سقط الليل على سوءته في هوة الغيب
وظلت في المدى غيمة شؤم
شوهت ناصية الأفق
فجاء الفجر ممسوخاً كمن لا وجه له
ما الذي توحيه هذي البقعة السوداء؟!
هل من أحد خان صلاة الصبح؟!
أو طارده الوحش السماوي
بآيات العذاب المنزله!
أبداً يا سادن الوقت..
فـ (قانا) اغتسلت منذ هزيعين بأنفاس الفدائيين...
صلَّت بالمحبين
وفاض التين والزيتون من تلك الصلاة الطهر...
كأن الله لا يسمع من (قانا) سوى (فاتحة) الوعد
و(قداس) الوفاء الحر...
ما أجمل (يوحنا) على مبسمها يتلو حروف البسملة!!
عرفت كيف تعيد الأرز من رحلته عبر التراتيل
وتشفي الأرض من علتها بالحنظله
وتهادت تقرأ المنحوت من تاريخها في ورق التبغ وأنغام الحساسين
فطالت فرسخاً من شرف أنزلها في بيدر الشمس
وكان القمح في أشواقها يعمل
حتى هيأ الإفطار من وشوشة الحقل بأُذن السنبله
أفطرت بالأمل الأخضر (قانا)
ومضت تنبش صندوق بريد الأفق
حين اندلع الصبح عليها من ثنايا قنبله
(شهرزاد) انطفئي الآن
ويا ديك الحكايات احترق في صيحة اليأس
فلن يولد بعد اليوم فجر يستفز الأخيله
قفزت (كذبة نيسان) على السجن الخرافي
وصاغت في فم (التلمود) لحناً (سامرياً) من خوار (العجل)...
يادنيا اسمعي نغمة هذي المهزله
وتطلَّع يا زمان الفن
كي تلتقط المشهد من بين ثنايا المقصله
إنني أبصر (قانا) تدخل الآن إلى ذاكرة الأرض دخول الزلزله
المدى جمدّه الصمت
و(قانا) لم تزل خفاقة بالأسئله
ودوي يتعالى من دم (القرآن) و(الإنجيل)
حين اتحدا في شلو طفل وبقايا أرمله
من هنا تنبعث الوحدة يا (لبنان)...
لا طائفة تحتكر العشق الإلهي
ولا حزب سوى الموت الذي وحَّد في أكفانه الإنسان والأديان...
فالتابوت ميثاق وهذي الجثث البيض تواقيع سلامْ
هذه ذكراك يا (قانا)...
بياض كتبت فيه مزاريب الدم القاني ترانيم الغرامْ
إنها معجزة أخرى لـ (عيسى)
تبعث الوحدة من تحت الرخامْ
قامت الأجساد من تابوتها المجهول
والتفّتْ على التاريخ أسراب حمامْ
غردت.. فاتخذت ألحانها شكل السكاكين
لكي تفتق أحشاء الظلام
هرِّبي وحدتك العذراء يا (قانا) إلى صحرائنا..
صامدة كالخيمة الأولى
فقد نولد في التاريخ من رحم الخيامْ
غدُنا منزلق في جهة المجهول
والسيف الذي كان عليماً بالهوى..
أدركه في حضن ليلاه، المنامْ
حملتنا لغة الشعر
وما زلنا على متن حصان البرق
نرتاد متاهات الغمامْ
نحن لم ننحلَّ من أعرافنا
حين نصلي للتوابيت ونكسوها وشاحاً ووسامْ
كم تفتحنا على أجساد موتانا بساتين كلامْ
وقطفنا باقة صفراء للأجيال من تلك العظامْ
ووقفنا خارج الأفق (الجنوبي)
نحيي كل (فينيق) تجلى، طائراً من بين أنقاض الحقوبْ
سقط الكابوس واندكَّت هنا الأسطورة الكبرى، على صخر (الجنوبْ)
والضحايا لم تزل تصعد في غيم الرصاصات إلى سطح الغيوبْ
هاهنا روح (أبي ذر)
تدس الشغب الأحمر ما بين عروق الأرض..
ترعى الجبل المنحوت من صلب الفدائيين..
تسقي بذرة الثورة في أوردة الزيتون..
تستنبت في الأشياء إعصاراً إلهي الهبوبْ
كل شيء في (الجنوب)
ثائر صوَّفه العشق (الغفاري)
وأهداه مفاتيح الغيوبْ
كل شيء غارق في وجده الثوري
مجذوب إلى العصيان من حبل القلوبْ
يا (جنوباً) صارماً كالشمس في الموعد..
