احتمال وجود رابط بين توقف الدوري «الفرنسي» وحجب «الجائزة» من قبل المجلة «الفرنسية»
مرّ إعلان مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية، الإثنين، عن عدم منح جائزة «الكرة الذهبية» للعام 2020 التي تخصص لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، مرور الكرام.
حجّة أن «للظروف الاستثنائية، ترتيبات استثنائية. للمرة الأولى في تاريخها الذي بدأ العام 1956، لن يتم منح جائزة الكرة الذهبية في غياب الظروف الملائمة الكافية»، جاءت «عارية» من الإقناع.
وبررت المجلة الخطوة بسلسلة من الأسباب، معتبرةً أنّ «عاماً فريداً إلى هذا الحد لا يمكن، ولا يجب، أن يتم التعامل معه كعام اعتيادي. في لحظات الشك، الامتناع أجدى من التشبث».
ورأت «فرانس فوتبول» أن المساواة تقتضي منح «الكرة الذهبية» بناءً على قواعد مقارنة متكافئة، وأن ذلك لن يكون ممكناً «في ظل وقف مواسم البعض بشكل قاطع» واستكمال مواسم آخرين.
النقطة الأخيرة، تحديداً، هي التي تستحق التوقف عندها، خصوصاً أن «الكرة الذهبية» نادراً ما خرجت، في اختيار فرسانها، عن سطوة البطولات الخمس الكبرى التي استؤنفت «رغم أنف فيروس كورونا»، باستثناء الدوري الفرنسي (ليغ 1) الذي جرى إنهاؤه بشكل مبكر، وبالتالي لم يُستكمل، إذ جرى تتويج باريس سان جرمان المتصدر باللقب.
في هذا السياق، يُطرح سؤال حول احتمال وجود رابط بين توقف الدوري «الفرنسي» وحجب «الجائزة» من قبل المجلة «الفرنسية» أيضاً.
وفوق كل ذلك، ثمة عدد من اللاعبين الذي تألقوا، في الموسم الراهن، الذي كان، حتى التوقف، قد بلغ الثلث الأخير منه، وبالتالي وجب تكريم من يستحق، ونتحدث هنا بالتحديد عن ثنائي ريال مدريد الإسباني، سيرخيو راموس والفرنسي كريم بنزيمة، ونجم بايرن ميونيخ الألماني، البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فضلاً عن لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، البلجيكي كيفن دي بروين.
حتى أنّ المجلة الغرّاء لم تنتظر استكمال دوري أبطال أوروبا و«يوروبا ليغ» لمقاربة مسألة حجب الجائزة بصورة أكثر منطقية.
لا شك في أنّ شماعة «كورونا» جاهزة دائماً مع ما يحيط بها من دوافع نبيلة تتجاوز الحاجة، أحياناً، حتى بدا المنظر أشبه بـ«من يرمي جاره بوردة... فيرديه قتيلاً».
اللافت أن الاتحاد الدولي للعبة كان اتخذ خطوة بحجب جوائز «الأفضل» للعام 2020، في منتصف مايو الماضي، عندما كانت الجائحة في عزّها، بيد أن «فرانس فوتبول» اتخذت قرارها بعد تبلور الرؤية وتبنّي «بروتوكولات صحية» صارمة وتحديد مواعيد المباريات وتتويج أندية بالألقاب المحلية وتأكيد المضي قدماً في المسابقتين الأوروبيتين (دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»).
المجلة اعتبرت أن الصيغ المختلفة التي سيتم بها استكمال بعض المسابقات القارية (مثل البطولة الختامية المختصرة التي سينظمها الاتحاد الأوروبي للعبة لاستكمال دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»)، بالإضافة إلى زيادة عدد التبديلات في المباريات (من ثلاثة إلى خمسة) وإقامة اللقاءات خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، كلها عوامل أخذت في الاعتبار لاتخاذ قرار عدم منح الجائزة.
هذه الحجج مردودة بالكامل، للأسباب التالية:
1- هل أن «الكرة الذهبية» تذهب دائماً إلى اللاعب المجلّي في المسابقتين الأوروبيتين؟ فالأرجنتيني ليونيل ميسي توّج، في الموسم الماضي، بالجائزة على الرغم من عدم فوزه بدوري الأبطال.
