تعرفوا على الفارس الذى أذاق المشركين ويلات العذاب :
أنه البطل "البراء بن مالك الأنصاري" رضي الله عنه أخو أنس بن مالك خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم
هذا البطل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ؛ لأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ) رواه الترمذي، وصححه الألباني
-
لقد شاهد بطلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع المشاهد "الغزوات" إلا بدرًا، وكان ممن بايع تحت الشجرة الذين قال الله تعالى فيهم (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح:18).
-
وقد اشتهر عنه أنه قتل في حروبه مائة نفس من المشركين الشجعان مبارزة، واشتهر عنه أنه بارز مرزبان أمير الفرس في الزارة قرية بالبحرين فطعنه فصرعه وأوقعه من على فرسه وأخذ سَلَبه ما عليه من ملابس وحلية وغير ذلك ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ)
(متفق عليه).
-
ومن أيامه الغُر رضي الله عنه "يوم اليمامة" موقعة بين المسلمين وبين أتباع مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة حيث اشتد القتال، وقتل من حملة القرآن أربعمائة وخمسون رضي الله عنهم، بعد أن أبلوا بلاء حسنًا، وتركوا وراءهم أقوالاً عظيمة نبراسًا لحملة كتاب الله تعالى
قال أبو حذيفة رضي الله عنه "يا أهل القرآن، زينوا القرآن بالفعال"، وقال المهاجرون لسالم مولى أبي حذيفة: "نخشى أن نؤتى من قبلك ؟
قال "بئس حامل القرآن أنا إذن" رضي الله عنهم
لقد صبر الصحابة في هذا الموطن "يوم اليمامة" صبرًا لم يُعهد مثله، ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى فتح الله عليهم، وولَّى الكفار الأدبار، واتبعهم الصحابة يضعون السيوف في أعناقهم حتى ألجئوهم إلى "حديقة الموت".
وهنا يسجل التاريخ الإسلامي موقف فى قمة الروعة والجمال لبطلنا المجاهد البراء_بن_مالك_الإنصاري حيث يقول البراء للمسلمين "يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة" فاحتملوه فوق الجُحف "التروس من جلود" ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من سورها، فلم يزل يقاتلهم حتى فتح بابها، ودخل المسلمون الحديقة يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة، حتى خلصوا إلى مسيلمة لعنه الله فتقدم إليه "وحشي بن حرب" فرماه بحربته فأصابه، وخرجت من الجانب الآخر، وسارع "أبو دجانة" فضربه بالسيف فسقط قتيلا والحمد لله
وظل بطلنا مجاهدًا في سبيل الله يتقلب في مواطن الجهاد المختلفة إلى أن جاء يوم "تستر" وهى مدينة من مدن خوزستان، وكان هذا فى سنة عشرين من الهجرة، وكان يومًا مشهودًا من أيامه الغُر أيضًا، قال له المسلمون: "يا براء، أقسم على ربك" وقد علموا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حقه، فقال: "أُقسم عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيك"، فحمل البراء على الفُرس فكان فى مقدمة الصفوف، هجم الفارس علي الفرس كالذي يطلب الشهادة فقط ولا يرضى بغيرها، فحمل الناس معه، ففتح الله تعالى لهم، وقُتل البراء رضي الله عنه شهيدًا قتل البطل وهو مهاجماً وليس مدافع مقبل غير مدبر، رضى الله عنه وأرضاه،