خبير اقتصادي: «واحد من أعظم الرياضيين على مر الأزمنة... في الرياضة الأكثر شعبية... وفي زمن لا تعتبر فيه كرة القدم من الرياضات الغنيّة» ضجّت الصحف والمواقع حول العالم، بما كشفته مجلة «فوربس» الأميركية بخصوص البرتغالي كريستيانو رونالدو وحقيقة أنه أصبح أول لاعب كرة قدم تصل ثروته إلى مليار دولار. وكشفت المجلة بأن القسم الأكبر من هذه الثروة تم جمعها من رواتب اللاعب (35 عاماً)، مع الأندية التي ارتدى قميصها خلال 17 سنة، بداية من ناسيونال ماديرا وسبورتنغ لشبونة (البرتغال) مروراً بمانشستر يونايتد (إنكلترا) وريال مدريد (إسبانيا)، وصولاً إلى يوفنتوس (إيطاليا). وأحصت «فوربس» رواتب «سي آر 7» من الأندية، فبلغت 650 مليون دولار، ستصل إلى 765 مليوناً، على الأقل، في حال أتمّ عقده مع الـ«يوفي» والممتد حتى يونيو 2022، ومن دون احتساب الأرباح المتوقعة من الفترة التالية لذلك. أما الجزء المتبقي من الأرباح فيعود إلى الأعمال الخاصة والإعلانات التي تظهر في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وذكرت «فوربس» أن البرتغالي هو ثالث رياضي في التاريخ يدخل «نادي المليار دولار» بعد الأميركيين، نجم الغولف، تايغر وودز الذي بلغ المليار في 2009، والملاكم فلويد مايويذر في 2017. معلوم أن البرتغالي هو الرياضي الأكثر متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويرتبط بعقود رعاية عدة، بينها عقد مع شركة «نايك» للملابس الرياضية منذ 2016 يربط اللاعب بها «طيلة حياته» مقابل 20 مليون دولار في السنة. ويبدو بأن جائحة فيروس «كورونا» لم تؤثر كثيراً على رونالدو، حيث أنه، وعلى رغم تخفيض راتبه بنسبة 30 في المئة دعماً للنادي، فإن مدخوله من راتبه حصراً يبلغ 60 مليون دولار في 2020. يقول خبير الاقتصاد الرياضي، نِك هاريس: «رونالدو واحد من أعظم الرياضيين على مر الأزمنة، في الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وفي زمن لا تعتبر فيه كرة القدم من الرياضات الغنيّة. رونالدو نجم شبّاك». على الأرض، لا يمكن التنكر الى فضل ميسي (32 عاما) في ما وصل إليه رونالدو من ملاءة مالية، علماً أنه يعتبر الأقرب للحاق بالأخير إلى «نادي المليار»، حيث جمع 605 ملايين دولار كرواتب فقط حتى الآن، من دون أن ننسى أنه بدأ مسيرته بعد البرتغالي بثلاثة أعوام. الصراع بين الرجلين كان، في الوقت نفسه، مثيراً ومفيداً، تحديداً عندما كانت المواجهة «مباشرة» في الفترة التي أمضاها رونالدو مع ريال مدريد. كانت «الحرب» بين الناديين «عالمية»، واستحوذت على انتباه الجميع، الأمر الذي ارتدّ أرباحاً يسيل لها اللعاب. رونالدو كان نجماً، داخل وخارج الملعب، فيما انحصر بريق ميسي على «العشب الأخضر»، الأمر الذي غزّى هذا الاختلاف بينهما. رونالدو كان «بخيلاً» إزاء زملائه، وسعى دائماً ليكون الهداف، بينما مال ميسي أكثر إلى المجموعة، وهو ما عبّر عنه مراراً من خلال طريقة احتفاله بأهداف لم يتدخل حتى في رسمها. على مستوى الألقاب المحققة خلال وجود رونالدو في مدريد، توج ميسي مع برشلونة بستة ألقاب في الدوري ولقبين في دوري أبطال أوروبا، فيما انتزع البرتغالي لقبّي دوري و4 دوري أبطال. وخلال صراعهما المباشر في إسبانيا، حصد «ليو» جائزة «الكرة الذهبية» 4 مرات، وهو العدد نفسه الذي بلغه الـ«دون». لا ننسى، هنا، بأن مباريات الـ«كلاسيكو» التي