البسملة أعظم عبارة في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].
البسملة أو بسم الله الرحمن الرحيم هي مِفتاح القرآن، قولًا وكتابة؛ فهي أول ما كتب القلم في اللوح المحفوظ، وأول ما ينطق به قارئ القرآن، وأول ما أمر الله به جبريل أن يُقرِئَه النبيَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، فكان أول أمرٍ ينزل عليه معنى بسم الله، ومن ثَمَّ باسم الله نتوكل، وباسمه نبدأ.
لغويًّا البسملة لفظ مشتق من عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقد كانت البسملة قديمًا – أي: في العصر الجاهلي - باسمك اللهم، لكن حين نزل القرآن كانت الآية: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، وقد كتبها النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة، فهي منحوتة من بَسْمَلَ يُبَسْمِل؛ أي: قال: بسم الله الرحمن الرحيم.
ومن ثَمَّ، فإن لفظ الجلالة (الله) هو الاسم الأعظم غنيٌّ عن التعريف، وهو الباري العالي، والأكيد أنه مشتق من ألَه يألَه، ألوهة وإلاهة، فالله هو الإله بمعنى مألوه؛ أي: معبود، فهو ذو الألوهية.
أما (الرحمن): اسم من أسماء الله، ومعناه ذو الرحمة الواسعة، وهي صفة الرحمة من أبرز صفاته، فهو الرحيم بمخلوقاته، والرحمن على وزن فعلان: يدل على الامتلاء والكثرة، وهو أخص أسماء الله تعالى بعد لفظ الجلالة؛ في هذا السياق يقول ابن القيم: "الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دالٌّ على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردتَ فَهمَ هذا، فتأمل قوله: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، وقوله: ﴿ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117]، ولم يجئ قط (رحمن بهم)، فعلم أن (الرحمن) هو الموصوف بالرحمة، و(الرحيم) هو الراحم برحمته، وقد جاء في الأدب وفي شعر عمر بن أبي ربيعة الآتي:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتُها *** فيا حبذا ذاك الحبيب المبسملُ
أهمية البسملة لا يمكن حصرها بمهمة واحدة، فمنزلتها كبيرة في حياة كل مسلم مؤمن، وليس كل مسلم فقط، فقد شرعها الإسلام في كل أمر حَسَنٍ، وخصوصًا في بدايات الأقوال والأفعال؛ إذ تنطق البسملة، وهي قول: "بسم الله الرحمن الرحيم" في عدة وضعيات ومواضيع، تكون الحسنى هدفها، والخير غايتها؛ مثل: قراءة القرآن الكريم، وتحديدًا عند البدء، فهي تتصدر ديباجة كل السور باستثناء سورة التوبة، وفي هذا السياق يقول الطبري (الإمام ابن جرير الطبري): "إن الله - تعالى ذكره وتقدست أسماؤه - أدَّب نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بتعليمه تقديمَ ذكرِ أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وأمره أن يصفَهُ بها قبل جميع مهماته، وجعل ما أدَّبه به من ذلك، وعلَّمه إياه منه لجميع خلقه - سُنَّةً يستنُّون بها، وسبيلًا يتبعونه عليها، في افتتاح أوائل منطقهم، وصدور رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم، حتى أغنت دلالة ما ظهر من قول القائل: بسم الله على ما بطن من مراده الذي هو محذوف"، وليست البسملة فقط مبتدأ كل سورة، ولسائلٍ أن يسألَ: هل يمكن اعتبار البسملة آية من آيات القرآن الكريم؟ نعم، وقد أجمع عليها بعض العلماء؛ إذ نجدها في سورة النمل آيةً بحدِّ ذاتها؛ إذ يقول الله تعالى ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، فهي ليست سورة، بل آية.
في نعم البسملة:
إن البسملة تستعمل للاستفتاح، وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل كلام أو أمر ذي بال لا يُفتح بذكر الله، فهو أبتر - أو قال: أقطع))، وقد تُبارِك البسملة الأرزاق والأملاك، ويستعملها المسلم في بدايات كل فعل يقوم به مهما بلغت أهميته أو بساطته؛ مثل: الأكل، الدراسة، العمل، السفر.
البسملة دواء من كل داء؛ وقد جاء عن علي بن أبي طالب أنه قال في قوله: بسم الله الرحمن الرحيم: "بسم الله، إنه شفاء من كل داء، وعون على كل دواء، وأما الرحمن، فهو عون لكل من آمن به، وهو اسم لم يُسمَّ به غيره، وأما الرحيم فهو لمن تاب وآمن وعمل صالحًا".
