ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ -:
)) ﺍﻟﺤﻴﺂﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒـﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺍﻟﺼﺂﻟﺢ ((
◄ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ : ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺤﻼﻝ ..
ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻠﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻷﻭّﻝ :
( ﻣَﻦْ ﻋَﻤِﻞَ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻣِﻦْ ﺫَﻛَﺮٍ ﺃَﻭْ ﺃُﻧْﺜَﻰ ﻭَﻫُﻮَ ﻣُﺆْﻣِﻦٌ ) ( ﺍﻟﻨﺤﻞ / 97 ) ،
ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :
( ﻓَﻠَﻨُﺤْﻴِﻴَﻨَّﻪُ ﺣَﻴَﺎﺓً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﻭَﻟَﻨَﺠْﺰِﻳَﻨَّﻬُﻢْ ﺃَﺟْﺮَﻫُﻢْ ﺑِﺄَﺣْﺴَﻦِ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ )
( ﺍﻟﻨﺤﻞ / 97 ) .
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻧﺎﻓﻠﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻫﻤﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺑﻪ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﻤﺎً ﻭﻛﻴﻔﺎً .
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ، ﻓﺄﻋﻼﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ "
ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ، ﻭﺃﺩﻧﺎﻩ ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
- ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :
ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻡ ﺍﻵﺧﺮﺓ؟
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﺮﺟﺢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ،
ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ :
( ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ :
ﺍﻷﻭّﻝ : ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺤﻼﻝ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ، ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﺆﺩﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ .
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ : ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻻ ﺗﻄﻴﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﺣﺪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ : ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ .
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ )
- ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﻋﻴﺶ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ :
ﯾﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﻭﻋﻴﺶ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : " ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﻴﺶ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻟﻮﺟﻮﻩ :
ﺍﻷﻭّﻝ : ﺃﻧّﻪ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺭﺯﻗﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻋﺮﻑ ﺃﻧّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻣﺤﺴﻦ ﻛﺮﻳﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﺎﻩ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻭﻋﻠﻢ
ﺃﻥ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺀ .
ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ : ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﺑﺪﺍً ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﻳﻘﺪﺭ
ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻬﺎ، ﻷﻥّ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ،
ﻓﻌﻨﺪ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻈﻤﻬﺎ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻓﻼً ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ،
ﻓﻌﻨﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻳﻌﻈﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ .
ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ : ﺃﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻨﺸﺮﺡ ﺑﻨﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻠﻮﺀﺍً
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺃﻣﺎ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ
ﻓﺈﻧّﻪ ﺧﺎﻝٍ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻼ ﺟَﺮّﻡَ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻤﻠﻮﺀﺍً ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ
ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﺭﺍﺑﻌﻬﺎ : ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﺎﺭﻑ ﺃﻥ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺧﺴﻴﺴﺔ، ﻓﻼ ﻳﻌﻈﻢ
ﻓﺮﺣﻪ ﺑﻮﺟﺪﺍﻧﻬﺎ، ﻭﻏﻤﻪ ﺑﻔﻘﺪﺍﻧﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻐﺎﻳﺮﻫﺎ،
ﻓﻼ ﺟﺮﻡ ﻳﻌﻈﻢ ﻓﺮﺣﻪ ﺑﻮﺟﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﻏﻤﻪ ﺑﻔﻘﺪﺍﻧﻬﺎ .
ﻭﺧﺎﻣﺴﻬﺎ : ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ، ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﺐ،
ﻓﻠﻮﻻ ﺗﻐﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ
- ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻧﺒﻠﻬﺎ :
ﻳﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺃﻥ :
( ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﻧﺒﻠﻬﺎ، ﻭﻗﻮﺓ ﺭﺟﺎﺋﻬﻢ،
ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻣﺮ ﻣﻠﺬ، ﻓﺒﻬﺬﺍ ﺗﻄﻴﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺑﺄﻧّﻬﻢ ﺍﺣﺘﻘﺮﻭﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺰﺍﻟﺖ
ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻀﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻝ ﺣﻼﻝ، ﻭﺻﺤﺔ ﺃﻭ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻓﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎﻝ،
ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﻄﻴﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺭﺍﺗﺐ ) .
- ﻫﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺷﺮﻁ .. ؟
ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﻻ
ﻳﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻝ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻳﻬﻠﻜﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻳﺒﻴﻌﻮﻥ ﻗﻴﻤﻬﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ .. ﻭﻳﺮﺩ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻘﻮﻟﻪ : " ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺟﺰﺍﺅﻩ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻻ ﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﻋﻤﺔ ﺭﻏﺪﺓ ﺛﺮﻳﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺗﻄﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ : ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻪ،
ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺳﺘﺮﻩ ﻭﺭﺿﺎﻩ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ
ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻣﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻻ ﻋﻨﺼﺮﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ،
ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺼﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﺯﻛﻰ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ."
- ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ، ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﻄﻐﻲ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﻨﺴﺒﻪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻗُﻞْ ﺑِﻔَﻀْﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺑِﺮَﺣْﻤَﺘِﻪِ ﻓَﺒِﺬَﻟِﻚَ ﻓَﻠْﻴَﻔْﺮَﺣُﻮﺍ ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺠْﻤَﻌُﻮﻥَ )
( ﻳﻮﻧﺲ / 58 ) .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻓَﺮِﺣِﻴﻦَ ﺑِﻤَﺎ ﺁﺗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ) ( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ / 170 ) .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻲ :
" ﺃﻱ ﻗﻞ ﻟﻬﻢ ﻟﻴﻔﺮﺣﻮﺍ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ."
ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً :
" ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ."
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ :
" ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ( ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺠْﻤَﻌُﻮﻥَ ) ، ﺃﻱ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﺑﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺴﻮﻣﺔ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻷﻧّﻪ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ، ﻭﺗﻠﻚ
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻦ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺩﻳﺪﻧﻬﻢ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻭﺟﻬﻮﺍ ﻫﻤﺘﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ
ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺇﻧﻔﺎﻗﻪ، ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﺫﻫﺒﺖ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ) .
- ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ .. ؟؟
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :
" ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺬﺓ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ، ﻭﻧﻴﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻰ، ﻓﻴﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻘﺪﻩ
ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ : ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻢ ."
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ :
( ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺃﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻟﺬﺗﻪ ﻭﺑﻬﺠﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻧﻌﻴﻤﻪ،
ﻭﺍﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﺬﺍﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ
ﻭﺳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺬﺓ ﻭﺑﻬﺠﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭ، ﻓﻜﻞ ﻓﺮﺡ ﺭﺍﺽ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ
ﺭﺍﺽ ﻓﺮﺣﺎً، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﺨﻂ ."
- ﻓﺮﺣﺘﺎﻥ :
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﺮﺣﺘﺎﻥ، ﻓﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺰﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻓﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﻓﺈﻥ ﺃﺛﺮﻩ ﺑﺎﻕٍ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ، ﻓﺈﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ
ﺑﻬﺎ، ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ،
ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ( ﺹ ) ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ، ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﺎﺩﺭ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻴﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﺛﻢّ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻧﻮﺭﺍً ﻳﺘﻸﻷ،
ﺛﻢّ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺮﻯ
ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻘﻴﻢ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :
" ﺫﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻋﻘﻴﺐ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻗَﺪْ
ﺟَﺎﺀَﺗْﻜُﻢْ ﻣَﻮْﻋِﻈَﺔٌ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﺷِﻔَﺎﺀٌ ﻟِﻤَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼُّﺪُﻭﺭِ ﻭَﻫُﺪًﻯ ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ )
( ﻳﻮﻧﺲ / 57 ) ، ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ، ﻭﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ " ﺍﻟﻤﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻭﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻟﻌﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻐﻲ
، ﻭﺍﻟﺴﻔﻪ – ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﺃﻟﻤﺎً ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﻟﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﻟﻢ
ﺗﺤﺲ ﺑﺄﻟﻤﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻯ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﻛﻞ
ﻣﺆﻟﻢ ﻣﺤﺰﻥ، ﻭﻣﺎ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﺎ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺛﻠﺞ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ،
ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻪ، ﻭﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺐ
ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻭﻟﺬﺓ، ﻭﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻭﻣﺆﻟﻢ .
ﻓﺬﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ، ﺃﻱ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﻓﺮﺡ ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﺡ ﺑﺄﺟﻞ ﻣﻔﺮﻭﺡ، ﻻ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻟﻠﻔﺮﺡ، ﻷﻧّﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻶﻓﺎﺕ ﻭﻭﺷﻴﻚ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ، ﻭﺧﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ،
ﻭﻫﻮ ﻃﻴﻒ ﺧﻴﺎﻝ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺼﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﺛﻢّ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻭﻭﻟﻰ ﺍﻟﻄﻴﻒ،
ﻭﺃﻋﻘﺐ ﻣﺰﺍﺭﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﻥ .
- ﻣﺆﺷﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ – ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺑﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ، ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﺆﺷﺮﺍً ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ،
ﺃﻭ ﺿﻌﻴﻔﻪ ﻻ ﻳﻔﺮﺡ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ، ﻭﻳﺰﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ -:
)) ﺍﻟﺤﻴﺂﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒـﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺍﻟﺼﺂﻟﺢ ((
◄ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ : ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺤﻼﻝ ..
ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻠﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻷﻭّﻝ :
( ﻣَﻦْ ﻋَﻤِﻞَ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻣِﻦْ ﺫَﻛَﺮٍ ﺃَﻭْ ﺃُﻧْﺜَﻰ ﻭَﻫُﻮَ ﻣُﺆْﻣِﻦٌ ) ( ﺍﻟﻨﺤﻞ / 97 ) ،
ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :
( ﻓَﻠَﻨُﺤْﻴِﻴَﻨَّﻪُ ﺣَﻴَﺎﺓً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﻭَﻟَﻨَﺠْﺰِﻳَﻨَّﻬُﻢْ ﺃَﺟْﺮَﻫُﻢْ ﺑِﺄَﺣْﺴَﻦِ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ )
( ﺍﻟﻨﺤﻞ / 97 ) .
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻧﺎﻓﻠﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻫﻤﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺑﻪ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﺎ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﻤﺎً ﻭﻛﻴﻔﺎً .
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ، ﻓﺄﻋﻼﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ "
ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ، ﻭﺃﺩﻧﺎﻩ ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
- ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :
ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻡ ﺍﻵﺧﺮﺓ؟
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﺮﺟﺢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ،
ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ :
( ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ :
ﺍﻷﻭّﻝ : ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺤﻼﻝ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ، ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﺆﺩﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ .
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ : ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻻ ﺗﻄﻴﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﺣﺪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ : ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ .
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ )
- ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﻋﻴﺶ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ :
ﯾﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﻭﻋﻴﺶ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : " ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﻴﺶ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻟﻮﺟﻮﻩ :
ﺍﻷﻭّﻝ : ﺃﻧّﻪ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺭﺯﻗﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻋﺮﻑ ﺃﻧّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻣﺤﺴﻦ ﻛﺮﻳﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻗﻀﺎﻩ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻭﻋﻠﻢ
ﺃﻥ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺀ .
ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ : ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﺑﺪﺍً ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﻳﻘﺪﺭ
ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻬﺎ، ﻷﻥّ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ،
ﻓﻌﻨﺪ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻈﻤﻬﺎ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻓﻼً ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ،
ﻓﻌﻨﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻳﻌﻈﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ .
ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ : ﺃﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻨﺸﺮﺡ ﺑﻨﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻠﻮﺀﺍً
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺃﻣﺎ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ
ﻓﺈﻧّﻪ ﺧﺎﻝٍ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻼ ﺟَﺮّﻡَ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻤﻠﻮﺀﺍً ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ
ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﺭﺍﺑﻌﻬﺎ : ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﺎﺭﻑ ﺃﻥ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺧﺴﻴﺴﺔ، ﻓﻼ ﻳﻌﻈﻢ
ﻓﺮﺣﻪ ﺑﻮﺟﺪﺍﻧﻬﺎ، ﻭﻏﻤﻪ ﺑﻔﻘﺪﺍﻧﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻐﺎﻳﺮﻫﺎ،
ﻓﻼ ﺟﺮﻡ ﻳﻌﻈﻢ ﻓﺮﺣﻪ ﺑﻮﺟﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭﻏﻤﻪ ﺑﻔﻘﺪﺍﻧﻬﺎ .
ﻭﺧﺎﻣﺴﻬﺎ : ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ، ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﺐ،
ﻓﻠﻮﻻ ﺗﻐﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ
- ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻧﺒﻠﻬﺎ :
ﻳﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺃﻥ :
( ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﻧﺒﻠﻬﺎ، ﻭﻗﻮﺓ ﺭﺟﺎﺋﻬﻢ،
ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻣﺮ ﻣﻠﺬ، ﻓﺒﻬﺬﺍ ﺗﻄﻴﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺑﺄﻧّﻬﻢ ﺍﺣﺘﻘﺮﻭﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺰﺍﻟﺖ
ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻀﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻝ ﺣﻼﻝ، ﻭﺻﺤﺔ ﺃﻭ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻓﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎﻝ،
ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﻄﻴﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺭﺍﺗﺐ ) .
- ﻫﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺷﺮﻁ .. ؟
ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﻻ
ﻳﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻝ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻳﻬﻠﻜﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻳﺒﻴﻌﻮﻥ ﻗﻴﻤﻬﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ .. ﻭﻳﺮﺩ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻘﻮﻟﻪ : " ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺟﺰﺍﺅﻩ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻻ ﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﻋﻤﺔ ﺭﻏﺪﺓ ﺛﺮﻳﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺗﻄﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ : ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻪ،
ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺳﺘﺮﻩ ﻭﺭﺿﺎﻩ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ
ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻣﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺇﻻ ﻋﻨﺼﺮﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ،
ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺼﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﺯﻛﻰ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ."
- ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ، ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﻄﻐﻲ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﻨﺴﺒﻪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻗُﻞْ ﺑِﻔَﻀْﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺑِﺮَﺣْﻤَﺘِﻪِ ﻓَﺒِﺬَﻟِﻚَ ﻓَﻠْﻴَﻔْﺮَﺣُﻮﺍ ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺠْﻤَﻌُﻮﻥَ )
( ﻳﻮﻧﺲ / 58 ) .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻓَﺮِﺣِﻴﻦَ ﺑِﻤَﺎ ﺁﺗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ) ( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ / 170 ) .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻲ :
" ﺃﻱ ﻗﻞ ﻟﻬﻢ ﻟﻴﻔﺮﺣﻮﺍ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ."
ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً :
" ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ."
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ :
" ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ( ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻣِﻤَّﺎ ﻳَﺠْﻤَﻌُﻮﻥَ ) ، ﺃﻱ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﺑﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻧﻔﻊ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺴﻮﻣﺔ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻷﻧّﻪ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ، ﻭﺗﻠﻚ
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻦ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺩﻳﺪﻧﻬﻢ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻭﺟﻬﻮﺍ ﻫﻤﺘﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ
ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺇﻧﻔﺎﻗﻪ، ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﺫﻫﺒﺖ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ) .
- ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ .. ؟؟
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :
" ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺬﺓ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ، ﻭﻧﻴﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻰ، ﻓﻴﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻘﺪﻩ
ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ : ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻢ ."
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ :
( ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺃﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻟﺬﺗﻪ ﻭﺑﻬﺠﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻧﻌﻴﻤﻪ،
ﻭﺍﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﺬﺍﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ
ﻭﺳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺬﺓ ﻭﺑﻬﺠﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭ، ﻓﻜﻞ ﻓﺮﺡ ﺭﺍﺽ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ
ﺭﺍﺽ ﻓﺮﺣﺎً، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﺨﻂ ."
- ﻓﺮﺣﺘﺎﻥ :
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﺮﺣﺘﺎﻥ، ﻓﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺰﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻓﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﻓﺈﻥ ﺃﺛﺮﻩ ﺑﺎﻕٍ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ، ﻓﺈﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ
ﺑﻬﺎ، ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ،
ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ( ﺹ ) ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ، ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﺎﺩﺭ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻴﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﺛﻢّ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻧﻮﺭﺍً ﻳﺘﻸﻷ،
ﺛﻢّ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺮﻯ
ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻘﻴﻢ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :
" ﺫﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻋﻘﻴﺐ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻗَﺪْ
ﺟَﺎﺀَﺗْﻜُﻢْ ﻣَﻮْﻋِﻈَﺔٌ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﺷِﻔَﺎﺀٌ ﻟِﻤَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼُّﺪُﻭﺭِ ﻭَﻫُﺪًﻯ ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ )
( ﻳﻮﻧﺲ / 57 ) ، ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ، ﻭﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ " ﺍﻟﻤﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻭﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻟﻌﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻐﻲ
، ﻭﺍﻟﺴﻔﻪ – ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﺃﻟﻤﺎً ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﻟﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﻟﻢ
ﺗﺤﺲ ﺑﺄﻟﻤﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻯ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﻛﻞ
ﻣﺆﻟﻢ ﻣﺤﺰﻥ، ﻭﻣﺎ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﺎ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺛﻠﺞ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ،
ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻪ، ﻭﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺐ
ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻭﻟﺬﺓ، ﻭﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻭﻣﺆﻟﻢ .
ﻓﺬﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ، ﺃﻱ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﻓﺮﺡ ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﺡ ﺑﺄﺟﻞ ﻣﻔﺮﻭﺡ، ﻻ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻟﻠﻔﺮﺡ، ﻷﻧّﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻶﻓﺎﺕ ﻭﻭﺷﻴﻚ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ، ﻭﺧﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ،
ﻭﻫﻮ ﻃﻴﻒ ﺧﻴﺎﻝ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺼﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﺛﻢّ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻭﻭﻟﻰ ﺍﻟﻄﻴﻒ،
ﻭﺃﻋﻘﺐ ﻣﺰﺍﺭﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﻥ .
- ﻣﺆﺷﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ – ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺑﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ، ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﺆﺷﺮﺍً ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ،
ﺃﻭ ﺿﻌﻴﻔﻪ ﻻ ﻳﻔﺮﺡ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ، ﻭﻳﺰﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