جمعت الناديين في الحقبة التي عاشها رونالدو في إسبانيا، كانت تحطم الأرقام القياسية، دورياً، لجهة المتابعة التلفزيونية حول العالم. أما على مستوى الاستفادة من الشهرة خارج الملاعب، فلم تكن هناك منافسة بينهما. فقد تفوق رونالدو بوضوح، معتمداً على مواطنه، أحد أبرز وكلاء الأعمال خورخي منديش، الذي ساهم، بشكل حاسم، في مضاعفة أعداد المعجبين بموكله، بفضل عقود جعلت منه أيقونة إعلانية لا تضاهى، من دون أن ينسى التركيز على الجانب الاجتماعي الذي ينعكس في صور تجمعه بأسرته في حساباته الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي. وفي يناير، بات رونالدو أول إنسان يصل عدد متابعيه في «إنستغرام» الى 200 مليون، قبل أن يرتفع، اليوم، ليصل إلى 222 مليوناً، تشكل جزءاً من مجموع 427 مليون متابع موزّعين بين «إنستغرام»، «فيسبوك» و«تويتر»، الأمر الذي جعل منه الرياضي الأكثر شهرة حول العالم، متجاوزاً بأشواط اللاعب الإنكليزي المعتزل، ديفيد بيكهام، الذي لا يقترب حتى منه بعدما أنهى مسيرته بـ500 مليون دولار، نصفها تقريباً من رواتب الأندية التي لعب لها، والنصف الآخر من «الأعمال الخارجية». وأشار أحد المواقع الشهيرة إلى أن رونالدو يتفوق بمفرده على عدد متابعي أندية الدوري الممتاز مجتمعين على «إنستغرام» والذي يبلغ نحو 131 مليون متابع فقط. معلوم أن سعر المنشور الواحد (إعلان) على حساب رونالدو في «إنستغرام» يبلغ 975 ألف دولار، متقدماً على البرازيلي نيمار (722)، ميسي (648)، البرازيلي رونالدينيو (357)، وبيكهام (256). وفي «تويتر»، يتصدر رونالدو الترتيب على مستوى الرياضيين عموماً وليس فقط لاعبي كرة القدم، بـ868604 دولارات عن المنشور الواحد، أمام الإسباني أندريس إنييستا (590825)، نيمار (478138)، ولاعب كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس (470356). رونالدو فرض نفسه «وجهاً» لعلامات تجارية رائدة، ويقول عن نفسه: «لا يوجد لاعب متكامل مثلي في العالم. فأنا ألعب جيداً بالقدمين، كما أنني سريع وقوي وجيد بضربات الرأس وأسجل الأهداف وأصنعها. لا أعتقد أني رأيت لاعباً أفضل مني على الإطلاق». لا شك في أنه استفاد جداً من الرواتب المجنونة التي فرضت نفسها على كرة القدم، في السنوات الأخيرة، فضلاً عن مردود منصات التواصل الاجتماعي وعقود الرعاية. مَن مِن عشاق كرة القدم ينكر موهبة وحضور «الظاهرة» البرازيلي رونالدو، الأرجنتيني دييغو مارادونا، والفرنسي ميشال بلاتيني؟ لا أحد بالتأكيد. موقع «فوكس سبورتس» أشار في تقرير إلى أنه لو تمت حسبة قيمة الدولار لدى انتقال هؤلاء الثلاثة من نادٍ إلأى آخر، قبل سنوات، لفرضوا أرقاماً خيالية. وذكرت أن انتقال رونالدو من برشلونة إلى إنتر ميلان الإيطالي، في 1997، كلّف 51 مليون دولار. وفي حال تمت الصفقة، اليوم، بحسب القيمة الراهنة للعملة الأميركية، لبلغت حدود الـ772 مليوناً. انتقال مارادونا من برشلونة الى نابولي الإيطالي في 1984 كلّف 12 مليون دولار فقط، وهو ما كان سيكلّف، اليوم، 609 ملايين. تحوُّل بلاتيني من سانت إتيان الفرنسي إلى يوفنتوس في 1982 كلّف النادي الإيطالي 6 ملايين دولار فقط، فيما تقدر الصفقة، اليوم، بـ599 مليوناً. في ما لو جرى «توحيد» الفترة الزمنية «العملية» لهؤلاء النجوم مع رونالدو، لكان الواقع اختلف، و«نادي المليار» تعزَّز حضوراً... بكثيرين. |