العلم وحده لا يكفى لأن يصون صاحبه ..فنحن نعلم ضرر التدخين وندخن .. ونرى الطبيب يعلم متالف الخمر ويشرب .. ونرى اكثر الناس يتبعون الشهوات والأهواء مع علمهم بحيوانية الشهوات وضلال الأهواء ..
ونرى الأدباء والفنانين طلائع الوعى وقادته أهل إدمان وضحايا مخدرات ..
ونرى القاضى يرتشى ..
ونرى رجل القانون يسرق ..
ونرى شرطه الأمن يعتدون على الأمن ..
ونرى شهود الحق يحترفون الكذب ..
ونرى أكثر الناس تهالكاً على الطعام هم كل بطين سمين أكرش ممن يعلم أن فى الأكل مقتله ..
ونرى أستاذ الجامعة وحامل الدكتوراه يموت بالسكتة فى ملعب الكرة لأن الهدف دخل مرمى الأهلى أو مرمى الزمالك .. فهل جهل الأستاذ المتعلم أن ما يجرى فى الملعب هو محض لعب .. وماذا نفعه علمه ..
ونجمع كلنا على أن ما يعرضه التليفزيون سخف ومع ذلك نتجمع حول الشاشة نمضى ونحملق فيها كالبلهاء نخرج من مسلسلة لندخل فى مسلسلة ..
ونرى رجل الدين أول من يسقط فيما ينهى الناس عنه .. فهل جهل الحلال والحرام ؟!!
إن الحيوان ليعلم الحلال من الحرام .. والقطة تأكل ما تلقيه لها بيدك وهى جالسة عند قدميك تموء وتتمسح فإذا خطرت لها سرقة لقمة كان لها موقف آخر فراحت تتلفت وتخالس النظر عن يمين وعن شمال ثم هبشت قطعة السمك وولت الأدبار لتأكلها فى الخفاء ..
وهى أفعال تدل على تمييز مؤكد بين اللقمة الحلال والحرام .. والقطة والحيوان وهى لم تدرس الفقة فى الأزهر .. فما بال رجل الدين الذى تفقه وتعلم ..
ليس العلم إذن هو مفتاح الشخصية ..
ويمكن أن يكون عندك علم إينشتين ولا ينفعك علمك بل تكون أدنى الناس أخلاقاً وأرزلهم معاشرة ..
وما اختلفت منازل الناس الخلقية بسبب تفاوتهم فى العلم .. بل بسبب تفاوتهم فى شئ آخر .. هو الهمة والعزم .. فلعلمك بضرر التدخين لا يكفى لأن تتجنبه وإنما الأمر يحتاج إلى شئ آخر هو الهمة والعزم .. وهذا أمر لا يتحقق إلا إذا تحول العلم فى داخلك إلى شعور ومازج القلب فأثمر النفور والكراهية للأمر الضار واستنهض الهمة إلى رفضه ..
وبالمثل لا يردع الدين صاحبه إلا إذا تحول العلم الدينى فيه إلى تمثل وشخوص وحضور للجلال الإلهى فأصبح يعبد ربه وكأنه يراه فتوقظ فيه تلك الرؤية الخوف والحب وتستنهض ما تراخى فيه من عزم وهمة ..
وبدون هذة الهمة لا يثمر العلم أخلاقاً ولا يثمر حكمة .. بل ينقلب العلم إلى النقيض ويتحول إلى أداة بطش وظلم .. وتلك هى جاهلية العلم التى نراها اليوم .. فالأجهزة الإلكترونية تستخدم فى السرقة .. والذرة فى الهدم .. والكيميا فى أبتكار المخدرات .. والتكنولوجيا فى الحروب .. والطب فى منع الحمل وإطالة اللذة .. والأقمار الصناعية فى التجسس .. وعلوم الفضاء فى وضع القنابل المدارية حول الأرض وتهديد الناس .. والمتفجرات فى تعبئه الرسائل الملغومة ..
وتلك هى صور مكبرة لقوم عاد الذين قال فيهم القرآن:
(أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون)128-132 الشعراء
يقول لهم (اتقوا الله الذى امدكم بما تعلمون)ليذكرهم أن هذا العلم الذى استخدموه فى الشر والعدوان كان مددا منه وأنه لو شاء لتركهم على البداوة والجهل فأولى بهم أن يتقوه ..
