بسم الله الرحمن الرحيم
رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ))([1]).
[الشرح]:
هذه الدعوة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن جدعان، كما في التخريج في الحاشية: أنه لم يقل: ((رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)): ((أي لم يكن مصدّقاً بالبعث، ومن لم يصدّق به فهو كافر، ولا ينفعه عمل، قال القاضي عياض رحمه اللَّه تعالى: ((وقد انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم، ولا يثابون عليها بنعيم، ولا تخفيف عذاب، لكن بعضهم أشد عذاباً من بعض، بحسب جرائمهم))([2]).
ومما لا يخفى في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوة في الذكر دلالة جليلة على أهميتها، وكذلك أنها جاء عن خليل الرحمن في قوله: "وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ"([3]).
فإذا كان خليل الرحمن يطمع أن يغفر له خطيئته يوم القيامة، فمن باب أولى نحن أن نسأل اللَّه تعالى، ونلحَّ عليه في ذلك، فدلّت هذه الدعوة على أنها مطلب [إبراهيم أحد] أولي العزم من الرسل، وذلك:
أن من غفر اللَّه تعالى له ذنوبه، قد نجى من كل مرهوب، وتحصَّل له كل مرغوب في ذلك اليوم العظيم، وقوله: ((يوم الدين)) دون ذكر غيره من أسماء يوم القيامة، لا ستحضار أهمية هذا المطلب في ذلك اليوم الذي يكون فيه العبد أحوج ما يكون إلى مغفرة الرب العظيم؛ فإن يوم الدين يوم الجزاء والحساب على الأعمال؛ لأن الرب عز شأنه من أسمائه ((الدَّيان))([4]).
ومعناه: الذي يحاسب ويجازي العباد أجمعين.
فيفصل بينهم بالحق المبين، بميزان العدل، والحق، والفصل يوم الدين، فينبغي للعبد أن يعتني بهذه الدعوة المباركة اقتداءً واتباعاً.
([1]) مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل، برقم 214، قيل للنبي r: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: ((لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)).
([2]) شرح النووي، 2/89 .
([3]) سورة الشعراء، الآية: 82 .
([4]) كما جاء في الحديث الصحيح: (( ... أنا الملك أنا الديَّان))، أخرجه البخاري معلقاً في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:(ولا تنفع الشفاعة عنده)، قبل الحديث رقم 7841، وأحمد، برقم 16042، والحاكم، 2/ 432، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3608 .
الكلم الطيب
رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ))([1]).
[الشرح]:
هذه الدعوة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن جدعان، كما في التخريج في الحاشية: أنه لم يقل: ((رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)): ((أي لم يكن مصدّقاً بالبعث، ومن لم يصدّق به فهو كافر، ولا ينفعه عمل، قال القاضي عياض رحمه اللَّه تعالى: ((وقد انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم، ولا يثابون عليها بنعيم، ولا تخفيف عذاب، لكن بعضهم أشد عذاباً من بعض، بحسب جرائمهم))([2]).
ومما لا يخفى في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوة في الذكر دلالة جليلة على أهميتها، وكذلك أنها جاء عن خليل الرحمن في قوله: "وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ"([3]).
فإذا كان خليل الرحمن يطمع أن يغفر له خطيئته يوم القيامة، فمن باب أولى نحن أن نسأل اللَّه تعالى، ونلحَّ عليه في ذلك، فدلّت هذه الدعوة على أنها مطلب [إبراهيم أحد] أولي العزم من الرسل، وذلك:
أن من غفر اللَّه تعالى له ذنوبه، قد نجى من كل مرهوب، وتحصَّل له كل مرغوب في ذلك اليوم العظيم، وقوله: ((يوم الدين)) دون ذكر غيره من أسماء يوم القيامة، لا ستحضار أهمية هذا المطلب في ذلك اليوم الذي يكون فيه العبد أحوج ما يكون إلى مغفرة الرب العظيم؛ فإن يوم الدين يوم الجزاء والحساب على الأعمال؛ لأن الرب عز شأنه من أسمائه ((الدَّيان))([4]).
ومعناه: الذي يحاسب ويجازي العباد أجمعين.
فيفصل بينهم بالحق المبين، بميزان العدل، والحق، والفصل يوم الدين، فينبغي للعبد أن يعتني بهذه الدعوة المباركة اقتداءً واتباعاً.
([1]) مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل، برقم 214، قيل للنبي r: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: ((لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)).
([2]) شرح النووي، 2/89 .
([3]) سورة الشعراء، الآية: 82 .
([4]) كما جاء في الحديث الصحيح: (( ... أنا الملك أنا الديَّان))، أخرجه البخاري معلقاً في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:(ولا تنفع الشفاعة عنده)، قبل الحديث رقم 7841، وأحمد، برقم 16042، والحاكم، 2/ 432، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3608 .
الكلم الطيب