2 - ما الرابط بين زيادة عدد التبديلات من جهة وبين اختيار أفضل لاعب من جهة أخرى؟ وماذا لو استمر نظام التبديلات في الموسم المقبل وهو ما تقرر بالفعل؟ هل ستُحجب الجائزة مجدداً؟
3 - أين العلاقة بين إقامة المباريات من دون جماهير ومعايير اختيار أفضل لاعب؟
«فرانس فوتبول» ذاتها رجحت أن يكون المشاركون في عملية التصويت قد عانوا، خلال الأشهر الماضية، من «التشتت أو عدم التركيز على مهمتهم الرقابية (المتابعة للاختيار)، بسبب أولويات أخرى وأمور طارئة». ولكن كيف تأكدت المجلة من هذا المعطى؟
معلوم أنه، وبخلاف الجوائز الأخرى، تطرح إدارة التحرير في «فرانس فوتبول» 30 اسماً مرشحاً يجري اختيار خمسة منها وفق الترتيب التالي: الأول (6 نقاط)، الثاني (4)، الثالث (3)، الرابع (2)، والخامس (نقطة واحدة).
وهكذا يقوم إعلاميون يزيد عددهم على 150، من أوروبا وخارجها، بـ«المهمة»، غير أن الكشف عن النتائج، في السنة قبل الماضية مثلاً، أفرز تساؤلات، أهمها أن أحد الإعلاميين المشاركين من أميركا الجنوبية اختار الأوروغوياني لويس سواريز في المركز الأول على الرغم من أن المجلة الفرنسية حددت ثلاثة معايير للاختيار لا تنطبق جميعها على مهاجم برشلونة الاسباني، وهي:
1 - الأداء الفردي والجماعي (الألقاب) خلال السنة.
2 - مستوى اللاعب (الموهبة واللعب النظيف).
3 - مسيرة اللاعب.
اللافت أنّ صحيفة «ذي صن» البريطانية خرجت، أمس، بتقرير يشير إلى أن موقع «هوسكورد» الشهير والمتخصص وضع ميسي كمرشح أول لانتزاع «الكرة الذهبية» 2020، وفق الأرقام التي تحققت في الموسم الراهن، متقدماً على نجم باريس سان جرمان الفرنسي، كيليان مبابي، وليفاندوفسكي، فيما جاء نجم يوفنتوس الإيطالي، البرتغالي كريستيانو رونالدو في المركز الرابع، أمام دي بروين، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا (باريس سان جرمان)، الفرنسي ديميتري باييت (مارسيليا)، السلوفيني جوسيب إيليتيتش (أتالانتا الإيطالي)، الإنكليزي جايدون سانشو (بوروسيا دورتموند الألماني)، والألماني تيمو فيرنر (لايبزيغ).
قد يتفاجأ البعض بأن ميسي، الفائز بالجائزة ست مرات، يحتل المركز الأول، خصوصاً أن معدله التهديفي في الموسم الراهن، هبط، مقارنة بالمواسم السابقة، إلى جانب خسارته وبرشلونة على الجبهات المحلية كافة (كأس السوبر، الدوري وكأس الملك)، وفي ظل ترجيح عدم قدرته على التتويج بدوري الأبطال.
وفي حال أعاد البعض أحقية ميسي بـ«الكرة الذهبية» كونه صاحب الموهبة الثابتة، فأين كان هؤلاء في 2018 عندما انتزع الكرواتي لوكا مودريتش الجائزة؟ هل كانت موهبة ميسي «مجمّدة» مثلاً أو معلّقة؟
معلوم أن «ليو» ورونالدو سيطرا على «الكرة الذهبية» في السنوات الماضية، غير أن شكوك حامت حول تلك السطوة، وتحديداً في 2010 عندما حصل عليها الأرجنتيني «دون حق» في ظل تفوق زميله في برشلونة أندريس إنييستا والنجم الهولندي المتألق ويسلي شنايدر، وفي 2013 عندما انتزعها البرتغالي رغم التفوق البيّن للفرنسي فرانك ريبيري مع بايرن ميونيخ.
الكثير من الشكوك أحاطت بـ«الكرة الذهبية»، في السنوات القليلة الماضية، خصوصاً أن ثمة عدم وضوح في معاييرها.
صحيح أننا لم نكن نتمنى أن يجري حجبها، في العام الحالي، تفادياً لسلسلة امتدت من 1956، بيد أن «التوقف» لعام، لن يؤثر «في نظرنا» على جائزة... فقدت الكثير من بريقها.