وفى مكان آخر يقول عنهم:
(ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد)
(6-7-8-الفجر)
فتلك هى روسيا وأمريكا فى صورة مكبرة بإمكانات القرن العشرين ..
تلك الدول العملاقة التى لم يخلق مثلها فى البلاد .. وترسانات الحديد والصلب ذات العماد والجيوش والأوتاد .. والطغاة الذين يبطشون جبارين ..
والعقول التى تسهر لتزرع قلوب الموتى فى أبدان الأحياء .. و تخضر الصحارى وتجوب الفضاء وتستولد الأجنة فى الأنابيب وتسعى إلى الخلود ..
علم هائل يتقدم كل يوم فى عالم تتضائل فيه الرحمة كل يوم ويذبل فيه الحب كل يوم مفسحاً الطريق إلى جاهلية شرسة مخيفة ..
فهل يصدق علينا مثل الأولين ويأتى أمر الله فيجعل عالى هذه الحضارة سافلها ؟؟
أو نحن أمام بعث دينى وفجر روحانى يعيد لهذه الحضارة توازنها فتمشى معتدلة على قدمين بدلا من هذا القفز الأعرج على قدم مادية واحدة ..
أعتقد أن الفجر القادم سيؤذن بعث دينى بغير الموازين وأننا أمام أحداث جسام ..أحداث رحمة لا أحداث نقمة ..فهذا هو الطبيعى بعد فترة طويلة من انقطاع النبوات جاوزت ألف عام.
من الطبيعى بعد أربعة عشر قرناً من الفترة أن تعود كلمة الله فيكون لها العلو من جديد فى عالم يتعطش لهذه النفحة التى فيها حياته وينتظر النور فى عصر اطبقت عليه الظلمات من كل جانب.
أهو ظهور المسيح..أم ظهور المهدى..
لا أستبعد هذه الأمور فنحن ولا شك نعيش فى زمن الدجال وإن لم يظهر الدجال بشخصه فهو موجود فى كل مكان من العالم بكفره وحيلة وأساليبه وفلسفته..ولم يبق إلا أن يعلن عن نفسه ثم تبدأ أحداث النهاية ..
ولا يمكن أن يقطع الله عن عبادة مدد رحمته وهم أحوج ما يكونون إلى تلك الرحمة فإنه سبحانه هو الرحمن الرحيم خلقنا برحمته ووسع خطايانا برحمته وأفسح لنا بعد الموت جنات رحمته ..
ونرى الأدباء والفنانين طلائع الوعى وقادته أهل إدمان وضحايا مخدرات ..
ونرى القاضى يرتشى ..
ونرى رجل القانون يسرق ..
ونرى شرطه الأمن يعتدون على الأمن ..
ونرى شهود الحق يحترفون الكذب ..
ونرى أكثر الناس تهالكاً على الطعام هم كل بطين سمين أكرش ممن يعلم أن فى الأكل مقتله ..
ونرى أستاذ الجامعة وحامل الدكتوراه يموت بالسكتة فى ملعب الكرة لأن الهدف دخل مرمى الأهلى أو مرمى الزمالك .. فهل جهل الأستاذ المتعلم أن ما يجرى فى الملعب هو محض لعب .. وماذا نفعه علمه ..
ونجمع كلنا على أن ما يعرضه التليفزيون سخف ومع ذلك نتجمع حول الشاشة نمضى ونحملق فيها كالبلهاء نخرج من مسلسلة لندخل فى مسلسلة ..
ونرى رجل الدين أول من يسقط فيما ينهى الناس عنه .. فهل جهل الحلال والحرام ؟!!
إن الحيوان ليعلم الحلال من الحرام .. والقطة تأكل ما تلقيه لها بيدك وهى جالسة عند قدميك تموء وتتمسح فإذا خطرت لها سرقة لقمة كان لها موقف آخر فراحت تتلفت وتخالس النظر عن يمين وعن شمال ثم هبشت قطعة السمك وولت الأدبار لتأكلها فى الخفاء ..
وهى أفعال تدل على تمييز مؤكد بين اللقمة الحلال والحرام .. والقطة والحيوان وهى لم تدرس الفقة فى الأزهر .. فما بال رجل الدين الذى تفقه وتعلم ..
ليس العلم إذن هو مفتاح الشخصية ..
ويمكن أن يكون عندك علم إينشتين ولا ينفعك علمك بل تكون أدنى الناس أخلاقاً وأرزلهم معاشرة ..
