بسم الله الرحمن الرحيم
جبل قاف
جبل قاف أو جبل ق (بالفارسية: قاف كوه)، جبل أسطوري ورد ذكره في ميثولوجيا الشرق الأوسط، يقال بأنه يقع على حافة الدنيا محيطاً بالأرض كإحاطة بياض العين بسوادها ويتكون من الزبرجد الأخضر.
الوصف
النظرة العربية القديمة للكون تعتبر أن الأرض عبارة عن قرص مسطح محاط بالمحيطات والتي تنتهي بسلسلة جبال قاف الشاهقة، يحملها ملاك ويقبض عليها بيديه من المشرق والمغرب وتحت أقدام المَلاك صخرة مربعة من الزبرجد الأخضر فيها سبعة آلاف ثقب كل ثقب فيه بحر لا يعلم صفته إلا الله ومنها تكونت جبال قاف والجبال إمتداد لها، أنزل الله ثوراً من الجنة له أربعون ألف عين ومثلها آذان وأفواه وأقدام ليدخل تحت الصخرة فيحملها ويستقر على ظهر حوت يقال له "بهموت" يحيط الماء بالحوت وبعده هواء وليس هناك علم ما يلي بعد الهواء.
ذكر في كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" للقزويني، على أنه جبل محيط بالأرض من الزبرجد الأخضر ولون السماء منه موكل عليه مَلَك، لا يعلم أحد ما يقع ورائه وأن كل جبل على الأرض أو في الدنيا هو عرق من عروق جبل قاف متصل به، إذا أراد الله أن يخسف بقوم أمر المَلَك أن يحرك عرق من عروق الجبل.
وتذكر رواية ابن الوردي في كتاب "خريدة العجائب وفريدة الغرائب"، أن وراء هذا الجبل أرضاً بيضاء كالفضة فيها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملاك منهم من إلى جانبه ولا يعلم من آدم ومن إبليس.
الروايات
رواية ذو القرنين وجبل قاف
قيل ان ذو القرنين قد اشرف على جبل قاف فرأى تحته جبالا صغارا، فقال له: ما أنت ؟ قال: أنا قاف، قال: فما هذه الجبال حولك ؟ قال: هي عروقي وما من مدينة إلا وفيها عرق من عروقي، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أمرني فحركت عرقي ذلك فتزلزلت تلك الارض، فقال له: يا قاف أخبرني بشئ من عظمة الله، قال: إن شأن ربنا لعظيم، وإن ورائي أرضا مسيرة خمسمائة عام في خمسمائة عام من جبال ثلج يحطم بعضها بعضا، لولا هي لاحترقت من حر جهنم.
رواية حاتم الطائي
ان جبال قاف يتكون من الزمرد الأخضر أو الزبرجد أو الكريسوليت ، الذي أعطى انعكاسه لون مخضر للسماء.ويعتبر موطن عرق الجن والمكان الذي يبدأ بعده العالم الإلهي غير المرئي . وعٌرف في الأدب العربي ،بأنه أرفع سلاسل الجبال التي أنشأها الله لدعم الأرض وكانت أصل جميع الجبال الأرضية الأخرى .
في الإسلام
يجزم أغلب العلماء والمفسرين ومنهم ابن كثير بعدم صحة وجود هذا الجبل بالأساس وأنه دخيل من الإسرائيليات، وقال ابن كثير رحمه الله: " عندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم ، يُلَبِّسون به على الناس أمر دينهم". بينما يرى البعض (وهم قلة) أن (ق) في بداية سورة ق هي إشارة إلى اسم جبل محيط بالأرض مرتفع والسماء الدنيا موضوعة عليه.
كما يشبه البعض ان الجبل يقع على بقعة ما في كوكب الأرض ،لكنه مخفي تماماً ،مثل سور يأجوج ومأجوج .ويجب الرد على هذا الإعتقاد انه لا يجوز تشبيه اسطورة خرافية ليس لها اي ذكر في القرآن أو السنة ،أو باقي الكتب السماوية بحقيقة مثبوتة كسور يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين .وما تم نسبه لهذا الجبل في سورة ق ،ليس له اي اساس من الصحه .