أوصت دراسة طبية حديثة، بالحرص على تناول فاكهة الأفوكادو، نظرا لمنافعها الصحية الكثيرة، سواء تعلق الأمر بتقليل السعرات الحرارية، أو لأنها تحتوي على دهون غير مضرة يحتاجها الجسم.
وانكب باحثون من كلية الطب بجامعة "كاليفورنيا سان دييغو" وكلية "هربرت ويرثيم" للصحة العامة وعلوم الإنسان، على إجراء دراسة حول منافع الأفوكادو.
وقال الباحثون في دراستهم المنشورة، مؤخرًا، في مجلة (Nutrients)، إنهم كشفوا عن فوائد جديدة تعود على الإنسان من استهلاك كميات كبيرة من فاكهة الأفوكادو؛ حيث تساعد على تقليل استهلاك السعرات الحرارية، وضبط النظام الغذائي.
أجرى الباحثون تجربة عشوائية مُحَكَمة لمقارنة الآثار الصحية المحتملة بين 72 عائلة (231 فردًا) من أصل مكسيكي، تتكون كل أسرة من ثلاثة أفراد على الأقل، تزيد أعمارهم عن 5 سنوات، ويقيمون في نفس المنزل، ولا يعانون من الأمراض المزمنة الحادة، كما لا يتبعون أنظمة غذائية محددة.
تم تقسيم العائلات بشكل عشوائي إلى مجموعتين، وخلال مدة التجربة (ستة أشهر)؛ تلقت المجموعتان أيضًا جلسات تثقيف غذائي كل أسبوعين. واستهلكت المجموعة الأولى قدرًا منخفضًا من الأفوكادو (3 مرات في الأسبوع)، والمجموعة الثانية استهلكت كمًا أكبر (14 مرة في الأسبوع).
وأظهرت النتائج أن العائلات التي تناولت الأفوكادو بشكل أكبر، أبلغت عن استهلاك أقل للسعرات الحرارية، مما قلل من تناولها للأطعمة الأخرى، بما في ذلك منتجات الألبان واللحوم ومنتجات الحبوب، والعناصر الغذائية المضرة، مثل الدهون المشبعة والصوديوم.
ركزت التجارب على التغيرات في مؤشرات الدم الخاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ قدمت النتائج دليلًا على أن التثقيف الغذائي وتناول كميات كبيرة من الأفوكادو يقللان إجمالي الطاقة الحرارية.
ويعزو الباحثون اختيارهم لعائلات من أصول مكسيكية لسببين الأول: أنّ الأشخاص من أصل لاتيني/لاتيني في الولايات المتحدة يعانون من معدل انتشار أعلى للسمنة وانخفاض في تناول العناصر الغذائية الرئيسية مقارنة بالمجموعات الأخرى في البلاد.
أمَّا السبب الثاني فيرجع لأن المهاجرين من أصل إسباني/لاتيني، يتفاقم لديهم سوء النظام الغذائي عندما يصبحون مثقفين، ويتبنون نمطًا غذائيًا غربيًا يحتوي على نسبة أعلى من الكربوهيدرات المكررة والدهون الحيوانية.
اختار الباحثون فاكهة الأفوكادو على وجه التحديد؛ لأنها غذاء نباتي يستهلك في البيئة التقليدية منذ آلاف السنين في المكسيك وأجزاء من أميركا الوسطى والجنوبية.
من حيث الفوائد الغذائية، يحتوي الأفوكادو على الألياف وبعض المواد الكيميائية، التي تمنع امتصاص الكولسترول في الجسم مثل؛ الفيتوستيرولز (phytosterols)، ومضادات الأكسدة مثل؛ فيتامين ه (Vitamin E)، وفيتامين ج (Vitamin C) التي تمنع تأكسده، وتعزز فوائد ثمرة الأفوكادو للقلب والشرايين.
ويقول الباحثون إن نصف ثمرة متوسطة الحجم من الأفوكادو توفر ما يصل إلى 20 في المائة من الألياف اليومية الموصى بها، و10 في المائة من البوتاسيوم، و5 في المائة من المغنيسيوم، و15 في المائة من حمض الفوليك، و 7.5 غرام من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة.
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يلاحظوا أي تغيير في قياسات مؤشر كتلة الجسم أو محيط الخصر بين المجموعتين خلال التجربة، إلا أنهم لاحظوا أن تناول المزيد من الأفوكادو يبدو أنه يسرع من الشعور بالشبع.
كما كشفت الدراسة أن العائلات التي تستهلك المزيد من الأفوكادو قللت من استهلاكها للبروتين الحيواني، وخاصة الدجاج والبيض واللحوم المصنعة، والتي عادة ما تحتوي على معدل أعلى من الدهون والصوديوم.
وتوصي إرشادات التغذية بتقليل استهلاك كل من الدهون والصوديوم.
لكن المثير للدهشة أن مستهلكي الأفوكادو سجلوا أيضًا انخفاضًا في تناول الكالسيوم والحديد والصوديوم وفيتامين "د" والبوتاسيوم والمغنيسيوم، فقال الباحثون إنه هذا الانخفاض قد يرتبط بتناول كميات أقل.
ويؤكد العلماء أن نتائج الدراسة قد توفر استراتيجية لدعم جهود الصحة العامة الحالية لتقليل الدهون المشبعة والصوديوم، وكلاهما يستهلك على الصعيد الوطني (الأميركي) بما يتجاوز الإرشادات الغذائية.