نطق مبارك يُستعمل للتبرك في حياة المسلم المؤمن؛ لأنها إذا اقتصرت على المسلم فقط، فهي قول دون إيمان قلبي صادق؛ لأن الإسلام دين يمثل أحد مقومات الهوية، أما حين يضاف الإيمان إلى الإسلام، فإننا نستطيع أن نقر بأن هذا الشخص مسلم حقيقي؛ ذلك أن عبادة الله تقتضي إيمانًا حقيقيًّا، وليس استعمالًا من أجل الانتماء إلى الهوية العربية الإسلامية.
وتستعمل البسملة من جهة تقنية فنية أسلوبية أيضًا من أجل الفصل بين السور، فجميع سور القرآن تفتتح بها ما عدا التوبة.
قراءة البسملة في الصلاة:
في كل صلاة تذكر البسملة عديد المرات، فلا استغناء عن هذه الجملة.
البسملة فخر للخط العربي: كونية البسملة:
شكَّلت البسملة خطابًا كونيًّا عالميًّا، فهي صحيح أنها مما يختص به الدين الإسلامي، إلا أن عظمتها تكسبها طابعًا كونيًّا؛ نظرا لأنها موجودة في الأناجيل، فالبسملة في المسيحية استعملها المسيحيون العرب إحالة على عقيدة التثليث، وتتضمن مجموعة من العبارات والتسميات، كالبسملة المسيحية، أو البسملة الأنطاكية السريانية، وهي إشارة إلى اسم الأب والابن والروح القدس إله واحد.
كما تعتبر البسملة مادة مهمة في البحوث، والكتابات، والمؤلفات، والدراسات، ومراحل تطور الخط العربي؛ يقول محمد إسماعيل بغدادي: وقد وقع نظري على كتابٍ تركي قد جمع بين دفتيه مئات من أشكال الخط المتنوعة لكتابة البسملة، وقد سمَّاه المؤلف بحديقة البسملة (The Garden Of Besmelah).
وهو إقرار بعظمة البسملة ومدى تأثيرها دينيًّا وأدبيًّا وفلسفيًّا؛ لأن هناك بعض الفلاسفة يعتمدونها كديباجة لمؤلفاتهم، خاصة منها الفلسفات الإسلامية القديمة والحديثة منها.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].
البسملة أو بسم الله الرحمن الرحيم هي مِفتاح القرآن، قولًا وكتابة؛ فهي أول ما كتب القلم في اللوح المحفوظ، وأول ما ينطق به قارئ القرآن، وأول ما أمر الله به جبريل أن يُقرِئَه النبيَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، فكان أول أمرٍ ينزل عليه معنى بسم الله، ومن ثَمَّ باسم الله نتوكل، وباسمه نبدأ.
لغويًّا البسملة لفظ مشتق من عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقد كانت البسملة قديمًا – أي: في العصر الجاهلي - باسمك اللهم، لكن حين نزل القرآن كانت الآية: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، وقد كتبها النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة، فهي منحوتة من بَسْمَلَ يُبَسْمِل؛ أي: قال: بسم الله الرحمن الرحيم.
ومن ثَمَّ، فإن لفظ الجلالة (الله) هو الاسم الأعظم غنيٌّ عن التعريف، وهو الباري العالي، والأكيد أنه مشتق من ألَه يألَه، ألوهة وإلاهة، فالله هو الإله بمعنى مألوه؛ أي: معبود، فهو ذو الألوهية.
