حيث طاعة الوصي هي واحدة من أعمال العبادة التي أمرنا بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأنها واحدة من الأشياء التي تعود على الفرد والمجتمع بالعديد من الفوائد ونتائج إيجابية مختلفة
حديث عن طاعة ولي الامر
من المعروف أن الرسول الكريم كان دائما يدعونا إلى العديد من العبادات المختلفة، والتي من شأنها أن تكمل الدين، والأحاديث النبوية تعتبر تكميل للمصحف القرآني للتعرف على الكثير من الأحكام المختلفة، ومن بين الأمور التي رواها لنا الرسول عليه الصلاة والسلام هي ضرورة طاعة الوالدين، وطاعة ولي الأمر، ومن بين تلك الأحاديث التي تحدث عن طاعة ولاة الأمر هذا الحديث الآتي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني”. صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
كما أن هناك حديث نبوي شريف آخر، والذي يؤكد فيه الرسول على ضرورة طاعة أولاة الأمر، والحديث هو من الأحاديث النبوية الصحيجة، وهو عن حذيفة بن اليمان: قال: يا رسول الله: إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم، قلت: هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم، قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم، قلت: كيف؟ ققال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت لك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع”. صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ويتبين لما من هذين الحديثين الشريفين أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كان يدعو المسلمين أن يطيعوا ولي الأمر، ما دامت تلك الطاعة في أمر معروف، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام اشترط في تلك الطاعة أن يكون ولي الأمر مطيع لله، ومطيع للرسول ويسمع كل ما أمره الله عز وجل به، ويمتنع عن كل ما نهى الله عز وجل عنه، وفي هذه الحالة تكون طاعته واجبة.
وأما في حالة إن ولي الأمر يريد من القوم أن يطيعوه في أمر غير جيد، أو في عصيان لله عز وجل أو أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الحالة تكون الطاعة غير مفروضة.
ومعظم هذه الأحاديث النبوية الشريفة تدعو أيضًا إلى ضرورة طاعة أولياء البلاد، فليس المقصود في تلك الأحاديث هو ولي الأمر الخاص بكل شخص فقط، بل إن القصد هنا يكون على أساس جميع أولياء الأمور، والتي من بينهم حكام البلاد، ولذلك يجب على الشعب أن يطيع ولي أمره وحاكمه، وأيضًا طاعة الأب، وطاعة الحاكم الخاص بالمدينة الصغيرة، ويليه الحاكم.
فضل طاعة ولي الأمر
هناك الكثير من الفوائد والأفضال المختلفة التي تعود على العبد في حالة الالتزام بطاعة ولي الأمر، فهي من الأمور التي تعود عليه بالكثير من الأمور والثمرات المختلفة، ومن بينها الآتي:
1- نيل الثواب العظيم
تعتبر طاعة ولي الأمر هي واحدة من أفضل العبادات التي دعانا إليها الدين الإسلامي، ولقد خصها الله عز وجل بأنها من العبادات التي تكون من طاعته، ومن طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك من خلال الاستدلال بالكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي دعت إلى ضرورة الالتزام بطاعة ولي الأمر، وكذلك بعض الآيات القرآنية، والتي جاءت من خلال قول الله تعالى: وأطيعوا والله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، كما أن الرسول ذكر أن طاعة الله من طاعته، وطاعة الرسول تكون من خلال طاعة ولي الأمر، فتم ربطها بالطاعة، ولذلك فإنها من أسمى العبادات، والتي يجب التمسك به.
2- انتشار الأمن
كما أنها من العبادات التي تساعد على تشر الأمن، وذلك لأن طاعة ولي الأمر، تكون من طاعة الحاكم، ولو كل شخص تمسك بطاعة الحاكم، فإنه في تلك الحالة لا تكون هناك أي نوع من الفوضى في البلاد، وبذلك يعم الأمن والاستقرار بين الناس، وهي من الأمور الهامة لتقدم المجتمع بشكل عام ورخائه.
3- تلاحم المجتمع
كما تعتبر طاعة ولي الأمر هي واجدة من الأمور التي لها دور فعال تلاحم المجتمع ببعضه البعض، وذلك من خلال انتشار الأمن والاستقرار في المجتمع، وتقوية الصلات بين الناس، وفي حالة إن كان جميع الناس متفقين على طاعة الولي أو الحاكم فإنه يسود الأمن وينتشر التقدم، ويسعى كل شخص نحو هدف واحد وهو تحقيق المساواة والعدل في جميع مناطق البلاد، وهذا ما يكون من الأمور التي تزيد من الترابط والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع بل جميع الشعوب بشكل عام، ولذلك يجب الدعوة إلى تطبيق تلك العبادة السامية.