قال طارق بن زياد للمجاهدين بعدما احرق السفن التي نقلتهم الى الاندلس "البحر من خلفكم والعدو من أمامكم فإين المفر"
فما صحة هذه الرواية :
في الحقيقة أن هذه الرواية ما هى إلا رواية كاذبة مزورة وضعها المستشرقون, ليبرّروا هزيمة 100 ألف من النصارى أما 12 ألف من المسلمين, أولئك المستشرقون أرادوا إيهامنا أن المسلمين إنما قاتلو الصلبيين مكرهين لعدم وجود سفن للهروب! ولعل أولئك المستشرقين لم يفهموا بعد أن المسلمين يبحثون عن الشهادة بحثاً, وكأن المسلمين إنتصروا يوما بكثرة العدد, ثم إن هذه الرواية لم ترد أبداً فى أمهات كتب التاريخ الإسلامية, بل وردت فى المصادر الأوربية فقط, ولم يرد فى أى كتاب من الكتب الإسلامية تعقيب على هذه الفعلة المزعومة إن كانت حراماً أو حلالاً, ثم إن قائداً محنكاً مثل طارق كان يعرف بالتأكيد إمكانية هزيمته وهذا شئ وارد, فكان لزاماً عليه ان ينسحب بالجند إلى البر الأخر حيث المسلمين, وهذا امر جائز فى الشريعة وليس عيباً, والأهم من ذلك كله وهو الذى يفند هذه الرواية الخبيثة تقنيداً تاما, أن تلك السفن لم تكن ملكاً للمسلمين أساساً حتى يسمح المسلمون لأنفسهم بحرقها.
المصدر الدكتور راغب السرجاني في الشريط الثاني من سلسلة "الأندلس من الفتح إلى السقوط