سيتيفيس
من ناحية تاريخية، تعتبر سطيف
من بيت المدن القديمة في الجزائر إن لم يكن في العالم، فقد أثبتت
الاكتشافات الأثرية الحديثة في عين حنش بالعلمة (أحد أهم مدن ولاية
سطيف)وجود حضارات تعود إلى الإنسان البدائي، وقد مرت عليها كل غزوات
وحضارات البحر المتوسط، لكنها عرفت ازدهار خاصا مع الرومان الذين أعادوا
بناءها، ولا تزال شواهد معمارهم موجودة حتى اليوم، كما أن اسمها مشتق من
الكلمة الرومانية سيتيفيس. وقد وجد الرومان فيها المنطقة المثالية للراحة
والاستجمام بما حباها الله من ينابيع معدنية وأنهار وهواء ناعم، إلى جانب
خصوبة الأرض، فقد كانوا يسمونها مطمورة روما، ومن هذه الصفة استمدت تسميتها
ستيفيس التي تعني الأرض السوداء أو الخصبة، وقد أحاطها الرومان بمدن وقلاع
كبرى لا تزال منها مدينة جميلة التي تعتبر من الآثار المحمية من طرف
اليونسكو، وهي تطل على قلاع أخرى لم تنته بها الحفريات بعد، وكل ذلك لحماية
منطقة سطيف من الغزاة والمحاربين البرابرة الذين هم السكان الأصليون
للمنطقة، كما كانوا يطلقون على السكان الأصليين الأمازيغ. لكن الوندال
أخرجوهم بعد أربعمائة سنة من الاستقرار فيها، ثم جاء من بعدهم قبائل آخرون
من أهمهم قبائل الريغة القبالة كما يعرفون الآن وهم من قبائل الزناتة ومن
قادتهم وكان على رأسهم الملك البربري ألقاتهن فريدهان ماسكيولس ملك شاب شرس
ومغوار ،لكنه لم يفلح في انشاء مملكة نوميدية خالصة للعرق الشاوي رغم أن
له من يناصرونه من أمراء البربر أي من امراء الجيوش وعلى رأسهم الأمير
الكهم زيليوس ريزاميه البطل الشجاع المذكور في الروايات والقصائد البربرية
الشعبية ودخلوا مدينة مزلوق وأقامو فيها وهناك من كتب التاريخ من يقول أنهم
هم من أسسوا مدينة مزلوق وكانو يهيؤونها لتكون عاصمة نوميدية جديدة بدل
التي خسروها في الشرق_ أنظر كتاب ملوك الشرق (كتاب تركي)، وكتاب آخر
المعارك البربرية طبعة بالفرنسية موجود حاليا بالمكتبة الكبرى بباريس ولكن
أدى غدر الخدام أو السيس وهم من يعرفون الآن بريغة الضهرة إلى مقتل الملك
ماكسيلوس القاتهن والأمير الكهم زيليوس ريزاميه بالسم غدرا وغيلة لأنهم
عجزو عن مجابهتهم في الميدان فلجؤو إلى الحيلة وسمموهم في مأدبة عشاء
أقامها الملك على شرف القبائل المنضمة تحت لواءه في يوم الناير كما تذكر
الروايات الشعبية.وكانت للأمراء المتبقون عدت معارك مع ملوك بربر آخرون من
جهة ومع الدولة الرومانية من جهة والتي كان لهم من يحارب لهم بالنيابة
فلمااجتمعت الجيوش عليهم طلبوا من قبائلهم ترك مزلوق والتوجه إلى كاستيلوم
فارطانيانس قصر الطير - قصر الأبطال حاليا- لكن آثرت بعض القبائل العودة
إلى الموطن الأول خاصة قبائل القائد ريزاميه وقرروا عودتهم إلى خنشلة بعدما
عملت أيدي الغدر من العبيد الخدم ريغة الضهرة ما عملت من اغتيالات في صفوف
الأمراء وأبنائهم حتى شارفو من ابادة النسل كله وذالك عملا برأي المنجمون
اليهود الذين نصحوهم بئبادت كل أبناء الملك الشاب منعا من تحقق النبوءة
التي تحكي عن ضهور القيصر الموعود الذي سيسترد عرش أبيه ويبني مملكته على
كافة الشمال ومن البحر إلى النهر. وبقيت سطيف بين المد والجزر إلى أن فتحها
المسلمون حوالي سنة 90 هجرية، ويذكر معجم البلدان لياقوت الحموي أنها ذات
زرع عظيم، ومنها خرج أبو عبد الله الشيعي داعية عبيد الله المسمى بالمهدي.
وقد أصبحت في القرون الوسطى مركز ثورات وحضارات وعاصمة دول تأسست على أنقاض
دول أخرى، لكنها مع نزوح الحماديين إلى بجاية الناصرية وتحويلها عاصمة لهم
تم إفراغ مدينة سطيف من علمائها وإدارييها المتمرسين وحرفييها ويدها
العاملة فانتكست المدينة قرونا عديدة. عرفت سطيف في العصور الحديثة بأحداث 8
مايو 1945 التي واجهت الآلة الاستعمارية لفرنسا وشكلت الوعي الأول لثورة
التحرير التي انطلقت بعد ذلك بعشر سنوات وحررت الجزائر.
