قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه سيزور الإمارات في فبراير المقبل على رأس وفد كبير، مشيرا إلى أن أنقرة تعتزم تحقيق تقارب مع مصر وإسرائيل.
الإعلان عن الزيارة اعتبره محللون "عصرا جديدا" من العلاقات خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مؤكدين أنها تفتح آفاقا أرحب في استقرار وحلحلة الأزمات بالمنطقة.
وأكدوا على أن البلدين بثقلهما الإقليمي سيعملان على نزع فتيل التوترات في منطقة عصفت بها الاضطرابات على مدار أكثر من عقد من الزمان.
ونقلت وكالة "الأناضول" الرسمية التركية عن أردوغان، قوله إنه يعتزم أيضا الإقدام على بعض الخطوات بقوة على صعيد العلاقات مع الإمارات.
واعتبر أردوغان أن الاتفاقيات الموقعة مع الإمارات خلال محادثات أنقرة، الأسبوع الماضي، ستدشن عصرا جديدا في علاقات البلدين.
وتابع: "كما أقدمنا على خطوات مع الإمارات فإننا سنقدم على خطوات مشابهة مع كل مصر وإسرائيل".
وكان الشيخ محمد بن زايد قد زار أنقرة الأسبوع الماضي، حيث أجرى محادثات مع أردوغان. وأبرمت الإمارات وتركيا على هامش الزيارة، اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت عددا من المجالات التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين أبوظبي وأنقرة.
وكان من بين الاتفاقيات تأسيس صندوق إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.
عبدالله أيدوغان، الكاتب والمحلل السياسي التركي، قال إن العلاقات التركية الإماراتية ركيزة مهمة لاستقرار المنطقة وما يحدث هو نقلة جديدة تفتح آفاقا أرحب لشراكة أوسع.
وأضاف أيدوغان، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن عودة تركيا إلى محيطها العربي ستعود بالإيجاب على الاقتصاد، فالإمارات أكبر حليف لتركيا تجاريا وتوطيد العلاقات يسهم في زيادة الاستثمارات ويعزز اقتصاد البلدين.
وأوضح أن حفاوة الاستقبال للشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإبرام الاتفاقيات بين الجانبين تعكس عصرا جديدا للعلاقات وأن السنوات العجاف انتهت بين الجانبين.
ولفت إلى أنه سيزور الإمارات قبيل زيارة أردوغان كل من وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وكذلك رئيس الاستخبارات هاكان فيدان.
كرم سعيد، خبير الشؤون التركية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن تصريحات أردوغان لا تنفصل عن أمرين مهمين، الأول سعي أنقرة إلى ترميم سياساتها الخارجية وإصلاح توجهاتها حيال المنطقة خاصة أن سياساتها التي تبنتها خلال السنوات الماضية كانت ارتداداتها سلبية على واقع تركيا.
وأضاف سعيد، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الأمر الثاني أنها تأتي بعد زيارة هامة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنقرة، التي أضافت كثيرا لتركيا على المستوى الاقتصادي بعد الاتفاق على صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار.
وأوضح أن تركيا تسعى حاليا إلى ترصيص سياساتها الخارجية مع دول المنطقة ليس فقط الإمارات وإنما مع مصر والسعودية وإسرائيل وهو ما أكده الرئيس التركي في كلمته بالتأكيد على أن "هناك خطوات مماثلة وأكثر قوة ستتخذ في الفترة المقبلة".
وأشار إلى المحادثات الاستكشافية التي جرت بين مصر وتركيا والتي قطعت شوطا كبيرا في العلاقات بين البلدين بعد قطيعة لمدة 8 سنوات.
وأوضح أن المشهد في تركيا أصبح مختلفا وباتت إدارة أردوغان في حاجة إلى إعادة توظيف العلاقات وإجراء تغييرات كبيرة لإنقاذ الاقتصاد المتهاوي وكذلك تحسين العلاقات مع إسرائيل لتهدئة وتخفيف الضغوط الأميركية في عدة ملفات رئيسية.