9
مرّ إعلان مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية، الإثنين، عن عدم منح جائزة «الكرة الذهبية» للعام 2020 التي تخصص لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، مرور الكرام.
حجّة أن «للظروف الاستثنائية، ترتيبات استثنائية. للمرة الأولى في تاريخها الذي بدأ العام 1956، لن يتم منح جائزة الكرة الذهبية في غياب الظروف الملائمة الكافية»، جاءت «عارية» من الإقناع.
وبررت المجلة الخطوة بسلسلة من الأسباب، معتبرةً أنّ «عاماً فريداً إلى هذا الحد لا يمكن، ولا يجب، أن يتم التعامل معه كعام اعتيادي. في لحظات الشك، الامتناع أجدى من التشبث».
ورأت «فرانس فوتبول» أن المساواة تقتضي منح «الكرة الذهبية» بناءً على قواعد مقارنة متكافئة، وأن ذلك لن يكون ممكناً «في ظل وقف مواسم البعض بشكل قاطع» واستكمال مواسم آخرين.
النقطة الأخيرة، تحديداً، هي التي تستحق التوقف عندها، خصوصاً أن «الكرة الذهبية» نادراً ما خرجت، في اختيار فرسانها، عن سطوة البطولات الخمس الكبرى التي استؤنفت «رغم أنف فيروس كورونا»، باستثناء الدوري الفرنسي (ليغ 1) الذي جرى إنهاؤه بشكل مبكر، وبالتالي لم يُستكمل، إذ جرى تتويج باريس سان جرمان المتصدر باللقب.
في هذا السياق، يُطرح سؤال حول احتمال وجود رابط بين توقف الدوري «الفرنسي» وحجب «الجائزة» من قبل المجلة «الفرنسية» أيضاً.
وفوق كل ذلك، ثمة عدد من اللاعبين الذي تألقوا، في الموسم الراهن، الذي كان، حتى التوقف، قد بلغ الثلث الأخير منه، وبالتالي وجب تكريم من يستحق، ونتحدث هنا بالتحديد عن ثنائي ريال مدريد الإسباني، سيرخيو راموس والفرنسي كريم بنزيمة، ونجم بايرن ميونيخ الألماني، البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فضلاً عن لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، البلجيكي كيفن دي بروين.
حتى أنّ المجلة الغرّاء لم تنتظر استكمال دوري أبطال أوروبا و«يوروبا ليغ» لمقاربة مسألة حجب الجائزة بصورة أكثر منطقية.
لا شك في أنّ شماعة «كورونا» جاهزة دائماً مع ما يحيط بها من دوافع نبيلة تتجاوز الحاجة، أحياناً، حتى بدا المنظر أشبه بـ«من يرمي جاره بوردة... فيرديه قتيلاً».
اللافت أن الاتحاد الدولي للعبة كان اتخذ خطوة بحجب جوائز «الأفضل» للعام 2020، في منتصف مايو الماضي، عندما كانت الجائحة في عزّها، بيد أن «فرانس فوتبول» اتخذت قرارها بعد تبلور الرؤية وتبنّي «بروتوكولات صحية» صارمة وتحديد مواعيد المباريات وتتويج أندية بالألقاب المحلية وتأكيد المضي قدماً في المسابقتين الأوروبيتين (دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»).
المجلة اعتبرت أن الصيغ المختلفة التي سيتم بها استكمال بعض المسابقات القارية (مثل البطولة الختامية المختصرة التي سينظمها الاتحاد الأوروبي للعبة لاستكمال دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»)، بالإضافة إلى زيادة عدد التبديلات في المباريات (من ثلاثة إلى خمسة) وإقامة اللقاءات خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، كلها عوامل أخذت في الاعتبار لاتخاذ قرار عدم منح الجائزة.
هذه الحجج مردودة بالكامل، للأسباب التالية:
1- هل أن «الكرة الذهبية» تذهب دائماً إلى اللاعب المجلّي في المسابقتين الأوروبيتين؟ فالأرجنتيني ليونيل ميسي توّج، في الموسم الماضي، بالجائزة على الرغم من عدم فوزه بدوري الأبطال.