حتى موعد الموت على سيف الغروبْ
ساهراً في خندق التاريخ..
عيناه نبيّان من الصحوة والإيمان
ما انفكا يخطَّان وصايا الريح في سفر الدروبْ
يا ترى.. كم أكل الخندق من ساقيك؟!
والحزن الذي في وجهك الشاحب..
كم فض من النرجس في هذا الشحوبْ
آه من جغرافيا الأرض
وقد جارت على اللوزة
في خدّيْ صباياك
وأدمَتْ بين نهديها تويجات الطيوبْ
جسد وحَّدنا فيما يقولون
فما أكذبهم!!
كيف!! وأقدامك إقدام.. وأقدامي هروبْ
يا أبا الأقمار.. إذ تنجبها منك ثقوب البندقيات..
وما أجمل ما تنجبه تلك الثقوبْ!!
الفضاءات عذارى في أعاليك
فما يفعمها بالحب إلا كوكب يوقد من زيت الحروبْ
ليت قلبي طلقة تولد من رشاشك الفحل..
وروحي ليتها أنملة في يدك الولّادة البكر..
ألا أملك أن أصبح بعضاً منك في عصف الخطوبْ؟!!
لك عرق من دماء العز، موصول بأعناق الشعوبْ
شاعراً جئتك في ساقية من مفردات..
أعشق البارود من شدة ما أخشاه..
فاطردني.. أنا العشق الكذوبْ
أنا لا شيء سوى زخرفة الخنجر في كفيك..
هل تسعفك الزخرفة الحلوة.. والموت يلوبْ؟!!
غضبتي أرسمها بالإحتجاج اللازوردي
فما تكمل في أبعادها حتى تذوبْ
كيف لي أن أنتمي الآن إلى جرحك!!
وديان دمي ظامئة من نبضك الحر الغضوبْ
أنت عصيان (حسينيٌّ)..
وعصيان (الحسينيين) يأبى أن يتوبْ
وأنا التائب في صمت الأسى من (كربلاءاتي)..
أناجيها بلا (حائط مبكىً) حين تشتد الذنوبْ
علَّق الليل مواويلي على بانة سهد..
ورماني ظامئاً تحت دوالي الحزن كوبْ
لم أزل في الصحو سكران
بصهباء النضوبْ
** **
وظلت في المدى غيمة شؤم
شوهت ناصية الأفق
فجاء الفجر ممسوخاً كمن لا وجه له
ما الذي توحيه هذي البقعة السوداء؟!
هل من أحد خان صلاة الصبح؟!
أو طارده الوحش السماوي
بآيات العذاب المنزله!
أبداً يا سادن الوقت..
فـ (قانا) اغتسلت منذ هزيعين بأنفاس الفدائيين...
صلَّت بالمحبين
وفاض التين والزيتون من تلك الصلاة الطهر...
كأن الله لا يسمع من (قانا) سوى (فاتحة) الوعد
و(قداس) الوفاء الحر...
ما أجمل (يوحنا) على مبسمها يتلو حروف البسملة!!
عرفت كيف تعيد الأرز من رحلته عبر التراتيل
وتشفي الأرض من علتها بالحنظله
وتهادت تقرأ المنحوت من تاريخها في ورق التبغ وأنغام الحساسين
فطالت فرسخاً من شرف أنزلها في بيدر الشمس
وكان القمح في أشواقها يعمل
حتى هيأ الإفطار من وشوشة الحقل بأُذن السنبله
أفطرت بالأمل الأخضر (قانا)
ومضت تنبش صندوق بريد الأفق
حين اندلع الصبح عليها من ثنايا قنبله
(شهرزاد) انطفئي الآن
ويا ديك الحكايات احترق في صيحة اليأس
فلن يولد بعد اليوم فجر يستفز الأخيله
قفزت (كذبة نيسان) على السجن الخرافي
وصاغت في فم (التلمود) لحناً (سامرياً) من خوار (العجل)...
يادنيا اسمعي نغمة هذي المهزله
وتطلَّع يا زمان الفن
كي تلتقط المشهد من بين ثنايا المقصله
إنني أبصر (قانا) تدخل الآن إلى ذاكرة الأرض دخول الزلزله
المدى جمدّه الصمت
و(قانا) لم تزل خفاقة بالأسئله
ودوي يتعالى من دم (القرآن) و(الإنجيل)
حين اتحدا في شلو طفل وبقايا أرمله
من هنا تنبعث الوحدة يا (لبنان)...
