بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }[التوبة 7]
الله يحبك ويحب كل طائع لله تمثل لعبادة ربه، ويقول سبحانه (وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ) [النساء27]، هكذا سبحانه جل جلاله يريد منا التوبة والطاعة والعبادة ودخول الجنة (مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) [مريم 60] ، ولأنه يحبك سبحانه فسيحسب لك حتى الذرة من الحسنات لتزيد من حسناتك يقول سبحانه (فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗيَرَهُ) [الزلزلة 7]، ولتعلم محبة الله للعبد، أنه سيكتب لك الحسنة التي نويتها حتى لو لم تعمل بها، ففي الحديث (فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً) [البخاري ومسلم]، بل إني أتعجب من هذا الحديث الذي يسابق فيه الله سبحانه عبده وهو غير محتاج له ففي الحديث القدسي (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.) [البخاري].
ولأن أعمارنا قصيرة ليست كأعمار قوم نوح عليه السلام، فقد رتب الله الكريم بعض الأعمال اليسيرة لتكون أجرها عظيم، وفضلها جزيل، ودعنا نستعرض معك عدداً من هذه الأعمال، وأولها وأوضحها قيام ليلة القدر يقول عز وجل (لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ)[سورة القدر3] ، فتخيل أن يرتب الله عز وجل على ليلة بأجر84 سنة تقريباً ، ومن ذلك أن رتب على من يصلي في بيت المقدس خمسين صلاة وعلى من صلى في الحرم المدني ألف صلاة ، ومن صلى في الحرم المكي مائة ألف صلاة، فعن أبي الدرداء وجابر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) [البيهقي وصححه الألباني]، وهذا فضل عظيم لمن تيسر له وقام به، فإن لم يتيسر لك فضل الصلاة في هذه المساجد ، ولم يتيسر لك قيام ليلة القدر، ولأن الله يحبك فقد جعل الصلاة المفروضة الخمس اليومية بأجر خمسين صلاة! تخيل أن تصلي خمس صلوات فقط فتعدل خمسين صلاة! الله أكبر، ففي حديث الإسراء والمعراج حين فرض الله الصلاة خمسين صلاة ورجع ﷺ إلى موسى عليه السلام فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعته ، فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي ، فرجعت إلى موسى ، فقال:راجع ربك، فقلت: استحييت من ربي ) [البخاري ومسلم].
ولأن الله يحبك فقد رتب سبحانه على مجموعة من الأعمال اليسيرة لمن فعلها دخول الجنة فهنيئاً لمن وفقه الله لذلك ومنها:
أولا : حسن الخلق، وعن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قَالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّه ﷺ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: (تَقْوى اللَّهِ، وَحُسْنُ الخُلُق ). [الترمذي].
ثانياً: قراءة آية الكرسي دبر كل صلاةٍ من الصلوات المكتوبة، عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لم يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ) [النسائي].
ثالثاَ: الحرص على الوضوء بعد كل حدثٍ والصلاة بعدها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال لبلالٍ عند صلاة الفجر: (يا بلال، حدِّثْني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام، فإني سمعتُ دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة»، قال: ما عملتُ عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طُهورًا في ساعة ليلٍ أو نهارٍ إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كُتب لي أن أصلِّيَ)[البخاري ومسلم].
رابعاً: الحرص على كثرة الصلاة، حيث تكون سببًا في دخول الجنَّة برفقة النبي ﷺ ، لحديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنتُ أبيتُ مع رسول الله ﷺ ، فأتيتُه بوَضوئه وحاجته، فقال لي: «سَلْ»، فقلتُ: أسألك مرافقتك في الجنَّة، قال: «أو غير ذلك؟»، قلتُ: هو ذاك، قال: «فأعنِّي على نفسك بِكثرة السجود) [مسلم].
خامساً: إماطة الأذى عن الطريق، سبب من أسباب دخول الجنة: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ). [مسلم].
سادساً: سيد الاستغفار من قاله وهو موقن به دخل الجنة، فعنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ ﷺ قالَ: (سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ) [البخاري].
سابعاً: التوحيد حتى الممات: فعن عُقبة بن عامر الجُهنيِّ – رضي الله عنه -، أنه قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول:(ليس من عبدٍ يلقَى اللهَ – عز وجل – لا يُشرِكُ به شيئًا، ولم يتندَّ بدمٍ حرامٍ، إلا دخلَ من أيِّ أبوابِ الجنةِ شاء). [أحمدُ وابن ماجه]، وعن عُبادة بن الصامِت – رضي الله عنه -، أنه قال: قال رسولُ الله ﷺ (من عبَدَ اللهَ لا يُشرِكُ به شيئًا، فأقامَ الصلاة، وآتَى الزكاة، وسمِعَ وأطاع؛ فإن الله تعالى يُدخِلُه من أيِّ أبوابِ الجنة شاء، ولها ثمانيةُ أبواب...)[أحمد].
