الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وجميع الأنبياء والمرسلين، ورضِي الله عن الصحابة الطيبين، وعمن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه جملة من فضائل إطعام الطعام وبذله، منتقاة من القرآن الكريم، وصحيح سنة النبي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها:
إطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويباعد من النار وينجي منها؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 8 - 12].
إطعام الطعام فضيلة، وهو مع السغب والجوع أفضل؛ قال الله عز وجل: ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ [البلد: 14]، وهذا من الأعمال الصالحة التي فيها نوعٌ من المشقة على النفس: بذل الطعام للمحتاج الذي لصق بالأرض من شدة الفاقة، فالأمر يحتاج إلى الاستعانة بالله عز وجل، والمجاهدة عليه لتحصيل مثل هذا الأجر والثواب العظيمين.
☆ إطعام الطعام حضَّنا الشرع عليه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة))؛ أخرجه البخاري رقم (٥٣٩٢)، ومسلم رقم (٢٠٥٨)، وبنحوه في صحيح مسلم رقم (٢٠٥٩) عن جابر رضي الله عنه، وعند ابن ماجه رقم (٣٢٢٥) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
قال العلامة العراقي رحمه الله في طرح التثريب (٦/ ١٥)، وهو يعدد فوائد الحديث: "الثانية: فيه الحض على إطعام الطعام، وأنه لا ينبغي أن يمتنع صاحبه من تقديمه لقلَّته، فالقليل يحصل الاكتفاء به كما يحصل الاكتفاء بالكثير."
إطعام الطعام وبذله من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وضرب من ضروب السرور:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أحب الناس إلى الله تعالى أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تُدخله على مسلم، أو تَكشف عنه كُربة، أو تَقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا..))؛ أخرجه الطبراني في الكبير وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٩٠٦).
إطعام الطعام من أفضل الأعمال:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، أو تَكشفُ عنه كُربةً، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي عنه دَيْنًا))، ولا شك أن إطعام الطعام وبذله منها.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطعمه خبزًا))؛ السلسلة الصحيحة رقم (٢٧١٥).
إطعام الطعام من بر الحج:
عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا: ((بر الحج إطعامُ الطعام، وطيب الكلام))؛ رواه الحاكم (١/ ٤٨٣)، وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (١٢٦٤).
إطعام الطعام وبذله أجلبُ للمحبة وأثبتُ للمودة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: ((أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله))؛ رواه النسائي في الكبرى، وابن ماجه رقم (٣٢٥٢)، وهو في إرواء الغليل تحت الحديث رقم (٧٧٧)، وفي السلسلة الصحيحة رقم (١٥٠١).
إطعام الطعام وبذله من الإيمان:
قال عمار رضي الله عنه: "ثلاث من جمعهنَّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار"؛ علَّقه البخاري ووصله غيره موقوفًا عليه وهو صحيح.
قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام (٢/ ٦١١): "ويا لها من كلمات ما أجمعها للخير".
إطعام الطعام مأمور به:
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا: ((أطعموا الطعام، وأطيبوا الكلام))؛ رواه الطبراني، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (١٤٦٥).
إطعام الطعام من عادات العرب:
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: هشام بن المغيرة كان يصل الرحم ويقري الضيف، ويفك العناة، ويُطعم الطعام، ولو أدرك أسلم، هل ذلك نافعه؟! قال: ((لا، إنه كان يعطي للدنيا وذِكرها وحمْدها، ولم يقل يومًا قط: رب اغفِر لي خطيئتي يوم الدين))؛ أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم (٦٩٦٥)، والطبراني في الكبير، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٢٩٢٧).
قال العلامة ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره (٨/ ٢١٩): "...إن قرى الضيف وإطعام الطعام كان من حميد أفعال أهل الشرك والإسلام التي حمد الله أهلها عليها وندَبهم إليها، وإن الله لم يحرِّم ذلك في عصر من العصور، بل ندب الله عباده وحثَّهم عليه".
وقال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة تحت الحديث رقم (٤٤) وهو يعدِّد فوائد حديث غير هذا: "الثانية: فضل إطعام الطعام، وهو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب
على غيرهم من الأمم، ثم جاء الإسلام وأكَّد ذلك أيما توكيد".
إطعام الطعام دلالة على الخيرية:
عن صهيب رضي الله عنه قال: قال عمر: أي رجل أنت، لولا خصال ثلاث فيك! قال: وما هن؟ فذكر منهنَّ: وفيك سرف في الطعام، فقال: وأما قولك: فيك سرف في الطعام، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خياركم من أطعم الطعام))؛ أخرجه أحمد، وغيره، وانظر: السلسلة الصحيحة رقم (٤٤).
وفي بعض طرقه: "فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام".
إطعام الطعام من أسباب رفعة الدرجات:
عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: ثلاث كفارات وثلاث درجات، وثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، وفيه: ((وأما الدرجات، فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام))؛ أخرجه البزار رقم (٨٠)، وهو في السلسلة الصحيحة تحت الحديث رقم (١٨٠٢).
وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((رأيتُ ربي في أحسن صورة..))، وفيه: ((ثم قال: فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات؟ قلت: إسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: فما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصلاة بالليل والناس نيام...))؛ أخرجه الطبراني في الدعاء، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٣١٦٩).
إطعام الطعام من الإسلام:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرَفت ومَن لم تعرف))؛ أخرجه البخاري رقم (١٢)، ومسلم رقم (٣٩)، وبوَّب له البخاري رحمه الله في صحيحه: باب: إطعام الطعام من الإسلام.
إطعام الطعام وبذله أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله، أوصني؟ قال: ((أفش السلام وابذل الطعام، واستحي من الله استحياءك رجلًا من أهلك، وإذا أسأت فأحسن، ولتحسن خُلقك ما استطعت))؛ أخرجه البزار (٢١٧٢ الكشف)، وغيره وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٣٥٥٩).
إطعام الطعام وبذله من أسباب دخول الجنة:
عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال وفيه: ((فكان أول شيء سمعتُه تكلَّم به أن قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها الناس، أفشِوا السلام وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل
والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام))؛ أخرجه الترمذي، وابن ماجه رقم (١٣٣٥٣٢٥١) وغيرهما، وصححه الألباني في إرواء الغليل تحت الحديث رقم (٧٧)، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٥٦٩).
وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام)). أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (٩٨١)، والترمذي، وابن ماجه رقم (٣٦٩٤) وغيرهم، وهو في إرواء الغليل تحت الحديث رقم (٧٧٧)، وفي السلسلة الصحيحة رقم (٥٧١).
وعن هاني أنه لَمَّا وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: يا رسول الله، أي شيء يوجب الجنة؟! قال: ((عليك بحسن الكلام، وبذل الطعام))؛ أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والحاكم (١/ ٢٣)، وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (١٩٣٩).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتُك طابت نفسي، وقرت عيني، وفيه قال: ((قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذتُ به دخلت الجنة؟! قال: أفشِ السلام، وأطعم الطعام، وصلِ الأرحام، وقمْ بالليل والناس نيام، ثم ادخُل الجنة بسلام))؛ أخرجه أحمد (٢/ ٢٩٥)، والحاكم (٤/ ١٩٢)، قال الألباني رحمه الله: "قلت: وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين غير أبي ميمونة، وهو ثقة كما في التقريب، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافَقه الذهبي"؛ إرواء الغليل تحت الحديث رقم؛ (٧٧٧).
فهذه جملة من فضائل إطعام الطعام وبذله، منتقاة من القرآن الكريم، وصحيح سنة النبي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها:
إطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويباعد من النار وينجي منها؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 8 - 12].
إطعام الطعام فضيلة، وهو مع السغب والجوع أفضل؛ قال الله عز وجل: ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ [البلد: 14]، وهذا من الأعمال الصالحة التي فيها نوعٌ من المشقة على النفس: بذل الطعام للمحتاج الذي لصق بالأرض من شدة الفاقة، فالأمر يحتاج إلى الاستعانة بالله عز وجل، والمجاهدة عليه لتحصيل مثل هذا الأجر والثواب العظيمين.
☆ إطعام الطعام حضَّنا الشرع عليه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة))؛ أخرجه البخاري رقم (٥٣٩٢)، ومسلم رقم (٢٠٥٨)، وبنحوه في صحيح مسلم رقم (٢٠٥٩) عن جابر رضي الله عنه، وعند ابن ماجه رقم (٣٢٢٥) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
قال العلامة العراقي رحمه الله في طرح التثريب (٦/ ١٥)، وهو يعدد فوائد الحديث: "الثانية: فيه الحض على إطعام الطعام، وأنه لا ينبغي أن يمتنع صاحبه من تقديمه لقلَّته، فالقليل يحصل الاكتفاء به كما يحصل الاكتفاء بالكثير."
إطعام الطعام وبذله من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وضرب من ضروب السرور:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أحب الناس إلى الله تعالى أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تُدخله على مسلم، أو تَكشف عنه كُربة، أو تَقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا..))؛ أخرجه الطبراني في الكبير وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٩٠٦).
إطعام الطعام من أفضل الأعمال:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، أو تَكشفُ عنه كُربةً، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي عنه دَيْنًا))، ولا شك أن إطعام الطعام وبذله منها.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطعمه خبزًا))؛ السلسلة الصحيحة رقم (٢٧١٥).
إطعام الطعام من بر الحج:
عن جابر رضي الله عنه مرفوعًا: ((بر الحج إطعامُ الطعام، وطيب الكلام))؛ رواه الحاكم (١/ ٤٨٣)، وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (١٢٦٤).
إطعام الطعام وبذله أجلبُ للمحبة وأثبتُ للمودة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: ((أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله))؛ رواه النسائي في الكبرى، وابن ماجه رقم (٣٢٥٢)، وهو في إرواء الغليل تحت الحديث رقم (٧٧٧)، وفي السلسلة الصحيحة رقم (١٥٠١).