2 - ما الرابط بين زيادة عدد التبديلات من جهة وبين اختيار أفضل لاعب من جهة أخرى؟ وماذا لو استمر نظام التبديلات في الموسم المقبل وهو ما تقرر بالفعل؟ هل ستُحجب الجائزة مجدداً؟
3 - أين العلاقة بين إقامة المباريات من دون جماهير ومعايير اختيار أفضل لاعب؟
«فرانس فوتبول» ذاتها رجحت أن يكون المشاركون في عملية التصويت قد عانوا، خلال الأشهر الماضية، من «التشتت أو عدم التركيز على مهمتهم الرقابية (المتابعة للاختيار)، بسبب أولويات أخرى وأمور طارئة». ولكن كيف تأكدت المجلة من هذا المعطى؟
معلوم أنه، وبخلاف الجوائز الأخرى، تطرح إدارة التحرير في «فرانس فوتبول» 30 اسماً مرشحاً يجري اختيار خمسة منها وفق الترتيب التالي: الأول (6 نقاط)، الثاني (4)، الثالث (3)، الرابع (2)، والخامس (نقطة واحدة).
وهكذا يقوم إعلاميون يزيد عددهم على 150، من أوروبا وخارجها، بـ«المهمة»، غير أن الكشف عن النتائج، في السنة قبل الماضية مثلاً، أفرز تساؤلات، أهمها أن أحد الإعلاميين المشاركين من أميركا الجنوبية اختار الأوروغوياني لويس سواريز في المركز الأول على الرغم من أن المجلة الفرنسية حددت ثلاثة معايير للاختيار لا تنطبق جميعها على مهاجم برشلونة الاسباني، وهي:
1 - الأداء الفردي والجماعي (الألقاب) خلال السنة.
2 - مستوى اللاعب (الموهبة واللعب النظيف).
3 - مسيرة اللاعب.
اللافت أنّ صحيفة «ذي صن» البريطانية خرجت، أمس، بتقرير يشير إلى أن موقع «هوسكورد» الشهير والمتخصص وضع ميسي كمرشح أول لانتزاع «الكرة الذهبية» 2020، وفق الأرقام التي تحققت في الموسم الراهن، متقدماً على نجم باريس سان جرمان الفرنسي، كيليان مبابي، وليفاندوفسكي، فيما جاء نجم يوفنتوس الإيطالي، البرتغالي كريستيانو رونالدو في المركز الرابع، أمام دي بروين، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا (باريس سان جرمان)، الفرنسي ديميتري باييت (مارسيليا)، السلوفيني جوسيب إيليتيتش (أتالانتا الإيطالي)، الإنكليزي جايدون سانشو (بوروسيا دورتموند الألماني)، والألماني تيمو فيرنر (لايبزيغ).
قد يتفاجأ البعض بأن ميسي، الفائز بالجائزة ست مرات، يحتل المركز الأول، خصوصاً أن معدله التهديفي في الموسم الراهن، هبط، مقارنة بالمواسم السابقة، إلى جانب خسارته وبرشلونة على الجبهات المحلية كافة (كأس السوبر، الدوري وكأس الملك)، وفي ظل ترجيح عدم قدرته على التتويج بدوري الأبطال.
وفي حال أعاد البعض أحقية ميسي بـ«الكرة الذهبية» كونه صاحب الموهبة الثابتة، فأين كان هؤلاء في 2018 عندما انتزع الكرواتي لوكا مودريتش الجائزة؟ هل كانت موهبة ميسي «مجمّدة» مثلاً أو معلّقة؟
معلوم أن «ليو» ورونالدو سيطرا على «الكرة الذهبية» في السنوات الماضية، غير أن شكوك حامت حول تلك السطوة، وتحديداً في 2010 عندما حصل عليها الأرجنتيني «دون حق» في ظل تفوق زميله في برشلونة أندريس إنييستا والنجم الهولندي المتألق ويسلي شنايدر، وفي 2013 عندما انتزعها البرتغالي رغم التفوق البيّن للفرنسي فرانك ريبيري مع بايرن ميونيخ.
الكثير من الشكوك أحاطت بـ«الكرة الذهبية»، في السنوات القليلة الماضية، خصوصاً أن ثمة عدم وضوح في معاييرها.
صحيح أننا لم نكن نتمنى أن يجري حجبها، في العام الحالي، تفادياً لسلسلة امتدت من 1956، بيد أن «التوقف» لعام، لن يؤثر «في نظرنا» على جائزة... فقدت الكثير من بريقها.
9