ثامناً: ومما رتبه سبحانه لدخول الجنة أن يتوضَّأَ المُسلمُ، فيُحسِنُ الوضوءَ ثم يتشهد: فعن عُمر بن الخطَّاب – رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله ﷺ (من توضَّأ فأحسنَ الوضوءَ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعَلني من التوابين، واجعَلني من المُتطهِّرين؛ فُتِحَت له ثمانيةُ أبوابِ الجنة يدخُلُ من أيِّها شاء) [الترمذي].
تاسعاً : كما رتب الله سبحانه للمرأة الصالحة أجراً عظيماً، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، أن رسول الله ﷺ قال(إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامَت شهرَها، وحصَّنَت فرْجَها، وأطاعَت زوجَها؛ قيل لها: ادخُلي الجنةَ من أيِّ أبوابِ الجنة شِئتِ)[ابن حبَّان].
عاشراً : من أحصى أسماء الله الحسنى دخل الجنة ، قال - ﷺ -: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ) [البخاري ومسلم].
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على محبة الله سبحانه لعباده وتيسير الجنة لمن أطاعة واتبع رضاه.
وأخيراً فإن من أراد محبة الله فعليه بطاعته (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمَ ) [آل عمران: 31]. وقال سبحانه (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 71]. فينبغي للمؤمن أن يحرص على إتيان أسباب محبة الله تعالى له، وأن يحرص على كل ما يقربنا منه سبحانه بفعل كل مأمور والمسارعة والمبادرة لكل خير، (اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِا حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيّنا مِنْ أنَفْسنا وَأَهْلِينا وَمِنَ المَاءِ البَارِدِ). (اللَّهمَّ ارزُقنا حبَّكَ، وحبَّ مَن ينفعُنا حبُّهُ عندَكَ، اللَّهمَّ ما رزَقتَنا مِمَّا أُحبُّ فاجعَلهُ قوَّةً لي فيما تحبُّ، اللَّهمَّ ما زَوَيتَ عنِّا مِمَّا أحبُّ فاجعَلهُ فراغاً لنا فيما تحبُّ). والله الموفق..
عادل بن عبدالله السلطان
صيد الفوائد
{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }[التوبة 7]
الله يحبك ويحب كل طائع لله تمثل لعبادة ربه، ويقول سبحانه (وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ) [النساء27]، هكذا سبحانه جل جلاله يريد منا التوبة والطاعة والعبادة ودخول الجنة (مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) [مريم 60] ، ولأنه يحبك سبحانه فسيحسب لك حتى الذرة من الحسنات لتزيد من حسناتك يقول سبحانه (فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗيَرَهُ) [الزلزلة 7]، ولتعلم محبة الله للعبد، أنه سيكتب لك الحسنة التي نويتها حتى لو لم تعمل بها، ففي الحديث (فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً) [البخاري ومسلم]، بل إني أتعجب من هذا الحديث الذي يسابق فيه الله سبحانه عبده وهو غير محتاج له ففي الحديث القدسي (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.) [البخاري].
ولأن أعمارنا قصيرة ليست كأعمار قوم نوح عليه السلام، فقد رتب الله الكريم بعض الأعمال اليسيرة لتكون أجرها عظيم، وفضلها جزيل، ودعنا نستعرض معك عدداً من هذه الأعمال، وأولها وأوضحها قيام ليلة القدر يقول عز وجل (لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ)[سورة القدر3] ، فتخيل أن يرتب الله عز وجل على ليلة بأجر84 سنة تقريباً ، ومن ذلك أن رتب على من يصلي في بيت المقدس خمسين صلاة وعلى من صلى في الحرم المدني ألف صلاة ، ومن صلى في الحرم المكي مائة ألف صلاة، فعن أبي الدرداء وجابر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) [البيهقي وصححه الألباني]، وهذا فضل عظيم لمن تيسر له وقام به، فإن لم يتيسر لك فضل الصلاة في هذه المساجد ، ولم يتيسر لك قيام ليلة القدر، ولأن الله يحبك فقد جعل الصلاة المفروضة الخمس اليومية بأجر خمسين صلاة! تخيل أن تصلي خمس صلوات فقط فتعدل خمسين صلاة! الله أكبر، ففي حديث الإسراء والمعراج حين فرض الله الصلاة خمسين صلاة ورجع ﷺ إلى موسى عليه السلام فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعته ، فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي ، فرجعت إلى موسى ، فقال:راجع ربك، فقلت: استحييت من ربي ) [البخاري ومسلم].