أما (الرحمن): اسم من أسماء الله، ومعناه ذو الرحمة الواسعة، وهي صفة الرحمة من أبرز صفاته، فهو الرحيم بمخلوقاته، والرحمن على وزن فعلان: يدل على الامتلاء والكثرة، وهو أخص أسماء الله تعالى بعد لفظ الجلالة؛ في هذا السياق يقول ابن القيم: "الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دالٌّ على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردتَ فَهمَ هذا، فتأمل قوله: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، وقوله: ﴿ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117]، ولم يجئ قط (رحمن بهم)، فعلم أن (الرحمن) هو الموصوف بالرحمة، و(الرحيم) هو الراحم برحمته، وقد جاء في الأدب وفي شعر عمر بن أبي ربيعة الآتي:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتُها *** فيا حبذا ذاك الحبيب المبسملُ
أهمية البسملة لا يمكن حصرها بمهمة واحدة، فمنزلتها كبيرة في حياة كل مسلم مؤمن، وليس كل مسلم فقط، فقد شرعها الإسلام في كل أمر حَسَنٍ، وخصوصًا في بدايات الأقوال والأفعال؛ إذ تنطق البسملة، وهي قول: "بسم الله الرحمن الرحيم" في عدة وضعيات ومواضيع، تكون الحسنى هدفها، والخير غايتها؛ مثل: قراءة القرآن الكريم، وتحديدًا عند البدء، فهي تتصدر ديباجة كل السور باستثناء سورة التوبة، وفي هذا السياق يقول الطبري (الإمام ابن جرير الطبري): "إن الله - تعالى ذكره وتقدست أسماؤه - أدَّب نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بتعليمه تقديمَ ذكرِ أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وأمره أن يصفَهُ بها قبل جميع مهماته، وجعل ما أدَّبه به من ذلك، وعلَّمه إياه منه لجميع خلقه - سُنَّةً يستنُّون بها، وسبيلًا يتبعونه عليها، في افتتاح أوائل منطقهم، وصدور رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم، حتى أغنت دلالة ما ظهر من قول القائل: بسم الله على ما بطن من مراده الذي هو محذوف"، وليست البسملة فقط مبتدأ كل سورة، ولسائلٍ أن يسألَ: هل يمكن اعتبار البسملة آية من آيات القرآن الكريم؟ نعم، وقد أجمع عليها بعض العلماء؛ إذ نجدها في سورة النمل آيةً بحدِّ ذاتها؛ إذ يقول الله تعالى ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، فهي ليست سورة، بل آية.
في نعم البسملة:
إن البسملة تستعمل للاستفتاح، وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل كلام أو أمر ذي بال لا يُفتح بذكر الله، فهو أبتر - أو قال: أقطع))، وقد تُبارِك البسملة الأرزاق والأملاك، ويستعملها المسلم في بدايات كل فعل يقوم به مهما بلغت أهميته أو بساطته؛ مثل: الأكل، الدراسة، العمل، السفر.
البسملة دواء من كل داء؛ وقد جاء عن علي بن أبي طالب أنه قال في قوله: بسم الله الرحمن الرحيم: "بسم الله، إنه شفاء من كل داء، وعون على كل دواء، وأما الرحمن، فهو عون لكل من آمن به، وهو اسم لم يُسمَّ به غيره، وأما الرحيم فهو لمن تاب وآمن وعمل صالحًا".
نطق مبارك يُستعمل للتبرك في حياة المسلم المؤمن؛ لأنها إذا اقتصرت على المسلم فقط، فهي قول دون إيمان قلبي صادق؛ لأن الإسلام دين يمثل أحد مقومات الهوية، أما حين يضاف الإيمان إلى الإسلام، فإننا نستطيع أن نقر بأن هذا الشخص مسلم حقيقي؛ ذلك أن عبادة الله تقتضي إيمانًا حقيقيًّا، وليس استعمالًا من أجل الانتماء إلى الهوية العربية الإسلامية.
وتستعمل البسملة من جهة تقنية فنية أسلوبية أيضًا من أجل الفصل بين السور، فجميع سور القرآن تفتتح بها ما عدا التوبة.
قراءة البسملة في الصلاة:
في كل صلاة تذكر البسملة عديد المرات، فلا استغناء عن هذه الجملة.
البسملة فخر للخط العربي: كونية البسملة:
شكَّلت البسملة خطابًا كونيًّا عالميًّا، فهي صحيح أنها مما يختص به الدين الإسلامي، إلا أن عظمتها تكسبها طابعًا كونيًّا؛ نظرا لأنها موجودة في الأناجيل، فالبسملة في المسيحية استعملها المسيحيون العرب إحالة على عقيدة التثليث، وتتضمن مجموعة من العبارات والتسميات، كالبسملة المسيحية، أو البسملة الأنطاكية السريانية، وهي إشارة إلى اسم الأب والابن والروح القدس إله واحد.
كما تعتبر البسملة مادة مهمة في البحوث، والكتابات، والمؤلفات، والدراسات، ومراحل تطور الخط العربي؛ يقول محمد إسماعيل بغدادي: وقد وقع نظري على كتابٍ تركي قد جمع بين دفتيه مئات من أشكال الخط المتنوعة لكتابة البسملة، وقد سمَّاه المؤلف بحديقة البسملة (The Garden Of Besmelah).
وهو إقرار بعظمة البسملة ومدى تأثيرها دينيًّا وأدبيًّا وفلسفيًّا؛ لأن هناك بعض الفلاسفة يعتمدونها كديباجة لمؤلفاتهم، خاصة منها الفلسفات الإسلامية القديمة والحديثة منها.