إطعام الطعام وبذله من الإيمان:
قال عمار رضي الله عنه: "ثلاث من جمعهنَّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار"؛ علَّقه البخاري ووصله غيره موقوفًا عليه وهو صحيح.
قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام (٢/ ٦١١): "ويا لها من كلمات ما أجمعها للخير".
إطعام الطعام مأمور به:
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا: ((أطعموا الطعام، وأطيبوا الكلام))؛ رواه الطبراني، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (١٤٦٥).
إطعام الطعام من عادات العرب:
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: هشام بن المغيرة كان يصل الرحم ويقري الضيف، ويفك العناة، ويُطعم الطعام، ولو أدرك أسلم، هل ذلك نافعه؟! قال: ((لا، إنه كان يعطي للدنيا وذِكرها وحمْدها، ولم يقل يومًا قط: رب اغفِر لي خطيئتي يوم الدين))؛ أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم (٦٩٦٥)، والطبراني في الكبير، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٢٩٢٧).
قال العلامة ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره (٨/ ٢١٩): "...إن قرى الضيف وإطعام الطعام كان من حميد أفعال أهل الشرك والإسلام التي حمد الله أهلها عليها وندَبهم إليها، وإن الله لم يحرِّم ذلك في عصر من العصور، بل ندب الله عباده وحثَّهم عليه".
وقال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة تحت الحديث رقم (٤٤) وهو يعدِّد فوائد حديث غير هذا: "الثانية: فضل إطعام الطعام، وهو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب
على غيرهم من الأمم، ثم جاء الإسلام وأكَّد ذلك أيما توكيد".
إطعام الطعام دلالة على الخيرية:
عن صهيب رضي الله عنه قال: قال عمر: أي رجل أنت، لولا خصال ثلاث فيك! قال: وما هن؟ فذكر منهنَّ: وفيك سرف في الطعام، فقال: وأما قولك: فيك سرف في الطعام، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خياركم من أطعم الطعام))؛ أخرجه أحمد، وغيره، وانظر: السلسلة الصحيحة رقم (٤٤).
وفي بعض طرقه: "فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام".
إطعام الطعام من أسباب رفعة الدرجات:
عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: ثلاث كفارات وثلاث درجات، وثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، وفيه: ((وأما الدرجات، فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام))؛ أخرجه البزار رقم (٨٠)، وهو في السلسلة الصحيحة تحت الحديث رقم (١٨٠٢).
وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((رأيتُ ربي في أحسن صورة..))، وفيه: ((ثم قال: فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات؟ قلت: إسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: فما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصلاة بالليل والناس نيام...))؛ أخرجه الطبراني في الدعاء، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٣١٦٩).
إطعام الطعام من الإسلام:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرَفت ومَن لم تعرف))؛ أخرجه البخاري رقم (١٢)، ومسلم رقم (٣٩)، وبوَّب له البخاري رحمه الله في صحيحه: باب: إطعام الطعام من الإسلام.
إطعام الطعام وبذله أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله، أوصني؟ قال: ((أفش السلام وابذل الطعام، واستحي من الله استحياءك رجلًا من أهلك، وإذا أسأت فأحسن، ولتحسن خُلقك ما استطعت))؛ أخرجه البزار (٢١٧٢ الكشف)، وغيره وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٣٥٥٩).
إطعام الطعام وبذله من أسباب دخول الجنة:
عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال وفيه: ((فكان أول شيء سمعتُه تكلَّم به أن قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها الناس، أفشِوا السلام وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل
والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام))؛ أخرجه الترمذي، وابن ماجه رقم (١٣٣٥٣٢٥١) وغيرهما، وصححه الألباني في إرواء الغليل تحت الحديث رقم (٧٧)، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٥٦٩).
وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام)). أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (٩٨١)، والترمذي، وابن ماجه رقم (٣٦٩٤) وغيرهم، وهو في إرواء الغليل تحت الحديث رقم (٧٧٧)، وفي السلسلة الصحيحة رقم (٥٧١).
وعن هاني أنه لَمَّا وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: يا رسول الله، أي شيء يوجب الجنة؟! قال: ((عليك بحسن الكلام، وبذل الطعام))؛ أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والحاكم (١/ ٢٣)، وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (١٩٣٩).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتُك طابت نفسي، وقرت عيني، وفيه قال: ((قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذتُ به دخلت الجنة؟! قال: أفشِ السلام، وأطعم الطعام، وصلِ الأرحام، وقمْ بالليل والناس نيام، ثم ادخُل الجنة بسلام))؛ أخرجه أحمد (٢/ ٢٩٥)، والحاكم (٤/ ١٩٢)، قال الألباني رحمه الله: "قلت: وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين غير أبي ميمونة، وهو ثقة كما في التقريب، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافَقه الذهبي"؛ إرواء الغليل تحت الحديث رقم؛ (٧٧٧).