ولأن الله يحبك فقد رتب سبحانه على مجموعة من الأعمال اليسيرة لمن فعلها دخول الجنة فهنيئاً لمن وفقه الله لذلك ومنها:
أولا : حسن الخلق، وعن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قَالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّه ﷺ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: (تَقْوى اللَّهِ، وَحُسْنُ الخُلُق ). [الترمذي].
ثانياً: قراءة آية الكرسي دبر كل صلاةٍ من الصلوات المكتوبة، عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لم يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ) [النسائي].
ثالثاَ: الحرص على الوضوء بعد كل حدثٍ والصلاة بعدها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال لبلالٍ عند صلاة الفجر: (يا بلال، حدِّثْني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام، فإني سمعتُ دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة»، قال: ما عملتُ عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طُهورًا في ساعة ليلٍ أو نهارٍ إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كُتب لي أن أصلِّيَ)[البخاري ومسلم].
رابعاً: الحرص على كثرة الصلاة، حيث تكون سببًا في دخول الجنَّة برفقة النبي ﷺ ، لحديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنتُ أبيتُ مع رسول الله ﷺ ، فأتيتُه بوَضوئه وحاجته، فقال لي: «سَلْ»، فقلتُ: أسألك مرافقتك في الجنَّة، قال: «أو غير ذلك؟»، قلتُ: هو ذاك، قال: «فأعنِّي على نفسك بِكثرة السجود) [مسلم].
خامساً: إماطة الأذى عن الطريق، سبب من أسباب دخول الجنة: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ). [مسلم].
سادساً: سيد الاستغفار من قاله وهو موقن به دخل الجنة، فعنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ ﷺ قالَ: (سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ) [البخاري].
سابعاً: التوحيد حتى الممات: فعن عُقبة بن عامر الجُهنيِّ – رضي الله عنه -، أنه قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول:(ليس من عبدٍ يلقَى اللهَ – عز وجل – لا يُشرِكُ به شيئًا، ولم يتندَّ بدمٍ حرامٍ، إلا دخلَ من أيِّ أبوابِ الجنةِ شاء). [أحمدُ وابن ماجه]، وعن عُبادة بن الصامِت – رضي الله عنه -، أنه قال: قال رسولُ الله ﷺ (من عبَدَ اللهَ لا يُشرِكُ به شيئًا، فأقامَ الصلاة، وآتَى الزكاة، وسمِعَ وأطاع؛ فإن الله تعالى يُدخِلُه من أيِّ أبوابِ الجنة شاء، ولها ثمانيةُ أبواب...)[أحمد].
ثامناً: ومما رتبه سبحانه لدخول الجنة أن يتوضَّأَ المُسلمُ، فيُحسِنُ الوضوءَ ثم يتشهد: فعن عُمر بن الخطَّاب – رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله ﷺ (من توضَّأ فأحسنَ الوضوءَ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعَلني من التوابين، واجعَلني من المُتطهِّرين؛ فُتِحَت له ثمانيةُ أبوابِ الجنة يدخُلُ من أيِّها شاء) [الترمذي].
تاسعاً : كما رتب الله سبحانه للمرأة الصالحة أجراً عظيماً، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، أن رسول الله ﷺ قال(إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامَت شهرَها، وحصَّنَت فرْجَها، وأطاعَت زوجَها؛ قيل لها: ادخُلي الجنةَ من أيِّ أبوابِ الجنة شِئتِ)[ابن حبَّان].
عاشراً : من أحصى أسماء الله الحسنى دخل الجنة ، قال - ﷺ -: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ) [البخاري ومسلم].
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على محبة الله سبحانه لعباده وتيسير الجنة لمن أطاعة واتبع رضاه.
وأخيراً فإن من أراد محبة الله فعليه بطاعته (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمَ ) [آل عمران: 31]. وقال سبحانه (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 71]. فينبغي للمؤمن أن يحرص على إتيان أسباب محبة الله تعالى له، وأن يحرص على كل ما يقربنا منه سبحانه بفعل كل مأمور والمسارعة والمبادرة لكل خير، (اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِا حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيّنا مِنْ أنَفْسنا وَأَهْلِينا وَمِنَ المَاءِ البَارِدِ). (اللَّهمَّ ارزُقنا حبَّكَ، وحبَّ مَن ينفعُنا حبُّهُ عندَكَ، اللَّهمَّ ما رزَقتَنا مِمَّا أُحبُّ فاجعَلهُ قوَّةً لي فيما تحبُّ، اللَّهمَّ ما زَوَيتَ عنِّا مِمَّا أحبُّ فاجعَلهُ فراغاً لنا فيما تحبُّ). والله الموفق..
عادل بن عبدالله السلطان
صيد الفوائد