لا طائفة تحتكر العشق الإلهي
ولا حزب سوى الموت الذي وحَّد في أكفانه الإنسان والأديان...
فالتابوت ميثاق وهذي الجثث البيض تواقيع سلامْ
هذه ذكراك يا (قانا)...
بياض كتبت فيه مزاريب الدم القاني ترانيم الغرامْ
إنها معجزة أخرى لـ (عيسى)
تبعث الوحدة من تحت الرخامْ
قامت الأجساد من تابوتها المجهول
والتفّتْ على التاريخ أسراب حمامْ
غردت.. فاتخذت ألحانها شكل السكاكين
لكي تفتق أحشاء الظلام
هرِّبي وحدتك العذراء يا (قانا) إلى صحرائنا..
صامدة كالخيمة الأولى
فقد نولد في التاريخ من رحم الخيامْ
غدُنا منزلق في جهة المجهول
والسيف الذي كان عليماً بالهوى..
أدركه في حضن ليلاه، المنامْ
حملتنا لغة الشعر
وما زلنا على متن حصان البرق
نرتاد متاهات الغمامْ
نحن لم ننحلَّ من أعرافنا
حين نصلي للتوابيت ونكسوها وشاحاً ووسامْ
كم تفتحنا على أجساد موتانا بساتين كلامْ
وقطفنا باقة صفراء للأجيال من تلك العظامْ
ووقفنا خارج الأفق (الجنوبي)
نحيي كل (فينيق) تجلى، طائراً من بين أنقاض الحقوبْ
سقط الكابوس واندكَّت هنا الأسطورة الكبرى، على صخر (الجنوبْ)
والضحايا لم تزل تصعد في غيم الرصاصات إلى سطح الغيوبْ
هاهنا روح (أبي ذر)
تدس الشغب الأحمر ما بين عروق الأرض..
ترعى الجبل المنحوت من صلب الفدائيين..
تسقي بذرة الثورة في أوردة الزيتون..
تستنبت في الأشياء إعصاراً إلهي الهبوبْ
كل شيء في (الجنوب)
ثائر صوَّفه العشق (الغفاري)
وأهداه مفاتيح الغيوبْ
كل شيء غارق في وجده الثوري
مجذوب إلى العصيان من حبل القلوبْ
يا (جنوباً) صارماً كالشمس في الموعد..
حتى موعد الموت على سيف الغروبْ
ساهراً في خندق التاريخ..
عيناه نبيّان من الصحوة والإيمان
ما انفكا يخطَّان وصايا الريح في سفر الدروبْ
يا ترى.. كم أكل الخندق من ساقيك؟!
والحزن الذي في وجهك الشاحب..
كم فض من النرجس في هذا الشحوبْ
آه من جغرافيا الأرض
وقد جارت على اللوزة
في خدّيْ صباياك
وأدمَتْ بين نهديها تويجات الطيوبْ
جسد وحَّدنا فيما يقولون
فما أكذبهم!!
كيف!! وأقدامك إقدام.. وأقدامي هروبْ
يا أبا الأقمار.. إذ تنجبها منك ثقوب البندقيات..
وما أجمل ما تنجبه تلك الثقوبْ!!
الفضاءات عذارى في أعاليك
فما يفعمها بالحب إلا كوكب يوقد من زيت الحروبْ
ليت قلبي طلقة تولد من رشاشك الفحل..
وروحي ليتها أنملة في يدك الولّادة البكر..
ألا أملك أن أصبح بعضاً منك في عصف الخطوبْ؟!!
لك عرق من دماء العز، موصول بأعناق الشعوبْ
شاعراً جئتك في ساقية من مفردات..
أعشق البارود من شدة ما أخشاه..
فاطردني.. أنا العشق الكذوبْ
أنا لا شيء سوى زخرفة الخنجر في كفيك..
هل تسعفك الزخرفة الحلوة.. والموت يلوبْ؟!!
غضبتي أرسمها بالإحتجاج اللازوردي
فما تكمل في أبعادها حتى تذوبْ
كيف لي أن أنتمي الآن إلى جرحك!!
وديان دمي ظامئة من نبضك الحر الغضوبْ
أنت عصيان (حسينيٌّ)..
وعصيان (الحسينيين) يأبى أن يتوبْ
وأنا التائب في صمت الأسى من (كربلاءاتي)..
أناجيها بلا (حائط مبكىً) حين تشتد الذنوبْ
علَّق الليل مواويلي على بانة سهد..
ورماني ظامئاً تحت دوالي الحزن كوبْ
لم أزل في الصحو سكران
بصهباء النضوبْ
** **