدرة؟"  


أجاب الشيخ: "نعم، أعطِ من وقتك، من جهدك، ومن مالك إن استطعت، وسترى كيف سيعود الخير إليك بأشكال لا تتوقعها."  


**الشجاعة**  
ثم توجه الشيخ إلى صخرة كبيرة بجانب السدرة. قال: "أرأيت هذه الصخرة؟ تقف هنا بثبات رغم الرياح والعواصف. هذا هو معنى الشجاعة. أن تكون ثابتًا على مبادئك حتى في أصعب الظروف."  


قال حاتم: "لكن يا جدي، هل يمكن أن نخاف أحيانًا؟"  


ابتسم الشيخ وقال: "الخوف طبيعي، يا بني. الشجاعة ليست في غياب الخوف، بل في مواجهته والمضي قدمًا رغم وجوده."  


**الصبر**  
بعد ذلك، أخرج الشيخ حبّة تمر من جيبه وأعطاها لحاتم. قال: "خذ هذه الحبّة وازرعها هنا."  


قام حاتم بزراعتها وسأل: "ومتى ستنمو يا جدي؟"  


قال الشيخ: "ستحتاج إلى سنوات، يا بني. هذا هو الصبر. الأشياء العظيمة تحتاج إلى وقت وجهد. تعلم أن تنتظر بصبر دون أن تفقد الأمل."  


**الوفاء**  
أخذ الشيخ حفيده إلى بئر قديم في أطراف القرية، وقال: "هذا البئر حفره جدّي منذ سنوات طويلة، وما زال يروي عطش أهل القرية. الوفاء هو أن تظل نافعًا لمن حولك، حتى بعد غيابك."  


**الختام**  
عاد الشيخ سالم وحاتم إلى ظل السدرة. قال الشيخ: "هذه هي الأخلاق العربية الأصيلة، يا بني. الكرم، الشجاعة، الصبر، والوفاء. إذا جعلتها جزءًا من حياتك، ستعيش محترمًا بين الناس، وستكون مصدر خير لمن حولك."  


نظر حاتم إلى جده بحماس وقال: "سأكون كالسدرة يا جدي، أعطي وأبقى ثابتًا وأتعلم الصبر والوفاء."  


ابتسم الشيخ سالم وقال: "هذا ما أتمناه منك، يا حاتم. تذكر دائمًا، أن الأخلاق هي كنز الرجل، وما يتركه وراءه هو إرثه الحقيقي."



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي