لا تَخشَ عَدوى مَن أَبَحتَ ذِمارَهُ
مَن ماتَ قَلباً لَم تَعِش أَضغانُهُ
دَعهُ لِأَحداثِ الزَمانِ دَرِيَّةً
أَتُراهُ يُكرِمُ مَن هَواكَ هَوانُهُ
وَإِذا أَرَدتَ بَوارَ مَملَكَةٍ طَغَت
سَفَهاً فَبَعثُكَ رايَةً عُنوانُهُ
فَلَقَد أَطاعَكَ مَن أَحَبَّ حَياتَهُ
فيها وَلَجَّ بِخائِنٍ طُغيانُهُ
فَليَطلُبِ الرومُ الأَمانَ فَقَد بَدَت
لَهُمُ خُشونَةُ صارِمٍ وَلَيانُهُ
هَجَرَ الرُقادُ جُفونَهُم مُذ نَبَّهوا
مَن لا تَنامُ عَلى القَذى أَجفانُهُ
ذا العَزمُ جَأشُ الدَهرِ مِنهُ مُرَوَّعٌ
وَالجَيشُ يَفتَرِسُ العِدى فُرسانُهُ
ضَمِنَت سُوافَ مُعانِديهِ سُيوفُهُ
فَأَمَرَّ عَيشَ عُداتِهِ مُرّانُهُ
وَلَقَد سَمَت شَرَفاً مُلوكٌ قُسِّمَت
فيما تَقَدَّمَ بَينَها بُلدانُهُ
بَجَحوا بِها وَأَجَلَّ عَنها نَفسَهُ
مُذ حازَها فَوُلاتُها غِلمانُهُ
فَلِذا الجُيوشُ يَقودُها وَيَسودُها
بَنجوتَكينُ أَميرُها وَطُغانُهُ
وَاللَهُ جاءَ بِها عَلى أَعقابِهِم
لِيَفيضَ مِن إِحسانِهِم إِحسانُهُ
يُغني غَناءَ سُيوفِهِم إيعادُهُ
وَتَفيضُ فَيضَ بِحارِهِم غُدرانُهُ
وَالغَيثُ لَيسَ يَنوبُ عَنهُ وَطالَما
غابَ الغَمامُ فَنابَ عَنهُ بَنانُهُ
يَحوي النَباهَةَ مَن تَقَدَّمَ فَضلُهُ
لا مَن تَقَدَّمَ عَصرُهُ وَأَوانُهُ
هَل مَن يُساهِمُ وَالمُعَلّى سَهمُهُ
إِن كانَ بَعدَ الأَنبِياءِ زَمانُهُ
فَليَدرِ أَملاكُ الطَوائِفِ أَنَّهُ
فَلَكٌ تَضَمَّنَ سَلبَها دَوَرانُهُ
فَلِما حَمَت أَتراكَها أَتراكُهُ
وَلِما حَمَت سودانَها سودانُهُ
يا كافِيَ الإِسلامِ غَيرَ مُشارِكٍ
فِتناً تَشيبُ لِهَولِها وَلِدانُهُ
أَغنى صِفاتِكَ عَن شَهادَةِ شاهِدٍ
مَجدٌ لَعَمرُكَ واضِحٌ بُرهانُهُ
حُزتَ الفَضائِلَ لَيسَ يُمكِنُ جَحدُها
وَالصُبحُ لَيسَ بِمُمكِنٍ كِتمانُهُ
بِشراً يُبَشِّرُ بِالغِنى إيماضُهُ
كَالبَرقِ دَلَّ عَلى الوَرى لَمَعانُهُ