وما اختلفت منازل الناس الخلقية بسبب تفاوتهم فى العلم .. بل بسبب تفاوتهم فى شئ آخر .. هو الهمة والعزم .. فلعلمك بضرر التدخين لا يكفى لأن تتجنبه وإنما الأمر يحتاج إلى شئ آخر هو الهمة والعزم .. وهذا أمر لا يتحقق إلا إذا تحول العلم فى داخلك إلى شعور ومازج القلب فأثمر النفور والكراهية للأمر الضار واستنهض الهمة إلى رفضه ..
وبالمثل لا يردع الدين صاحبه إلا إذا تحول العلم الدينى فيه إلى تمثل وشخوص وحضور للجلال الإلهى فأصبح يعبد ربه وكأنه يراه فتوقظ فيه تلك الرؤية الخوف والحب وتستنهض ما تراخى فيه من عزم وهمة ..
وبدون هذة الهمة لا يثمر العلم أخلاقاً ولا يثمر حكمة .. بل ينقلب العلم إلى النقيض ويتحول إلى أداة بطش وظلم .. وتلك هى جاهلية العلم التى نراها اليوم .. فالأجهزة الإلكترونية تستخدم فى السرقة .. والذرة فى الهدم .. والكيميا فى أبتكار المخدرات .. والتكنولوجيا فى الحروب .. والطب فى منع الحمل وإطالة اللذة .. والأقمار الصناعية فى التجسس .. وعلوم الفضاء فى وضع القنابل المدارية حول الأرض وتهديد الناس .. والمتفجرات فى تعبئه الرسائل الملغومة ..
وتلك هى صور مكبرة لقوم عاد الذين قال فيهم القرآن:
(أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون)128-132 الشعراء
يقول لهم (اتقوا الله الذى امدكم بما تعلمون)ليذكرهم أن هذا العلم الذى استخدموه فى الشر والعدوان كان مددا منه وأنه لو شاء لتركهم على البداوة والجهل فأولى بهم أن يتقوه ..
وفى مكان آخر يقول عنهم:
(ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد)
(6-7-8-الفجر)
فتلك هى روسيا وأمريكا فى صورة مكبرة بإمكانات القرن العشرين ..
تلك الدول العملاقة التى لم يخلق مثلها فى البلاد .. وترسانات الحديد والصلب ذات العماد والجيوش والأوتاد .. والطغاة الذين يبطشون جبارين ..
والعقول التى تسهر لتزرع قلوب الموتى فى أبدان الأحياء .. و تخضر الصحارى وتجوب الفضاء وتستولد الأجنة فى الأنابيب وتسعى إلى الخلود ..
علم هائل يتقدم كل يوم فى عالم تتضائل فيه الرحمة كل يوم ويذبل فيه الحب كل يوم مفسحاً الطريق إلى جاهلية شرسة مخيفة ..
فهل يصدق علينا مثل الأولين ويأتى أمر الله فيجعل عالى هذه الحضارة سافلها ؟؟
أو نحن أمام بعث دينى وفجر روحانى يعيد لهذه الحضارة توازنها فتمشى معتدلة على قدمين بدلا من هذا القفز الأعرج على قدم مادية واحدة ..
أعتقد أن الفجر القادم سيؤذن بعث دينى بغير الموازين وأننا أمام أحداث جسام ..أحداث رحمة لا أحداث نقمة ..فهذا هو الطبيعى بعد فترة طويلة من انقطاع النبوات جاوزت ألف عام.
من الطبيعى بعد أربعة عشر قرناً من الفترة أن تعود كلمة الله فيكون لها العلو من جديد فى عالم يتعطش لهذه النفحة التى فيها حياته وينتظر النور فى عصر اطبقت عليه الظلمات من كل جانب.
أهو ظهور المسيح..أم ظهور المهدى..
لا أستبعد هذه الأمور فنحن ولا شك نعيش فى زمن الدجال وإن لم يظهر الدجال بشخصه فهو موجود فى كل مكان من العالم بكفره وحيلة وأساليبه وفلسفته..ولم يبق إلا أن يعلن عن نفسه ثم تبدأ أحداث النهاية ..
ولا يمكن أن يقطع الله عن عبادة مدد رحمته وهم أحوج ما يكونون إلى تلك الرحمة فإنه سبحانه هو الرحمن الرحيم خلقنا برحمته ووسع خطايانا برحمته وأفسح لنا بعد الموت جنات رحمته ..