من ناحية تاريخية، تعتبر سطيف
من بيت المدن القديمة في الجزائر إن لم يكن في العالم، فقد أثبتت
الاكتشافات الأثرية الحديثة في عين حنش بالعلمة (أحد أهم مدن ولاية
سطيف)وجود حضارات تعود إلى الإنسان البدائي، وقد مرت عليها كل غزوات
وحضارات البحر المتوسط، لكنها عرفت ازدهار خاصا مع الرومان الذين أعادوا
بناءها، ولا تزال شواهد معمارهم موجودة حتى اليوم، كما أن اسمها مشتق من
الكلمة الرومانية سيتيفيس. وقد وجد الرومان فيها المنطقة المثالية للراحة
والاستجمام بما حباها الله من ينابيع معدنية وأنهار وهواء ناعم، إلى جانب
خصوبة الأرض، فقد كانوا يسمونها مطمورة روما، ومن هذه الصفة استمدت تسميتها
ستيفيس التي تعني الأرض السوداء أو الخصبة، وقد أحاطها الرومان بمدن وقلاع
كبرى لا تزال منها مدينة جميلة التي تعتبر من الآثار المحمية من طرف
اليونسكو، وهي تطل على قلاع أخرى لم تنته بها الحفريات بعد، وكل ذلك لحماية
منطقة سطيف من الغزاة والمحاربين البرابرة الذين هم السكان الأصليون
للمنطقة، كما كانوا يطلقون على السكان الأصليين الأمازيغ. لكن الوندال
أخرجوهم بعد أربعمائة سنة من الاستقرار فيها، ثم جاء من بعدهم قبائل آخرون
من أهمهم قبائل الريغة القبالة كما يعرفون الآن وهم من قبائل الزناتة ومن
قادتهم وكان على رأسهم الملك البربري ألقاتهن فريدهان ماسكيولس ملك شاب شرس
ومغوار ،لكنه لم يفلح في انشاء مملكة نوميدية خالصة للعرق الشاوي رغم أن
له من يناصرونه من أمراء البربر أي من امراء الجيوش وعلى رأسهم الأمير
الكهم زيليوس ريزاميه البطل الشجاع المذكور في الروايات والقصائد البربرية
الشعبية ودخلوا مدينة مزلوق وأقامو فيها وهناك من كتب التاريخ من يقول أنهم
هم من أسسوا مدينة مزلوق وكانو يهيؤونها لتكون عاصمة نوميدية جديدة بدل
التي خسروها في الشرق_ أنظر كتاب ملوك الشرق (كتاب تركي)، وكتاب آخر
المعارك البربرية طبعة بالفرنسية موجود حاليا بالمكتبة الكبرى بباريس ولكن
أدى غدر الخدام أو السيس وهم من يعرفون الآن بريغة الضهرة إلى مقتل الملك
ماكسيلوس القاتهن والأمير الكهم زيليوس ريزاميه بالسم غدرا وغيلة لأنهم
عجزو عن مجابهتهم في الميدان فلجؤو إلى الحيلة وسمموهم في مأدبة عشاء
أقامها الملك على شرف القبائل المنضمة تحت لواءه في يوم الناير كما تذكر
الروايات الشعبية.وكانت للأمراء المتبقون عدت معارك مع ملوك بربر آخرون من
جهة ومع الدولة الرومانية من جهة والتي كان لهم من يحارب لهم بالنيابة
فلمااجتمعت الجيوش عليهم طلبوا من قبائلهم ترك مزلوق والتوجه إلى كاستيلوم
فارطانيانس قصر الطير - قصر الأبطال حاليا- لكن آثرت بعض القبائل العودة
إلى الموطن الأول خاصة قبائل القائد ريزاميه وقرروا عودتهم إلى خنشلة بعدما
عملت أيدي الغدر من العبيد الخدم ريغة الضهرة ما عملت من اغتيالات في صفوف
الأمراء وأبنائهم حتى شارفو من ابادة النسل كله وذالك عملا برأي المنجمون
اليهود الذين نصحوهم بئبادت كل أبناء الملك الشاب منعا من تحقق النبوءة
التي تحكي عن ضهور القيصر الموعود الذي سيسترد عرش أبيه ويبني مملكته على
كافة الشمال ومن البحر إلى النهر. وبقيت سطيف بين المد والجزر إلى أن فتحها
المسلمون حوالي سنة 90 هجرية، ويذكر معجم البلدان لياقوت الحموي أنها ذات
زرع عظيم، ومنها خرج أبو عبد الله الشيعي داعية عبيد الله المسمى بالمهدي.
وقد أصبحت في القرون الوسطى مركز ثورات وحضارات وعاصمة دول تأسست على أنقاض
دول أخرى، لكنها مع نزوح الحماديين إلى بجاية الناصرية وتحويلها عاصمة لهم
تم إفراغ مدينة سطيف من علمائها وإدارييها المتمرسين وحرفييها ويدها
العاملة فانتكست المدينة قرونا عديدة. عرفت سطيف في العصور الحديثة بأحداث 8
مايو 1945 التي واجهت الآلة الاستعمارية لفرنسا وشكلت الوعي الأول لثورة
التحرير التي انطلقت بعد ذلك بعشر سنوات وحررت الجزائر.